وسيلة جديدة لتحويل نصوص قصص الأطفال للغة الإشارة

التطبيق الإلكتروني «ستوري ساين» (هواوي)
التطبيق الإلكتروني «ستوري ساين» (هواوي)
TT

وسيلة جديدة لتحويل نصوص قصص الأطفال للغة الإشارة

التطبيق الإلكتروني «ستوري ساين» (هواوي)
التطبيق الإلكتروني «ستوري ساين» (هواوي)

توصل فريق من الباحثين بشركة «هواوي» الصينية للإلكترونيات إلى وسيلة فريدة لمساعدة الأطفال الذين يعانون من الصمم على تعلم لغة الإشارة، عن طريق استخدام تقنيات الذكاء الصناعي في ابتكار تطبيق يمكنه تحويل النصوص في قصص الأطفال إلى تلك اللغة التي يستخدمها الصم والبكم في التواصل مع الآخرين.
ونبعت فكرة هذا التطبيق الإلكتروني من الشعور بالإحباط الذي ينتاب الآباء عندما يحاولون قراءة كتاب ما لطفلهم المصاب بالصمم، والمعاناة التي يجابهونها في محاولة توصيل المضمون إلى هؤلاء الأطفال.
ومن أجل علاج هذه المشكلة، ابتكر الباحثون بقسم الذكاء الصناعي في «هواوي» التطبيق الإلكتروني «ستوري ساين» أي «القصة بلغة الإشارة» الذي يمكن تحميله على الهاتف المحمول أو الكومبيوتر اللوحي وتغذيته بالقصص التي تثير اهتمام الطفل.
ويتضمن التطبيق الإلكتروني نموذجاً مجسماً على شكل فتاة تستخدم لغة الإشارة لقراءة كلمات القصة مع ظهور النص الأصلي مكتوباً أسفل الشاشة.
وكلما قام الشكل المجسم بعمل الإشارة الدالة على كلمة ما، يتم تظليل هذه الكلمة على الشاشة، مما يساعد الطفل على الربط بين الإشارات والكلمات، وهو ما يضفي طابعا تعليميا على التطبيق، بما دوره الترفيهي.
وأفاد الموقع الإلكتروني «فيز دوت أورج» المتخصص في التكنولوجيا الحديثة أن شركة «هواوي» تعاونت مع شركة «أردمان أنيميشن» لتصميم الرسوم المتحركة من أجل ابتكار الشكل المجسم الذي أطلقوا عليه اسم «ستار». ومن مزايا هذه الفتاة الكرتونية أنها تستخدم تعبيرات الوجه وإشارات الجسم لنقل المشاعر والانفعالات المختلفة خلال أحداث القصة، لمساعدة الطفل على فهم المعنى الحقيقي للكلمات في سياق القصة.
وتم تطوير هذا التطبيق الإلكتروني بدعم من الاتحاد الأوروبي للصم، والجمعية البريطانية للصم، وهو متوفر مجاناً على نظامي تشغيل «أندرويد» و«أبل»، وتم إنتاجه بعشر لغات مختلفة في عشر دول أوروبية.
ويقول المطورون إنه إذا ما حقق هذا التطبيق انتشاراً، فسوف يتم توفيره في مزيد من المناطق بلغات أخرى.



قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)
TT

قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)

جدد الحكم القضائي الصادر في مصر ضد شاب بتهمة ابتزاز وتهديد الطفلة «هنا»، ابنة الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسبب انتشاره بكثافة، ومدى المخاطر التي يحملها، لا سيما ضد المراهقات.

وقضت محكمة جنايات المنصورة بالحبس المشدد 3 سنوات على المتهم، وهو طالب بكلية الهندسة، بعد ثبوت إدانته في ممارسة الابتزاز ضد ابنة شيرين، إثر نجاحه في الحصول على صور ومقاطع فيديو وتهديده لها بنشرها عبر موقع «تيك توك»، إذا لم تدفع له مبالغ مالية كبيرة.

