الحلقة الثانية: الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى: من الحياد الى مواجهة بريطانيا

حملة عسكرية مبكرة لحماية حقول النفط في الخليج.. ولندن أبلغت برلين بإعلان الحرب بخطاب من «التشريفات»

صورة تظهر نيقولا الثاني إمبراطور روسيا ودوق فنلندا وملك بولندا مرتديا زي أميرال بريطاني في مستهل الحرب العالمية الأولى حيث أمر القوات الروسية بدخول الحرب في 30 يوليو 1914 (أ.ف.ب)  , ممتلكات الأمير فرانز فرديناند تعرض في المتحف الحربي في فيينا (أ.ف.ب)
صورة تظهر نيقولا الثاني إمبراطور روسيا ودوق فنلندا وملك بولندا مرتديا زي أميرال بريطاني في مستهل الحرب العالمية الأولى حيث أمر القوات الروسية بدخول الحرب في 30 يوليو 1914 (أ.ف.ب) , ممتلكات الأمير فرانز فرديناند تعرض في المتحف الحربي في فيينا (أ.ف.ب)
TT

الحلقة الثانية: الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى: من الحياد الى مواجهة بريطانيا

صورة تظهر نيقولا الثاني إمبراطور روسيا ودوق فنلندا وملك بولندا مرتديا زي أميرال بريطاني في مستهل الحرب العالمية الأولى حيث أمر القوات الروسية بدخول الحرب في 30 يوليو 1914 (أ.ف.ب)  , ممتلكات الأمير فرانز فرديناند تعرض في المتحف الحربي في فيينا (أ.ف.ب)
صورة تظهر نيقولا الثاني إمبراطور روسيا ودوق فنلندا وملك بولندا مرتديا زي أميرال بريطاني في مستهل الحرب العالمية الأولى حيث أمر القوات الروسية بدخول الحرب في 30 يوليو 1914 (أ.ف.ب) , ممتلكات الأمير فرانز فرديناند تعرض في المتحف الحربي في فيينا (أ.ف.ب)

قبل قرن من الزمن، أعلنت الإمبراطورية النمساوية - المجرية الحرب على صربيا، لتنطلق سلسلة أحداث أدخلت العالم في الحرب العالمية الأولى وحددت ملامح القرن العشرين. ويصادف يوم غد الذكرى المئوية لاعلان روسيا انضمامها للحرب.
جاء إعلان الحرب على صربيا بعد شهر من اغتيال ولي عهد النمسا والمجر الأمير فرانز فرديناند في ولاية سراييفو في 28 يونيو (حزيران) 1914، لتمتد وتتسع كنار شرسة حصدت الملايين من الأرواح وغيرت خريطة العالم وتوازن القوى فيها. وجاء إعلان السلام بتوقيع معاهدة فرساي في 28 يونيو 1919، بعد خمس سنوات تماما من انطلاق الشرارة الأولى. ومع التطورات السياسية الخطيرة التي يشهدها العالم اليوم لا بد من العودة إلى الوراء والنظر في تفاصيل الحرب التي انعكست على ما نعيشه اليوم.
و«الشرق الأوسط» ترصد من خلال حلقات تنشر عبر الأيام المقبلة مجريات تلك الأحداث وتداعياتها في إعادة رسم خرائط قارات عدة.

