اتهمت المخابرات البريطانية موسكو باتخاذ موقف «المواجهة الدائمة» مع الغرب، وطالبتها بعدم الاستهانة بالغرب، مشيرة إلى الهجوم بغاز للأعصاب على الجاسوس المتقاعد سيرغي سكريبال في مدينة سالزبري الإنجليزية شهر مارس (آذار) الماضي، كما اعتبر مدير جهاز المخابرات الخارجية البريطانية (إم آي 6) أمس الاثنين إن كفة التوازن العالمي تميل لصالح الصين، مع تحقيق ثاني أكبر اقتصاد في العالم لمكاسب مالية ضخمة، إضافة إلى زيادة النفوذ العالمي والهيمنة التكنولوجية.
وقال أليكس يانغر: «بشكل أساسي، تتجه السلطة والأموال والسياسة صوب الشرق... هذا واقع سياسي جديد نحتاج إلى التكيف معه». وتابع: «دعونا نفكر أيضا في الفرص الكامنة في ذلك إلى جانب التهديدات».
وفي مقتطفات نشرتها وزارة الخارجية قبيل خطابه العلني الثاني منذ توليه رئاسة جهاز (إم.آي 6) قبل أربع سنوات، حذر يانغر روسيا «أو أي دولة أخرى ترغب في تقويض أسلوب حياتنا، بألا تستخف بعزمنا وقدراتنا أو قدرات حلفائنا».
وقال يانغر إن الاعتداء بغاز أعصاب على جاسوس مزدوج متقاعد في إنجلترا أثار المخاوف من تزايد الأنشطة الروسية السرية بالخارج. وقال يانغر: «أود التأكيد أنه ورغم أن الدولة الروسية تسعى لزعزعة استقرارنا فإننا لا نسعى لزعزعة استقرار روسيا. ولا نسعى وراء التصعيد».
وقبل أقل من أربعة أشهر على الموعد المقرر لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 29 مارس (آذار)، قال يانغر (55 عاما) إن جهاز (إم آي 6) يواصل العمل مع شركائه لتعزيز «روابط أمنية لا غنى عنها» في أوروبا. وأشار إلى أن بريطانيا ساعدت فرنسا وألمانيا على إحباط هجمات إرهابية.
وفي ثاني كلمة مهمة له منذ تعيينه في منصبه عام 2014، قال يانغر إنه وبعد الهجوم أصدر حلفاء لبريطانيا في الغرب قرارات طرد دبلوماسيين روس هي الأكبر من نوعها منذ ذروة الحرب الباردة. وقالت بريطانيا إن عملاء جهاز المخابرات الروسي (جي.آر.يو) استخدموا غاز الأعصاب نوفيتشوك في الهجوم على سكريبال. وقال يانغر لطلبة بجامعة سانت أندروز في أسكوتلندا: «استخدمت روسيا سلاحا كيماويا عسكريا على الأراضي البريطانية». واستطرد: «نيتنا أن تدرك الدولة الروسية أنه مهما كانت المزايا التي تعتقد أنها تحققها من هذه الأنشطة فإنها لا تستحق المجازفة». ونفت موسكو مرارا أي دور لها في الهجوم واتهمت وكالات المخابرات البريطانية بشنه لإثارة حالة هيستيرية مناهضة لروسيا.
وكشف سكريبال العشرات من الجواسيس لجهاز (إم آي 6) لكن صدر عفو عنه فيما بعد وكان طرفا في مبادلة للجواسيس على غرار ما كان يحدث أثناء الحرب الباردة. وأضاف يانغر البالغ من العمر 55 عاما أن المخابرات البريطانية أحبطت هجمات كثيرة لتنظيم داعش جرى التدبير لها في الخارج.
وفي كلمته أمام طلاب في جامعة سانت أندروز، حيث درس سابقا، قال يانغر ردا على سؤال عن مدى اعتماد الجيل الخامس لشبكات الهاتف الجوال على التكنولوجيا الصينية: «علينا اتخاذ بعض القرارات هنا... نحتاج إلى النظر في الأمر وإجراء حوار. الأمر ليس بسيطا». وقال إن أولئك الخصوم يستغلون «الخط الضبابي» بين العالمين الافتراضي والمادي للتحقيق في دفاعات بريطانيا ومؤسساتها بطريقة تكاد تصل إلى حرب تقليدية. وأضاف أن «حقبة الثورة الصناعية الرابعة تتطلب تجسسا من الجيل الرابع: دمج خبراتنا البشرية التقليدية مع الابتكار المتسارع وشراكات جديدة وعقلية تقوم بتحريك التنوع وتمكين الشباب».
المخابرات البريطانية تتهم موسكو باختيار «المواجهة الدائمة»... و«الاستهانة» بالغرب
مديرها قال إن السلطة والأموال والسياسة تتجه صوب الشرق و«التوازن العالمي» يميل لصالح بكين
المخابرات البريطانية تتهم موسكو باختيار «المواجهة الدائمة»... و«الاستهانة» بالغرب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة