«أبو عصام» يبرر هجومه على «الناصر»

بطل «باب الحارة» يواجه عاصفة غضب لانتقاده صلاح الدين

تمثال صلاح الدين امام بوابة قلعة دمشق... وفي الاطار الممثل عباس النوري
تمثال صلاح الدين امام بوابة قلعة دمشق... وفي الاطار الممثل عباس النوري
TT

«أبو عصام» يبرر هجومه على «الناصر»

تمثال صلاح الدين امام بوابة قلعة دمشق... وفي الاطار الممثل عباس النوري
تمثال صلاح الدين امام بوابة قلعة دمشق... وفي الاطار الممثل عباس النوري

اضطر الممثل السوري عباس النوري، المعروف بـ«أبو عصام» في مسلسل «باب الحارة»، إلى تبرير ما قاله من كلام صادم عن الشخصية التاريخية صلاح الدين الأيوبي، ووصفه بأنه «كذبة».
وقال في بيان نشره على حسابه في «فيسبوك»، إن كلامه جاء في معرض «الضرورة اللازمة لإعادة بناء الكثير من المفاهيم التي تربينا ونشأ وعينا وشخصياتنا الوطنية عليها»، ذلك بعد موجة عاصفة من الانتقادات التي طالته، سواء من المعارضين للنظام الذين رأوا في كلام النوري تعبيراً عن «طائفية». أما الموالون للنظام، فوجهوا سؤالاً للنوري عما إذا كان يعتبر نفسه «أذكى من الرئيس حافظ الأسد» الذي أمر بوضع لوحة تشكيلية لـ«معركة حطين» في القصر الجمهوري من رسم الفنان سعيد تحسين، كما أمر بوضع نصب تذكاري على مدخل سوق الحميدية.
وبرر النوري ما قاله في برنامج إذاعي (المختار) بثته إذاعة «مدينة إف.م»، بقوله: «جاء كلامي في معرض الضرورة اللازمة والوطنية لإعادة بناء الكثير من المفاهيم التي تربينا ونشأ وعينا وشخصياتنا الوطنية عليها». وأضاف: «ذكرت بعضاً من المعلومات عن شخصية صلاح الدين الأيوبي، وكنت حين قراءتها قد صدمت وفوجئت، كما فوجئ كل من سمعني وراح لاعتبار كلامي نابعاً من دوافع ظلامية».
وكان الممثل عباس النوري قد أثار الاستياء في الأوساط السورية لشنه هجوماً حاداً على صلاح الدين الأيوبي، ووصفه بـ«الكذبة التي تعيش في الشام»، مستهجناً نصب تمثال له عند مدخل سوق الحميدية وبوابة قلعة دمشق التاريخية.
ونقلت صحيفة «بردى» الإلكترونية الموالية للنظام ما كتبه رياض الخطيب بمنشور بحسابه على «فيسبوك»: «هل تعتبر نفسك أذكى من حافظ الأسد الذي قبل التذكار لـ(معركة حطين) وأمر بوضعها في القصر الجمهوري»، فيما بثت صفحة كردية مقطع فيديو لمجموعة شباب سوريين يغنون بالعربية هجاءً عنيفاً لعباس النوري.
كما تداول معارضون سوريون رسالة وجهها محمد سلوم إلى عباس النوري قال فيها: «ظهرت جاهلاً بأبسط مقومات الجغرافيا»، وكتب مصححاً ما ورد في كلام النوري من مغالطات تاريخية وجغرافية. وسأل كاتب الرسالة، النوري، «ألهذه الدرجة يزعجك منظر تمثال صلاح الدين الواقف أمام قلعة دمشق منذ 1993؟ أما عدت تطيق المدينة لأنها نصبت هذا التمثال؟ ألم تزعجك يا عباس اللطميات والمواكب (...)؟ ألم تزعجك أمّ تأكل من حاوية؟ صبية تمتهن الدعارة؟ أطفال يشمون (الشعلة)؟ عجوز سُجِن أولاده وتركوه مكسور الظهر يلتحف الأرصفة؟ جنود أعاجم يفتشونك على الحواجز؟ يبدو أنك لم تر كل ذلك. فتمثال صلاح الدين سوّد الدنيا في وجهك وما عدت ترى غيره!



عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
TT

عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

قال المخرج العراقي عُدي رشيد المتوج فيلمه «أناشيد آدم» بجائزة «اليسر» لأفضل سيناريو من مهرجان «البحر الأحمر» إن الأفلام تعكس كثيراً من ذواتنا، فتلامس بصدقها الآخرين، مؤكداً في حواره مع «الشرق الأوسط» أن الفيلم يروي جانباً من طفولته، وأن فكرة توقف الزمن التي طرحها عبر أحداثه هي فكرة سومرية بامتياز، قائلاً إنه «يشعر بالامتنان لمهرجان البحر الأحمر الذي دعم الفيلم في البداية، ومن ثَمّ اختاره ليشارك بالمسابقة، وهو تقدير أسعده كثيراً، وجاء فوز الفيلم بجائزة السيناريو ليتوج كل ذلك، لافتاً إلى أنه يكتب أفلامه لأنه لم يقرأ سيناريو كتبه غيره يستفزه مخرجاً».

