جلسة «مفصلية» للبرلمان التونسي لتحديد موعد الانتخابات المقبلة

TT

جلسة «مفصلية» للبرلمان التونسي لتحديد موعد الانتخابات المقبلة

عشية انعقاد جلسة مفصلية للبرلمان التونسي حول ميزانية عمل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، وتحديد موعد رسمي للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة خريف العام المقبل، طالبت أحزاب سياسية ومنظمات حقوقية بضرورة الحسم في مختلف هذه المسائل، لتهيئة البلاد للاستحقاق الانتخابي.
وعبّرت جهات سياسية وحقوقية، من بينها «الكتلة الديمقراطية» الممثلة لعدد من الأحزاب القومية والوسطية في البرلمان التونسي، عن خشيتها من تواصل المصاعب أمام إجراء الانتخابات في آجالها. ونبّهت إلى ما اعتبرته «تعمداً» من أحزاب سياسية لتعطيل عدد من الإجراءات التحضيرية للانتخابات، على غرار إرساء المحكمة الدستورية، وانتخاب رئيس جديد لهيئة الانتخابات، وتجديد ثلث أعضاء الهيئة ذاتها، علاوة على الالتزام بإجراء التصويت في موعده المحدد، والبحث عن «ذرائع لتعطيل المسار الانتخابي».
وبشأن إمكانية تعطل المسار المؤدي إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة، قال عادل البرينصي نائب رئيس هيئة الانتخابات، لـ«الشرق الأوسط»، إن عملية الإعداد لانتخابات 2019 انطلقت منذ يونيو (حزيران) الماضي، أي بعد الانتهاء من الانتخابات البلدية، وقد أعدت هيئة الانتخابات روزنامة مفصلة لإنجاح هذه المحطة الانتخابية. وأشار إلى أن هيئة الانتخابات مرت في السابق بمشكلات عويصة وتجاوزتها، وهي اليوم مؤتمنة على إنجاح الانتخابات وضمان المسار الديمقراطي، متوقعاً مصادقة البرلمان على ميزانية هيئة الانتخابات.
وكان محمد المنصري التليلي، الرئيس المستقيل من رئاسة هيئة الانتخابات، قد أشار في تصريح الأسبوع الماضي، إلى أن الإعداد للانتخابات المقبلة وسط أجواء سياسية متوترة ومشحونة، يؤثر على السير الطبيعي نحو انتخابات شفافة وديمقراطية، في إشارة منه إلى الصراع القوي الدائر بين حزبي «النداء» و«النهضة».
في السياق ذاته، اقترح معز بوراوي، الخبير في الشأن الانتخابي، أن تتفق الأحزاب السياسية على انتخاب رئيس مؤقت لهيئة الانتخابات، لديه صلاحية كاملة لإصدار روزنامة إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. وانتقد بوراوي عجز البرلمان التونسي عن انتخاب رئيس جديد لهيئة الانتخابات، مشيراً إلى وجود «حسابات سياسية ضيقة ومصالح سياسية، تدفع نحو تعطيل الانتخابات» نتيجة عدم الجاهزية التنظيمية لبعض الأحزاب، وخشيتها من الهزيمة في الانتخابات، مثلما حصل لها في اقتراع البلديات في مايو (أيار) الماضي.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.