أنقرة مرتاحة لرفض «آستانة» الأجندات الانفصالية

إردوغان سيبحث مع ترمب في الأرجنتين {خريطة طريق منبج}

TT

أنقرة مرتاحة لرفض «آستانة» الأجندات الانفصالية

أعلنت أنقرة أن مباحثات آستانة أكدت الموقف المناهض للأجندات الانفصالية، الرامية إلى النيل من وحدة وسيادة الأراضي السورية، والتي تمثل تهديدات للأمن القومي لدول الجوار. وقالت الخارجية التركية، في بيان حول الجولة 11 من الاجتماعات رفيعة المستوى حول سوريا، بالعاصمة الكازاخية آستانة التي اختتمت أمس (الخميس)، إن الأطراف المشاركة في الاجتماع رفضت المحاولات الرامية إلى إيجاد حقائق جديدة على الساحة تحت غطاء محاربة الإرهاب، وتم تأكيد الموقف المناهض للأجندات الانفصالية التي تشكل تهديداً لوحدة سوريا وسيادتها، وللأمن القومي للبلدان المجاورة.
ولفت البيان إلى أن الاجتماعات ركزت على تنسيق الجهود من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وبحث التطورات الميدانية، وأن الدول الضامنة (روسيا وتركيا وإيران) أعربت عن الالتزام المشترك بتكثيف المشاورات بخصوص لجنة صياغة الدستور، وإنشاء اللجنة في أقرب وقت ممكن.
وأضاف البيان أن الدول الضامنة أكدت ضرورة تطبيق اتفاقية «سوتشي» الرامية إلى تحقيق استقرار الأوضاع في منطقة خفض التصعيد في إدلب، والتشديد على أهمية المحافظة على هدنة مستدامة بالمحافظة.
وأشار البيان إلى أن الأطراف رحبت بعمليات إطلاق سراح متبادل للمعتقلين بشكل متزامن، في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري بين النظام والمعارضة، وأنه تقرر عقد الجولة 12 من الاجتماعات رفيعة المستوى حول سوريا، بالعاصمة الكازاخية آستانة في فبراير (شباط) 2019.
كانت الجولة 11 من محادثات الدول الضامنة حول سوريا لبحث وقف إطلاق النار في إدلب، وتشكيل لجنة صياغة الدستور، والإفراج عن المعتقلين، قد عقدت على مدى يومين (أمس وأول من أمس) في آستانة.
وأجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين اتصالاً هاتفياً، أول من أمس، لبحث آخر التطورات بشأن إدلب، وتطبيق اتفاق «سوتشي» بشأن إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين قوات النظام والمعارضة هناك.
واتفق الرئيسان على تنشيط الجهود المشتركة الخاصة بتطبيق اتفاق «سوتشي» الموقع بينهما في سوتشي في 17 سبتمبر (أيلول) الماضي، والذي يقضي بإقامة منطقة عازلة منزوعة السلاح بين قوات النظام والمعارضة، وسحب الأسلحة الثقيلة للمعارضة، وإخراج الجماعات المتشددة منها. وأكد الرئيسان أهمية عمل الدول الضامنة في تفعيل الحوار السوري.
وشهدت إدلب خلال الأسبوعين الماضيين خروقات من قبل النظام السوري وحليفته روسيا، إحدى الدول الضامنة في آستانة، من خلال قصف مدن وبلدات مختلفة في الشمال السوري بالمدفعية الثقيلة والصواريخ والطائرات الحربية.
في سياق موازٍ، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إنه سيبحث مع نظيره الأميركي دونالد ترمب موضوع مدينة منبج السورية، وتطبيق خريطة الطريق المتفق عليها بين بلديهما، خلال لقاء بينهما على هامش قمة العشرين في الأرجنتين.
وكان إردوغان، الذي توجه إلى الأرجنتين أمس، بحث في اتصال هاتفي أول من أمس، مع نظيره الأميركي دونالد ترمب، العلاقات الثنائية، والملف السوري، والتوتر الحاصل بين روسيا وأوكرانيا، الذي تسعى تركيا للوساطة من أجل تهدئته. ووقعت تركيا والولايات المتحدة في 4 يونيو (حزيران) الماضي، خريطة الطريق في منبج، والتي كان مقرراً أن تنفذ خلال 90 يوماً، وتضمنت سحب عناصر وحدات حماية الشعب الكردية من المدينة، والإشراف المشترك التركي الأميركي على تحقيق الأمن والاستقرار، لحين تشكيل مجلس محلي لإدارة المدينة. وفي خطوة لتحريك الاتفاق، بدأت أميركا تسيير دوريات عسكرية مشتركة مع تركيا في محيط منبج، منذ مطلع نوفمبر الجاري، تم تسيير 4 منها حتى الآن؛ لكن مقاتلي الوحدات الكردية لا يزالون بداخل المدينة.



إرهاب الحوثيين يتصدّر نقاشات يمنية - أميركية في الرياض

رئيس مجلس القيادة اليمني يعول على دعم أميركي لمواجهة الحوثيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة اليمني يعول على دعم أميركي لمواجهة الحوثيين (سبأ)
TT

إرهاب الحوثيين يتصدّر نقاشات يمنية - أميركية في الرياض

رئيس مجلس القيادة اليمني يعول على دعم أميركي لمواجهة الحوثيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة اليمني يعول على دعم أميركي لمواجهة الحوثيين (سبأ)

استحوذ إرهاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران خلال اليومين الأخيرين على مجمل النقاشات التي دارت بين قيادات الشرعية والمسؤولين الأميركيين، وسط تطلع رئاسي لتصنيف الجماعة منظمة إرهابية عالمية وتجفيف مواردها المالية وأسلحتها.

وتأتي المحادثات اليمنية - الأميركية في وقت يتطلع فيه الشارع اليمني إلى اقتراب لحظة الخلاص من الانقلاب الحوثي واستعادة صنعاء وبقية المحافظات المختطفة، بخاصة عقب التطورات الإقليمية المتسارعة التي أدت إلى هزيمة إيران في كل من لبنان وسوريا.

وذكر الإعلام الرسمي أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، استقبل في الرياض جيسي ليفنسون، رئيس مكتب مكافحة الإرهاب لجنوب ووسط وشرق آسيا بوزارة الخارجية الأميركية، وسفير الولايات المتحدة لدى اليمن ستيفن فاجن، وبحث معهما العلاقات الثنائية، خصوصاً في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وتعزيز الشراكة الوثيقة بين الجانبين على مختلف الأصعدة.

وطبقاً لوكالة «سبأ» الحكومية، تطرق اللقاء إلى التهديدات الإرهابية التي تغذيها الميليشيات الحوثية والتنظيمات المتخادمة معها، بما في ذلك الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، والاعتداءات، وأعمال القرصنة المستمرة على سفن الشحن البحري بدعم من النظام الإيراني.

واستعرض العليمي - وفق الوكالة - جهود الإصلاحات الحكومية في المجال الأمني وأجهزة إنفاذ القانون وسلطات مكافحة الإرهاب وغسل الأموال والجريمة المنظمة، والدعم الدولي المطلوب لتعزيز قدراتها في ردع مختلف التهديدات.

وفي حين أشاد رئيس مجلس الحكم اليمني بالتعاون الوثيق بين بلاده والولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب، قال إنه يتطلع مع الحكومة إلى مضاعفة الضغوط الدولية على الميليشيات الحوثية، بما في ذلك تصنيفها منظمة إرهابية، وتجفيف مصادر تمويلها وتسليحها.

تأكيد على دور واشنطن

وشملت اللقاءات الأميركية في الرياض عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني عبد الرحمن المحرمي، ونقل الإعلام الرسمي أن الأخير ناقش مع السفير الأميركي، ستيفن فاجن، آخر المستجدات المتعلقة بالأوضاع الاقتصادية والعسكرية في اليمن.

