السلطة الفلسطينية تدين الاستيلاء على أراضٍ في الضفة

TT

السلطة الفلسطينية تدين الاستيلاء على أراضٍ في الضفة

أدانت السلطة الفلسطينية استيلاء إسرائيل على مئات الدونمات في الضفة الغربية عبر قرارات محاكم إسرائيلية أو لأغراض عسكرية. وقالت وزارة الخارجية والمغتربين: إن قرار سلطات الاحتلال الاستيلاء على 522 دونماً جنوب الضفة الغربية هو قرار «استعماري وعنصري بامتياز».
وكانت الخارجية تتحدث عن قرار اتخذه قضاة المحكمة العليا الإسرائيلية، قررت فيه رد استئناف قدمه الفلسطينيون بشأن 522 دونماً من الأرض قرب مستوطنة «غوش عتصيون» بين بيت لحم والخليل في الضفة الغربية، معلنة أن هذه الأراضي تحت تصرف دائرة أراضي إسرائيل (الصندوق القومي اليهودي).
وهذا الصندوق هو منظمة صهيونية تأسست عام 1901 لجمع الأموال من اليهود لشراء الأراضي في فلسطين، وتخصص لاحقاً لدعم وإقامة المستوطنات.
ويمكّن القرار الذي اتخذته المحكمة العليا إسرائيل من بناء وحدات استيطانية في الأرض التي اشترتها أسرة فلسطينية مسيحية قبل 74 عاماً، وقالت المحكمة، إنه يجب نقل الملكية عليها للشركة الحكومية الإسرائيلية (كيرن كايميت). وقالت مصادر إسرائيلية، إنه سيتم تحويل هذه الأراضي إلى مستوطنة «روش تسوريم» القريبة من أجل إقامة وحدات سكنية جديدة عليها.
وقالت الخارجية: إن «قرار المحكمة العليا الإسرائيلية، يثبت أن منظومة القضاء والمحاكم في إسرائيل هي جزء لا يتجزأ من منظومة الاحتلال نفسه؛ وهو ما يستدعي تحركاً سريعاً من الجنائية الدولية لفتح تحقيق في جريمة الاستيطان المتواصلة، وفي الخروقات والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي والناتجة من الاستيطان وبؤر المستوطنين الإرهابية».
وعدت الخارجية «أن إعطاء الضوء الأخضر للجمعيات والمجالس الاستيطانية بالشروع في بناء مئات الوحدات الاستيطانية الجديدة في المجمع الاستيطاني (غوش عتصيون) جنوب بيت لحم، يؤدي إلى تعميق الاستيطان في تلك المنطقة وربطه مع التجمعات الاستيطانية الضخمة الواقعة جنوب القدس».
وقرار العليا جاء بعد ساعات من استيلاء إسرائيل على نحو 267 دونماً في الأغوار الشمالية تابعة لكنيسة اللاتين تحت ذريعة أغراض عسكرية. واستنكرت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، «استيلاء قوات الاحتلال الإسرائيلي على أراضٍ تابعة للكنيسة اللاتينية بالقدس، بمساحة 267 دونماً في منطقة محافظة طوباس والأغوار الشمالية؛ وذلك لأغراضٍ عسكرية، كما زعمت».
وتقع الأراضي المستهدفة بالقرب من معسكر إسرائيلي سابق، عملت حكومة الاحتلال مؤخراً على إعادة بنائه وتأهيله وتزويده بغرف وخدمات داخلية وفي محيطه، لتقوم بعد ذلك بالاستيلاء على الأراضي المحيطة به تحت ذريعة توسيعه.
وأعربت اللجنة عن قلقها تجاه باقي الأراضي التابعة للكنيسة نفسها، التي تقدر مساحتها كافة بـ12.000 دونم تقريباً، ضمن ما يعرف بسياسة وضع اليد التي تنتهجها حكومة الاحتلال لابتلاع المزيد من الأراضي الفلسطينية وسعيها لتوسيع المستوطنات، متجاهلة بذلك القوانين والاتفاقيات الدولية كافة. كما أدان المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ محمد حسين، قرار سلطات الاحتلال بمصادرة عشرات الدونمات التي تمتلكها كنيسة اللّاتين في الأغوار الشمالية، وإعلانها منطقة عسكرية مغلقة. وأكد، في بيان أصدره أمس: «إن هذا العمل يندرج في إطار القرصنة والاستيطان، ويأتي تنفيذاً لمخطط الاحتلال بالقضاء على الوجود الفلسطيني في تلك المنطقة، وتكثيف الوجود اليهودي فيها، حيث إن سلطات الاحتلال تتمادى في عنجهيتها وغطرستها على حساب مصالح شعبنا الفلسطيني ومقدساته».



الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)

كثّفت الجماعة الحوثية استهدافها مدرسي الجامعات والأكاديميين المقيمين في مناطق سيطرتها بحملات جديدة، وألزمتهم بحضور دورات تعبوية وزيارات أضرحة القتلى من قادتها، والمشاركة في وقفات تنظمها ضد الغرب وإسرائيل، بالتزامن مع الكشف عن انتهاكات خطيرة طالتهم خلال فترة الانقلاب والحرب، ومساعٍ حثيثة لكثير منهم إلى الهجرة.

وذكرت مصادر أكاديمية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن مدرسي الجامعات العامة والخاصة والموظفين في تلك الجامعات يخضعون خلال الأسابيع الماضية لممارسات متنوعة؛ يُجبرون خلالها على المشاركة في أنشطة خاصة بالجماعة على حساب مهامهم الأكاديمية والتدريس، وتحت مبرر مواجهة ما تسميه «العدوان الغربي والإسرائيلي»، ومناصرة فلسطينيي غزة.

وتُلوّح الجماعة بمعاقبة مَن يتهرّب أو يتخلّف من الأكاديميين في الجامعات العمومية، عن المشاركة في تلك الفعاليات بالفصل من وظائفهم، وإيقاف مستحقاتهم المالية، في حين يتم تهديد الجامعات الخاصة بإجراءات عقابية مختلفة، منها الغرامات والإغلاق، في حال عدم مشاركة مدرسيها وموظفيها في تلك الفعاليات.

أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

وتأتي هذه الإجراءات متزامنة مع إجراءات شبيهة يتعرّض لها الطلاب الذين يجبرون على حضور دورات تدريبية قتالية، والمشاركة في عروض عسكرية ضمن مساعي الجماعة لاستغلال الحرب الإسرائيلية على غزة لتجنيد مقاتلين تابعين لها.

انتهاكات مروّعة

وكان تقرير حقوقي قد كشف عن «انتهاكات خطيرة» طالت عشرات الأكاديميين والمعلمين اليمنيين خلال الأعوام العشرة الماضية.

وأوضح التقرير الذي أصدرته «بوابة التقاضي الاستراتيجي»، التابعة للمجلس العربي، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين، قبل أسبوع تقريباً، وغطّي الفترة من مايو (أيار) 2015، وحتى أغسطس (آب) الماضي، أن 1304 وقائع انتهاك طالت الأكاديميين والمعلمين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية التي اتهمها باختطافهم وتعقبهم، ضمن ما سمّاها بـ«سياسة تستهدف القضاء على الفئات المؤثرة في المجتمع اليمني وتعطيل العملية التعليمية».

أنشطة الجماعة الحوثية في الجامعات طغت على الأنشطة الأكاديمية والعلمية (إكس)

ووثّق التقرير حالتي وفاة تحت التعذيب في سجون الجماعة، وأكثر من 20 حالة إخفاء قسري، منوهاً بأن من بين المستهدفين وزراء ومستشارين حكوميين ونقابيين ورؤساء جامعات، ومرجعيات علمية وثقافية ذات تأثير كبير في المجتمع اليمني.

وتضمن التقرير تحليلاً قانونياً لمجموعة من الوثائق، بما في ذلك تفاصيل جلسات التحقيق ووقائع التعذيب.

ووفق تصنيف التقرير للانتهاكات، فإن الجماعة الحوثية نفّذت 1046 حالة اختطاف بحق مؤثرين، وعرضت 124 منهم للتعذيب، وأخضعت اثنين من الأكاديميين و26 من المعلمين لمحاكمات سياسية.

وتشمل الانتهاكات التي رصدها التقرير، الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب الجسدي والنفسي والمحاكمات الصورية وأحكام الإعدام.

