البنتاغون يحذّر روسيا من العبث بموقع هجوم حلب الكيماوي

أهالي مصابين في هجوم بغاز سام على أحياء بحلب السبت الماضي ينتظرون خارج مستشفى «الرازي»... (رويترز)
أهالي مصابين في هجوم بغاز سام على أحياء بحلب السبت الماضي ينتظرون خارج مستشفى «الرازي»... (رويترز)
TT

البنتاغون يحذّر روسيا من العبث بموقع هجوم حلب الكيماوي

أهالي مصابين في هجوم بغاز سام على أحياء بحلب السبت الماضي ينتظرون خارج مستشفى «الرازي»... (رويترز)
أهالي مصابين في هجوم بغاز سام على أحياء بحلب السبت الماضي ينتظرون خارج مستشفى «الرازي»... (رويترز)

حذّرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أمس، روسيا من العبث بموقع هجوم مزعوم بالغاز في مدينة حلب السورية، وطالبتها بالسماح للمحققين بتفتيش الموقع.
وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إنها ستحقق في هجوم الغاز المزعوم في حلب الذي وقع يوم السبت الماضي وأفادت تقارير بأنه أسفر عن إصابة ما يصل إلى مائة شخص. وحمّلت الحكومة السورية وحليفتها روسيا مقاتلي المعارضة المسؤولية عن هذا الهجوم. وطلبت الحكومة، التي اتهمت المعارضة بإطلاق غاز الكلور، من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إرسال فريق إلى المدينة لتقصي الحقائق.
واتهم نظام الرئيس السوري بشار الأسد فصائل مسلحة بتنفيذ هجوم بـ«غاز سام» السبت الماضي أسفر عن إصابة العشرات بمشكلات في التنفس، ودفع روسيا إلى شن غارات على «جماعات إرهابية». وطلبت دمشق بشكل رسمي من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية التحقيق في هذا الهجوم المفترض.
وقال البنتاغون إن الأسد قد يحاول التدخل في مسرح الحدث ليبني رواية من أجل تبرير مهاجمة إدلب معقل المعارضة المسلحة التي تخضع للحماية بموجب اتفاق هدنة في شمال سوريا تم التوصل إليه قبل 10 أسابيع.
وقال الناطق باسم البنتاغون شون روبرتسون في بيان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية: «من الضروري ضمان ألا يستغل النظام السوري ذرائع زائفة لتقويض وقف إطلاق النار هذا وشن هجوم على إدلب».
وأضاف: «نحذر روسيا من التلاعب بموقع هجوم كيماوي مشتبه به آخر، ونحضها على ضمان أمن مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيماوية حتى يتم التحقق من المزاعم بطريقة منصفة وشفافة». وقال روبرتسون: «نطالب بكشف فوري على الموقع المفترض من قبل مفتشين دوليين، مع حرية مقابلة كل المعنيين والقدرة على جمع الأدلة من دون أي عائق».
واتهمت الولايات المتحدة في أبريل (نيسان) الماضي روسيا بمنع مفتشين دوليين من الوصول إلى موقع يشتبه بأنه تعرض لهجوم بغاز سام في مدينة دوما السورية، وقالت إن الروس أو السوريين ربما عبثوا بالأدلة الميدانية.
وستكون منظمة حظر الأسلحة الكيماوية مخولة تحديد ما إذا كان قد وقع هجوم بأسلحة كيماوية أم لا، وكذلك تحديد المسؤول عن شن هذا الهجوم. وأظهرت تحقيقات سابقة لفريق مشترك من الأمم المتحدة والمنظمة استخدام قوات الحكومة السورية غازيْ الكلور والسارين عدة مرات خلال الحرب، فيما استخدم تنظيم داعش غاز الخردل مرة واحدة فقط. ولم تشر أي تقارير رسمية إلى لجوء جماعات أخرى من المعارضة السورية لاستخدام ذخائر سامة محظورة.
وكان مسؤول بقطاع الصحة في حلب قد قال إن الضحايا عانوا صعوبة في التنفس والتهاباً في العينين وأعراضاً أخرى، مما يشير إلى استخدام غاز الكلور، وهو سلاح محظور استخدامه دولياً.
ودعا البنتاغون الحكومة السورية إلى عدم استخدام «ذرائع كاذبة» لشن ضربات جوية على منطقة عدم التصعيد في إدلب.
وقال روبرتسون: «نتواصل على مستويات عليا مع الحكومة الروسية والجيش الروسي لتوضيح أن أي هجوم على إدلب سيمثل تصعيدا طائشا للصراع».
وقالت وزارة الدفاع الروسية يوم الأحد الماضي إن طائراتها الحربية نفذت ضربات جوية ضد مسلحين في إدلب حمّلتهم مسؤولية إطلاق الغاز السام على حلب. وأدى اتفاق روسي - تركي في سبتمبر الماضي على إقامة منطقة منزوعة السلاح إلى تجنب هجوم للجيش على محافظة إدلب.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.