وتصدرت الأزمة اهتمام مواقع «السوشيال ميديا»، وتصدر اسم شيرين «الترند» على «إكس» و«غوغل» في مصر، الجمعة، وأبرزت المواقع عدة عوامل جعلت القضية مصدر اهتمام ومؤشر خطر، أبرزها حداثة سن الضحية «هنا»، فهي لم تتجاوز 12 عاماً، فضلاً عن تفكيرها في الانتحار، وهو ما يظهر فداحة الأثر النفسي المدمر على ضحايا الابتزاز حين يجدون أنفسهم معرضين للفضيحة، ولا يمتلكون الخبرة الكافية في التعامل مع الموقف.

وعدّ الناقد الفني، طارق الشناوي، رد فعل الفنانة شيرين عبد الوهاب حين أصرت على مقاضاة المتهم باستهداف ابنتها بمثابة «موقف رائع تستحق التحية عليه؛ لأنه اتسم بالقوة وعدم الخوف مما يسمى نظرة المجتمع أو كلام الناس، وهو ما يعتمد عليه الجناة في مثل تلك الجرائم».

مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «أبناء المشاهير يدفعون أحياناً ثمن شهرة ومواقف ذويهم، مثلما حدث مع الفنانة منى زكي حين تلقت ابنتها حملة شتائم ضمن الهجوم على دورها في فيلم (أصحاب ولاّ أعز) الذي تسبب في موجة من الجدل».

وتعود بداية قضية ابنة شيرين عبد الوهاب إلى مايو (أيار) 2023، عقب استدعاء المسؤولين في مدرسة «هنا»، لولي أمرها وهو والدها الموزع الموسيقي محمد مصطفى، طليق شيرين، حيث أبلغته الاختصاصية الاجتماعية أن «ابنته تمر بظروف نفسية سيئة للغاية حتى أنها تفكر في الانتحار بسبب تعرضها للابتزاز على يد أحد الأشخاص».

ولم تتردد شيرين عبد الوهاب في إبلاغ السلطات المختصة، وتبين أن المتهم (19 عاماً) مقيم بمدينة المنصورة، وطالب بكلية الهندسة، ويستخدم حساباً مجهولاً على تطبيق «تيك توك».

شيرين وابنتيها هنا ومريم (إكس)

وأكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، أن «الوعي لدى الفتيات والنساء هو كلمة السر في التصدي لتلك الجرائم التي كثُرت مؤخراً؛ نتيجة الثقة الزائدة في أشخاص لا نعرفهم بالقدر الكافي، ونمنحهم صوراً ومقاطع فيديو خاصة أثناء فترات الارتباط العاطفي على سبيل المثال»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «كثيراً من الأشخاص لديهم وجه آخر صادم يتسم بالمرض النفسي أو الجشع والرغبة في الإيذاء ولا يتقبل تعرضه للرفض فينقلب إلى النقيض ويمارس الابتزاز بكل صفاقة مستخدماً ما سبق وحصل عليه».

فيما يعرّف أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بمصر، الابتزاز الإلكتروني بوصفه «استخدام التكنولوجيا الحديثة لتهديد وترهيب ضحية ما، بنشر صور لها أو مواد مصورة تخصها أو تسريب معلومات سرية تنتهك خصوصيتها، مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح المبتزين».

ويضيف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «مرتكب الابتزاز الإلكتروني يعتمد على حسن نية الضحية وتساهلها في منح بياناتها الخاصة ومعلوماتها الشخصية للآخرين، كما أنه قد يعتمد على قلة وعيها، وعدم درايتها بالحد الأدنى من إجراءات الأمان والسلامة الإلكترونية مثل عدم إفشاء كلمة السر أو عدم جعل الهاتف الجوال متصلاً بالإنترنت 24 ساعة في كل الأماكن، وغيرها من إجراءات السلامة».

مشدداً على «أهمية دور الأسرة والمؤسسات الاجتماعية والتعليمية والإعلامية المختلفة في التنبيه إلى مخاطر الابتزاز، ومواجهة هذه الظاهرة بقوة لتفادي آثارها السلبية على المجتمع، سواء في أوساط المشاهير أو غيرهم».