إصلاح أوضاع 168 كنيسة في مصر... وإطار زمني لباقي الكنائس

الحكومة تدحض إشاعات تتعلق برسوم الزواج وأموال المعاشات

TT

إصلاح أوضاع 168 كنيسة في مصر... وإطار زمني لباقي الكنائس

أعلنت مصر، أمس، توفيق أوضاع 168 كنيسة ومبنى في ربوع البلاد، وقال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري، إنه «وجه بوضع إطار زمني يتم خلاله الانتهاء من تقنين أوضاع الكنائس والمباني التي تستوفي الشروط التي حددها القانون، مع تسريع وتيرة العمل في هذا الملف؛ ليتم الانتهاء من قرارات التقنين في أقصر فترة ممكنة».
وكان مدبولي قد ترأس اجتماع اللجنة الرئيسية لتقنين أوضاع الكنائس، وذلك بحضور وزراء العدل، والآثار، وشؤون المجالس النيابية، وممثلي الجهات المعنية. وخلال الاجتماع استعرضت اللجنة نتائج أعمال المراجعة التي تمت على مدار الشهرين الماضيين لأوضاع الكنائس التي طلبت تقنين أوضاعها.
ووافقت اللجنة في اجتماعها على تقنين أوضاع 168 كنيسة ومبنى، منها 151 كنيسة ومبنى تم تقنين أوضاعها بشكل نهائي، و17 كنيسة ومبنى تم تقنين أوضاعها بشرط قيامها باستيفاء متطلبات السلامة الإنشائية؛ وذلك بعد أن يتم إثبات أنها غير مقامة على أراضي ملك للدولة أو أراضي وقف أو أراضي محل نزاع قضائي، وبذلك يبلغ عدد الكنائس والمباني التي تم توفيق أوضاعها منذ بدء عمل اللجنة وحتى الآن 508 كنائس ومبان تابعة.
وطالب مدبولي بموافاة اللجنة خلال اجتماعها القادم بتقرير متابعة يتضمن نتائج أعمال اللجان الفنية، التي سبق أن وجه رئيس الوزراء بتشكيلها داخل كل محافظة، لمتابعة تنفيذ قرارات تقنين أوضاع الكنائس، وهي اللجان التي تضم ممثلين للطوائف المسيحية، والحماية المدنية، والجهات الأخرى ذات الصلة، وتتولى متابعة استيفاء الكنائس لمتطلبات الحماية المدنية واستيفاء حق الدولة.
وفي تحرك مصري رسمي للرد على إشاعات ترددت عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأثارت غضباً وبلبلة في الشارع، نفى المركز الإعلامي لمجلس الوزراء، أمس، إشاعات تعلقت بالصحة، والدعم، ورسوم الزواج، أموال المعاشات، وقالت وزارة التموين: إنه لا صحة لاستبعاد من لديه أكثر من خط هاتف محمول من البطاقات التموينية، وإن كل ما تم في تنقية منظومة البطاقات التموينية حتى الآن يقتصر فقط على حذف المتوفين والمسافرين، والأسماء المكررة على أكثر من بطاقة تموينية، وكذلك الأسماء التي ليس لها رقم قومي، لافتة إلى أن «ضبط عدد المستفيدين يتم بناءً على الأرقام القومية الصحيحة، وذلك كله حفاظاً على حقوق المستفيدين، وعدم إهدار الدعم».
كما كشف المركز الإعلامي لمجلس الوزراء، عن أنه في ضوء ما تردد من أنباء تُفيد بإهدار الحكومة أموال المعاشات، وعدم إدارة تلك الأموال، بشكل أمثل يضمن الحفاظ عليها، وزيادة عوائدها، تواصل المركز مع وزارة التضامن الاجتماعي، والتي نفت صحة تلك الأنباء بشكل قاطع. وشددت وزارة التضامن على أن الدولة ستظل مستمرة في الوفاء بالتزاماتها تجاه أصحاب المعاشات والحفاظ على أموالهم، وأن كل ما يثار في هذا الشأن مجرد إشاعات تستهدف غضب أصحاب المعاشات.
كما نفت الوزارة، ما تردد عن توجه الحكومة بوقف صرف معاش الضمان الاجتماعي، مؤكدة أن عدد الأسر المستفيدة من هذا المعاش تصل إلى 1.350.000 أسرة تقريباً، كما نفت وزارة التضامن ما تردد أيضاً عن بدء تطبيق خدمات دعم برنامج «تكافل وكرامة» على طفلين فقط بأثر رجعى.
في السياق ذاته، نفت وزارة التعليم العالي ما تردد من أنباء تُفيد باتجاه الحكومة لخصخصة المستشفيات الجامعية، قبيل تطبيق قانون التأمين الصحي الشامل الجديد، وأكدت الوزارة، أمس، أنه لا يوجد أي اتجاه لخصخصة المستشفيات، وأن هذا القطاع سيظل مملوكاً للدولة، ولا يمكن المساس به. مشددة على أن المستشفيات الجامعية، هي ذراع الدولة في تقديم الخدمات الطبية والصحية لجموع المواطنين مجاناً، وأن الحديث عن خصخصة هذا القطاع إشاعات تهدف لإثارة غضب المصريين. وكشف المركز الإعلامي لمجلس الوزراء، عن أنه في ضوء ما تردد من أنباء حول فرض الحكومة رسوماً جديدة بقيمة 2000 جنيه على توثيق عقود الزواج، تواصل المركز مع وزارة العدل، التي نفت تلك الأنباء تماماً، مؤكدة أنه لا توجد أي زيادات جديدة في رسوم توثيق عقود الزواج، وأن الرسوم كما هي دون أي تعديل أو تغيير... كما نفت وزارة الهجرة ما تردد من أنباء تُفيد بفرض رسوم جديدة بالدولار، على استخراج بطاقات عضوية نقابة المحامين، للمغتربين بالخارج.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.