لم يعد هناك مجال للشك في أن لقب بطولة أندية أبطال أوروبا، أصبح الهاجس الأول للاعب الأرجنتيني الكبير ليونيل ميسي، نجم نادي برشلونة الإسباني، هذا الموسم. فقد أثبت قائد المنتخب الأرجنتيني مرة أخرى، الأربعاء الماضي، في مباراة الفريق الكتالوني أمام بي إس أيندهوفن الهولندي، أنه بمقدور لاعب موهوب مثله قيادة فريق يمر بلحظة اهتزاز أو عدم استقرار، إلى التتويج بلقب قاري كبير.
ونجح الفريق الكاتالوني في التأهل إلى أول الأدوار الإقصائية لدوري أبطال أوروبا، بعدما تغلب 2 - 1 على النادي الهولندي في عقر داره، بفضل مهارة نجمه الأرجنتيني في مباراة كانت تحتمل فوز أي من الفريقين في أي وقت، ولكن بي إس أيندهوفن لا يمتلك ميسي كما هو الحال مع برشلونة، وهنا يكمن الفارق.
ويعتبر هذا الفوز هو الأول لبرشلونة منذ عودة ميسي من الإصابة واستعادته لعافيته، فقد خاض منذ ذلك الحين مباراتين في الدوري الإسباني، سقط في إحداها 3 - 4 أمام ريال بيتيس، وتعادل في الأخرى 1 - 1 أمام أتلتيكو مدريد. ونجح ميسي بمفرده في التفوق على بي إس أيندهوفن، وأنقذ فريقه من السقوط على الأراضي الهولندية، في مباراة شهدت ارتطام ثلاث كرات لصالح أصحاب الأرض في عارضة المرمى.
ولكن ميسي وطموحه كانا الجانب الأكثر إيجابية لبرشلونة في هذا اللقاء؛ حيث لم يكن للأداء الجماعي للنادي الكاتالوني أثر كبير. وعاد برشلونة مرة أخرى في هذا اللقاء ليعاني من الخلل الدفاعي، كما ظهر كثير من لاعبيه بعيداً عن أفضل مستوياتهم، وأبرزهم في هذا الصدد فليبي كوتينيو، وإيفان راكتيتش، وسيميدو، وكليمينت لانجليه. وتحدثت صحيفة «الموندو» الإسبانية عن هذه الظاهرة قائلة: «برشلونة أكد صعوده، أول المجموعة. كان أفضل شيء في مباراته أمام بي إس أيندهوفن هو تمكن ميسي من التألق بالطريقة والوقت الذي يريد، في اللحظة التي لم تكن الأمور تسير على ما يرام مع الفريق». وأشارت صحيفة «سبورت» إلى أن ميسي عاد ليكون مرة أخرى النقطة المضيئة الوحيدة في برشلونة الذي يعاني من التخبط.
وبعيداً عن ثوب التألق الذي يرتديه ميسي، أثار برشلونة كثيراً من الشكوك حول مسيرته هذا الموسم، بسبب الأداء الباهت الذي قدمه طوال الشهر الأخير. ويتجلى هذا التراجع في فشل النادي الكاتالوني في بسط سيطرته على المباريات، ويدلل على هذا الأمر عدم قدرته على التألق في بطولة دوري أبطال أوروبا، رغم تأهله إلى دور الـ16 متصدراً لمجموعته، هذا بالإضافة إلى مسيرته المتخبطة في الدوري الإسباني الذي فقد فيه 13 نقطة في 14 جولة خاضها حتى الآن.
يضاف إلى هذا تعدد الإصابات بين صفوفه، ورغم عودة كوتينيو، وإيفان راكتيتش، مؤخراً، لا تزال هناك مجموعة أخرى من اللاعبين في قائمة المصابين، مثل سيرخيو روبرتو، ولويس سواريز، وآرثر، بالإضافة إلى رافينيا الذي سيغيب حتى نهاية الموسم. ولهذا يمكن القول إن ميسي يعتبر حلاً ومعضلة في آن واحد، فتألقه على المستوى الفردي أمر لا يرقى إليه أي شك، ولكنه لا يستطيع في الوقت نفسه تعويض غياب الجانب الجماعي في فريق اعتاد على الاعتماد على نجمه الأوحد. ولذلك، يحمل هذا الأمر في طياته قدراً كبيراً من الخطورة، خاصة في بطولة دوري أبطال أوروبا التي لم يفز برشلونة بلقبها منذ ثلاث سنوات.
من جهة أخرى، أعرب فيسنتي دل بوسكي، المدير الفني الأسبق لريال مدريد والمنتخب الإسباني لكرة القدم، عن حزنه لغياب ميسي عن حفل تسليم جائزة «الكرة الذهبية» لأفضل لاعب في العالم لعام 2018. وأوضح دل بوسكي، في تصريحات لصحيفة «ماركا» الإسبانية الرياضية: «اندهشت للغاية لأن ميسي لن يكون بالحفل». وذكرت الصحيفة أن كل المؤشرات تشير إلى أن الفائز بالجائزة سيكون الكرواتي لوكا موديريتش، نجم خط وسط ريال مدريد، وأن ميسي لن يكون حتى ضمن المراكز الثلاثة الأولى في قائمة المتنافسين على الجائزة. وأكد دل بوسكي: «أرى أن الجائزة تفقد كل قيمتها إذا لم يكن أفضل لاعبي العالم ضمن المرشحين على الأقل، هذا يبدو شيئاً غريباً». وأعرب دل بوسكي عن سعادته بتكافؤ المستويات بين أكثر من فريق في الدوري الإسباني هذا الموسم. وأوضح: «من الجيد أن يكون إشبيلية هو المتصدر؛ لأن هذا يعني وجود فرق أخرى لديها مزيد من الفرص... كرة القدم ستكون مسابقة أكثر انفتاحاً».
هل يكفي طموح ميسي وتألقه لتتويج برشلونة بلقب دوري الأبطال؟
أصبح مجدداً النقطة المضيئة الوحيدة في الفريق الكاتالوني المتخبط
هل يكفي طموح ميسي وتألقه لتتويج برشلونة بلقب دوري الأبطال؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة