آندي كول... من حياة أقرب للأحلام إلى أيام مليئة بالآلام

مهاجم إنجلترا ونيوكاسل ويونايتد السابق يتحدث عن مسيرته الكروية الحافلة ورحلة عذابه مع المرض

كول وكأس دوري أبطال أوروبا وثلاثية يونايتد التاريخية عام 1999
كول وكأس دوري أبطال أوروبا وثلاثية يونايتد التاريخية عام 1999
TT

آندي كول... من حياة أقرب للأحلام إلى أيام مليئة بالآلام

كول وكأس دوري أبطال أوروبا وثلاثية يونايتد التاريخية عام 1999
كول وكأس دوري أبطال أوروبا وثلاثية يونايتد التاريخية عام 1999

قال آندي كول بينما كان يسحب معطفه على جسده المرتعش: «أشعر بالامتنان لأنني عشت يوماً آخر». وهبت علينا نسمات باردة في الحديقة التي كنا نجلس بها في قرية «ألديرلي إيدج» أنا وكول وقدح شاي فارغ، وذلك على بعد 15 ميلاً من استاد «أولد ترافورد»، الذي لا يزال كول ينظر إليه باعتباره «مسرح الأحلام». وباعتباره لاعب في صفوف «مانشستر يونايتد»، شارك كول في الفوز بخمس بطولات دوري، وبطولة دوري أبطال أوروبا وثلاث بطولات كأس الاتحاد الإنجليزي، بما في ذلك ثلاثية من البطولات عام 1999، وعاش كول حياة أقرب إلى الأحلام لسنوات، حتى وإن كان هدوؤه الواضح قد أثار انطباعا خاطئا بأنه متجهم.
ومع هذا، قال كول الآن وهو في الـ47: «لن أعود قط الشخص الذي كنت عليه سابقاً». ومن الواضح أن اللاعب السابق عاقد العزم على عدم التحسر على انتهاء مسيرته الكروية. ومع هذا، أبدى حسرته بالفعل على «المعركة الداخلية» و«العذاب» الذي كابده وعمق بداخله الشعور بالاكتئاب وجعله يفكر في التخلص من حياته، الأمر الذي يعود في جوهره إلى تردي حالته الصحية. الملاحظ أنه على مدار العقد الماضي، أذعن كول أمام فكرة أن مسيرته داخل الملاعب قد انتهت منذ أمد بعيد، وانحسرت على نحو جعلها مقصورة على شظايا ذكريات ترتبط بإحصاءات راسخة تؤكد أن كول يحتل المرتبة الثالثة في قائمة أكبر الهدافين في تاريخ بطولة الدوري الممتاز، ولا يسبقه سوى آلان شيرر وواين روني. كما يأتي في المرتبة الـ12 في قائمة أعلى اللاعبين الذين ساعدوا في تسجيل أهداف على مر التاريخ - بصورة أساسية عندما كان يشارك في صفوف «مانشستر يونايتد» أو عندما كان بمثابة البطل الخجول في «نيوكاسل يونايتد».
وقال كول: «الأمر الرائع أنه بإمكانك أن تعيش يوماً آخر»، وذلك قبل أن يصبح صوته أجش أثناء محاولته شرح كيف أنه ناضل للتأقلم مع وضع جديد طيلة 18 شهراً منذ أن أجرى جراحة زرع كلية أنقذت حياته. كان كول قد سقط مريضاً بعدما أصيب بفيروس أثناء قيامه برحلة إلى فيتنام بصفته سفيراً لـ«مانشستر يونايتد» عام 2015، وفي محاولة منه لتجاهل شعوره بالإنهاك والانتفاخ الذي أصاب جسده ووجهه، نفى كول أنه مريض حتى استشار طبيباً نهاية الأمر، والذي اكتشف أن كفاءة عمل كليته تراجعت إلى 7 في المائة من طاقتها الطبيعية. وتدخل نجل شقيقه، ألكسندر بالمر، لإنقاذ حياته بعدما تبرع له بإحدى كليتيه في إطار جراحة زراعة كلية ناجحة في أبريل (نيسان) 2017.
ومع أن هذه المعركة انتهت بفوز كول، فإن الحرب الأكبر استنزفته. وعن هذا، قال: «أصبت بالإحباط بعد عملية زراعة الكلية الجديدة لأنه كان من الصعب للغاية علي إدراك حجم المحنة التي أواجهها. وأتذكر أنني في إحدى اللحظات أفرغت حقيبة الأدوية بأكملها وجلست أبكي وأفكر: (من أجل البقاء حياً ليوم واحد آخر، هذا ما يتعين علي تناوله. أما بالنسبة لبقية حياتي، لست على ثقة من أنه بمقدوري الاستمرار)».