* الدولة العثمانية
* أعلنت الدولة العثمانية في بداية الحرب العالمية الأولى يوم 3 أغسطس (آب) 1914 حيادها، وهو ما صرّح به الصدر الأعظم للسفير البريطاني على الرغم من وجود بعثة عسكرية لإعادة تنظيم قواتها المسلحة على مستوى مشابه للنسق الألماني، وأنيطت المهمة بالجنرال ليمان فون ساندرز عام 1913. وكانت نصيحة الإمبراطور (القيصر) فيلهلم (غليوم) الثاني له: «اجعله من أجلي جيشا قويا يطيع أوامري».
ولقد نتج عن ذلك معاهدة سريّة للتعاون العسكري بين الدولة العثمانية وألمانيا، وكان أنور باشا، وزير الحربية، من أوثق الزعماء الأتراك علاقة بألمانيا، وزادته انتصاراته في بدايات الحرب ثقة، ما شجّعه على إعلان الحرب على روسيا في أكتوبر (تشرين الأول) 1914. وفي المقابل أعلنت بريطانيا وفرنسا وروسيا دخولها الحرب في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) 1914. وعندها أعلن العثمانيون النفير العام، وحشد في جميع أنحاء السلطنة ما يقارب ثلاثة ملايين متطوع قتل منهم خلال القتال نحو 300 ألف وقضى نحو نصف مليون جندي بأسباب مختلفة كالأمراض والإصابات وسوء التغذية ونقص العتاد ورداءة الألبسة وقلة ملاءمتها لجبهات الحرب الشمالية.
أما في منطقة الخليج، فقد أبرق المقيم السياسي الميجر ستيوارت نوكس يوم 20 أغسطس 1914 إلى اللورد هاردينغ، نائب الملك في الهند، يبلغه فيها بأن الوقت حان لإرسال حملة عسكرية للحفاظ على حقول النفط في مسجد سليمان ومستودعات تخزينه في عبادان بمنطقة شط العرب حسب الخطط المرسومة لذلك. وبالفعل أصدر نائب الملك أوامره يوم 6 يونيو (حزيران) بتعبئة قوة مشكّلة من الفرقة السادسة (مقرها في مدينة بونا الهندية) المكونة من الألوية 16 و17 و18، وكانت تشكّل الجزء الذي أطلق عليه الرمز «إيه» قوامها خمسة آلاف جندي، غادرت كراتشي (في باكستان اليوم) في طريقها إلى الخليج بتاريخ 16 أكتوبر (تشرين الأول) بقيادة البريغادير ديلامين ونقلتها أربع سفن مصحوبة بحراسة. ووصلت القوة إلى البحرين يوم 23 أكتوبر.
وفي مستهل شهر نوفمبر انتشرت الشائعات في البصرة وتأزّمت الأمور بين العثمانيين الأتراك والبريطانيين، ما دعا لمغادرة البريطانيين البصرة.
السفير البريطاني في الآستانة (إسطنبول) كان قد تقدم يوم 31 أكتوبر بطلب استرجاع جوازات السفر له ولعائلته وطاقم الوزارة، وجرى قطع العلاقات الدبلوماسية.
وكما سبقت الإشارة أعلنت بريطانيا الحرب على الدولة العثمانية يوم 5 نوفمبر، وتم إنزال للقوات البريطانية قرب الفاو في الساعة السادسة صباحا. وخاض البريطانيون ثلاث معارك صغيرة ضد العثمانيين وهم في طريقهم إلى البصرة هي السنية وسيحان وكوت الزين أيام 7 و15 و18 نوفمبر على التوالي.
في 13 نوفمبر وصلت تعزيزات بريطانية جديدة بقيادة الجنرال باريت كانت عبارة عن لواء مدفعية وفوج مشاة نورفولك وراجبوت ومهراتا وسريتي خيالة وفيلقي بغال وفيلق مواصلات مكون من 1200 جمل ومستشفى ميداني وسرية هندسة. وأدت المواجهات إلى انسحاب القوات العثمانية من البصرة يومي 21 و22 نوفمبر مخلفا فراغا أمنيا فيها شهد سرقة مخازن الجمارك وبعض الأسواق، وعمّت الفوضى، فسلّمت المدينة للقوات البريطانية التي دخلتها فعليا يوم 23 نوفمبر فعملت على ضبط الأمن وبدأت المدينة عهدا جديدا.
السير بيرسي كوكس كان قد تأهب للعب دور جديد حينما اقتربت نيران الحرب من الاندلاع، وذلك عبر الاتصال لاستمالة الشخصيات الحاكمة في شمال الخليج، وبمحاذاة جبهة جديدة تنوي بريطانيا فتحها والاستحواذ على مواردها وأسواقها، بالإضافة إلى استراتيجية مواقعها. وحقا جرى إبلاغ الشيخ مبارك الصباح عن إعلان الحرب، كما أبلغت القنصل البريطاني عن نشاط معادٍ لبريطانيا يقوم به بعض الكويتيين في البصرة، ووعدته بإعفاء جميع ممتلكاته من بساتين النخيل في البصرة من دفع مستحقات رسومها. يومذاك كان اللؤلؤ - غوصا وتجارة - عماد الحياة الاقتصادية وقوامها في الكويت، آنذاك. وكانت الهند تشكل لها منفذا وسوقا، لا سيما، في عاصمتها الاقتصادية بومباي (مومباي اليوم)، التي كانت من أكبر أسواق اللؤلؤ وأهمها في العالم. وحين بدأت أجراس الإنذار تقرع في أوروبا منذرة بقرب اندلاع حرب عالمية ستؤدي إلى إغلاق أسواق اللؤلؤ فيها، توجّس الشيخ جاسم آل إبراهيم، أحد كبار تجار اللؤلؤ الكويتيين، في أغسطس عام 1914، قرب حدوث أزمة اقتصادية عارمة ستعصف بالكويت، فأرسل برقية تحذيرية طلب فيها التوقف عن عمليات بيع اللؤلؤ وشرائه إلى أن تستقر الأمور.
