آرسنال يحسم ديربي لندن بانتصار مثير على توتنهام... وتشيلسي يقتنص المركز الثالث

هدف غريب في الوقت بدل الضائع يقود ليفربول للفوز على إيفرتون ومواصلة مطاردة سيتي على الصدارة الإنجليزية

أوباميانغ يفتتح أهداف آرسنال في مرمى توتنهام من ركلة جزاء (رويترز)
أوباميانغ يفتتح أهداف آرسنال في مرمى توتنهام من ركلة جزاء (رويترز)
TT

آرسنال يحسم ديربي لندن بانتصار مثير على توتنهام... وتشيلسي يقتنص المركز الثالث

أوباميانغ يفتتح أهداف آرسنال في مرمى توتنهام من ركلة جزاء (رويترز)
أوباميانغ يفتتح أهداف آرسنال في مرمى توتنهام من ركلة جزاء (رويترز)

حسم آرسنال ديربي شمال لندن بفوزه على ضيفه توتنهام 4 - 2 أمس على «استاد الإمارات»، فيما انتزع ليفربول انتصارا ثمينا في الوقت بدل الضائع بهدف مقابل لا شيء على ايفرتون، كما حقق تشيلسي فوزاً سهلاً بثنائية نظيفة على ضيفه فولهام 2 - صفر، ليتقدم للمركز الثالث ضمن المرحلة الرابعة عشرة من الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.
وكانت المباراة متقلبة، إذ وبعد تقدمه باكراً بهدف من ركلة جزاء عبر الغابوني بيار - ايمريك أوباميانغ، دخل آرسنال إلى استراحة الشوطين متخلفاً 1 - 2، إلا أن التبديلين اللذين أجراهما مدربه الإسباني أوناي إيمري مطلع الشوط الثاني بدخول الويلزي آرون رامزي والفرنسي ألكسندر لاكازيت أعطيا ثمارهما، وتمكن «المدفعجية» من قلب الطاولة على جيرانهم.
وأكد آرسنال تفوقه بين جماهيره على جاره، إذ لم يخسر في معقله أمام الأخير منذ 20 نوفمبر (تشرين الثاني) 2010 بنتيجة 2 - 3 في الدوري، كما حافظ على سجله الخالي من الهزائم للمباراة التاسعة عشرة توالياً في جميع المسابقات، وتحديداً منذ خسارته في المرحلة الثانية من الدوري الممتاز أمام جاره تشيلسي (2 - 3) في 18 أغسطس (آب).
وقدم آرسنال خدمة لجاره الآخر تشيلسي الذي استعاد المركز الثالث بفارق نقطة واحدة أمام توتنهام بفوزه على الفريق اللندني الآخر فولهام 2 - صفر، كما أزاح رجال المدرب الأرجنتيني ماوريتسيو بوكيتينو وأصبح أمامهم في المركز الرابع بفارق الأهداف.
وكان آرسنال الأفضل منذ صافرة البداية وافتتح التسجيل بعد 10 دقائق من ركلة جزاء نفذها أوباميانغ، وذلك بعدما لمس البلجيكي يان فيرتونغن الكرة بيده داخل منطقة الجزاء. وكان آرسنال قريباً جداً من توجيه ضربة ثانية سريعة لتوتنهام لولا تألق الحارس الفرنسي هوغو لوريس في وجه النيجيري أليكس إيوبي في الدقيقة 18، ثم رد الضيوف بفرصة للكوري الجنوبي سون هيونغ - مين بتسديدة من زاوية صعبة صدها الحارس الألماني برند لينو وأنقذ فريقه.
لكن لينو أخطأ في المحاولة التالية لتوتنهام، عندما عجز عن التعامل مع رأسية إيريك داير إثر ركلة حرة نفذها الدنماركي كريستيان إيريكسن، فتهادت الكرة داخل شباكه في الدقيقة 30.
ولم يكد آرسنال يستفيق من صدمة هدف التعادل، حتى وجد نفسه متخلفاً من ركلة جزاء نفذها هاري كين، وذلك إثر خطأ غير واضح احتسب على روب هولدينغ ضد سون هيونغ - مين في الدقيقة 34.
وأصبح كين بحسب موقع «أوبتا» للإحصائيات أكثر اللاعبين تهديفاً في ديربي شمال لندن بثمانية أهداف، مشاركة مع التوغولي إيمانويل اديبايور، لكن الأخير لعب لصالح الفريقين وسجل لكل منهما في الديربي (آرسنال 2006 - 2009 وتوتنهام 2011 - 2015).