عشرات الأكاديميين لجأوا إلى طلب الهجرة بسبب سياسات الإقصاء الحوثية وقطع الرواتب (إكس)

وسبق أن كشف تقرير تحليلي لأوضاع الأكاديميين اليمنيين عن زيادة في طلبات العلماء والباحثين الجامعيين للهجرة خارج البلاد، بعد تدهور الظروف المعيشية، واستمرار توقف رواتبهم، والانتهاكات التي تطال الحرية الأكاديمية.

وطبقاً للتقرير الصادر عن معهد التعليم الدولي، ارتفعت أعداد الطلبات المقدمة من باحثين وأكاديميين يمنيين لصندوق إنقاذ العلماء، في حين تجري محاولات لاستكشاف الطرق التي يمكن لقطاع التعليم الدولي من خلالها مساعدة وتغيير حياة من تبقى منهم في البلاد إلى الأفضل.

إقبال على الهجرة

يؤكد المعهد الدولي أن اليمن كان مصدر غالبية الطلبات التي تلقّاها صندوق إنقاذ العلماء في السنوات الخمس الماضية، وتم دعم أكثر من ثلثي العلماء اليمنيين داخل المنطقة العربية وفي الدول المجاورة، بمنحة قدرها 25 ألف دولار لتسهيل وظائف مؤقتة.

قادة حوثيون يتجولون في جامعة صنعاء (إعلام حوثي)

لكن تحديات التنقل المتعلقة بالتأشيرات وتكلفة المعيشة والاختلافات اللغوية الأكاديمية والثقافية تحد من منح الفرص للأكاديميين اليمنيين في أميركا الشمالية وأوروبا، مقابل توفر هذه الفرص في مصر والأردن وشمال العراق، وهو ما يفضله كثير منهم؛ لأن ذلك يسمح لهم بالبقاء قريباً من عائلاتهم وأقاربهم.

وخلص التقرير إلى أن العمل الأكاديمي والبحثي داخل البلاد «يواجه عراقيل سياسية وتقييداً للحريات ونقصاً في الوصول إلى الإنترنت، ما يجعلهم يعيشون فيما يُشبه العزلة».

وأبدى أكاديمي في جامعة صنعاء رغبته في البحث عن منافذ أخرى قائمة ومستمرة، خصوصاً مع انقطاع الرواتب وضآلة ما يتلقاه الأستاذ الجامعي من مبالغ، منها أجور ساعات تدريس محاضرات لا تفي بالاحتياجات الأساسية، فضلاً عن ارتفاع الإيجارات.

إجبار الأكاديميين اليمنيين على المشاركة في الأنشطة الحوثية تسبب في تراجع العملية التعليمية (إكس)

وقال الأكاديمي الذي طلب من «الشرق الأوسط» التحفظ على بياناته خوفاً على سلامته، إن الهجرة ليست غاية بقدر ما هي بحث عن وظيفة أكاديمية بديلة للوضع المأساوي المعاش.

ويقدر الأكاديمي أن تأثير هذه الأوضاع أدّى إلى تدهور العملية التعليمية في الجامعات اليمنية بنسبة تتجاوز نصف الأداء في بعض الأقسام العلمية، وثلثه في أقسام أخرى، ما أتاح المجال لإحلال كوادر غير مؤهلة تأهيلاً عالياً، وتتبع الجماعة الحوثية التي لم تتوقف مساعيها الحثيثة للهيمنة على الجامعات ومصادرة قرارها، وصياغة محتوى مناهجها وفقاً لرؤية أحادية، خصوصاً في العلوم الاجتماعية والإنسانية.

وفي حين فقدت جامعة صنعاء -على سبيل المثال- دورها التنويري في المجتمع، ومكانتها بصفتها مؤسسة تعليمية، تُشجع على النقد والتفكير العقلاني، تحسّر الأكاديمي اليمني لغياب مساعي المنظمات الدولية في تبني حلول لأعضاء هيئة التدريس، سواء في استيعابهم في مجالات أو مشروعات علمية، متمنياً ألا يكون تخصيص المساعدات لمواجهة المتطلبات الحياتية للأكاديميين غير مشروط أو مجاني، وبما لا يمس كرامتهم.