صالات ونجوم

> يستغل النقاد العرب مهرجانات السينما التي يقصدونها، عربية وأجنبية، لكي يلتقوا ويتحادثوا ويشاكسوا ويضحكوا. هذا بالطبع بالنسبة لمن لا عداوة له مع ناقد آخر، وهو أمر شائع ومنتشر.
> أي من الجلسات اليوم لا تخلو من استرجاع الماضي الشاسع الذي مر علينا أيام كنا شباباً يقبل على الحياة من دون أن يفهم شروطها. لم نكن نحن الوحيدين الذين نفعل ذلك، بل كل واحد على الأرض باختلاف وظيفته. الماضي غالباً ما يجلب المسرّة والذكريات وبعض الألم أيضاً.
> حديث صباح يوم أمس كان مع الزميل نديم جرجورة حول أيام كانت بيروت مزدحمة بصالات السينما وما كانت تعرضه من أفلام. في حي الدورة التي وُلد فيها كانت هناك ست صالات وفي حي الزيدانية حيث ولدت أنا كانت هناك أربعة. صالات وسط المدينة الرئيسية كانت تبلغ 11 صالة. صالات الدرجة الثانية 9.
> مع انتقال الوهج إلى منطقة الحمراء انضمت 10 صالات أخرى في البداية ثم ازدادت. فجأة صارت بيروت تحتوي وحدها على ما يزيد على 30 صالة درجة أولى وما يوازيها أو يزيد من صالات الدرجة الثانية والثالثة. ثم جاءت الحرب والتهمت معظمها. وبعد الحرب تغير الوضع فتوقفت صالات الأمس العريقة ونبتت صالات المولات.
> قبل ذلك ومع زميل آخر تداولنا بعض ذكريات مهرجان «كان». وفي جلسة أخرى كنا مجموعة نتحدث عن بعض الراحلين من سينمائيين (نقاد ومخرجين وممثلين) وكيف عاصر المهرجان المصري أجيالهم.
> طبعاً هناك خلافات، كما ذكرت، هذا الناقد لا يطيق ذاك وذاك يعادي ناقداً آخر وإذا ما التقى أي اثنين من هؤلاء تصرّف كما لو أن الآخر غير موجود. لكن الواقع هو أن كل منهما يشعر بوجود الآخر ويتمنى لو لم يكن موجوداً.
> لكن الحياة أقصر من أن تمضي في خلافات، خصوصاً أننا جميعاً نحب السينما وأفضلنا من يحب السينما أكثر.