بمشاركة 60 من خبراء وأطر عدة شركات ومنظمات دولية، الأعضاء في «التحالف العالمي للوقع العملي»، بالإضافة إلى رواد أعمال شباب من الجهات الصحراوية الثلاثة (جنوب المغرب)، اختتمت «قمة التصميم المشترك» لبرنامج «ماساتشوستس - ديلاب»، أشغالها أمس بمدينة العيون، كبرى حواضر المحافظات الصحراوية المغربية، على إثر أسبوع من العمل المتواصل بهدف بلورة مشاريع تجارية ذات وقع اجتماعي وبيئي في المحافظات الصحراوية.
وتعتبر هذه خامس «قمة دولية للتصميم المشترك» ينظمها «ديلاب» خارج أميركا، وذلك بعد قمم غانا وزامبيا وكولومبيا وإثيوبيا. وتقوم منهجية «قمة التصميم المشترك» على جمع خبراء دوليين ومكونات المنظومة المحلية لتشجيع ودعم ريادة الأعمال مع رواد شباب حول نفس الطاولة، وجعلهم يشتغلون معا كفريق من أجل تحديد إشكاليات تنموية في البلد الذي يستضيف القمة وبلورة مشاريع تجارية تشكل من خلال منتجاتها وخدماتها إجابات على هذه الإشكالات.
واختارت «ديلاب» هذه السنة تنظيم قمة التصميم المشترك في مدينة العيون، في إطار شراكة مع مؤسسة «فوسبوكراع»، وهي مؤسسة العمل الاجتماعية لشركة «فوسبوكراع» التي تمتلك احتكار استخراج وتسويق الفوسفات في منطقة بوكراع قرب العيون.
وقالت إيمي سميت، رئيسة برنامج «ديلاب» بجامعة «معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا»، في حفل اختتام القمة، إن تجربة العيون شكلت مغامرة خاصة ومتميزة ومليئة بالحماس. وأوضحت أن الإعداد للقمة استمر زهاء سنة، جرى خلالها تهيئة المجال عبر زيارات للمنطقة ودراسة أولية للتحديات التنموية التي تواجهها، إضافة إلى تكوين الخبراء والشركاء الراغبين في المشاركة، وتكوين المكونين والميسرين المغاربة في مجال دعم المشاريع الشابة، إضافة إلى استقبال المرشحين من شباب الجهات الصحراوية الثلاث الراغبين في تطوير مشاريع خاصة وتكوينهم وانتقاء 17 شابا الذين سيشاركون في المرحلة الأخيرة من القمة.
وأشارت سميث إلى اختيار ستة محاور للعمل، حسب نتائج الدراسات، وبلورة مشروع من شأنه أن يعطي قيمة إضافة للرفع من جودة التربية والتعليم، وتثمين النباتات العطرية والطبية الصحراوية، خاصة في مجال الاستعمالات المرتبطة بجمال المرأة الصحراوية، وتثمين المنتجات الحرفية الصحراوية، وفرص تقديم عروض خدماتية للشركات الصغيرة بالمنطقة، وتدوير نفايات القنينات البلاستيكية المستعملة في تعبئة ماء الشرب، وإيجاد فضاءات ترفيهية خاصة للنساء الصحراوية تستجيب لمتطلباتهن من جهة والثقافة الخاصة للمجتمع الصحراوي التي تحظر الاختلاط. وتوزع المشاركون إلى ست مجموعات متعددة الجنسيات والثقافات بهدف الاشتغال كفريق مع الشباب الصحراويين من أجل تطوير حلول عملية لهذه الإشكالات وبلورتها في شكل مشاريع.
وأضافت سميث: «في ديلاب، نؤمن بأن جمع أشخاص من خلفيات وجنسيات وثقافات متعددة، وجعلهم يشتغلون معا على نفس الفكرة، يغطي قوة أكبر للتغيير كبير والابتكار».