المقيم السياسي في بوشهر (ساحل إيران) الكولونيل نوكس أبلغ الشيخ مبارك الصباح يوم 25 نوفمبر باحتلال البصرة - الذي حصل يوم 23 منه - كما سبق -. وفي مستهل عام 1915 بدأت جمعية سانت جون لرعاية جرحى الجيش البريطاني العمل، فتبرّع بها الشيخ بمبلغ 50 ألف روبية حولها على وكيله في بومباي محمد بن سالم السديراوي. وفي فبراير 1915 زار اللورد هاردينغ (نائب الملك في الهند) الكويت، غير أن الشيخ خزعل شيخ المحمّرة الحضور، وذلك بسبب عصيان قام به بعض القبائل من بني كعب وبادية ربيعة وبني لام وبني طرف تدعمها ثلة من متطوّعي الجيش العثماني ومجتهدي رجال الدين. وارتأى الشيخ مبارك الذي كان يزور المحمّرة مساعدة الشيخ خزعل فكتب لابنه الشيخ جابر طالبا إرسال قوة من الكويتيين لهذا الغرض. غير أن الكويتيين امتنعوا عن تنفيذ الأمر استجابة لدعوة الشيخ محمد أمين الشنقيطي وحافظ وهبة المدرّسين في المدرسة المباركية للوقوف ضد البريطانيين ومساندة العثمانيين. ومن ثم لما رجع الشيخ مبارك إلى الكويت تتبّع آثار مثيري العصيان ففرّوا للالتحاق بأرهاط المجاهدين الذين شاركوا مع العثمانيين في القتال ضد البريطانيين في معركة الشعيبة يوم 10 أبريل (نيسان) 1915.
كان الوضع العام في البصرة قبل الحرب العالمية الأولى قليل الاستقرار، تشوبه مشكلات معقّدة جمّة، وخلافات مستمرة مع النظام العثماني الجديد الذي أطاح بالسلطان عبد الحميد الثاني وعزله عام 1909، وبدأت الخلافات بإغلاق الصحف والاعتقالات ثم النفي، ومن ثم ساءت الأمور وتراجع الأمن وكثرت السرقات والاغتيالات العشائرية. وكان من أبرزها مقتل فريديريك القائد العسكري لحامية البصرة وكذلك متصرف لواء المنتفك بديع نوري الحصري - شقيق المفكّر العروبي ساطع الحصري -.
وتطوّر الأمر إلى اتهام البريطانيين بإثارة القلاقل والمشكلات، فأغلق البريد الهندي واعتقل مترجم القنصلية البريطانية واتهم أفراد من مسيحيي البصرة ويهودها بالتجسّس. وفي الوقت نفسه ارتفعت أسعار السلع وضعفت القوة الشرائية وتناقصت فرص العمل. وعلى المستوى العسكري غدت البصرة مفتوحة من دون تحصينات أو وسائل دفاع وهذه إن وجدت فقد كانت ضعيفة. وبالتالي، تخوّف سكان البصرة من تعرضهم لهجمات من العشائر القاطنة على تخومها، والانقضاض على المدينة نهبا وسلبا.
انتشرت الشائعات بعد اندلاع الحرب في أوروبا في أغسطس 1914 عن قرب إرسال حملة بريطانية لاحتلال البصرة، فقرّر أعيان الولاية ومعظمهم من وجهاء الزبير ذوي الأصول النجدية بالإمام (لاحقا الملك) عبد العزيز آل سعود تزعمهم عبد الوهاب المنديل وعبد العزيز المكينزي وعبد الكريم الدخيل وأحمد الإبراهيم الراشد، ثم انضم إليهم طالب النقيب، لكن اتصالاتهم مع البريطانيين لم تصل إلى نتيجة. وغادر وفد البصريين الزبير عن طريق الكويت يوم 5 نوفمبر متوجها إلى نجد، ووصل إلى بريدة يوم 18 منه وكان الإمام فيها. وهناك أقاموا بضيافته وتعهد من جانبه ببذل كل ما يستطيع بذله من جهد لحماية الأرواح والأموال إذا ما تعرضت البصرة لسوء، وعزم على شد الرحال إليها لنجدتها. غير أن أخبار احتلال البريطانيين للمدينة الذي جرى خلال يومي 21-22 نوفمبر غيّر كل الترتيبات وعاد الوفد أدراجه وسلّم النقيب نفسه للبريطانيين فنفي إلى الهند.
مع هذا لم تنته علاقة عبد العزيز آل سعود بتلك المنطقة بعد ذلك، بل كان دائم الاتصال لمعرفة ما يجري من أحداث، ويقدّم يد العون والتطمينات قدر الإمكان.