وأضاف: «لا أزال أناضل عاطفياً. ولا أزال أناضل جسدياً، أيضاً. لا يمر علي يومان متشابهان، وتعني مسألة تناول العقاقير أن يوماً تشعر خلاله بأنك على ما يرام وآخر تشعر أنك في حالة سيئة. وأتمنى ألا يعايش أحد مثل هذه التجربة لأنها عصيبة للغاية. كما أنها تدمر الحياة الأسرية». بوجه عام، قضينا معاً 90 دقيقة تحدث خلالها كول بصراحة كاملة وبتفاصيل دقيقة عن حياته بعد زراعة الكلى.
خلال المقابلة، رغب كول في الحديث فحسب بحيث يتمكن من «التنفيس عن كل ما بالداخل». إضافة لذلك، رغب كول في التعبير عن اعتذاره لكل شخص آذاه. في الواقع، عانت أسرته، خاصة زوجته، شيرلي، من جميع شكوكه وتقلباته المزاجية. وقال كول: «أعتذر الآن إلى كل شخص عن الأسلوب الذي كنت عليه. لقد أقدمت على اقتراف أمر بشع بتعذيبي لذاتي بسبب المرض. في هذه الظروف، يحاول المرء أحياناً دفع المحيطين به بعيداً لأنهم يحاولون الحد من الخسائر. وبعد مرور 18 شهراً على عملية زراعة الكلى، أدركت أن هذا مرض سيبقى معي بقية عمري».
جدير بالذكر أن العملية الجراحية المتعلقة بزراعة الكلى أقل تعقيداً عن المعركة التي تعقب العملية في مواجهة رفض الجسم للعضو الجديد. في هذا الصدد، قال كول: «لا تنس أن الكلية الجديدة جسم غريب. لذلك، سارع جسدي إلى مهاجمته. وعليه، اضطررت لتناول عقاقير تقاوم هذا الرفض لمنع جسدي من الفوز. ورغم أن الناس كثيراً ما ينصحونك قائلين: (كن إيجابياً)، فإنك لا تعلم في واقع الأمر إلى متى سوف تستمر الكلية الجديدة في العمل. من الممكن أن تعمل لمدة خمس أو 10 سنوات. وربما تنهار غداً. كل يوم، تقف في مواجهة المجهول».
هل أثرت محنة المرض بالسلب على زواجه؟ أجاب كول: «بصورة هائلة. لقد دفعت المحنة الجميع نحو الحافة. من قبل، كنت أرى أشخاصاً مكتئبين ويفكرون بالانتحار وأجد صعوبة في استيعاب الأمر. الآن، أجدني في نفس الموقف، فبمجرد أن يصاب المرء بالاكتئاب تبدأ أفكار الانتحار في مداعبة مخيلة المرء. ومع أن أسرتي تدرك هذا الأمر أكثر عن الغالبية، فقد دفعتهم نحو حافة الانهيار. وبسبب امتناعي عن إخبارهم عن شعوري على وجه التحديد طوال السنة الماضية، عايشت أقسى سنوات عمري على الإطلاق».
وأوضح كول أنه «عندما تمر بجراحة لإنقاذ حياتك، يبدو الأمر أشبه بالتعامل مع بطاقة الاعتماد الخاصة بك، فأنت لا تقرأ الكتابة المطبوعة الصغيرة. وأحرص على إخبار نفسي أنني أشعر بسعادة بالغة عن كل ما منحته الحياة لي. إلا أنني إذا صحوت ذات يوم وقررت كليتي أنه (لا يروق لي العمل اليوم)، فإنني بذلك سأعود إلى المربع صفر».
في الواقع، الإنصات لرجل في منتصف العمر يتحدث بهذا القدر الكبير من الصراحة والتفصيل يعد بمثابة تجربة مؤثرة - خاصة عندما يكون لاعب كرة قدم سابقا شارك في بطولة الدوري الممتاز، سبق له عزل نفسه عن العالم بسبب شعوره أن الآخرين يتعسفون في إصدار الأحكام عليه. من ناحيته، قال كول، في إشارة إلى صورته في وسائل الإعلام: «لقد التزمت دوماً الهدوء، ومن الممكن أن ينظر البعض إلى الهدوء باعتباره مؤشراً على الضعف. يبدو الأمر شبيهاً بوضع رحيم سترلينغ هذه الأيام، فهم يفعلون به ما سبق وأن فعلوه بي. إن أكثر ما يثير الضيق بخصوص كرة القدم التعليقات التي يلقيها أشخاص عنك، رغم أنهم حتى لا يعرفونك. فيما يتعلق بي، كانت هذه التعليقات في الغالب من عينة: (إنه متغطرس وصعب المراس). إلا أنه بعد ذلك، عندما يعرفك الناس بشكل أفضل، فإنهم يبدلون موقفهم ويقولون: (أنت لست بهذه الصورة)».
