تكنولوجيا بيئية مبتكرة لاستعادة الموارد من مياه الفضلات

توفر منتجات طبيعية للأغراض الصناعية والزراعية

تكنولوجيا بيئية مبتكرة لاستعادة الموارد من مياه الفضلات
TT

تكنولوجيا بيئية مبتكرة لاستعادة الموارد من مياه الفضلات

تكنولوجيا بيئية مبتكرة لاستعادة الموارد من مياه الفضلات

تشارك 18 مؤسسة من سبع دول أوروبية في مشروع يهدف إلى استعادة الموارد الطبيعية من مياه التصريف والفضلات. ويأتي هذا المشروع مع ازدياد الحاجة الماسة لتوفير مصادر المياه، والضغوط العالمية الحالية على الموارد المائية المتاحة، وارتفاع تكاليف تشغيل وصيانة معالجة مياه الفضلات.
- استعادة الموارد
وقد صمم مشروع «إنكوفر» incover (التكنولوجيا البيئية المبتكرة لاستعادة الموارد من مياه الفضلات) لنقل معالجة مياه الفضلات من تكنولوجيا الصرف الصحي في المقام الأول، إلى صناعة استرداد الموارد. ويقوم المشروع بتطوير تكنولوجيات مبتكرة لمعالجة المياه العادمة لاستعادة الطاقة والمغذيات والمياه لأغراض الري وكذلك المنتجات الحيوية ذات القيمة المضافة مثل البلاستيك الحيوي PHA).) وتشارك فيه من إسبانيا وألمانيا واليونان والبرتغال والدنمارك وفرنسا وبريطانيا. وينسق أعماله مركز التكنولوجيا «أيمن» aimen في إسبانيا. وقد تم بالفعل اختبار التكنولوجيات بشكل منفرد على نطاق المختبرات وفي إطار المشروع، ويتم الجمع بينها على نطاق تجريبي لمعالجة المياه العادمة الزراعية والبلدية والصناعية. ويهدف الجمع بين التكنولوجيات إلى الحد بنسبة 50 في المائة على الأقل، من تكاليف المعالجة التقليدية لمياه الفضلات وذلك من خلال استخدام مياه الفضلات كمصدر للطاقة وخفض انبعاثات الغازات بنسبة تصل إلى 80 في المائة. وهذا ينسجم بشكل وثيق مع استراتيجية الاتحاد الأوروبي. وخلال النصف الأول من المشروع، تم تنفيذ تكنولوجيات «إنكوفر» من خلال ثلاث دراسات إفرادية في ثلاثة مواقع - اثنتان في إسبانيا (فيلياديكانز Viladecans وشيقلانا - الميريا Chiclana - Almeria) وواحدة في ألمانيا - لايبزيغ).
- بلاستيك وغاز حيويان
وفي فيلياديكانز يتم إنتاج البلاستيك الحيوي من المياه العادمة. والبلاستيك الحيوي هو نوع من أنواع البلاستيك يصمم بعضها فقط بحيث يمكنها أن تتحلل عضوياً في الظروف الطبيعية. ويتم تصنيعه من مصادر حيوية مثل الزيوت والدهون النباتية ونشا الذرة والبازلاء.
وفي شيقلانا، ينتج البلاستيك الحيوي من خلال ارتفاع معدل طحالب البركةHRAP) ) باستخدام البكتيريا الأرجوانية. والهدف هو الوصول إلى إنتاج يبلغ 3.5 كلغم من البلاستيك الحيوي في اليوم الواحد.
وفي كلا الموقعين الإسبانيين، يتم التعامل مع الكتلة الحيوية في مياه المجاري لإنتاج الغاز الحيوي بمعدل 150 لتراً في اليوم. وتنتج تقنية تطوير الغاز الحيوي المبتكرة الميثان الحيوي بتركيز 92 في المائة بتكلفة منخفضة، ويمكن حقن هذا الميثان ذي الجودة العالية في شبكات الغاز الطبيعي أو استخدامه كوقود حيوي.
وقد ابتكرت حلول مطورة منخفضة التكلفة تسمح بإنتاج الأسمدة الحيوية.
كما تستخدم أنظمة التطهير التي تعمل بالطاقة الشمسية في المنطقتين الإسبانيتين لضمان إعادة استخدام المياه بشكل آمن للري كما هو الحال في حقول عباد الشمس أو حقول الأعشاب. وقد تم نشر نظام الري الذكي في كل حقل لضمان كفاءة الطاقة والمياه. مجموعة من أجهزة الاستشعار / المحركات مثل أجهزة استشعار الرطوبة وصمامات المياه وأجهزة الاتصال (العقد والبوابات) والتي تسمح بتدفق المياه في الوقت اللازم يجب أن تكون مصممة على توفير الري الصحيح. ويمكن رصد النظام عن بعد والتحكم فيه باستخدام التطبيقات المستندة إلى الإنترنت.
- أحماض عضوية
وفي منطقة مدينة لايبزيغ الألمانية يتم التعامل مع المياه العادمة الصناعية من قطاع الأغذية، لأغراض إنتاج الأحماض العضوية من خلال التكنولوجيا الحيوية القائمة على الخميرة. ويوفر المشروع إنتاج حامض الستريك من مياه الفضلات الزيتية. ويستخدم هذا الحامض أساساً في المنظفات ومستحضرات الغسيل، وهو بديل مستدام وفعال من حيث التكلفة، مقارنة بإنتاجه من المواد الخام القائمة على النفط.
وبعد استخراج حامض الستريك فإن ما يتبقى يستخدم لإنتاج الغاز الحيوي. أما الرواسب اللاهوائية الزائدة فيتم التعامل معها من خلال ما يسمى «عملية الكربنة الحرارية المائية» التي تسمح بتحويل الكتلة الحيوية إلى منتجات كربونية قيمة مثل البيوشار biochar المستخدم للتدفئة المحلية أو كسماد، والكربون الأسود المستخدم كعامل تعزيز في الإطارات.
وللتحكم في جميع هذه العمليات الحيوية وتحسينها يجري تطوير أجهزة استشعار ذكية. ويجري تقييم تكنولوجيات التغطية المتكاملة وفقا لأدائها البيئي والاجتماعي والاقتصادي، وتدمج النتائج تدريجياً في أداة لنظام دعم القرارات.
وتأمل الجهات المشاركة في المشروع أن تركز الجهود لاحقاً على التنفيذ الأمثل لجميع العمليات وتكثيف استراتيجيات الاستغلال والتسويق لاستيعاب السوق لتكنولوجيا هذا المشروع البيئي.


مقالات ذات صلة

«أرامكس»: نظام روبوتي بميناء جدة و«درون» لتوصيل الطرود

تكنولوجيا تمتد المنشأة على مساحة 18.500 متر مربع وتتميز بنظام فرز آلي متقدم يضم 120 مركبة موجهة آلياً لمعالجة معالجة 4 آلاف شحنة/ ساعة (أرامكس)

«أرامكس»: نظام روبوتي بميناء جدة و«درون» لتوصيل الطرود

تمتد المنشأة على مساحة 18.500 متر مربع وتتميز بنظام فرز آلي متقدم لمعالجة 4 آلاف شحنة في الساعة.

نسيم رمضان (لندن)
تحليل إخباري يتخوف مراقبون من أن حظر «تيك توك» بالولايات المتحدة قد يدفع دولاً أخرى لاتخاذ خطوات مماثلة (أدوبي)

تحليل إخباري ماذا يعني حظر «تيك توك» لـ170 مليون مستخدم أميركي؟

سيغيّر الحظر الطريقة التي يتفاعل بها ملايين المستخدمين مع المحتوى الرقمي بالولايات المتحدة.

نسيم رمضان (لندن)
عالم الاعمال «هونر» تُطلق هاتف «ماجيك 7 برو» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

«هونر» تُطلق هاتف «ماجيك 7 برو» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

أعلنت شركة «هونر» العالمية للتكنولوجيا عن إطلاق هاتفها الجديد «هونر ماجيك 7 برو» في أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

خاص «باين آند كومباني»: الذكاء الاصطناعي التوليدي ليس مجرد أداة لتحسين الكفاءة بل وسيلة لتحويل الموارد البشرية إلى قوة دافعة (أدوبي)

خاص تسخير الذكاء الاصطناعي لتطوير الموارد البشرية وإدارة المواهب بفاعلية

الذكاء الاصطناعي التوليدي يُحدث نقلة نوعية في الموارد البشرية عبر الأتمتة والكفاءة والابتكار.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا تعتمد النوافذ الذكية على جسيمات نانوية دقيقة تتلاعب بالضوء والحرارة من خلال عمليات التبعثر والامتصاص (أدوبي)

نوافذ ذكية تنظّم نقل الضوء والحرارة

تُعدل جسيمات نانوية دقيقة من شفافية وخصائص النوافذ الحرارية في الوقت الفعلي.

