أبوظبي تشدد على أهمية بناء نسق عربي فاعل لمواجهة التحديات

الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية
الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية
TT

أبوظبي تشدد على أهمية بناء نسق عربي فاعل لمواجهة التحديات

الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية
الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية

قال الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية إن بلاده تعمل على توسيع شبكة العلاقات مع الدول الكبرى والقوى العالمية الصاعدة، من خلال بناء العلاقة مع دول رائدة في مختلف المجالات، مشيراً إلى التطور الذي وصلت إليه تلك العلاقات مع عدة دول وقوى صاعدة مثل الصين والهند، إضافة إلى القوى العالمية التقليدية.
وأشار قرقاش إلى أن بلاده تعي حجم التحديات الإقليمية، مشدداً على «أهمية بناء نسق عربي قوي وفاعل نعيد من خلاله إنتاج دور عربي ريادي قادر على مواجهة كل التحديات». مضيفاً أن العالم نجح في مكافحة الإرهاب لكنه لم يقض على جذور التطرف، وأن الإمارات تؤمن بأن القضاء على الإرهاب يتطلب معالجة أصول حالة التطرف من خلال عمل مؤسسي هادف.
وذكر قرقاش خلال جلسة «المتغيرات السياسية العالمية» التي قدمها ضمن أعمال «الاجتماعات الحكومية السنوية لدولة الإمارات» أن السياسة الخارجية لأي دولة لا تنفصل عن الواقع الداخلي، وأنه لا يمكن لأي دولة أن تنجح خارجيا إذا كان الداخل بالنسبة لها هشاً، مشيراً إلى أن الإمارات تقوم على أسس قوية ومتينة وتنظر إلى المستقبل بكل تفاؤل وثقة باعتباره جزءا رئيسيا من رصيدها الإيجابي وانعكاسا لرؤى وتوجهات قيادة حكيمة همها الوطن والمواطن.
وأشار قرقاش إلى أن النجاح الداخلي في الإمارات هو نتاج نجاح النموذج التنموي والاجتماعي والقيم التي تدعو لها الإمارات، مشيراً إلى العلاقة بين النجاح الداخلي والكفاءة الخارجية والترابط بينهما، فكلما كان حجم الإنجازات والنجاحات في الشأن الداخلي كبيراً كانت المهمة أسهل في تعزيز صورة وموقع الدولة في الخارج، ونجاحها في تعاملها مع المنابر الخارجية، وهو ما يضع الإمارات أمام تحديات كبيرة ومسؤوليات مضاعفة لوجود رصيد كبير للدولة من النجاحات.
وأضاف أن «الملفات التي تديرونها والمشروعات التي تعملون عليها ليست شأنا داخليا فحسب، بل هي أيضاً تعبر عن سياسة الإمارات الخارجية وتعكس صورة الدولة وتعطي رسائل للعالم عن الإمارات». مشيراً إلى تجربة الإمارات الناجحة في بناء الدولة ودور الآباء في تأسيس الاتحاد وارتكازه على مجموعة من القيم، منوها إلى نجاحات الدولة وإنجازاتها وتصدرها كثيرا من المؤشرات العالمية في مختلف القطاعات الحيوية للدولة.
وشدد قرقاش على ضرورة الإبداع وتناول ملفات غير تقليدية وكسر النمطية، مشيراً إلى تجارب دولة الإمارات التكنولوجية المتقدمة ورؤية القيادة لمرحلة ما بعد النفط، وقال: «الإمارات كسرت النمطية من خلال التوجه إلى الاستثمار في قطاعات الفضاء والذكاء الاصطناعي والعلوم المتقدمة وبناء مهارات المستقبل، ما مكننا من تعزيز صورتنا كدولة على مستوى العالم».



السلطان هيثم وإردوغان يبحثان العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية

الرئيس التركي مستقبلاً سلطان عُمان بالقصر الرئاسي في أنقرة (الرئاسة التركية)
الرئيس التركي مستقبلاً سلطان عُمان بالقصر الرئاسي في أنقرة (الرئاسة التركية)
TT

السلطان هيثم وإردوغان يبحثان العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية

الرئيس التركي مستقبلاً سلطان عُمان بالقصر الرئاسي في أنقرة (الرئاسة التركية)
الرئيس التركي مستقبلاً سلطان عُمان بالقصر الرئاسي في أنقرة (الرئاسة التركية)

اتفقت تركيا وسلطنة عُمان على الاستمرار في تعزيز علاقات الصداقة والتعاون فيما بينهما، وصولاً إلى رفع حجم التبادل التجاري إلى 5 مليارات دولار، وأكدتا دعمهما لأي مبادرات للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، على غرار الاتفاق الذي تم التوصل إليه في لبنان.

