الحكومة المصرية تبدأ الفحص الطبي لـ20 مليون مواطن

في سياق المرحلة الثانية من مبادرة رئاسية لمكافحة الأمراض

TT

الحكومة المصرية تبدأ الفحص الطبي لـ20 مليون مواطن

بدأت الحكومة المصرية، أمس، إجراءات المرحلة الثانية من مبادرة أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، لمكافحة «فيروس سي» وعدد من الأمراض الأخرى في المحافظات كافة، وتستهدف المرحلة الجديدة نحو 20 مليون مواطن في 11 محافظة.
وأعلنت وزيرة الصحة والسكان الدكتورة هالة زايد، أمس، في مبنى «محاكاة هيئة قناة السويس» بمحافظة الإسماعيلية، أن محافظات المرحلة الثانية المقرر إطلاق المبادرة بها هي البحر الأحمر، وشمال سيناء، والقاهرة، والإسماعيلية، والسويس، وكفر الشيخ، والمنوفية، وبني سويف، وسوهاج، وأسوان، والأقصر.
وأشارت زايد إلى أن وزارة الصحة حددت 1877 نقطة على مستوى تلك المحافظات لإجراء الفحوصات للمواطنين، وذلك بالإضافة إلى نقاط المسح المتحركة بالقاهرة التي تبلغ نحو 857 نقطة مسح، بإجمالي فرق طبية تصل إلى 6486 فرقة.
وحددت الوزيرة عام 2020 موعداً للقضاء على فيروس سي في مصر، فضلاً عن صرف العلاج للمصابين بالأمراض غير المعدية. وأكدت أن أمراض «الضغط والسكر والسمنة تُسبب أكثر من 70 في المائة من وفيات المصريين».
وبحسب البيانات الرسمية، فإن المرحلة الأولى من حملة «100 مليون صحة» تمكن القائمون عليها من فحص «11 مليوناً و500 ألف مواطن من خلال 1488 نقطة مسح ثابتة و322 نقطة متحركة بواسطة 5888 فريق مسح».
وتستهدف المبادرة الرئاسية فحص فئات عمرية مختلفة من الشباب والشيوخ، وأظهرت نتائج المرحلة الأولى أن أصحاب الأعمار من 26 إلى 35 سنة هم الأعلى مشاركة في الفحوصات بنسبة 27 في المائة، فيما جاءت الفئات العمرية التي بلغت 65 عاماً وما فوق أقل الفئات مشاركة بنسبة 6 في المائة، وبلغت أعلى معدلات الإصابة في الفئة العمرية من 56 إلى 65 عاماً خلال فترة المسح بنسبة 28 في المائة، فيما جاءت الفئات العمرية من 18 إلى 25 عاماً أقل الفئات إصابة بالفيروس».
وأفادت وزيرة الصحة بأنه تم «مد المرحلة الأولى من المبادرة لمدة شهر إضافي حتى 31 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، نظراً لزيادة إقبال المواطنين على مراكز المسح عن المعدلات اليومية».
وكان الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء المصري، قال أول من أمس، إن «ملف التعليم والصحة من أهم أولويات حكومته، التي تحرص على بناء الإنسان المصري»، موضحاً أن «المرحلة الأولى من مبادرة الرئيس للقضاء على فيروس سي، شملت 11 مليوناً و500 ألف مواطن تم الكشف عليهم».
وأضاف رئيس الوزراء المصري أن 5 في المائة من الذين خضعوا للكشف في المرحلة الأولى من المبادرة، ثبت حملهم لفيروس سي، وتم الكشف أيضاً على الأمراض غير السارية، خصوصاً أن عدداً كبيراً من الشباب يخضعون لجراحات القلب، بسبب الإصابة بالضغط والسمنة، لافتاً إلى أن زيادة معدل الفقر للأسرة المصرية أحد أسبابه إصابة أحد أفراد الأسرة بأمراض خطيرة.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.