لم يتوقف كول كثيراً عند هذه النقطة، لكن مثلما الحال مع سترلينغ، لا تزال ثمة شكوك قائمة بأن العنصرية تقف وراء مثل هذه الصور النمطية. تجدر الإشارة إلى أن والد كول هاجر إلى إنجلترا، قادماً من جامايكا وانتهى به المقام في نوتنغهام خلال ستينات القرن الماضي. وعن هذا، قال كول: «لم يتحدث والدي قط عن هذا الأمر، لكنه عندما قدم إلى هنا للمرة الأولى وحاول العثور على مسكن، رأى لافتات مكتوبا عليها: )غير مسموح للسود، وغير مسموح للآيرلنديين، وغير مسموح للكلاب)».
والسؤال هنا: هل تعرض كول لعنصرية؟ وأجاب اللاعب السابق: «نعم، لقد كان أمراً جنونياً، لأن أحد المسؤولين الكبار في نوتنغهام فورست أصر على الإشارة إلي بألفاظ عنصرية، وكان يطلق علي اسم (تشوكي9. وذات يوم قلت له: (اسمي أندرو، ويجب أن تتوقف على مخاطبتي باسم تشوكي). كنت في الـ13 حينها. وقد فوجئ المسؤول بحديثي لأنه في تلك الأيام كان يحق لأي شخص أن يقول ما يحلو له. وقد ترك هذا الموقف مرارة داخلي عندما كنت صبياً».
وحتى عندما كان لاعباً محترفاً صغيراً، كان توجه كول يساء فهمه بعض الأحيان. وفي هذا الصدد، شرح أنه: «في آرسنال [حيث شارك في مباراة واحدة بين عامي 1989 و1992] كان لدى المدرب، جورج غراهام، اعتقاد بأنني شخص متعجرف. وعندما شاركت في اجتماع معه، وكنت في الـ18 من عمري أخبرته: (إنني بارع بما يكفي للمشاركة في الفريق الأول). وكان هذا موقفاً صعباً للغاية لأنه في تلك الأيام كانت الثقافة السائدة في مجال كرة القدم تقوم على مبدأ افعل كما تؤمر. ونظر إلى المدرب على نحو وكأنه يتساءل: (من تكون أنت بحق الجحيم؟)».
وبعد فترتي إعارة، انضم كول إلى «بريستول سيتي»، لكن بعد أقل عن موسم، حطم «نيوكاسل يونايتد» الرقم القياسي له في المبالغ التي يدفعها لضم لاعبين وضم كول إلى صفوفه مقابل 1.5 مليون جنيه إسترليني في فبراير (شباط) 1993، وسجل كول 12 هدفاً خلال 12 مباراة، ليعين بذلك فريقه تحت قيادة المدرب كيفين كيغان على السيطرة لفترة طويلة على قمة الدوري الممتاز. وفي الموسم التالي، أحرز 32 هدفاً بالدوري الممتاز بعد أن بنى شراكة فتاكة مع بيتر بيردسلي وأصبح اللاعب المفضل في نيوكاسل.
وقال كول: «كان أمراً مرعباً للغاية. لقد ناضلت كي أتمكن من التعامل مع هذا القدر الضخم من الإشادة والإطراء، لأنني لا أجيد التعامل مع هذه المواقف في العادة. حتى الآن، أواجه صعوبة في التعامل مع الإشادة. ومن المقرر وضع اسمي في قاعة النجوم داخل نادي (نيوكاسل يونايتد)، الشهر المقبل. ومن الواضح أنه سيتعين علي محاولة الاستمتاع بالإشادة، لكنني أرى أنني كنت أقوم بعملي فحسب عندما كنت أحرز أهدافاً. لذا يبدو كل هذا الإطراء سريالياً بالنسبة لي».