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إننا «نهدف لرفع حجم تجارتنا مع سلطنة عُمان إلى 5 مليارات دولار بما يتماشى وإمكاناتنا المتوفرة، وسندخل حقبة جديدة في تعاوننا بمجال الطاقة مع بدء إمدادات الغاز المسال من سلطنة عمان إلى تركيا اعتباراً من يوليو (تموز) 2025».

وعبر إردوغان، في مؤتمر صحافي مشترك مع سلطان عُمان هيثم بن طارق عقب مباحثاتهما بالقصر الرئاسي في أنقرة، الخميس، عن سعادته باستضافته في تركيا في أول زيارة رسمية على مستوى سلطان عمان إلى تركيا، مشيراً إلى أنه يعتزم زيارة السلطنة في المستقبل.

وأعرب عن رغبته في الاستمرار في تطوير العلاقات التاريخية بين البلدين في جميع المجالات، وتقدم بشكره إلى سلطان عمان على تضامن بلاده مع تركيا في مواجهة كارثة الزلزال العام الماضي، وكذلك على جهوده لإحلال السلام من خلال تحمل المسؤولية في العديد من القضايا التي تهم منطقتنا، وخاصة الصراع في اليمن، وهي جهود تستحق الإعجاب.

إردوغان والسلطان هيثم بن طارق خلال المؤتمر الصحافي (الرئاسة التركية)

إطار مؤسسي

وقال إردوغان: «نريد توفير إطار مؤسسي لعلاقاتنا، ولهذا الغرض، ناقشنا الخيارات التي يمكننا الاستفادة منها، بما في ذلك آلية التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى، وتم التوقيع على 10 وثائق لتعزيز تعاوننا في مجالات مثل العلاقات الخارجية والاقتصاد والصناعة والاستثمار والصحة والثقافة والزراعة والثروة الحيوانية».

وذكر أن التعاون في مجال الصناعة الدفاعية كان أيضاً على جدول الأعمال خلال الاجتماع، وقال إنهم فخورون بتفضيل سلطنة عمان للمنتجات الدفاعية التركية. وأشار إلى أن شركات المقاولات التركية لديها مشاريع بقيمة 7 مليارات دولار في سلطنة عمان حتى الآن، ويمكنها أن تقدم مساهمات ملموسة في إطار «رؤية عمان 2040».

وقال إردوغان إنه ناقش مع سلطان عمان القضايا والتطورات الإقليمية، لافتاً إلى أن إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن مبادرة جديدة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة يعد «خطوة متأخرة للغاية ولكنها مهمة».

وأكد أنه لا يمكن الوصول إلى السلام الإقليمي والعالمي ما لم يتحقق وقف فوري وعادل ودائم لإطلاق النار في غزة، وأن تركيا لن تتردد في بذل كل ما في وسعها لتحقيق الهدوء والسلام في غزة، وتعرب عن ترحيبها بوقف إطلاق النار في لبنان.

بدوره، أكد سلطان عمان هيثم بن طارق أن بلاده ستواصل عملها على تعزيز علاقتها مع تركيا في مختلف المجالات وزيادة حجم التبادل التجاري بينهما إلى 5 مليارات دولار.

إرساء الأمن في المنطقة

وقال إنه ناقش مع الرئيس التركي العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية، وأكد أن الرغبة المشتركة للجميع هي إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة. وأضاف: «علينا أن نعمل معاً لتعزيز التعاون الإقليمي، وفي هذا السياق، نود، كسلطنة عمان، أن نعرب عن دعمنا موقف تركيا من القضايا الدولية التي تهم منطقتنا». وأكد أن التعاون «يجب أن يستمر من أجل تحقيق حل الدولتين لفلسطين، ويجب تحقيق هذا الهدف من أجل إقامة العدل والسلام للجميع».

وكان إردوغان قد استقبل سلطان عمان، هيثم بن طارق، في مطار أسنبوغا في أنقرة يوم الخميس، وأقام مراسم رسمية لاستقباله بالقصر الرئاسي، وعقدا جلسة مباحثات ثنائية أعقبتها جلسة موسعة لوفدي البلدين جرى خلالها توقيع 10 اتفاقيات ومذكرات تفاهم.

جانب من مراسم الاستقبال الرسمي لسلطان عُمان (الرئاسة التركية)

وتبادل إردوغان وسلطان عمان أوسمة رفيعة المستوى، خلال مراسم أقيمت مساء الخميس في بالقصر الرئاسي، حيث قلّد إردوغان السلطان هيثم «وسام الدولة للجمهورية التركية»، وهو أرفع وسام في البلاد، وقلده سلطان عمان «وسام آل سعيد»، أرفع أوسمة السلطنة. وأقام إردوغان مأدبة عشاء على شرف سلطان عمان.