غوتيريش مستعد للقاء ولي العهد السعودي لمناقشة الملف اليمني

واشنطن تطلب تأجيل البحث في مشروع قرار أمام مجلس الأمن

غوتيريش مستعد للقاء ولي العهد السعودي لمناقشة الملف اليمني
TT

غوتيريش مستعد للقاء ولي العهد السعودي لمناقشة الملف اليمني

غوتيريش مستعد للقاء ولي العهد السعودي لمناقشة الملف اليمني

عشية زيارته إلى الأرجنتين للمشاركة في قمة مجموعة العشرين، أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش استعداده للاجتماع مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان؛ من أجل مناقشة الاستعدادات الجارية لإطلاق محادثات السلام بين الأطراف اليمنية. بينما أبلغت البعثة الأميركية الدائمة لدى المنظمة الدولية أعضاء مجلس الأمن، أن الوقت غير مواتٍ الآن لإصدار قرار جديد بخصوص الحرب في اليمن.
وكان غوتيريش يتحدث خلال مؤتمر صحافي في المقر الرئيسي للأمم المتحدة في نيويورك عندما سئل عما إذا كان يعتزم إثارة ملف اليمن مع ولي العهد السعودي خلال تواجده في الأرجنتين، فأجاب: «نحن أمام لحظة حيوية للغاية فيما يتعلق باليمن. أعتقد أن هناك فرصة لنتمكن من بدء مفاوضات فعالة في السويد في بداية ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وبالطبع لم نصل إلى ذلك بعد».
وقال غوتيريش إنه تحادث مع المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث، الذي يقوم بجولات مكوكية بين صنعاء والرياض وأبوظبي، مشيراً إلى إنه يعتقد «أننا قريبون من إيجاد الظروف لإمكانية بدء محادثات سلام، وهذا ما سيكون هدفاً مهماً للغاية». وأضاف: إن «السعودية مهمة بالتأكيد لهذه الغاية، وأنا مستعد لمناقشة ذلك مع ولي العهد أو أي مسؤولين سعوديين آخرين؛ لأنني أعتقد أن هذا هدف مهم للغاية في اللحظة الراهنة». وزاد غوتيريش أنه «إذا تمكّنا من وقف الحرب اليمنية، سنوقف بذلك الكارثة الإنسانية الأكثر مأسوية التي نواجهها في عالم اليوم».
في غضون ذلك، أبلغت الولايات المتحدة أعضاء مجلس الأمن، أنه ينبغي تأجيل البحث في مشروع القرار الذي أعدته بريطانيا من أجل الدعوة إلى هدنة في اليمن، ريثما تبدأ محادثات السويد أوائل ديسمبر (كانون الأول).
وكانت بريطانيا قد قدمت مشروع قرار «يدعو إلى هدنة فورية في مدينة الحديدة الساحلية، ويمنح المتحاربين أسبوعين لإزالة كل العقبات التي تعترض مرور المساعدات الإنسانية».
وكشف دبلوماسيون لـ«الشرق الأوسط»، أن الكويت أكدت خلال اجتماعات خبراء مجلس الأمن حول المشروع المقترح، أنه «من غير المناسب في الوقت الراهن السعي إلى إصدار قرار؛ لأن غريفيث يواصل مساعيه من أجل عقد محادثات السلام قريباً في السويد». ولفت دبلوماسي إلى أن «دولاً أخرى بدت غير متحمسة لمشروع القرار؛ لأنه قد يؤثر سلباً على مساعي السلام».
وأفادت البعثة الأميركية بأنه «من المهم أن تؤخذ في الاعتبار نتائج المحادثات الوشيكة في استوكهولم، التي ستكون نقطة انعطاف مهمة في العملية السياسية». وأضافت: «نتطلع إلى تقديم تعليقات جوهرية على مشروع (القرار) بمجرد حصولنا على مزيد من المعلومات حول نتائج المشاورات المقبلة».
ويدعو النص البريطاني إلى هدنة فورية في مدينة الحديدة الساحلية، ويمنح المتحاربين أسبوعين لإزالة كل العقبات التي تعترض مرور المساعدات الإنسانية.
في غضون ذلك، أعلنت الأمم المتحدة أن وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية منسق المعونة الطارئة، مارك لوكوك، سيزور هذا الأسبوع اليمن لثلاثة أيام بدءاً من اليوم (الخميس)، فيما اعتبرته «فرصة» ليطلع المسؤول الأممي شخصياً على الأوضاع هناك. ومن المقرر أن يلتقي لوكوك مسؤولين حكوميين في عدن، ومسؤولين من جماعة الحوثي في صنعاء.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».