اعتقال تكفيري تونسي تواصل مع شقيقه «الداعشي» في سوريا

TT

اعتقال تكفيري تونسي تواصل مع شقيقه «الداعشي» في سوريا

كشفت أجهزة الأمن التونسية المختصة في مكافحة الإرهاب عن اعتقال تكفيري تونسي ثبت تواصله مع شقيقه الإرهابي الذي التحق منذ سنوات بالتنظيمات المتشددة في سوريا، وأكدت أنه مشتبه بانضمامه إلى تنظيم متطرف والإعداد لالتحاقه ببؤر التوتر في الخارج، وقالت إنه مواطن من منطقة دوار هيشر التي كانت موطنا لعدد من الخلايا الإرهابية النائمة التي يتم الكشف عنها بين فترة وأخرى.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن شقيق الإرهابي يحارب في صفوف تنظيم داعش الإرهابي عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» وعلى تطبيق «تلغرام»، وهو على استعداد للالتحاق بالتنظيمات الإرهابية الناشطة خارج التراب التونسي.
يذكر أن منفذ الهجوم الإرهابي ضد حافلة الأمن الرئاسي يوم 24 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 كان يدعى حسام العبدلي، وهو إرهابي من نفس منطقة دوار هيشر، وهي منطقة شعبية كثيفة السكان تقع غربي العاصمة التونسية. كما أن الإرهابية فاطمة الزواغي التي أشرفت على الجناح الإعلامي لتنظيم أنصار الشريعة الإرهابي المحظور كانت قاطنة بنفس منطقة دوار هيشر.
وخلال السنوات التي تلت ثورة 2011 التحق الآلاف من الشباب التونسي بالتنظيمات الإرهابية في ليبيا وسوريا والعراق، وقد قدرت السلطات التونسية الرسمية عدد الإرهابيين التونسيين خارج البلاد بنحو ثلاثة آلاف تونسي، وأشارت إلى عودة نحو 800 منهم إلى تونس، وتخشى أجهزة الأمن المختصة في مكافحة الإرهاب وبعض الأحزاب السياسية عودة الآلاف منهم إثر التوصل لحلول سياسية، خاصة في سوريا وليبيا وتأثيرهم على أمن البلاد واستقرارها. وكانت نقابات أمنية تونسية ومجموعة من المنظمات الحقوقية قد طالبت بعدم استعادة الإرهابيين التونسيين وفتح أبواب العودة أمامهم لصعوبة اندماجهم من جديد في الحياة الاجتماعية وارتفاع كلفة إدماجهم.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».