وزراء «تكنوقراط» عراقيون برسم المحاصصة

وزراء «تكنوقراط» عراقيون برسم المحاصصة
TT

وزراء «تكنوقراط» عراقيون برسم المحاصصة

وزراء «تكنوقراط» عراقيون برسم المحاصصة

في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حضر رئيس الوزراء «المكلف» - آنذاك - عادل عبد المهدي إلى مبنى البرلمان العراقي وفي جيبه الأيمن قائمة بـ24 وزيراً.
في الوقت نفسه، كان الوزراء الأربع والعشرون قد جلسوا على طاولة بانتظار تكريسهم عبر التصويت وزراءً في حكومة عبد المهدي العتيدة. وبعد خلافات شديدة بدأت عملية التصويت لكنها انتهت عند حد 14 وزيراً تم التصويت عليهم كانت كافية لأن تمشي الحكومة، ويتحول عادل عبد المهدي، رجل الاقتصاد والسياسة المثقف، من رئيس وزراء مكلف إلى رئيس وزراء بكامل الصلاحيات التنفيذية.
الوزراء الـ14 الذين مضوا بالتصويت ردّدوا قسم التثبيت، بينما ظل الوزراء الثمانية المتبقون يتقدمهم المرشح للداخلية فالح الفياض ينتظرون منذ شهرين حسم الخلافات حول تثبيتهم أو تغييرهم. ولكن مثلما تتضمن قائمة الوزراء الثمانية مرشحين مختلفاً عليهم، ما عدا مرشح الداخلية الفياض، هناك أيضاً المرشح لحقيبة وزارة الدفاع فيصل الجربا والمرشح لحقيبة وزارة العدل دارا نور الدين اللذان ينتظران، والسبب الخلاف بين الحزبين الكرديين وكذلك الخلاف على المرشح الذي لا يزال غير معروف لوزارة الهجرة، وهل هو من المكوّن المسيحي أم الأيزيدي؟
أما الوزراء الذين «مرّوا» - أو بالأحرى، ثبت تعيينهم - فهم في غالبيتهم العظمى تكنوقراطيون لكن برسم المحاصصة. وباستثناء 4 منهم جراء اختيارهم بإرادة رئيس الوزراء، ويقال عبر النافذة الإلكترونية، فإن الباقين جرى ترشيحهم من قبل كتلهم وأحزابهم.
الوزراء الأربعة الذين اختارهم عبد المهدي ويحملون شهادات دكتوراه في مجال تخصصهم، هم:
1 - وزير الخارجية محمد علي الحكيم، وهو دبلوماسي محترف، ووزير سابق للاتصالات، كما سبق له أن كان سفير العراق لدى الأمم المتحدة. أما آخر منصب شغله قبل استدعائه لتولي وزارة الخارجية فهو نائب رئيس منظمة «الأسكوا» التابعة للأمم المتحدة.
2 - وزير النفط ثامر الغضبان، وهو وزير نفط سابق، وكبير المستشارين في عهد حكومة نوري المالكي.
3 - وزير الصحة الدكتور علاء عبد الصاحب العلوان، وهو وزير سابق للصحة وخبير في مجال تخصصه. وكان آخر منصب شغله قبل اختياره وزيراً للصحة ممثلاً للعراق في منظمة الصحة العالمية.
4 - وزير الكهرباء لؤي الخطيب، وهو خبير متخصص في شؤون الطاقة، وكان يرأس قبل توزيره رئيس مجلس سياسات الطاقة.
ونشير إلى أنه بين الوزراء الباقين، فإن وزير الاتصالات نعيم الربيعي، المتخصص في مجال الاتصالات، لا يزال مطارداً من قبل «هيئة المساءلة والعدالة» بسبب شموله بإجراءات «اجتثاث البعث»، وأحمد العبيدي وزير الرياضة والشباب، وهو متخصص في المجال الرياضي وكان لاعباً معروفاً في لعبة كرة اليد، وهو أيضاً ما زال مطارداً بالشائعات بشبهات جنائية على الرغم من نفيه لها. ويبقى أن الوزراء الباقين على القائمة، وهم وزراء النقل والزراعة والصناعة والتجارة والموارد المائية والإعمار والإسكان والمالية، فلا مشكلة لديهم سواء في مجال تخصصهم أو على مستوى الشائعات.


مقالات ذات صلة

أفريقيا... ساحة تنافس جديد بين الهند والصين

حصاد الأسبوع Chinese Foreign Minister Wang Yi (C) speaks during a press conference with Senegal's Foreign Minister Yassine Fall (L) and Congo Foreign Minister Jean-Claude Gakosso (R) at the Forum on China-Africa Cooperation (FOCAC) in Beijing on September 5, 2024. (Photo by GREG BAKER / AFP)

أفريقيا... ساحة تنافس جديد بين الهند والصين

منذ فترة ولايته الأولى عام 2014، كان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أكبر مناصر للعلاقات بين الهند وأفريقيا.