يذكر أن كول انضم إلى «مانشستر يونايتد» في يناير (كانون الثاني) 1995 مقابل مبلغ كان قياسيا حينها على مستوى كرة القدم الإنجليزية. وفي هذا الصدد، قال كول: «داخل نيوكاسل يونايتد، انتظر الجميع مني تسجيل الأهداف فحسب، لكن داخل أولد ترافورد أصبحت لاعبا شاملا على نحو أفضل». وسالت كول: كيف كان شعورك عندما لعب تحت قيادة المدرب سير أليكس فيرغسون؟ وأجاب: «كان الأمر صعباً، لكن بمرور الوقت أحببته. في الحقيقة لا أمانع أن يقسو علي المدربون إذا كان ذلك سيخرج أفضل ما لدي. وكان اللعب تحت قيادة سير أليكس فيرغسون تجربة كاشفة بالنسبة لي. كان شخصاً رائعاً والمدرب الوحيد الذي قابلته لديه القدرة على تدريب أجيال مختلفة. ومع هذا، فإن الأسلوب الذي كان يتحدث به معنا آنذاك لن يفلح اليوم بالتأكيد. ومع هذا، تظل الحقيقة أنه المدرب الوحيد الذي تمكن من إخراج أفضل ما لدي من مهارات. لقد فهمني كإنسان، وحتى في تعامله مع مسألة تيدي شرينغهام كان رائعاً. لقد ذكر الأمر أمامي مرة واحدة، ثم خلفه وراء ظهره تماماً».
جدير بالذكر أن كول وشرينغهام كانا مشهورين بامتناعهما عن الحديث إلى بعضهما البعض رغم تكوينهما شراكة فاعلة للغاية في خط الهجوم. كان كول مستاء من شرينغهام لزجره إياه أثناء جريه داخل الملعب في أول مشاركة له كلاعب بديل في صفوف المنتخب الإنجليزي عام 1995، ولم يغفر له هذا الموقف قط. بدلاً من ذلك، كان كول مقرباً من دوايت يورك ونجحا معاً في بث الرعب في صفوف خطوط الدفاع في إنجلترا وأوروبا، خاصة عام 1999 عندما فاز «مانشستر يونايتد» بثلاثة بطولات في موسم واحد.
وأضاء وجه كول عندما ذكرته بهذه الشراكة عندما بلغت ذروة تألقها خلال مباراة قبل النهائي ببطولة دوري أبطال أوروبا، عندما نجحا في تحويل دفة المباراة أمام يوفنتوس من الهزيمة بنتيجة 2 - 0 إلى الفوز 3 - 2 في تورينو. وعن هذه المباراة، قال كول: «كانت تلك أفضل مباراة شاركت فيها على الإطلاق. وترد على ذهني مباراة قبل النهائي أكثر عن النهائي (عندما سجل مانشستر يونايتد هدفين في الوقت بدل الضائع ليفوز على بايرن ميونيخ). في مباراة النهائي، لم نقدم أداءً جيداً وحققنا الفوز من خلال أسوأ هدفين في تاريخ بطولة دوري أبطال أوروبا، لكنني لا أعبأ بذلك. لقد فزنا في النهاية».
وبالنظر إلى نقاط الذروة المهنية تلك التي بلغها كول، بدأ الوضع عصيباً بالنسبة إليه بعد 18 عاماً في نهار يوم إجراء جراحة الكلى. وعن هذا الموقف، قال: «ساورتني الكثير من المخاوف. وانصب قلقي على أسرتي. وكنت أفكر في نفسي: (لن أكون هنا بعد اليوم. لذا، علي أن أرتب كل شيء قبل رحيلي). وكنت محظوظاً بإقدام نجل شقيقي على التبرع لي بكليته. وقد استأصلوا الكلية من ألكسندر أولاً، وعندما جاءوا إلي لم أشأ خوض العملية. لقد أثر في الموقف كثيراً. وعمدت زوجتي إلى الحديث إلي لتهدئتي. وقلت لها مراراً: (لست واثقا من رغبتي في فعل ذلك). السير إلى داخل غرفة العمليات كان أشبه باقتحام المجهول».
ورغم أنه قبل ساعة كان على وشك البكاء، بدأ كول قرب نهاية المقابلة أقوى وأكثر اتقاداً ونشاطاً. وقال: «لقد كرهت شعوري بالمرض بشدة. ويقول الجميع إنه لا يتعين عليك الشعور على هذا النحو، لكن لا يمكنك الفرار من الشعور بأنك خذلت الكثيرين. إلا أن الحديث عن هذا الأمر يساعدني على التنفيس عما يجيش بداخلي».