بوستر الفيلم يتصدره الصبي آدم (الشركة المنتجة)

ويُعدّ الفيلم إنتاجاً مشتركاً بين كل من العراق وهولندا والسعودية، وهو من بطولة عدد كبير من الممثلين العراقيين من بينهم، عزام أحمد علي، وعبد الجبار حسن، وآلاء نجم، وعلي الكرخي، وأسامة عزام.

تنطلق أحداث فيلم «أناشيد آدم» عام 1946 حين يموت الجد، وفي ظل أوامر الأب الصارمة، يُجبر الصبي «آدم» شقيقه الأصغر «علي» لحضور غُسل جثمان جدهما، حيث تؤثر رؤية الجثة بشكل عميق على «آدم» الذي يقول إنه لا يريد أن يكبر، ومنذ تلك اللحظة يتوقف «آدم» عن التّقدم في السن ويقف عند 12 عاماً، بينما يكبر كل من حوله، ويُشيع أهل القرية أن لعنة قد حلت على الصبي، لكن «إيمان» ابنة عمه، وصديق «آدم» المقرب «انكي» يريان وحدهما أن «آدم» يحظى بنعمة كبيرة؛ إذ حافظ على نقاء الطفل وبراءته داخله، ويتحوّل هذا الصبي إلى شاهدٍ على المتغيرات التي وقعت في العراق؛ إذ إن الفيلم يرصد 8 عقود من الزمان صاخبة بالأحداث والوقائع.

وقال المخرج عُدي رشيد إن فوز الفيلم بجائزة السيناريو مثّل له فرحة كبيرة، كما أن اختياره لمسابقة «البحر الأحمر» في حد ذاته تقدير يعتز به، يضاف إلى تقديره لدعم «صندوق البحر الأحمر» للفيلم، ولولا ذلك ما استكمل العمل، معبراً عن سعادته باستضافة مدينة جدة التاريخية القديمة للمهرجان.

يطرح الفيلم فكرة خيالية عن «توقف الزمن»، وعن جذور هذه الفكرة يقول رشيد إنها رافدية سومرية بامتياز، ولا تخلو من تأثير فرعوني، مضيفاً أن الفيلم بمنزلة «بحث شخصي منه ما بين طفولته وهو ينظر إلى أبيه، ثم وهو كبير ينظر إلى ابنته، متسائلاً: أين تكمن الحقيقة؟».

المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

ويعترف المخرج العراقي بأن سنوات طفولة البطل تلامس سنوات طفولته الشخصية، وأنه عرف صدمة الموت مثله، حسبما يروي: «كان عمري 9 سنوات حين توفي جدي الذي كنت مقرباً منه ومتعلقاً به ونعيش في منزل واحد، وحين رحل بقي ليلة كاملة في فراشه، وبقيت بجواره، وكأنه في حالة نوم عميق، وكانت هذه أول علاقة مباشرة لي مع الموت»، مشيراً إلى أن «الأفلام تعكس قدراً من ذواتنا، فيصل صدقها إلى الآخرين ليشعروا بها ويتفاعلوا معها».

اعتاد رشيد على أن يكتب أفلامه، ويبرّر تمسكه بذلك قائلاً: «لأنني لم أقرأ نصاً كتبه غيري يستفز المخرج داخلي، ربما أكون لست محظوظاً رغم انفتاحي على ذلك».

يبحث عُدي رشيد عند اختيار أبطاله عن الموهبة أولاً مثلما يقول: «أستكشف بعدها مدى استعداد الممثل لفهم ما يجب أن يفعله، وقدر صدقه مع نفسه، أيضاً وجود كيمياء بيني وبينه وقدر من التواصل والتفاهم»، ويضرب المثل بعزام الذي يؤدي شخصية «آدم» بإتقان لافت: «حين التقيته بدأنا نتدرب وندرس ونحكي عبر حوارات عدة، حتى قبل التصوير بدقائق كنت أُغير من حوار الفيلم؛ لأن هناك أفكاراً تطرأ فجأة قد يوحي بها المكان».

صُوّر الفيلم في 36 يوماً بغرب العراق بعد تحضيرٍ استمر نحو عام، واختار المخرج تصويره في محافظة الأنبار وضواحي مدينة هيت التي يخترقها نهر الفرات، بعدما تأكد من تفَهم أهلها لفكرة التصوير.

لقطة من الفيلم (الشركة المنتجة)

وأخرج رشيد فيلمه الروائي الطويل الأول «غير صالح»، وكان أول فيلم يجري تصويره خلال الاحتلال الأميركي للعراق، ومن ثَمّ فيلم «كرنتينة» عام 2010، وقد هاجر بعدها للولايات المتحدة الأميركية.

يُتابع عُدي رشيد السينما العراقية ويرى أنها تقطع خطوات جيدة ومواهب لافتة وتستعيد مكانتها، وأن أفلاماً مهمة تنطلق منها، لكن المشكلة كما يقول في عزوف الجمهور عن ارتياد السينما مكتفياً بالتلفزيون، وهي مشكلة كبيرة، مؤكداً أنه «يبحث عن الجهة التي يمكن أن تتبناه توزيعياً ليعرض فيلمه في بلاده».