نسيم رمضان (لندن)

حشرات روبوتية لتلقيح المحاصيل الزراعية

الروبوت الجديد يزن أقل من مشبك الورق (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)
الروبوت الجديد يزن أقل من مشبك الورق (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)
TT

حشرات روبوتية لتلقيح المحاصيل الزراعية

الروبوت الجديد يزن أقل من مشبك الورق (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)
الروبوت الجديد يزن أقل من مشبك الورق (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)

طوّر باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) في الولايات المتحدة روبوتات صغيرة بحجم الحشرات، قادرة على الطيران لفترات طويلة، مما يمهد الطريق لاستخدامها في التلقيح الميكانيكي للمحاصيل.

وأوضح الباحثون أن هذه الابتكارات تهدف إلى مساعدة المزارعين في مزارع متعددة المستويات، مما يعزز الإنتاجية ويقلل من الأثر البيئي للزراعة التقليدية، ونُشرت النتائج، الأربعاء، في دورية (Science Robotics).

ويُعد تلقيح المحاصيل عملية أساسية لضمان إنتاج الفواكه والخضراوات، ويعتمد عادةً على الحشرات الطبيعية مثل النحل. إلا أن التغيرات البيئية واستخدام المبيدات أدّيا إلى تراجع أعداد النحل بشكل ملحوظ؛ مما يبرز الحاجة إلى حلول مبتكرة.

في هذا السياق، يشير الفريق إلى أن الروبوتات الطائرة يمكن أن تأتي بديلاً واعداً، حيث يمكنها محاكاة وظائف النحل بدقة وسرعة في تلقيح النباتات بفضل تقنيات متقدمة تشمل الأجنحة المرنة والمحركات الاصطناعية، تمكّن هذه الروبوتات من أداء مناورات معقدة والطيران لفترات طويلة.

وأوضح الفريق أن الروبوت الجديد يزن أقل من مشبك الورق، ويتميز بقدرته على الطيران لمدة 17 دقيقة، وهو رقم قياسي يزيد بمائة مرة عن التصاميم السابقة. كما يمكنه الطيران بسرعة تصل إلى 35 سم/ثانية، وأداء مناورات هوائية مثل الدوران المزدوج في الهواء.

ويتكون الروبوت من أربع وحدات بأجنحة مستقلة، مما يحسن من قوة الرفع ويقلل الإجهاد الميكانيكي. ويتيح التصميم مساحة لإضافة بطاريات وأجهزة استشعار صغيرة مستقبلاً، ما يعزز إمكانيات الروبوت للاستخدام خارج المختبر.

وأشار الباحثون إلى أن العضلات الاصطناعية التي تحرك أجنحة الروبوت صُنعت باستخدام مواد مرنة مدعومة بالكربون النانوي، الأمر الذي يمنحها كفاءة أكبر. كما تم تطوير مفصل جناح طويل يقلل الإجهاد في أثناء الحركة، باستخدام تقنية تصنيع دقيقة تعتمد على القطع بالليزر.

ونوّه الفريق بأن هذه الروبوتات تُعَد خطوة كبيرة نحو تعويض نقص الملقحات الطبيعية مثل النحل، خصوصاً في ظل التراجع العالمي في أعدادها.

ويأمل الباحثون في تحسين دقة الروبوتات لتتمكن من الهبوط على الأزهار والتقاط الرحيق، إلى جانب تطوير بطاريات وأجهزة استشعار تجعلها قادرة على الطيران في البيئة الخارجية.

كما يعمل الباحثون على إطالة مدة طيران الروبوتات لتتجاوز ساعتين ونصف ساعة؛ لتعزيز استخدامها في التطبيقات الزراعية وتحقيق الزراعة المستدامة.