الماسكارا.. المستحضر الذي لا تستغني عنه المرأة

التقنيات والتركيبات تطورت والرموش زادت كثافة وطولا

الماسكارا.. المستحضر الذي لا تستغني عنه المرأة
TT

الماسكارا.. المستحضر الذي لا تستغني عنه المرأة

الماسكارا.. المستحضر الذي لا تستغني عنه المرأة

الجيل الجديد من مستحضرات التجميل يجمع التقنيات المتطورة بالمواد العالية الجودة، هذا على الأقل ما تؤكده شركات التجميل والتجربة، فهي بتركيبات جديدة ومتطورة لن تغطي وجهك بقناع سميك بقدر ما ستضفي عليه مظهرا نديا ونضارة. الأمر لا يتعلق فقط بمستحضرات العناية بالبشرة أو كريمات الأساس وغيرها، بل أيضا أحمر الشفاه والماسكارا، هذه الأخيرة أصبحت تأتي أيضا بفرشاة مبتكرة، كل واحدة منها تعد بمظهر أجمل ومتقن من دون أن تسيل إلى الجفون وتحول عيونك من عيون المها إلى عيون الباندا.
ما لا تختلف عليه امرأتان أن الماسكارا من المستحضرات الأساسية، والأغلبية يصنفنها ضمن أهم ثلاثة مستحضرات لا يمكن الاستغناء عنها، وهو ما تؤكده أرقام المبيعات العالمية، التي تقدر بـ4.5 مليار جنيه إسترليني، فالملاحظ أنه، في الوقت الذي تبقى فيه المرأة وفية لكريم ترطيب أو عطر من ماركة معينة، فإنها دائما تبحث عما هو أحسن فيما يتعلق بالماسكارا، حسبما جاء في دراسة نشرتها مؤسسة «مينتيل» للأبحاث. فـ47 في المائة من النساء لا يترددن في تجربة ماركة جديدة على أمل أن تكون أفضل؛ مما يجعل حركة البيع والشراء لا تتوقف أو تتراجع.
وإذا سألت أي امرأة، متابعة لآخر مستجدات الجمال والتجميل، عن أفضلها، لردت قائلة بأن عملية البحث مستمرة دائما، وليست بالسهلة رغم الكم الهائل منها في الأسواق، فكلها تتبرع بنفس الوعود: أن تطيل الرموش وتفتح العيون وتبقى من الصباح إلى المساء من دون أن تتلف أو تسيل، وبينما لا يخيب بعضها الآمال، فإن بعضها الآخر لا يكون مناسبا على الإطلاق؛ مما يجعل بيوت التجميل لا تتوقف عن البحث عن التركيبة المثالية، التي ستكسب من خلالها ولاء المرأة، وتحقق لها الربح في الوقت ذاته.
لحسن الحظ أن هذه الأبحاث والمحاولات بدأت تعطي ثمارها، بدليل توفر أنواع جد متطورة ومؤثرة تغذي رغبة المرأة في رموش كثيفة وطويلة من الصباح إلى المساء في الأسواق، من شانيل التي قدمت «لو فوليم دو شانيل» (Le Volume de Chanel) الذي يجف بسرعة ويعطي الرموش كثافة لمدة طويلة من دون أن يسيل، إلى جيفنشي و«نوار كوتير ووتربروف» (Noir Couture Waterproof)، الذي يدخل في تركيبته شمع شجرة كوبرنيشيا البرازيلية، الذي يضفي على الرموش كثافة من دون أن يتجمع ويجعلها تلتصق ببعضها البعض. الجميل هنا أن دار جيفنشي تعرف أنه مع حلول الصيف، تحتاج كل واحدة منا إلى مستحضرات مقاومة للماء، وهذا ما توفره هذه الماسكارا، التي تأتي باللون الأسود، الأكثر طلبا، إضافة إلى ألوان أخرى مثل البنفسجي يمكن أن تكون مناسبة لأجواء الصيف ولذوات العيون الخضراء.
همسة في أذنك: كيم كارداشيان تدين برموشها الطويلة والكثيفة لهذه الماسكارا، باللون الأسود.
أما شركة سيسلي، المعروفة أساسا بمستحضرات العناية بالبشرة وإدخال مواد مترفة عليها، مثل الكافيار، فوظفت كل خبراتها لتقدم ماسكارا «سو إنتانس» (So Intense). التجربة تقول إنها تعطي فعلا للرموش كثافة درامية وفي الوقت ذاته ترطبها وتقويها وتساعد على نموها. لكن لا يمكن الحديث عن ماسكارا درامية من دون التطرق إلى «ديور أديكت إيت لاش» (Dior Addict It - Lash) التي تتوافر إلى جانب الأسود بالأرجواني والأزرق والوردي، أجمل ما فيها أنها تتميز بفرشة تمنع التكتل وتمنح الرموش طولا وكثافة فضلا عن أنها موجهة للصيف، وبالتالي تضمن بقاءها لساعات طويلة من دون أن يختفي تأثيرها أو يسيل، بفضل تركيبتها المكونة من جيل خاص ونوع معين من الشمع يجف بسرعة مخلفا تأثيرا دراميا، لكن يمكن إزالته في سهولة بالماء أو بمزيل الماكياج من دون أن يترك أي أثر حول العينين.



الجينز الياباني... طرق تصنيعه تقليدية وأنواله هشة لكن تكلفته غالية

في معمل كوجيما تعكف عاملة على كي قماش الدنيم (أ.ف.ب)
في معمل كوجيما تعكف عاملة على كي قماش الدنيم (أ.ف.ب)
TT

الجينز الياباني... طرق تصنيعه تقليدية وأنواله هشة لكن تكلفته غالية

في معمل كوجيما تعكف عاملة على كي قماش الدنيم (أ.ف.ب)
في معمل كوجيما تعكف عاملة على كي قماش الدنيم (أ.ف.ب)

تحظى سراويل الجينز اليابانية المصبوغة يدوياً بلون نيلي طبيعي، والمنسوجة على أنوال قديمة، باهتمام عدد متزايد من عشاق الموضة، الذين لا يترددون في الاستثمار في قطع راقية بغض النظر عن سعرها ما دامت مصنوعةً باليد. وعلى هذا الأساس يتعامل كثير من صُنَّاع الموضة العالمية مع ورشات يابانية متخصصة في هذا المجال؛ فهم لا يزالون يحافظون على كثير من التقاليد اليدوية في صبغ قطنه وتصنيعه من الألف إلى الياء.

يوضع القطن في وعاء يحتوي على سائل أزرق داكن لا يلوّنها وحدها بل أيضاً أيدي العاملين (أ.ف.ب)

داخل مصنع «موموتارو جينز» الصغير في جنوب غربي اليابان، يغمس يوشيهارو أوكاموتو خيوط قطن في وعاء يحتوي على سائل أزرق داكن يلوّن يديه وأظافره في كل مرّة يكرر فيها العملية. يتم استيراد هذا القطن من زيمبابوي، لكنّ الصبغة النيلية الطبيعية المستخدَمة مُستخرجةٌ في اليابان، ويؤكد أوكاموتو أنّ لونها غني أكثر من الصبغات الاصطناعية. وكانت هذه الطريقة التي يشير إلى أنها «مكلفة» و«تستغرق وقتاً طويلاً»، شائعةً لصبغ الكيمونو في حقبة إيدو، من القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر.

العمل في هذه المصانع صارم فيما يتعلق بمختلف جوانب التصنيع من صبغة إلى خياطة (أ.ف.ب)

وتشكِّل «موموتارو جينز» التي أسستها عام 2006 «جابان بلو»، إحدى عشرات الشركات المنتِجة لسراويل الجينز، ويقع مقرها في كوجيما، وهي منطقة ساحلية تشتهر بجودة سلعها الحرفية، بعيداً عن سراويل الجينز الأميركية المُنتَجة على نطاق صناعي واسع. ويقول رئيس «جابان بلو»، ماساتاكا سوزوكي، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نحن صارمون جداً فيما يتعلق بمختلف جوانب التصنيع». ويشمل ذلك «جودة الخياطة والصبغة»، ما يجعل الاعتماد على مهارات التصنيع التقليدية للحرفيين المحليين، مسألة ضرورية.