وتناول اللقاء - وفق وكالة «سبأ» - التداعيات الاقتصادية والإنسانية في اليمن والمنطقة، في ظل استمرار تصعيد ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني على خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر. كما تم بحث سبل تعزيز التعاون بين الجانبين لمكافحة الإرهاب ودعم جهود السلام والاستقرار في المنطقة.

النقاشات اليمنية - الأميركية ركزت على الدعم الأمني لمواجهة الإرهاب (سبأ)

واستعرض اللقاء، حسب الوكالة، الجهود التي يبذلها مجلس القيادة الرئاسي والحكومة لمواجهة التحديات الاقتصادية والإنسانية في اليمن.

وفي هذا السياق، جدد المحرّمي حرص المجلس على تنفيذ الإصلاحات الداخلية ومكافحة الفساد لتحسين الخدمات الأساسية وتلبية احتياجات المواطنين، مؤكداً على أهمية الدور الأميركي والدولي في دعم هذه الجهود.

ونسب الإعلام الرسمي إلى السفير الأميركي أنه «أكد دعم بلاده لجهود مجلس القيادة الرئاسي والحكومة في مواجهة التحديات المختلفة، مشيداً بالجهود المبذولة لتعزيز الاستقرار وتوحيد الصفوف في مواجهة التحديات الراهنة».

دعم المؤسسات الأمنية

وفي لقاء آخر، الاثنين، بحث وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني مع السفير الأميركي ومدير مكتب مكافحة الإرهاب لجنوب ووسط وشرق آسيا بوزارة الخارجية الأميركية، الوضع الأمني في البحر الأحمر والتهديدات الحوثية المستمرة للملاحة الدولية، وبحث التعاون الثنائي لتطوير القدرات الأمنية للمؤسسات اليمنية.

وفي حين أكد الوزير الزنداني التزام الحكومة بمواصلة الجهود الرامية إلى القضاء على الإرهاب والتطرف، شدد على أهمية الشراكة الدولية في هذا المجال.

وزير الخارجية اليمني مستقبلاً في الرياض السفير الأميركي (سبأ)

إلى ذلك، بحث وزير الداخلية اليمني إبراهيم حيدان مع المسؤولين الأميركيين تعزيز التعاون الأمني في مجال التكنولوجيا وأمن واستخدام المعلومات لمكافحة الإرهاب والتصدي للتحديات الأمنية التي تواجه اليمن والمنطقة.

وحسب ما أورده الإعلام الرسمي، أكد حيدان خلال لقائه السفير فاجن والمسؤول في الخارجية الأميركية ليفنسون على أهمية دعم جهود الحكومة اليمنية لتعزيز الاستقرار ومواجهة التنظيمات الإرهابية والميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني التي تهدد أمن وسلامة اليمن ودول الجوار.

وأشار حيدان إلى الجهود التي تبذلها وزارته في إعادة بناء الأجهزة الأمنية وتطوير الأنظمة الرقمية لتحسين قدراتها العملياتية، رغم التحديات التي تواجهها البلاد في ظل الظروف الراهنة.

وعود أميركية بدعم القوات الأمنية اليمنية في مجال التدريب وبناء القدرات (سبأ)

ونسب الإعلام الرسمي إلى رئيس مكتب مكافحة الإرهاب لجنوب ووسط وشرق آسيا بوزارة الخارجية الأميركية، جيسي ليفنسون، استعداد بلاده لدعم الجهود الأمنية في اليمن من خلال التدريب وتقديم المساعدات التقنية وبناء القدرات.

يشار إلى أن الحوثيين في اليمن يخشون من حدوث إسناد دولي واسع للحكومة الشرعية يؤدي إلى القضاء على انقلابهم واستعادة صنعاء وتأمين الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن.

وكان زعيمهم عبد الملك الحوثي قد طمأن أتباعه بأن الجماعة أقوى من نظام بشار الأسد، ولن يستطيع أحد إسقاطها لجهة ما تملكه من أسلحة إلى جانب ما استطاعت تجنيده من عناصر خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.