خلافات الحوثيين تتصاعد... وقوات الشرعية تتقدم في البيضاء

الأحمر يشدد على أهمية تطوير قدرات الجيش الوطني

زحام أمام نافذة جمعية خيرية توزع الخبز في صنعاء (إ.ب.أ)
زحام أمام نافذة جمعية خيرية توزع الخبز في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

خلافات الحوثيين تتصاعد... وقوات الشرعية تتقدم في البيضاء

زحام أمام نافذة جمعية خيرية توزع الخبز في صنعاء (إ.ب.أ)
زحام أمام نافذة جمعية خيرية توزع الخبز في صنعاء (إ.ب.أ)

في الوقت الذي تتقدم فيه قوات الجيش الوطني اليمني بمختلف جبهات القتال ضد الحوثيين، وخصوصاً في البيضاء، أكد مصدر مطلع «تصاعد الخلافات بين قيادات ميليشيات الانقلاب في العاصمة صنعاء، والتي وصلت إلى مستويات عدة بسبب الصلاحيات الممنوحة من زعيم الانقلابيين عبد الملك الحوثي لبعض من قيادات الجماعة؛ الأمر الذي تسبب في كيل الاتهامات والتخوين فيما بين القيادات عقب الهزائم المتلاحقة التي تلقتها ميليشيات الحوثي الانقلابية في مختلف جبهات القتال وسقط فيها عدد من القيادات البارزة قتلى وجرحى».
وقال المصدر إن «ميليشيات الحوثي فرضت، مساء الثلاثاء، الإقامة الجبرية على اللواء يحيى الشامي، الذي يعد واحداً من القيادات البارزة في صفوف الانقلابيين».
وأوضح المصدر أن «مجموعة من العناصر الانقلابية توجهت على متن أطقم عسكرية إلى القائد العسكري مما كان سيتسبب في حدوث اشتباكات بين مرافقي الشامي والانقلابيين عند وصول الأطقم العسكرية إلى منزل اللواء الشامي والذي بدوره احتوى الموقف ومنع حدوث أي اشتباكات أو تبادل لإطلاق النار، ما نتج عنه فرض الإقامة الجبرية على اللواء يحيى الشامي في منزله بالعاصمة صنعاء». منوهاً بـ«احتمالية نقل اللواء الشامي إلى محافظة صعدة، معقل الانقلابيين».
إلى ذلك، شدد نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن الأحمر على «ضرورة الاهتمام بمجالات التأهيل والتدريب لمنتسبي ووحدات الجيش الوطني»، وعلى أن «تتضمن خطط العام التدريبي القادم تعزيز قدرات منتسبي الجيش الوطني والارتقاء بها بما يلبي متطلبات معركة استعادة الدولة».
جاء ذلك خلال لقائه بالرياض نائب رئيس هيئة الأركان العامة اليمني لشؤون التدريب والتأهيل اللواء الركن صغير بن عزيز، طبقاً لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ»، التي قالت إن الأحمر «استمع من اللواء الركن صغير بن عزيز إلى تقرير موجز حول سير عمليات التدريب للعام القتالي الحالي وما تحقق في مجالات التدريب المختلفة، وملامح خطط التدريب للعام المقبل».
ونوه إلى أن القيادة السياسية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي «تُولي هذا الجانب أهمية كبيرة لتعزيز كفاءة الجيش الوطني وبناء قدراته بما يؤهله لخوض معركة استعادة الدولة بجدارة».
بدوره لفت اللواء الركن صغير بن عزيز إلى أن «الخطط الخاصة بمضاعفة جهود مراكز التدريب والكليات والمنشآت التعليمية وتولي مهامها التدريبية».
كما اطلع الأحمر في لقاء أخر برئيس مصلحة خفر السواحل اليمنية العميد الركن خالد علي القملي، وقائد قوات حرس الحدود اليمنية العميد الركن عبد الله محمد أبو حاتم، على الجهود المبذولة في تفعيل مهام قوات خفر السواحل وحرس الحدود اليمنية والاستفادة من دعم وتعاون الأشقاء والأصدقاء في هذا الجانب، ونقل لهم توجيهات الرئيس هادي التي تقضي «بمضاعفة الجهد والعمل على تعزيز دور هاتين الوحدتين».
وأكد اهتمام «الرئيس هادي بتوفير متطلبات خفر السواحل وحرس الحدود لأهمية الدور الذي تلعبه هذه القوات في حماية أمن وسيادة اليمن ولما تلعبه من دور محوري في المساهمة في الأمن الإقليمي والدولي وحماية مصالح الأشقاء والأصدقاء».
ووجه نائب الرئيس «بمزيد من العمل والتنظيم والترتيب وزيادة كفاءة وقدرات منتسبي خفر السواحل وحرس الحدود من خلال إقامة الدورات وتلقي التدريبات المختلفة بما يمكنهم من أداء مهامهم بالشكل الأمثل».
يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه قوات الجيش الوطني، بإسناد جوي من مقاتلات تحالف دعم الشرعية، معاركها لليوم الثاني على التوالي في جبهتي قانية والملاجم بمحافظة البيضاء، وسط اليمن، واحتدامها في رازح وكتاف بصعدة، معقل الانقلابيين وصد قوات الجيش الوطني لمحاولات تسلل للانقلابيين على مواقعه جنوب مقبنة، غرب تعز، ودمت، شمال الضالع.
كما أعلنت اللجنة الأمنية في مدينة تعز إلقاء القبض على أخطر المتهمين بتنفيذ جرائم الاغتيالات التي تطال عناصر الجيش الوطني والأمن في تعز. وقالت شرطة تعز إن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على المدعو بدري العربي، أحد المطلوبين أمنياً بتنفيذ عدة عمليات اغتيالات لأفراد الجيش في المدينة.
وتأتي هذه العملية ضمن الخطة الأمنية لإلقاء القبض على جميع المطلوبين أمنياً في المدينة والمتهمين بزعزعة الأمن والاستقرار المحافظة وإقلاق السكينة العامة.
وفي الحديدة، تواصل القوات المشتركة عملياتها العسكرية في إطار إكمال السيطرة على مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي بعدما اقتربت القوات من البوابة الشرقية للميناء على نحو أربعة كيلومتر، بالتزامن مع ارتكاب الانقلابيين المزيد من المجازر من خلال قصفها المستمر على قرى الحديدة الجنوبية وعلى عدد من المناطق في المدينة الخاضعة لسيطرة قوات الجيش الوطني.
وقال المركز الإعلامي لألوية العمالقة إن «الإجرام الحوثي بحق المواطنين في الحديدة لم يتوقف، فمن القصف العشوائي إلى القنص إلى تفجير المنازل والمساجد والمنشئات، تواصل ميليشيات الحوثي انتهاكاتها الصارخة ضد المدنيين في الحديدة حيث قصفت ميليشيات الحوثي وبشكلٍ عشوائي منازل المواطنين في حي منظر التابع لمديرية الحَوَك جنوبي الحديدة بقذائف الهاون ودمرت عدداً من المنازل وأدى إلى تشريد مئات العائلات من منازلها إلى مناطق بعيدة».
وأضاف: «كما تضررت منازل أخرى نتيجة القصف العشوائي الذي تشنّه ميليشيات الحوثي على الأحياء السكنية والأسواق الشعبية والمباني الحكومية والمنشآت العامة أدى إلى موجة نزوح جماعية للعائلات من منازلها وإنهاء كافة مظاهر الحياة فيها». مؤكداً أن «القصف العشوائي الذي تشنه ميليشيات الحوثي على الأحياء السكنية أوقع عشرات الضحايا من الرجال والنساء والأطفال والمسنّين الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم مدنيون مسالمون وتكِنُّ لهم الميليشيات الحوثية العداء والحقد في حربها الشاملة ضد اليمنيين».
وفي حجة، قال المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة إن «قائد المنطقة العسكرية الخامسة اللواء الركن يحيى حسين صلاح ومعه قائد القوة 800 العميد الركن ماجد الحربي، زار، الأربعاء، مواقع الجيش الوطني في جبهة حرض التي يخوض فيها لواء القوات الخاصة معارك ضارية أسفرت عن تحرير عدد من المواقع والقرى خلال اليومين الماضيين، وبارك الانتصارات الكبيرة التي حققها الجيش الوطني متمثلا في اللواء الأول قوات خاصة بقيادة العميد محمد الحجوري في محور حرض». وقال إن «التحرير القادم سيكون أسهل مما تم تحريره».
وأضاف المركز أن «اللواء يحيى صلاح خاطب الحوثيين قائلاً إن «هذا آخر ما عندكم لكنه بداية ما عندنا».
تأتي هذه الزيارة بعد انتصارات كبيرة حققتها القوات الخاصة خلال اليومين الماضيين، حيث تم تحرير عدد من المواقع الاستراتيجية والقرى من الميليشيا الحوثية، أبرزها: شليلة والمجربية وتبة الخزان والقمم المرتفعة المحيطة بها في عزلة بني الحداد.
من جهة ثانية، وزع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، سلال غذائية ومساعدات إيوائية في مديريتي حيران وحرض بمحافظة حجة، طبقا لما ذكرته «سبأ» التي قالت إن المركز وزع «16 طناً من السلال الغذائية و147 خيمة في 8 قرى تابعة لمديريتي حيران وحرض بمحافظة حجة، واستفاد منها 2160 فرداً».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».