العاهل المغربي يعين أمينة بوعياش رئيسة لمجلس حقوق الإنسان

الملك محمد السادس لدى استقباله السفيرة  امينة بوعياش التي عينها رئيسة للمجلس الاستشاري لحقوق الانسان (ماب)
الملك محمد السادس لدى استقباله السفيرة امينة بوعياش التي عينها رئيسة للمجلس الاستشاري لحقوق الانسان (ماب)
TT

العاهل المغربي يعين أمينة بوعياش رئيسة لمجلس حقوق الإنسان

الملك محمد السادس لدى استقباله السفيرة  امينة بوعياش التي عينها رئيسة للمجلس الاستشاري لحقوق الانسان (ماب)
الملك محمد السادس لدى استقباله السفيرة امينة بوعياش التي عينها رئيسة للمجلس الاستشاري لحقوق الانسان (ماب)

عين العاهل المغربي الملك محمد السادس أمس، أمينة بوعياش رئيسة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان خلفا لإدريس اليزمي، كما عين المحامي أحمد شوقي بنيوب، في منصب المندوب الوزاري المكلف حقوق الإنسان، خلفا للمحجوب الهيبة، وفق ما ذكر بيانان صادران عن الديوان الملكي المغربي.
وخلال استقباله بوعياش، أكد العاهل المغربي العناية التي يوليها لحماية حقوق وحريات المواطنات والمواطنين، والنهوض بها ثقافة وممارسة، في نطاق احترام المرجعيات الوطنية والكونية في هذا المجال ومقتضيات دستور المملكة، الذي يعد بمثابة ميثاق متكامل لحقوق الإنسان، في أبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية.
ومن هذا المنطلق، يضيف البيان، وبعد التذكير بالمساهمة الإيجابية للمجلس في النهوض بحقوق الإنسان بالمغرب، أعطى الملك محمد السادس توجيهاته لرئيسة المجلس، قصد مواصلة الجهود لتعزيز وتثمين المكاسب التي حققها المغرب في هذا المجال، والتي تحظى بتقدير المؤسسات والهيئات الدولية والجهوية المختصة.
وهذا يضاعف من حجم المسؤولية الملقاة على المجلس، اعتبارا للصلاحيات الواسعة التي أصبح يتمتع بها.
وشدد الملك محمد السادس على ضرورة قيام المجلس في تركيبته الجديدة، وبوصفه مؤسسة وطنية مستقلة، بالمهام الموكلة إليه، بموجب القانون المتعلق بإعادة تنظيمه، ولا سيما ما يتعلق بالآلية الوطنية للوقاية من التعذيب، والآلية الوطنية لتظلم الأطفال ضحايا انتهاكات حقوق الطفل، والآلية الوطنية الخاصة بحماية حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة.
في هذا السياق، دعا الملك محمد السادس المجلس لمواصلة التنسيق وتعزيز التعاون مع مختلف المؤسسات والهيئات والمنظمات الوطنية والدولية، الحكومية وغير الحكومية، بما يساهم في النهوض بثقافة وقيم حقوق الإنسان وحماية حقوق وحريات المواطنات والمواطنين.
إلى ذلك، ذكر البيان الثاني للديوان الملكي بخصوص تعييين شوقي بنيوب أن العاهل المغربي أكد خلال استقباله له على دور هذه المندوبية في متابعة السياسة الحكومية، خاصة في مجال حماية حقوق الإنسان والنهوض بها، والتنسيق في ذلك مع القطاعات الوزارية والمؤسسات المعنية؛ فضلا عن تتبع تفعيل الاتفاقيات الدولية ذات الصلة، وإعداد وتقديم التقارير الوطنية أمام الآليات الأممية المختصة.
ودعا العاهل المغربي المندوب الوزاري الجديد لمواصلة الجهود، بغية صيانة المكاسب المحققة، وإدماج ثقافة حقوق الإنسان في السياسات العمومية الوطنية، وتطوير التعاون مع الفعاليات والمنظمات المعنية، الحكومية وغير الحكومية.
تجدر الإشارة إلى أن بوعياش من مواليد سنة 1957. وحائزة على ماستر في الاقتصاد السياسي وكانت تشغل حتى تعيينها في المنصب الجديد سفيرة للمملكة المغربية بالسويد. كما سبق لها أن شغلت منصب أمينة عامة ونائبة رئيس الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان.
وكانت أيضا عضوا مؤسسا للمؤسسة الأورو–متوسطية لمحاربة الاختفاءات القسرية، وعضو المنتدى الجهوي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للتصديق على البروتوكول الاختياري لاتفاقية مناهضة التعذيب ومراقبة مراكز الاعتقال منذ أبريل (نيسان) 2012.
وانتخبت بوعياش في أبريل 2006 رئيسة للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان، لتكون بذلك أول امرأة تترأس هذه الهيئة. كما كانت عضوا في اللجنة الاستشارية لمراجعة الدستور، ومنسقة رئيسية للمنظمات الأفريقية غير الحكومية، خلال القمة الأفريقية بأديس أبابا (2014). وشاركت كعضو في مجموعة عمل المنتدى الأورو - متوسطي لحقوق الإنسان حول «حرية تكوين الجمعيات» (2009 - 2011). وكانت بوعياش كذلك عضوا بالأمانة العامة لمنظمة مجتمع الديمقراطيات (الشيلي 2013)، وعضوا باللجنة الاستشارية لـ«مؤتمر كوبنهاغن للحوار بين الحضارات وحماية حرية التعبير».
أما المحامي بنيوب فهو من مواليد مراكش عام 1957. وحصل على الإجازة في القانون العام من كلية الحقوق بالرباط عام 1984. وعلى شهادة الأهلية لمزاولة المحاماة عام 1988، وهو عضو بالمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان ويرأس مجموعة العمل المكلفة حماية حقوق الإنسان والتصدي للانتهاكات، كما أنه نائب سابق لرئيس المنظمة المغربية لحقوق الإنسان ما بين سنتي 2000 و2003 وعضو مكتبها الوطني الحالي.
وبنيوب كذلك عضو سابق بهيئة متابعة توصيات المناظرة الوطنية حول ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ما بين سنتي 2001 و2003. ومستشار بالمرصد الوطني لحقوق الطفل، وخبير لدى مركز التوثيق والإعلام والتكوين في مجال حقوق الإنسان، كما أنه عضو اللجنة العربية لتفعيل دور المجتمع المدني في صناعة القرار (آلية متابعة لدى مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان)، ومؤطر لدى المعهد العربي لحقوق الإنسان. وأصدر بنيوب «حقوق الإنسان وقضايا الانتقال الديمقراطي بالمغرب» (مؤلف جماعي)، و«المؤسسات الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان وحمايتها» و«الاختفاءات والاجتهاد القضائي المغربي».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.