من جانبها، تحدثت سعيدة بنحيون، رئيسة قطب «الابتكار العملي» لبرنامج ديلاب وقائدة قمة العيون للتصميم المشترك، عن مختلف المراحل التي عرفتها القمة منذ انطلاقها قبل أسبوع. وقالت: «بدأنا بتشكيل المجموعات، وخصصنا اليوم الأول لتحقيق الانسجام بين أعضائها وتدريبهم على العمل المشترك، ثم في اليوم الثاني نزلت المجموعات إلى الميدان في أول لقاء مع سكان المدينة لدراسة احتياجاتهم وتصوراتهم بخصوص المحور الذي تشتغل عليه كل مجموعة، ومن خلال تحليل وتركيب المعلومات التي تم تجميعها تمكنت المجموعات من تأطير مشروعها وتحديد المنتوج الذي يمكن أن تقترحه كحل لتلك الإشكالات. ثم في اليوم الثالث عادت المجموعات إلى الميدان، لكن هذه المرة باستهداف دقيق للشرائح الاجتماعية المستهدفة بمنتوجها، والتي يرتقب أن تشكل قاعدة زبائنها. وبعد هذه الدراسة الأخيرة للسوق أنهى كل فريق في المرحلة الأخيرة بلورة مشروعه، من حيث المنتوج وكيفية إعداده والوسائل التي يتطلبها وكيفية توفيرها والأسعار التي سيعرض بها في السوق. كما مكنت الدراسات الميدانية بعض المجموعات من تحديد الزبائن الأوائل وتلقي أولى الطلبيات».
وقالت حجبوها الزبير، رئيسة مؤسسة «فوسبوكراع»، في اختتام القمة: «إن العمل الذي قامت به مؤسسة «ديلاب» من أجل تشجيع الروح الإبداعية لدى الشباب في الجهات الجنوبية الثلاث في المجال المقاولاتي أعطت نتائج إيجابية جدا. ونحن نفتخر بما تم إنجازه في هذه القمة، والتي يندرج تنظيمها في إطار الدينامية الاجتماعية والاقتصادية لمؤسستنا منذ إنشائها في 2014». وأوضحت الزبير أن احتضان هذه القمة في العيون يندرج ضمن مخطط المؤسسة لتطوير حاضنات ومسرعات للمقاولات الشابة في إطار القطب التكنولوجي «فم الواد»، الذي طورته المؤسسة في ضاحية مدينة العيون بهدف تشجيع الاستثمار والمبادرة الحرة بالجهات الجنوبية الثلاث للمغرب، مشيرة إلى أن القمة بشكل خاص، وبرنامج التعاون مع ديلاب وماساشوستس بشكل عام، تهدف إلى ترقية المنظومة المحلية وتأهيلها من خلال التكوين العملي للاضطلاع بمهامها على أحسن وجه.
وأشارت الزبير إلى أن هذه القمة لن تكون حدثا معزولا، معبرة عن أملها في تنظيم قمم مقبلة في مدن مغربية أخرى. كما أشارت إلى أن عمل هذه القمة لن يقف عند بلورة المشاريع الستة، بل سيتواصل، من جهة عبر مواكبة إنجاز هذه المشاريع وتوفير كل الشروط لإنجاحها، ومن جهة ثانية، عبر نقل المكونات المغربية المشاركة للخبرات والتقنيات التي اكتسبتها عبر مشاركتها في هذه القمة إلى المدن والمؤسسات التي تعمل بها، بهدف الاستفادة منها في مجال عملها في تأطير ومواكبة رواد الأعمال الشباب.
«القمة الدولية للتصميم المشترك» في العيون المغربية تبلور 6 مشاريع تنموية
تختص بالحرف التقليدية والتعليم والمقاولات والبيئة والمرأة الصحراوية
«القمة الدولية للتصميم المشترك» في العيون المغربية تبلور 6 مشاريع تنموية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة