«بينالي شرم الشيخ» يختتم فعالياته بطقس فني رائع

الفنان المصري إبراهيم الطنبولي حصد جائزته الكبرى بجدارة

قدم البينالي درساً في مفهوم العمل الفني الجماعي
قدم البينالي درساً في مفهوم العمل الفني الجماعي
TT

«بينالي شرم الشيخ» يختتم فعالياته بطقس فني رائع

قدم البينالي درساً في مفهوم العمل الفني الجماعي
قدم البينالي درساً في مفهوم العمل الفني الجماعي

طقس من الجمال نسجه فنانو بينالي شرم الشيخ الدولي للفنون، وتركوا روائحه في المكان قبل أن يسدلوا الستار اليوم عن فعاليات هذه الدورة الثالثة من عمر البينالي. قدم البينالي درساً في مفهوم العمل الفني الجماعي. فبدا الفنانون وكأنهم يكملون بعضهم بعضاً ويتلامسون حول ما يدور في رؤاهم ومخيلتهم حتى في لحظات الصمت.
رافقت هذه الروح الحميمة كل أنشطة البينالي، سواء في مرسمه الأساسي بالمنتج السياحي أو في الأماكن الخارجية التي انتقل الفنانون للرسم فيها، خصوصاً مساءً، مثل السوق القديمة، الذي أبهر الكثير من الفنانين النمط المعماري النادر لمسجدها الأثري العتيق المنحوت في بطن الجبل وعلى مساحة شاسعة، كما انبهروا بأجواء التراث الشعبي السيناوي المتناثرة في المحلات التجارية وواجهاتها، ثم في خليج نعمة مساءً أيضاً.
ويبدو الدرس الفني لهذه الرحلات في التوقيت المسائي أنها تشكل اختباراً للفنانين لعالم الضوء الداخلي في اللوحة المنبعث من حركة الخطوط والألوان والشخوص في ظل علاقة مغوية وبراقة مع الضوء الاصطناعي.
وبلغت هذه المتعة ذروتها جمالياً ودرامياً في «شو فني» شكل فيه مجموعة من الفنانين ما يشبه الخلاصة لمعنى البينالي، حيث قدموا في ساحة تتوسط المنتج السياحي عرضاً مباشراً أمام الجمهور بالرسم على عدد من اللوحات متنوعة الأحجام، ومع أنغام مصاحبة من الموسيقى بدأ الكثير من الجمهور يتمايل بجسده مع إيقاع الرسم والموسيقى معاً، فانخرط البعض منهم في مجموعات راقصة تحلق في جنبات المكان.
وبلغ التنافس ذروته بين الفنانين بتوحد أيديهم بفرشات الرسم، بل تبادلت الفرشاة مع الأيدي عمليات الكشط والحذف وتكثيف طبقات اللون في أماكن معينة وتخفيفها في أماكن أخرى، ولم تمض سوى ساعة ونصف الساعة حتى انتهى هذا الشو الفني مع تصفيق حاد من جمهور المشاهدين.
وأدار الفنان جمال مليكة (قومسيور البينالي) حوارات خاطفة ومرتجلة مع الجمهور والفنانين، اتسعت فيها مساحة الفرح بالفن، حيث أشاد الكثيرون منهم بأهمية البينالي والدور الذي يصنعه في صناعة البهجة والجمال في مدينة شرم الشيخ التي تكمل هذا المشهد بمناخها الآثر الخلاب.
وأعلنت لجنة تحكيم البينالي عن أسماء الفنانين الفائزين بجوائز دورته هذه، وحصد الفنان المصري إبراهيم الطنبولي (64 عاماً) جائزة البينالي الكبرى، كما حصل الفنان الإيطالي بونيتو باولو على جائزة المركز الثاني، وحصل الفنان الإيطالي إيدو إيراني على جائزة المركز الثالث. يذكر أن هذه هي المرة الأولى التي يفوز فيها فنان مصري بجائزة البينالي، حيث حصل على جائزتيه في الدورتين الأولى والثانية فنانان إيطاليان.
تكونت لجنة تحكيم البينالي من كاتب هذه السطور (رئيساً) وعضوية كل من الفنان الإيطالي أليزياني جيوزيبي والفنان الإيطالي أربوستي بيرانجيلو والفنان جمال مليكة قومسيور البينالي، والفنانة ندى بسيوني عضواً شرفياً.
لفتت لجنة البينالي في تقريرها المقتضب إلى نقطة مهمة نجح البينالي في تحقيقها بامتياز، وهي أنه استطاع أن يخلق حواراً مشتركاً ما بين فنانين ينتمون لأساليب وتيارات فنية مختلفة، وأن يحفظ لهم هذه الخصوصية تحت مظلته.
وفي حفل فني واكبه معرض للوحات الفائزة، شهده اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، تسلم الفنانون الفائزون جوائزهم، وهي عبارة عن درع البينالي للفائز الأول، ودرع مدينة شرم الشيخ للفائزين الثاني والثالث، إضافة إلى هدية مقدمة من المنتجع السياحي الراعي للبينالي بقضاء عشرة أيام مجانية شاملة تذاكر السفر للفائز الأول بصحبة رفيق، والأمر نفسه بالنسبة للفائز الثاني.
وقد منح البينالي مجموعة من الجوائز التشجيعية الأخرى لفنانين أظهروا مهارات فنية خاصة، والتزموا بلوائح البينالي الداخلية، ووجه محافظ جنوب سيناء دعوة لفناني البينالي للمشاركة في الدورة الرابعة المقبلة 2019 وحثهم على دعوة أصدقائهم للمشاركة أيضاً.



