عودة الجربا مرشحاً لـ«الدفاع» تربك البيت السني

بعد ثبوت عدم شموله بقانون «اجتثاث البعث»

TT

عودة الجربا مرشحاً لـ«الدفاع» تربك البيت السني

جدد ائتلاف «الوطنية» العراقي بزعامة إياد علاوي تمسكه فيصل الجربا مرشحاً لوزارة الدفاع بعد قبول محكمة التمييز الاتحادية الطعن المقدَّم من قبله لها على قرار هيئة المساءلة والعدالة بشموله بإجراءات اجتثاث البعث. وقال كاظم الشمري رئيس كتلة الوطنية في البرلمان في بيان أمس إن كتلته ترحِّب بقرار محكمة التمييز الاتحادية بقبول الطعن المقدم من فيصل الجربا على قرار هيئة المساءلة والعدالة، مبيناً أن «هذا القرار أعطى الدليل القاطع على حيادية واستقلالية القضاء الذي يثبت يوماً بعد آخر أنه الساحة التي ينصف بها المظلوم، والمكان الذي تُعاد فيه الحقوق إلى أصحابها»، مؤكداً تمسُّك الائتلاف بالجربا مرشحاً لحقيبة الدفاع.
إلى ذلك، أكد سياسي عراقي لـ«الشرق الأوسط» طالباً عدم الكشف عن اسمه أو هويته إن «البيت السنِّي منقسم أصلاً مرتين؛ الأولى كون أن قسماً من النواب والكتل السنية منضوٍ ضمن كتلة (الإصلاح والإعمار)، التي تضم (سائرون) و(الحكمة) و(الوطنية) و(النصر)، والقسم الآخر منضوٍ ضمن كتلة (البناء) التي تضم (الفتح) و(دولة القانون)، والمرة الثانية هي بشأن مرشحي الوزارات وبالأخص وزارة الدفاع»، مبيناً أن «المحور الوطني (السنّي) ضمن كتلة (البناء) يرى أن منصب وزير الدفاع من حصته، وأبرز مرشح له هو هشام الدراجي، بينما (الوطنية)، بزعامة علاوي، ترى أن المنصب من حصتها، وأن هناك تفاهماً بين رئيس الوزراء عادل عبد المهدي وإياد علاوي ينص على أن عبد المهدي يؤيد المرشح الذي يقدمه علاوي».
وأوضح السياسي العراقي أن «علاوي سبق أن قدم فيصل الجربا إلى عبد المهدي الذي سبق أن طرحه عند التصويت على الوزراء الأربعة عشر، لكن الخلاف على الحقائب الأمنية حال دون تمريره، وبالتالي يُعدّ الجربا خياراً لعبد المهدي أيضاً»، مشيراً إلى أنه «يحظى بأرجحية واضحة على منافسيه، بمن فيهم مرشحو كتلة (المحور الوطني) التي سوف تنقسم بشأنه، وهو ما يزيد حظوظه في الترشح لهذا المنصب، علماً بأنه ليس مرشحها».
من جهته، أكد عضو البرلمان العراقي عبد الله الخربيط في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «فيصل الجربا عاد مرشحاً قوياً لـ(الدفاع)، ولكن السؤال هو: هل سيقدمه رئيس الوزراء عادل عبد المهدي خلال الجلسة المقبلة يوم الثلاثاء أم سيقدم مرشحاً آخر»، مشيراً إلى أن «المرشح الرسمي لـ(المحور الوطني) ضمن كتلة (البناء) هو هشام الدراجي، وبالتالي فإن أيّاً من المرشحين في حال يتم طرحه سواء كان الدراجي أو الجربا سوف يمر عبر التصويت لأنهما تقريباً أوفر مرشحين حظاً من بين المرشحين لحقيبة (الدفاع)».
وبشأن ما إذا كان مرشح «الداخلية» فالح الفياض سيمرر خلال الجلسة المذكورة، قال الخربيط إن «الفياض مرشح (البناء) أيضاً، وهو لا يزال المرشح الوحيد رغم استمرار الخلاف عليه بين تحالفي (الفتح) و(سائرون)».
إلى ذلك، أكد الناطق الرسمي باسم تحالف «سائرون» الدكتور قحطان الجبوري، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «تحالف (سائرون) حسم رؤيته منذ البداية بشأن الحكومة، وذلك طبقاً للثوابت التي وضعها السيد مقتدى الصدر، والتي تقوم على أساس منح رئيس الوزراء الحرية في اختيار وزرائه، ومثلما يعرف الجميع أن (سائرون) تنازلت عن حصتها في الوزارات». وأضاف الجبوري: «كتلتنا طالبت وطبقاً للثوابت ذاتها بأنّ الوزراء يجب أن يكونوا من ذوي الاختصاص، بينما طالبنا بأن يكون الوزراء الأمنيون مستقلين تماماً عن الأحزاب وغير خاضعين لمبدأ المحاصصة العرقية والطائفية».
كردياً، لم يحسم الخلاف بشأن وزارة العدل التي لا تزال محور خلاف بين الحزبين الكرديين الرئيسيين؛ الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني. ففيما يرى (الديمقراطي) أن الحقيبة من حصته، ورشّح لها القاضي دارا توفيق، وهو وزير سابق للعدل، يرى (الاتحاد الوطني) أنها من حصته، ورشّح لها القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني خالد شواني. وفي هذا السياق، قرر الاتحاد الوطني إرسال وفد إلى بغداد لإجراء مباحثات مع رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، لحسم هذه القضية قبيل جلسة البرلمان غداً.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.