مصر: انطلاق المرحلة الثانية من مبادرة السيسي للقضاء على فيروس «سي»

TT

مصر: انطلاق المرحلة الثانية من مبادرة السيسي للقضاء على فيروس «سي»

أعلنت الحكومة المصرية انطلاق المرحلة الثانية من مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي للقضاء على فيروس «سي» مطلع ديسمبر (كانون الأول) المقبل في 11 محافظة. وأكد الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس الوزراء المصري، أمس، أن «ملف التعليم والصحة من أهم أولويات حكومته، التي تحرص على بناء الإنسان المصري». موضحاً أن «المرحلة الأولى من مبادرة الرئيس للقضاء على فيروس (سي)، شملت 11 مليوناً و500 ألف مواطن تم الكشف عليهم».
ويسعى الرئيس السيسي إلى تحقيق طفرة صحية ملموسة، عبر مبادرته الرئاسية الواسعة للقضاء فيروس «سي» التي تم إطلاقها في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث تعد مصر من أعلى الدول في معدلات الإصابة بالمرض عالمياً، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية... والحملة تستهدف إعلان مصر خالية من فيروس «سي» بحلول عام 2021.
ويُبدي السيسي منذ انتخابه في البلاد عام 2014، اهتماماً بالغاً بالقضاء على مرض فيروس «سي»، بدأت باستيراد مصر عقاقير حديثة بأسعار مخفضة، وتطبيق منظومة علاجية جديدة تعتمد على تقديم طلبات العلاج على الإنترنت، قبل أن يتطور الأمر في 2015 بالاعتماد على أدوية مثيلة زهيدة الثمن مصنّعة في مصر.
وأضاف رئيس الوزراء المصري خلال مؤتمر صحافي عُقد في مقر مجلس الوزراء أمس، أن 5 في المائة من الذين خضعوا للكشف في المرحلة الأولى من المبادرة، ثبت حملهم لفيروس «سي»، وتم الكشف أيضاً على الأمراض غير السارية، خصوصاً أن عدداً كبيراً من الشباب يخضعون لجراحات القلب، بسبب الإصابة بالضغط والسمنة، لافتاً إلى أن زيادة معدل الفقر للأسرة المصرية أحد أسبابه إصابة أحد أفراد الأسرة بمرض خطير، وأن فيروس «سي» موجود بين الأعمار الصغيرة، حيث ثبت إصابة شباب في سن العشرين بالفيروس... غير أن الحكومة حريصة على صحة المواطنين، والتوسع في برنامج القضاء على الفيروس ليشمل طلاب المدارس الثانوي والجامعات.
في غضون ذلك، قال رئيس الحكومة المصرية إن «مصر أبدت بعض المرونة في ما يخص مركبة (التوك توك) كوسيلة انتقال في بعض المناطق التي تحتاج إلى هذه الوسيلة؛ لكن العديد من الدراسات الحديثة بدأت تحذّر من خطورة استسهال الشباب للعمل عليه، وانصرافهم عن فرص العمل الجادة التي تحقق التنمية وتبني الوطن، هذا فضلاً عن تأثير تلك ظاهرة على استقطاب أطفال للعمل عليه والحصول على أموال ينفقونها بشكل غير منضبط، نظراً إلى حداثة سنهم».
و«التوك توك» وسيلة مواصلات صغيرة اخترقت بعض الشوارع الرئيسية في العاصمة المصرية، وأصابتها بالفوضى، فضلاً عن أنها وسيلة رئيسية في بعض المدن وفي القرى الريفية... ورغم أنها وسيلة رزق لمئات من الأسر والشباب؛ فإنها صارت ظاهرة مفزعة مخيفة، خصوصاً أن العديد من جرائم العنف والقتل كان بطلها «التوك توك».
ووجه رئيس الوزراء المصري، المحافظين خلال اجتماعه بهم في مقر وزارة التنمية المحلية أمس، بوقف إصدار تراخيص جديدة لـ«التوك توك» لفترة مؤقتة، حتى يتسنى الحد من الظواهر السلبية التي نتجت عن الانتشار غير المنضبط له، مع التوجيه بالتعامل الحاسم مع أي تجاوزات يقوم بها أصحابه أو قائديه بما في ذلك مصادرة المخالف.
يشار إلى أنه في مارس (آذار) الماضي، أقام المركز العربي للنزاهة والشفافية دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة في مصر، تُطالب بمنع سير مركبة «التوك توك» نهائياً في الشوارع المصرية... كما دخل مجلس النواب (البرلمان) أكثر من مرة على خط الأزمات التي يخلفها «التوك توك» في الشوارع، وطالب نواب في البرلمان بتقنين أوضاعه ووضع آليات لعمله.
وتقدم النائب ممدوح الحسيني، عضو لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب في أغسطس (آب) الماضي، باقتراح بقانون يعدل قانون المرور، لحظر سير «التوك توك» في الشوارع والميادين من دون ترخيص... وتضمن القانون عقوبات رادعة ضد سائقي «التوك توك» في حالة السير من دون رخصة، أو مخالفة الضوابط والقواعد المرورية.
وسبق للحكومة أن فتحت الباب للترخيص لمركبات «التوك توك» بهدف رصد وحصر الظاهرة وتقنينها، غير أن أعداداً قليلة تقدمت للتقنين... ووفقاً للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بمصر، في مارس الماضي، فإن عدد «التكاتك» المرخصة بلغ 99 ألف «توك توك» حتى نهاية عام 2016... وهناك إحصائيات غير رسمية تشير إلى أن عدد «التكاتك» في الشوارع تتراوح بين 2 و2.5 مليون «توك توك».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.