بيد أن كل ما هو منسوج يدويا ومصنوع بهذا الكم من الحرفية له تكلفته، إذ يبلغ سعر النموذج الرئيسي من الجينز الذي تنتجه «موموتارو» نحو 193 دولاراً. أما النموذج الأغلى والمنسوج يدوياً على آلة خشبية محوّلة من آلة نسج كيمونو فاخرة، فيتخطى سعره 1250 دولاراً.

يعمل أحد الحرفيين على تنفيذ بنطلون جينز باليد بصبر رغم ما يستغرقه من وقت (أ.ف.ب)

ومع ذلك، ازداد الاهتمام بما تنتجه «جابان بلو» على أساس أنها إحدى ماركات الجينز الراقية على غرار «إيفيسو»، و«شوغر كين». وتمثل الصادرات حالياً 40 في المائة من مبيعات التجزئة، كما افتتحت الشركة أخيراً متجرها السادس في كيوتو، ويستهدف السياح الأثرياء بشكل خاص. يشار إلى أن صناعة الجينز ازدهرت في كوجيما بدءاً من ستينات القرن العشرين لما تتمتع به المنطقة من باع طويل في زراعة القطن وصناعة المنسوجات. وخلال حقبة إيدو، أنتجت المدينة حبالاً منسوجة للساموراي لربط مقابض السيوف. ثم تحوّلت بعد ذلك إلى صناعة «تابي»، وهي جوارب يابانية تعزل إصبع القدم الكبير عن الأصابع الأخرى، وانتقلت فيما بعد إلى إنتاج الأزياء المدرسية.

تعدّ سراويل الجينز الياباني من بين أغلى الماركات كونها مصنوعة ومصبوغة باليد (أ.ف.ب)

ويقول مايكل بندلبيري، وهو خيّاط يدير مشغل «ذي دينيم دكتور» لتصليح الملابس في بريطانيا، إنّ سوق سراويل الجينز اليابانية «نمت خلال السنوات الـ10 إلى الـ15 الماضية». ومع أنّ محبي الجينز في الدول الغربية يبدون اهتماماً كبيراً بهذه السراويل، «لا يمكن للكثيرين تحمل تكاليفها»، بحسب بندلبيري. ويتابع قائلاً: «إن ماركات الجينز ذات الإنتاج الضخم مثل (ليفايس) و(ديزل) و(رانغلر) لا تزال الأكثر شعبية، لكن في رأيي تبقى الجودة الأفضل يابانية». ويرى في ضعف الين وازدهار السياحة فرصةً إضافيةً لانتعاش سوق هذه السراويل.

رغم هشاشتها والضجيج الذي ينبعث منها فإن الأنوال القديمة لا تزال هي المستعملة احتراماً للتقاليد (أ.ف.ب)

يعزز استخدام آلات النسيج القديمة رغم هشاشتها والضجيج الذي ينبعث منها، وبالتالي لا تملك سوى رُبع قدرة أنوال المصانع الحديثة، من سمعة «موموتارو جينز» التي تعود تسميتها إلى اسم بطل شعبي محلي. وغالباً ما تتعطَّل هذه الأنوال المصنوعة في الثمانينات، في حين أنّ الأشخاص الوحيدين الذين يعرفون كيفية تصليحها تزيد أعمارهم على 70 عاماً، بحسب شيغيرو أوشيدا، وهو حائك حرفي في موموتارو.

يقول أوشيدا (78 عاماً)، وهو يمشي بين الآلات لرصد أي صوت يشير إلى خلل ما: «لم يبقَ منها سوى قليل في اليابان» لأنها لم تعد تُصنَّع. وعلى الرغم من تعقيد هذه الآلات، فإنه يؤكد أنّ نسيجها يستحق العناء، فـ«ملمس القماش ناعم جداً... وبمجرّد تحويله إلى سروال جينز، يدوم طويلاً».