مقالات ذات صلة

فليك: تركيز برشلونة ينصب على ليغانيس

رياضة عالمية الألماني هانز فليك مدرب برشلونة (إ.ب.أ)

فليك: تركيز برشلونة ينصب على ليغانيس

قال هانز فليك، مدرب برشلونة، السبت، إن فريقه يوجه كل تركيزه إلى مباراة ليغانيس المقررة الأحد.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
رياضة عالمية دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد (إ.ب.أ)

سيميوني: لو نورمان سيحصل على فرصة المشاركة مع أتلتيكو

قال دييغو سيميوني، مدرب أتلتيكو مدريد، السبت، إن روبن لو نورمان سيحصل على فرصة اللعب لفترات أطول.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية الإسباني لويس إنريكي مدرب باريس سان جيرمان الفرنسي (أ.ف.ب)

إنريكي: أقدّم أفضل موسم في مسيرتي

أصر الإسباني لويس إنريكي، مدرب باريس سان جيرمان الفرنسي، السبت، على أنّ الأرقام تؤكد أنّه يخوض «الموسم الأفضل» في مسيرته.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية باولو فونسيكا مدرب ميلان يواصل مهاجمة لاعبيه (أ.ف.ب)

فونسيكا: على لاعبي ميلان الارتقاء لمستوى النادي العريق

قال باولو فونسيكا، مدرب ميلان، اليوم (السبت)، إن لاعبي الفريق بحاجة إلى تحسين نهجهم وموقفهم والارتقاء إلى مستوى التاريخ العريق للنادي.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
رياضة عالمية أتالانتا هزم كالياري وابتعد بصدارة «السيريا إيه» (أ.ب)

الدوري الإيطالي: أتالانتا يبتعد بالصدارة

حقق أتالانتا رقماً قياسياً جديداً للنادي بفوزه العاشر على التوالي في دوري الدرجة الأولى الإيطالي بتغلبه 1-صفر على كالياري، السبت.

«الشرق الأوسط» (كالياري)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».