مباحثات مصرية ـ أميركية تتناول مكافحة الإرهاب

السيسي استقبل دانيال كوتس رئيس جهاز الاستخبارات الوطنية

الرئيس المصري خلال استقباله رئيس الاستخبارات الأميركية (إ.ب.أ)
الرئيس المصري خلال استقباله رئيس الاستخبارات الأميركية (إ.ب.أ)
TT

مباحثات مصرية ـ أميركية تتناول مكافحة الإرهاب

الرئيس المصري خلال استقباله رئيس الاستخبارات الأميركية (إ.ب.أ)
الرئيس المصري خلال استقباله رئيس الاستخبارات الأميركية (إ.ب.أ)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، متانة العلاقات المصرية - الأميركية، والأهمية التي توليها مصر لتدعيم وتعزيز التعاون الراسخ بين البلدين في مختلف المجالات، خصوصاً على صعيد جهود مكافحة الإرهاب.
ونوه كذلك بالتعاون الأمني والاستخباراتي، مشيداً بالتنسيق والتشاور المشترك إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
جاء ذلك خلال استقباله في القاهرة، أمس، دانيال كوتس، رئيس جهاز الاستخبارات الوطنية الأميركي، بحضور عباس كامل رئيس المخابرات العامة المصرية، والقائم بأعمال السفير الأميركي في القاهرة. وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن السيسي رحب بالمسؤول الأميركي وطلب منه نقل تحياته إلى الرئيس دونالد ترمب.
وأوضح أن اللقاء شهد التباحث حول سبل تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي بين البلدين لمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، فضلاً عن تبادل وجهات النظر بشأن المستجدات المتعلقة بعدد من القضايا في منطقة الشرق الأوسط، بما فيها كيفية التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات الراهنة.
وأشار المتحدث أيضاً، في بيان له، إلى أن كوتس أعرب من جانبه عن اعتزاز بلاده بما يربطها بمصر من تعاون بناء وعلاقات وثيقة. وأكد على حرص الولايات المتحدة على التنسيق المستمر مع مصر إزاء التحديات المختلفة التي تواجه البلدين، لا سيما في ضوء الأوضاع بمنطقة الشرق الأوسط، مثمناً في هذا الإطار دور مصر المحوري ومساعيها الحثيثة لتدعيم الأمن والاستقرار بالمنطقة.
في السياق ذاته، استقبل الرئيس السيسي، أمس، الفريق أول عوض محمد بن عوف، وزير الدفاع السوداني. وقال السفير راضي إن الرئيس السيسي أكد أهمية مواصلة التنسيق المشترك بين مصر والسودان بشأن مواجهة التحديات الأمنية الإقليمية الراهنة وسبل صون السلم والأمن بالمنطقة والقارة الأفريقية، مشيراً إلى أهمية الاستمرار في دعم آفاق التعاون العسكري وتبادل الخبرات بين القوات المسلحة لكلا البلدين، لا سيما في مجالات التدريب والتعاون الأمني والاستخباراتي والتصنيع الحربي.
على صعيد آخر، قررت محكمة جنايات القاهرة، أمس، مد أجل النطق بالحكم في قضية إعادة محاكمة 26 متهماً في القضية المعروفة إعلامياً بـ«أحداث أبو العزم»، وذلك للنطق بالحكم في جلسة 22 ديسمبر (كانون الأول) الحالي.
ويواجه هؤلاء الأشخاص تهم تشكيل خلية إرهابية تستهدف رجال الأمن وتدعو لتكفير الحاكم والخروج عليه واستهداف مقرات البعثات الدبلوماسية والسفن الأجنبية المارة بقناة السويس لتعريض أمن المجتمع وسلامته للخطر. كذلك قررت محكمة جنايات القاهرة تأجيل نظر محاكمة 30 متهماً بالانضمام إلى تنظيم داعش إلى جلسة 11 ديسمبر (كانون الأول) لاستكمال مرافعة الدفاع مع استمرار حبس المتهمين.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.