سيرة بني هلال في افتتاح أيام قرطاج المسرحية

انطلقت الدورة العشرون لأيام قرطاج المسرحية بعرض ملحمة «خضراء» للمخرج التونسي حافظ خليفة، وهي مقتبسة من ملحمة «الجازية الهلالية»، وعرض مسرحية «راجع ع فلسطين»، وهي مسرحية فلسطينية تأتي في إطار الاحتفاء بفلسطين خلال هذه الدورة.
كما تحتفي الأيام بمرور 35 سنة على تأسيسها، من خلال شعار «استنطاق ذاكرة المهرجان» الذي اختارته وعملت من خلاله على استعادة ذاكرة المهرجان وتكريم عدد كبير من المسرحيين التونسيين والعرب ممن أثروا الفن الرابع.
وتأتي ملحمة «خضراء» للمسرحي التونسي حافظ خليفة على مرحلة تاريخية من مراحل أبطال السيرة الهلالية، وتنطلق من جذور السيرة الهلالية، تحديداً من سيرة الزير سالم جد قبيلة بني هلال، لتمتد إلى «تغريبة بني هلال» المعروفة وخروجهم من مصر نحو تونس، ومساهمتهم في إثراء النّسيج الاجتماعي التونسي إثر استقرارهم.
وقدّمت الملحمة حياة البادية وما يميّزها من أهازيج وأشعار وصراعات ومعارك وأفراح، وعرضت مختلف ميزات الحياة البدوية من رقصات شعبية على غرار «الزناقري» و«الفزاعي» و«النخان».
وأدت مجموعة مهمة من المسرحيين التونسيين أهم أدوار هذه الملحمة على غرار صلاح مصدق وصالح الجدي وكمال العلاوي وعبد اللطيف بوعلاق ونور الدين العياري، إلى جانب دليلة المفتاحي ونادرة لملوم وليلى الشابي.
ويشارك 117 عملاً مسرحياً من 39 دولة في الدورة الجديدة لأيام قرطاج المسرحية، التي تمتد من 8 إلى 16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، من بينها 11 مسرحية تتنافس على جوائز «أيام قرطاج المسرحية»، وستكون تونس ممثلة في المسابقة الرّسمية للمهرجان بعملين مسرحيين هما «ذاكرة قصيرة» لوحيد العجمي، و«جويف» (يهودي) للمخرج حمادي الوهايبي.
وتتنافس على جوائز المسابقة الرّسمية أعمال عربية وأفريقية هي: «تقاسيم على الحياة» من العراق، و«عبث» من المغرب، و«الساعة الأخيرة» من مصر.
وتسجّل سوريا حضورها بمسرحية «تصحيح ألوان»، ويشارك الأردن بمسرحية عنوانها «هاملت بعد حين»، والكويت بمسرحية «يوميات أدت إلى الجنون»، في حين ستكون الإمارات العربية المتحدة ممثلة بمسرحية «المجنون» في هذه المسابقة.
ومن أفريقيا، تشارك التوغو بمسرحية «في ظل الوحدة بحقول القطن»، وتشارك غينيا بمسرحية «ضجيج الجسد».
ويرأس المسرحي التونسي حمدي الحمايدي لجنة التحكيم التي تتألّف من الأعضاء كمال العلاوي من تونس، والزيّاني شريف عياد من الجزائر، وشادية زيتون من لبنان، وهشام كفارنة من سوريا، وموابيلاي مبونقا من الكونغو.
وخلال ردهات هذه الأيام المسرحية، كرّم المهرجان عدداً من المسرحيين التونسيين والعرب والأفارقة ممن أغنوا المسرح بأعمالهم من بينهم: صباح بوزويتة، ولطيفة القفصي، ودليلة المفتاحي، ومنصور الصغير، وصابر الحامي، والبحري الرحالي من تونس، وغنام غنام من فلسطين، وعبد الله راشد من الإمارات، وخالد الطريفي من الأردن، وحسن كوياتي من بوركينا فاسو، وكارول مولنكا كارامارا من رواندا.
ولعطائهم المسرحي الغزير، كرمت «أيام قرطاج المسرحية»، كلاً من منى نور الدين وعبد العزيز المحرزي من تونس، وأسعد فضة من سوريا، وعبد الرحمن أبو زهرة من مصر، وسامي عبد الحميد من العراق، وحسن المنيعي من المغرب، وأحمد أقومي من الجزائر، وويلي سوينكا من نيجيريا.