براكريتي غوبتا (نيودلهي)
حصاد الأسبوع نيتومبو ندايتواه... أول امرأة تترأس ناميبيا

نيتومبو ندايتواه... أول امرأة تترأس ناميبيا

سطرت نيتومبو ناندي ندايتواه، 72 عاماً، اسمها في التاريخ بوصفها أول امرأة تتولى رئاسة ناميبيا منذ استقلال البلاد عام 1990، بعدما حصدت 57 في المائة من الأصوات في

فتحية الدخاخني ( القاهرة)
رياضة سعودية السعودية تستمر في تشكيل خريطة مختلف الرياضات العالمية بتنظيم واستضافات غير مسبوقة (الشرق الأوسط)

السعودية ستُشكل خريطة الرياضة العالمية في 2025

شارف عام حافل بالأحداث الرياضية بما في ذلك الألعاب الأولمبية التي حظيت بإشادة واسعة وأربع بطولات قارية لكرة القدم على الانتهاء ومن المتوقع أن يكون عام 2025 أقل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
حصاد الأسبوع فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

بعد 9 أيام من سقوط الحكومة الفرنسية بقيادة ميشال بارنييه في اقتراع لحجب الثقة، عيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فرنسوا بايرو، زعيم رئيس حزب الوسط (الموديم)،

أنيسة مخالدي (باريس)
حصاد الأسبوع خافيير ميلي (أ.ب)

خافيير ميلي... شعبية «المخرّب الأكبر» لا تعرف التراجع

في المشهد الشعبوي واليميني المتطرف، المتنامي منذ سنوات، يشكّل الصعود الصاعق لخافيير ميلي إلى سدّة الرئاسة في الأرجنتين، حالة مميّزة، لا بل فريدة، من حيث الأفكار

شوقي الريّس (مدريد)

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)
TT

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)

سينغمان ري (الصورة الرئاسية الرسمية)

إلى جانب يون سوك - يول، فإن أربعة من رؤساء كوريا الجنوبية السبعة إما قد عُزلوا أو سُجنوا بتهمة الفساد منذ انتقال البلاد إلى الديمقراطية في أواخر الثمانينات.

وفي سلسلة من التاريخ المظلم لقادة البلاد، عزل البرلمان الرئيسة بارك غيون - هاي، التي كانت أول امرأة تتولى منصب الرئاسة الكورية الجنوبية، ثم سُجنت في وقت لاحق من عام 2016. ولقد واجهت بارك، التي هي ابنة الديكتاتور السابق بارك تشونغ - هي، اتهامات بقبول أو طلب عشرات الملايين من الدولارات من مجموعات اقتصادية وصناعية كبرى.

وفي الحالات الأخرى، انتحر روه مو - هيون، الذي تولى الرئاسة في الفترة من 2003 إلى 2008، بصورة مأساوية في مايو (أيار) 2009 عندما قفز من منحدر صخري بينما كان قيد التحقيق بتهمة تلقي رشوة، بلغت في مجموعها 6 ملايين دولار، ذهبت إلى زوجته وأقاربه.

وعلى نحو مماثل، حُكم على الرئيس السابق لي ميونغ - باك بالسجن 15 سنة في أكتوبر (تشرين الأول) 2018 بتهمة الفساد. ومع ذلك، اختُصرت فترة سجنه عندما تلقى عفواً من الرئيس الحالي يون سوك - يول في ديسمبر (كانون الأول) عام 2022.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أدين تشون دو - هوان، الرجل العسكري القوي والسيئ السمعة، الملقّب بـ«جزار غوانغجو»، وتلميذه الرئيس نوه تاي - وو، بتهمة الخيانة لدوريهما في انقلاب عام 1979، وحُكم عليهما بالسجن لأكثر من 20 سنة، ومع ذلك، صدر عفو عنهما في وقت لاحق.

بارك غيون- هاي (رويترز)

الأحكام العرفية

باعتبار اقتصاد كوريا الجنوبية، رابع أكبر اقتصاد في آسيا، وكون البلاد «البلد الجار» المتاخم لكوريا الشمالية المسلحة نووياً، تأثرت كوريا الجنوبية بفترات تاريخية من الحكم العسكري والاضطرابات السياسية، مع انتقال الدولة إلى نظام ديمقراطي حقيقي عام 1987.

والواقع، رغم وجود المؤسسات الديمقراطية، استمرت التوترات السياسية في البلاد، بدءاً من تأسيسها بعد نيل الاستقلال عن الاستعمار الياباني عام 1948. كذلك منذ تأسيسها، شهدت كوريا الجنوبية العديد من الصدامات السياسية - الأمنية التي أُعلن خلالها فرض الأحكام العرفية، بما في ذلك حلقة محورية عام 1980 خلّفت عشرات القتلى.

وهنا يشرح الصحافي الهندي شيخار غوبتا، رئيس تحرير صحيفة «ذا برنت»، مواجهات البلاد مع الانقلابات العسكرية وملاحقات الرؤساء، بالقول: «إجمالاً، أعلنت الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية 16 مرة على الأقل. وكان أول مرسوم بالأحكام العرفية قد أصدره عام 1948 الرئيس (آنذاك) سينغمان ري، إثر مواجهة القوات الحكومية تمرداً عسكرياً بقيادة الشيوعيين. ثم فرض ري، الذي تولى الرئاسة لمدة 12 سنة، الأحكام العرفية مرة أخرى في عام 1952».

مع ذلك، كان تشون دو - هوان آخر «ديكتاتور» حكم كوريا الجنوبية. وتشون عسكري برتبة جنرال قفز إلى السلطة في انقلاب إثر اغتيال الرئيس بارك تشونغ - هي عام 1979، وكان بارك جنرالاً سابقاً أعلن أيضاً الأحكام العرفية أثناء وجوده في السلطة لقمع المعارضة حتى لا تنتقل البلاد رسمياً إلى الديمقراطية. نيودلهي: «الشرق الأوسط»