توقعات بمصالحة بين البشير وأفورقي اليوم في أديس أبابا

على هامش الاحتفال بيوم القوميات والشعوب الإثيوبية

صورة ارشيفية للقاء الرئيسين السوداني عمر البشير والأريتري أسياس افورقي في الخرطوم (غيتي)
صورة ارشيفية للقاء الرئيسين السوداني عمر البشير والأريتري أسياس افورقي في الخرطوم (غيتي)
TT

توقعات بمصالحة بين البشير وأفورقي اليوم في أديس أبابا

صورة ارشيفية للقاء الرئيسين السوداني عمر البشير والأريتري أسياس افورقي في الخرطوم (غيتي)
صورة ارشيفية للقاء الرئيسين السوداني عمر البشير والأريتري أسياس افورقي في الخرطوم (غيتي)

تتوقع مصادر صحفية أن يشهد احتفال القوميات والشعوب الإثيوبية السنوي، لقاء يجمع الرئيسين السوداني عمر البشير والإريتري آسياس أفورقي، حال مشاركة الأخير في الاحتفال، وذلك على خلفية المصالحات التي تجري في الإقليم بقيادة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد.
وفيما أعلن في الخرطوم أن الرئيس البشير سيتوجه اليوم إلى إثيوبيا للمشاركة في احتفال القوميات الإثيوبية السنوي، لم تتأكد مشاركة نظيره الإثيوبي أفورقي بعد، بيد أن مصادر صحافية رجحت مشاركة الرجل في الاحتفال الذي تقيمه إثيوبيا سنوياً، احتفاءً بالاعتراف الدستوري بتنوعها الثقافي والعرقي.
وبحسب موقع «الشروق نت» الحكومي، يجري الرئيس البشير على هامش الاحتفالات مباحثات مع رئيس الوزراء آبي أحمد، ويعقد قمة ثلاثية بينه وآبي أحمد، والرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر قيلي، تبحث القضايا الإقليمية، وينتظر أن يشارك الرؤساء الثلاثة في وضع حجر الأثاث للمركز الثقافي الإثيوبي - السوداني.
وتوترت العلاقات السودانية - الإريترية منذ يناير (كانون الثاني) 2018، وأدى التوتر إلى إغلاقه حدوده مع إريتريا، وإعلانه حالة الطوارئ في ولاية كسلا الحدودية، وأرسل تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المنطقة تحسباً لتهديدات عسكرية وأمنية، إثر رصده - كما قيل وقتها - تحركات عسكرية كبيرة مدعومة مصرياً، في معسكر «ساوا» القريب من الحدود المشتركة.
ويتوقع التقاء الرئيسين البشير وأفورقي خلال مشاركتهما في المناسبة، دون ورود تأكيدات إثيوبية بمشاركة رجل أسمرا القوي في الاحتفال، بيد أن صحيفة سودانية محلية، نقلت عن مصادر أكدت مشاركة الرجل في المناسبة. وأفلح آبي أحمد في إنهاء خصومات طويلة بين بلاده وإريتريا، كما أسهم في إنهاء الجفوة بين أسمرا وجيرانها في الصومال وجيبوتي، وبحكم العلاقات المتشابكة في الإقليم يتوقع أن يفتح ملف الخرطوم وأسمرا. وكان متوقعاً أن يتم لقاء الرجلين أثناء انعقاد قمة دول مجموعة الهيئة الحكومية للتنمية (إيقاد) في أديس أبابا سبتمبر (أيلول) الماضي المخصصة لتوقيع اتفاقية سلام جنوب السودان، لكن الرئيس أفورقي لم يشارك في تلك القمة التي استعادت خلالها بلاده عضويتها في المجموعة.
ونقلت الصحيفة المقربة من الحكومة أخيراً، أن عودة العلاقات الطبيعية بين السودان وإريتريا باتت وشيكة، وذلك على خلفية جهود إقليمية وداخلية أفلحت في طي الخلافات بين البلدين، بما يعيد فتح الحدود المشتركة.
ونقلت صحيفة «المجهر السياسي» أن أحد مساعدي البشير مقرب من أسمرا، مكث هناك شهراً بكامله لتهيئة الأجواء لمصالحة سودانية - إريترية، وأن الرئاسة السودانية تتابع مبادرات تقوم بها أحزاب سياسية سودانية على علاقة بأفورقي، وتتابع كذلك جهوداً إقليمية ودولية تعمل على إنهاء التصعيد بين البلدين، لكنها لم تفصح عن كنهها.
ونسبت إلى نائب الرئيس في حزب المؤتمر الوطني الحاكم ومساعده فيصل حسن إبراهيم، توقعاته بعقد قمة ثنائية بين البشير وأفورقي في وقت لاحق، فيما كشفت مواقع صحافية عن جهود يبذلها مسؤولون سودانيون يسعون لإعادة تطبيع العلاقات.
ويرافق البشير إلى إثيوبيا كل من وزير رئاسة الجمهورية فضل عبد الله فضل ووزير الخارجية الدرديري محمد أحمد، ومدير جهاز الأمن والمخابرات صلاح عبد الله «قوش».
وتحتفل إثيوبيا في ديسمبر (كانون الأول) من كل عام بيوم الشعوب والقوميات، ويتوافق ذلك مع ذكرى مصادقة «الدستور الفيدرالي» الذي أقرت فيه المساواة بين قوميات وشعوب البلاد في 1994.



فيروس «HMPV»... ما هو؟ وهل يتحوّل إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

فيروس «HMPV»... ما هو؟ وهل يتحوّل إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.