«معرض بيروت للكتاب» في سنته الثانية والستين... يصل إلى الصين

بمشاركة نحو 240 دار نشر، افتتح بعد ظهر أمس، في «سي سايد أرينا» وسط بيروت، «معرض بيروت العربي الدولي للكتاب»، في دورته الـ62، وسط حشد كبير من الرسميين والكُتاب والمثقفين؛ حيث مثَّل الرئيس فؤاد السنيورة، رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري الذي يرعى المعرض، وألقى كلمة في المناسبة، كما أُلقيت كلمات عدة احتفت بالكُتاب وبيروت، ومكانة هذا المعرض التاريخي الذي هو الأقدم بين المعارض العربية، قبل أن توزع في نهاية الحفل جوائز على كتب، تمايزت عن غيرها.
وتشارك في المعرض هذه السنة عدة دول، هي الكويت ومصر والسودان وسلطنة عمان وفلسطين وإيران وأوكرانيا. وكانت دور نشر لبنانية مشاركة قد بدأت تعلن قبل أسابيع من الافتتاح عن إصدارات جديدة بالمناسبة، وعن مواعيد حفلات التوقيع؛ حيث يأتي كتّاب من خارج لبنان لتوقيع كتبهم مثل الشاعر السعودي غسان الخنيزي الذي يوقع «أوهام صغيرة» في دار الجديد، وكذلك الكاتب الإيطالي نوتشيو أوردينه الذي يوقع كتابه المترجم إلى العربية «لوجه ما لا يلزم» في الدار نفسها.
وتحتفي «دار الساقي» بعدد من الإصدارات، على رأسها قصص غير منشورة لنجيب محفوظ في كتاب أعلن عنه سابقاً، وينتظره القراء، يحمل اسم «همس النجوم». وعلى الغلاف صورة جميلة لنجيب محفوظ ربما يشاهدها القراء للمرة الأولى، وهو في كامل أناقته أيام الشباب، ببدلة بيضاء ويعتمر قبعة. وتدور غالبية هذه القصص في الحارة حيث الفتوات والمنجمون والأولياء الصالحون، وكذلك الشيوخ والهاربون، في عودة ممتعة إلى أجواء محفوظ التي اشتقنا إليها.
وللمرة الأولى، تشارك مؤسسة صينية هي «دار الحكمة للصناعات الثقافية» التي يديرها الكاتب المصري أحمد سعيد، وأهم هدف لها نشر الثقافة الصينية في المنطقة العربية، ونقل الثقافة العربية إلى الصين. وتشارك «دار الحكمة» كل سنة في عدد محدد من المعارض العربية، وكان اختيار بيروت هذه المرة لمكانة هذا المعرض وعمره المديد. وهي سابقة ستنعش قلوب محبي الحضارة والأدب الصينيين، وذلك للعدد الكبير من الكتب المترجمة إلى العربية المعروضة في هذا الجناح. وتعرض الدار كتباً سياسية وفنية وأدبية وفكرية وقواميس، وكذلك كتب للأطفال. جدير بالذكر أن تعليم اللغة الصينية بدأ في لبنان منذ ما يقارب 10 سنوات في عدة جامعات، وثمة تبادل للطلاب بين جامعات صينية وأخرى لبنانية. وكان أحمد سعيد مع مرور الساعات الأولى بعد افتتاح المعرض قد أبدى إعجابه بتقبل اللبنانيين للثقافة الصينية. وقال: «إن عرضنا للكتب في بعض الدول العربية يلقى في بعض الأحيان استغراباً واستهجاناً، لكن الأمر مختلف تماماً في بيروت؛ حيث التعدد الثقافي حاضر، ويستسيغ الناس تقبل الآخر والتعرف على المختلف من دون حواجز، وهذه أهم ميزة في المعرض». وتحمل الدار إلى بيروت ما يقارب 500 عنوان، بينها 300 كتاب تترجم للمرة الأولى. أما الكتاب الرئيسي والأهم الموجود في الجناح برأي أحمد سعيد فهو المجلد الثاني من كتاب «الحكم والإدارة» الذي يعرض للمرة الأولى في معرض عربي. وعبّر سعيد عن إعجابه الكبير بتنوع العناوين اللبنانية وبجودة المحتوى، قائلاً: «أهم ما سأفعله هنا هو شراء عدد كبير من الكتب لأحملها معي».
وإضافة إلى الإصدارات الجديدة، ثمة أنشطة كثيرة تستقبل عدداً من الكُتاب العرب، من بينهم الكاتب إبراهيم نصر الله الحائز على جائزة البوكر للرواية العربية حيث سيتحدث عن أعماله الروائية في جلسة يديرها الدكتور سماح إدريس. كذلك يستقبل المعرض الشاعر أدونيس في محاضرة عنوانها «هذا هو اسمي» يديرها بيار أبي صعب. وفي الذكرى العاشرة لرحيله، يقام حفل تكريم لمحمود درويش تحت عنوان «أنا الموقع أدناه» حيث ستتحدث عنه الروائية إيفانا مارشيليان والروائي يحيى خلف فيما تغني الفنانة ميس حرب محمود درويش وتدير الجلسة كاتبة السيناريو كلوديا مارشيليان.
وسيكون يوم العاشر من الشهر هو يوم كمال جنبلاط؛ حيث سيتم إحياء عدة أنشطة بمناسبة مرور قرن كامل على ميلاده، بينها عرض فيلم «الشاهد والشهادة» للمخرج هادي زكاك، ولقاء مع طلاب حول الفيلم، وثمة ندوة أيضاً بعنوان كمال جنبلاط والكتاب. ومن بين الأنشطة لقاء يحمل عنوان «الجزائر بين ثورة نوفمبر (تشرين الثاني) وتموز الحرية». يضاف إلى ذلك وجود زاوية تشكيلية بعنوان «حوار الألوان» يشارك فيها مجموعة من الفنانين التشكيليين.
وتقام أمسية شعرية للشاعر شوقي بزيع، وأمسية زجلية بعنوان «تراث المعاني». وهناك حفلات تكريم عدة، من بينها حفل للوزير السابق الدكتور جورج قرم وأخرى للشاعر والأديب ناجي بيضون. وللتكنولوجيا في المعرض حصة حيث يقدم الدكتور غسان مراد شرحاً حول كتابه «دهاء شبكات التواصل الاجتماعية وخبايا الذكاء الاصطناعي» بمشاركة د. عماد بشير، د. أحمد المغربي.
وكانت «نقابة الناشرين التي تنظم المعرض إلى جانب (النادي الثقافي العربي) قد أعلنت عن إطلاق تطبيق للهواتف الذكية خاص بمعرض الكتاب، يمكن للزوار البحث من خلاله عن أي كتاب أو مؤلّف»، في مواكبة للمستجدات، ومحاولة لتسهيل مهمات الزوار.