إطلاق نار قرب «الخط الأزرق» يفاقم التوتر الحدودي مع إسرائيل

قائد الجيش اللبناني يؤكد الجهوزية للحفاظ على الأمن

دورية للجيش اللبناني في المنطقة الحدودية (أ.ف.ب)
دورية للجيش اللبناني في المنطقة الحدودية (أ.ف.ب)
TT

إطلاق نار قرب «الخط الأزرق» يفاقم التوتر الحدودي مع إسرائيل

دورية للجيش اللبناني في المنطقة الحدودية (أ.ف.ب)
دورية للجيش اللبناني في المنطقة الحدودية (أ.ف.ب)

أكد قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، أن الجيش «سيبقى في جهوزية دائمة ليلعب دوره في الحفاظ على الأمن في الداخل كما على الحدود»، وذلك بعد أيام من التوتر على الحدود الجنوبية.
وتواصل التوتر على الحدود الجنوبية اللبنانية إثر عملية عسكرية بدأتها إسرائيل يوم الثلاثاء الماضي، للبحث عن أنفاق تابعة لـ«حزب الله»، حيث وقعت حادثة إطلاق نار من الجانب الإسرائيلي، تضاربت الأنباء حولها. فقد أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية بأن الجنود الإسرائيليين أطلقوا النار في الهواء، أمس، بعد انتشارهم قرب «الخط الأزرق» في منطقة كروم الشراقي شرق ميس الجبل، بسبب الضباب الكثيف بعد تفاجئهم بدورية روتينية لمخابرات الجيش اللبناني في الأراضي اللبنانية.
لكن إسرائيل سردت رواية مختلفة، إذ أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته فتحت النار بعد رصدها ثلاثة أشخاص يشتبه في أنهم تابعون لـ«حزب الله». وقال الجيش، في بيان، إن هؤلاء اقتربوا من القوات الإسرائيلية التي تشن عملية على الجانب الآخر من الحدود ضد أنفاق تقول إسرائيل إن «حزب الله» حفرها عبر الحدود اللبنانية وتصل إلى شمال إسرائيل. وقال البيان إن الجنود أطلقوا النار باتجاه المشتبه بهم، مشيراً إلى أن الثلاثة فروا من المنطقة، وأن العمل استؤنف كالمعتاد.
وحضرت تلك التطورات في تصريحات قائد الجيش الذي زار كتيبة الحراسة والمدافعة عن مطار رفيق الحريري الدولي، وتفقد سير العمل فيها، ثم انتقل إلى قاعدة بيروت الجوية وجال في الجناح الفني للقوات الجوية واطّلع على قدراتها في مجال المساعفة والصيانة والعمل المستمر للحفاظ على جهوزية الطائرات، وذلك في حضور عدد من الضباط.
وفي كلمته للعسكريين، نوَّه قائد الجيش بجهودهم للحفاظ على أمن المطار في ظلّ التحديات الأمنية الكبيرة من خلال توقيف المخلّين بالأمن وضبط عمليات التهريب، التي تشكل تحدياً كبيراً لأهم دول العالم، التي تسعى إلى الاستثمار في الأمن والجيش في ضوء ما تواجهه من تحديات.
وأكد أن «وجود الجيش في المطار يوازي بأهميته حضوره على طول الحدود والمعابر»، مشيراً إلى أن الاستقرار الأمني «عامل أساسي في الدورة الاقتصادية، خصوصاً خلال فترة الأعياد». ولفت إلى أن الجيش «سيبقى في جهوزية دائمة ليلعب دوره في الحفاظ على الأمن في الداخل، كما على الحدود»، وأن «ما يميزه هو الإرادة القوية والتفاني في تنفيذ المهمة الموكلة إليه، وذلك على رغم الإمكانات المادية واللوجستية المتواضعة»، مؤكداً أن الجيش «سيبقى قبلة أنظار اللبنانيين ومحط ثقتهم».
وبعد أنباء عن تسجيل خروقات إسرائيلية لـ«الخط الأزرق»، أعلنت الناطقة باسم قوات حفظ السلام العاملة في الجنوب (اليونيفل) ماليني يانسن، أن «(اليونيفيل) اطلعت على التقارير الإعلامية التي تحدثت عن خرق حفارة إسرائيلية لـ(الخط الأزرق) أمس (الأول)، وقد تحققت بشكل مستقل من الخبر وتوصلت إلى أنه لم يكن هناك خرق».
هذا، وتواصل «اليونيفيل» مراقبة «الخط الأزرق»، بالتنسيق الوثيق مع القوات المسلحة اللبنانية، «وسوف تبلغ عن أي خرق لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 وفقاً لولايتها». ولا يزال الوضع يحافظ على هدوئه في منطقة عمليات «اليونيفيل» جنوب نهر الليطاني.
ويعيش المشهد السياسي توتراً منذ يوم الثلاثاء، تحسباً لأي تطور على الحدود، في ظل تهديدات إسرائيلية متواصلة بتوسيع رقعة البحث عن الأنفاق إلى العمق اللبناني. وقال رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، أمس، تعليقاً على الأحداث التي تجري على الحدود اللبنانية، «إنهم يكبرون الموضوع وينسون الأرض اللبنانية المحتلة والانتهاكات الإسرائيلية شبه اليومية».
بدوره، استبعد السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبكين، «أيَّ تطوّرات أمنية أو تغيّر في الاستراتيجية جرّاء عملية (درع الشمال)»، واضعاً ما يُثار من قبل إسرائيل حول النفق في إطار التكتيك بهدف البروباغندا وإثارة الرأي العام وليس لخلفيات أمنية وعسكرية.
وقال، في تصريح، «لو كان الأمر خطيراً فعلاً لتم بحثه في صالات مغلقة، وعبر الخبراء ولجنة الناقورة ومجلس الأمن إذا اقتضى الأمر ذلك، ولا يمكن الحديث عن خرق لـ1701 من دون جمع المعطيات اللازمة من منظمات الأمم المتحدة في لبنان». وأكد «أن الحكومة اللبنانية، كما (حزب الله)، لا يريدان التصعيد، فلا خوف على الأمن والاستقرار في لبنان الذي يحرص عليه المجتمع الدولي ومجموعة الدعم الدولية».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.