انطلاق «معرض جدة للكتاب» بمشاركة 1000 دار نشر

«معرض جدة للكتاب 2024» يستقبل زواره حتى 21 ديسمبر الجاري (هيئة الأدب)
«معرض جدة للكتاب 2024» يستقبل زواره حتى 21 ديسمبر الجاري (هيئة الأدب)
TT

انطلاق «معرض جدة للكتاب» بمشاركة 1000 دار نشر

«معرض جدة للكتاب 2024» يستقبل زواره حتى 21 ديسمبر الجاري (هيئة الأدب)
«معرض جدة للكتاب 2024» يستقبل زواره حتى 21 ديسمبر الجاري (هيئة الأدب)

انطلقت، الخميس، فعاليات «معرض جدة للكتاب 2024»، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة حتى 21 ديسمبر (كانون الأول) الجاري في مركز «سوبر دوم جدة»، بمشاركة نحو 1000 دار نشر ووكالة محلية وعالمية من 22 دولة، موزعة على نحو 450 جناحاً، مع جهات حكومية وهيئات ومؤسسات ثقافية سعودية وعربية.

ويشتمل المعرض على برنامج ثقافي ثري، يضم أكثر من 100 فعالية متنوعة، تتخللها محاضرات وندوات وورش عمل، يقيمها نحو 170 متخصصاً، إضافة إلى منطقة تفاعلية مخصصة للأطفال، تقدم برامج ثقافية موجهة للنشء بمجالات الكتابة والتأليف والمسرح، وصناعة الرسوم المتحركة، وأنشطة تفاعلية مختلفة.

برنامج ثقافي ثري يضم أكثر من 100 فعالية متنوعة (هيئة الأدب)

ويتضمن المعرض ركناً للمؤلف السعودي، معرِّفاً الحضور على آخر إصداراته، ومهيأ للزوار منطقة خاصة بالكتب المخفضة، التي تأتي ضمن جهوده في الحث على القراءة، وإتاحتها للجميع عبر اختيارات متعددة، معززة بمناطق حرة للقراءة.

من جانبه، أوضح الدكتور عبد اللطيف الواصل، مدير إدارة النشر بالهيئة، أن المعرض يعكس اهتمامهم بدعم وتطوير ونشر الثقافة والأدب في السعودية، مؤكداً دوره الريادي، حيث يسلط الضوء على جهود الأدب والأدباء المحليين والعرب والعالميين، عبر فعاليات وأنشطة مجتمعية بمعايير عالمية، وإيجاد فرص تفاعلية لزواره في قوالب فنية وأدبية متنوعة، وصولاً إلى تعزيز مكانة جدة بوصفها مركزاً ثقافيّاً تاريخيّاً.

المعرض يعكس الاهتمام بدعم وتطوير ونشر الثقافة في السعودية (هيئة الأدب)

ويحتفي المعرض بـ«عام الإبل 2024»، لما تُمثِّله من قيمة ثقافية في حياة أبناء الجزيرة العربية منذ فجر التاريخ، حيث خصص جناحاً للتعريف بقيمتها، وإثراء معرفة الزائر عبر جداريات عدة بأسمائها، ومواطن ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية، وقصائد شعرية تغنَّى بها العرب فيها على مر العصور.

ويستقبل «معرض جدة للكتاب» زواره يوميّاً من الساعة 11 صباحاً حتى 12 مساءً، ما عدا الجمعة من الساعة 2 ظهراً إلى 12 مساءً.

المعرض يُعزز جهوده في حث الزوار على القراءة عبر اختيارات متعددة (هيئة الأدب)

ويُعد ثالث معارض الهيئة للكتاب خلال 2024، بعد معرض «الرياض» الذي اختتم فعالياته أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ومعرض «المدينة المنورة» المنتهي في أغسطس (آب).