وحاول إيمري تدارك الموقف، فأجرى تبديلين مطلع الشوط الثاني بإدخال لاكازيت ورامزي بدلاً من إيوبي والأرميني هنريك مخيتاريان.
وكان إيمري موفقا في قراره إذا كان رامزي خلف هدف التعادل الذي سجله أوباميانغ في الدقيقة 56 بتسديدة رائعة من حدود المنطقة إلى الزاوية اليسرى العليا لمرمى لوريس، رافعاً رصيده إلى 10 أهداف في صدارة ترتيب الهدافين وبفارق هدفين أمام ثنائي مانشستر سيتي الأرجنتيني سيرخيو أغويرو ورحيم ستيرلينغ.
وفي الدقيقة 74 وبعد خطأ في منتصف الملعب من الأرجنتيني خوان فويث، خطف رامزي الكرة ومررها إلى لاكازيت الذي تلاعب بالدفاع ثم سددها أرضية من خارج المنطقة ارتطمت بقدم داير، وتابعت طريقها إلى الزاوية اليمنى لمرمى لوريس. ثم وجه الأوروغواياني لوكاس توريرا الضربة القاضية لتوتنهام بتسجيله هدفه الأول بقميص آرسنال، المنتقل إليه الصيف الماضي من سمبدوريا الإيطالي، والرابع لأصحاب الأرض في الدقيقة 77 إثر تمريرة من أوباميانغ أخطأ داير في اعتراضها فوصلت إلى ابن الـ22 عاماً الذي تقدم بها على الجهة اليمنى وسددها في الشباك.
وتعقدت مهمة سبيرز كثيرا في الدقائق الأخيرة بطرد فيرتونغن لنيله الإنذار الثاني (85)، ما سهل الأمور على آرسنال ومهد الطريق أمامه للخروج منتصرا.
وقاد ديفوك أوريجي فريقه ليفربول لانتزاع فوز صعب من ضيفه إيفرتون 1 / صفر في مباراة ديربي «ميرسيسايد» .
وسجل أوريجي هدف الفوز الذي جاء بصورة غريبة في الدقيقة الخامسة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع للمباراة.
وبينما كان يستعد الحكم لاطلاق صافرة النهاية ومن هجمة مرتدة لليفربول حاول فان دايك التسديد نحو مرمى ايفرتون لكنه اطاح بالكرة عاليا لتسقط بشكل غريب على عارضة مرمى ايفرتون، وبينما كان الحارس بيكفورد اخراجها لركنية عادت الى الداخل ليحولها اوريجي داخل الشباك.
ورفع ليفربول رصيده إلى 36 نقطة في المركز الثاني بفارق نقطتين خلف مانشستر سيتي، فيما توقف رصيد إيفرتون عند 22 نقطة في المركز السادس.
وبهذا الفوز حافظ ليفربول على سجله خاليا من الهزائم في الدوري هذا الموسم، محققا انتصاره الحادي عشر مقابل التعادل في ثلاث مباريات، فيما تعد هذه الخسارة هي الرابعة لإيفرتون في الدوري هذا الموسم مقابل الفوز في ست مباريات والتعادل في أربع.
وفي ديربي آخر بغرب العاصمة لندن حقق تشيلسي فوزا سهلا بثنائية نظيفة على ضيفه فولهام 2 - صفر.
وتفوق فريق المدرب الإيطالي ماوريتسيو ساري على فولهام بقيادة مدرب تشيلسي السابق الإيطالي كلاوديو رانييري، بفضل لاعبيه الإسباني بيدرو، وروبن لوفتس - تشيك.
وسجل بيدرو الهدف الأول لفريقه في الدقيقة الرابعة من الشوط الأول، عندما قطع الفرنسي نغولو كانتي الكرة في منتصف الملعب، وأطلق هجمة مرتدة سريعة مرر فيها الكرة إلى زميله المتقدم داخل منطقة الجزاء، قبل أن يراوغ الأخير الدفاع ويسدد في مرمى الإسباني سيرخيو ريكو.
وانتظر تشيلسي حتى الدقيقة 84 ليضمن النتيجة، وذلك بعد تبادل سريع للكرة بين لوفتوس - تشيك الذي تلقى الكرة خارج منطقة الجزاء من هازار وأعادها إليه بالكعب، ليخترق الدولي البلجيكي المنطقة ويعيدها عرضية إلى الدولي الإنجليزي الذي سددها قوية في المرمى.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».