* بريطانيا
* في تمام الحادية عشرة من مساء الاثنين 4 أغسطس 1914 توقفت عربة تنقل أحد موظفي تشريفات وزارة الخارجية البريطانية أمام مبنى السفارة الإمبراطورية الألمانية في شارع كارلتون هاوس تراس بحي سانت جيمس الراقي في وسط لندن، القريب من قصر بكنغهام الملكي، وكان الأمير ليجنوفسكي يقيم في الطابق الأعلى من المبنى منذ تعيينه في أكتوبر (تشرين الأول) 1912 سفيرا لدى بريطانيا.
الموظف سلّم السفير طردا كبيرا مختوما بالشمع الأحمر يحتوي على رسالة من وزير الخارجية البريطاني السير إدوار غراي، فيما يلي نصها:
«وزارة الخارجية 4 أغسطس 1914»

* صاحب السعادة
* نتيجة للاتصال الذي أجراه في برلين سفير صاحب الجلالة (أي السفير البريطاني) استرجاع جوازات السفير، يشرّفني أن أبلغ سعادتكم بأنه حسب شروط الإبلاغ Terms of Notifications الذي قدّم إلى الحكومة الألمانية اليوم، فإن حكومة صاحب الجلالة اعتمدت أن حالة الحرب وقعت بين البلدين اعتبارا من الساعة الحادية عشرة مساءً (منتصف الليل بتوقيت برلين). ولي الشرف أن أرفق لكم جوازات السفر العائدة لسعادتكم وعائلة سعادتكم وطاقم السفارة».
من أشهر مقولات هارولد ويلسون، رئيس الوزراء البريطاني السابق، «أن أسبوعا في السياسة وقت طويل»، لكن الحقيقة أن «يوما في السياسة وقت طويل أيضا». وفيما يخص السفير الألماني المشار إليه والمعني بمغادرة لندن فورا كان قد تناول وجبة الإفطار في صباح يوم 2 يوليو (تموز) ملبيا دعوة رئيس الوزراء هربرت آسكويث بمكتبه في الدار الرقم 10 داونينغ ستريت.
تلك كانت أشهر الجنون التي سبقت الإعلان النهائي للحرب يوم 4 أغسطس، وكانت بوادرها قد خيمت لأمد غير قصير على أجواء السياسة في أوروبا وكانت مرشحة للانفجار، إلا أن ما عجّل بتفجيرها اغتيال ولي عهد النمسا الأرشيدوق فرانز فرديناند يوم 28 يونيو 1914، مع الإشارة إلى أن حدة ذلك التوتر ما كانت قد وصل إلى بريطانيا. أما السبب فكان اتفاق كل الأطراف المؤثرة في الحلبة السياسية، عموما، ممثلة بحكومة آسكويث الليبرالية (آسكويث من حزب الأحرار) والرأي العام والصحافة على التهدئة، يقابل ذلك بعض الأصوات التي تفضل نسبة ما من التدخل محدودة وكان في طليعتها غراي وزير الخارجية ووينستون تشرتشل (كان يومذاك من الأحرار) وزير الأسطول.
وفي نهاية المطاف استقر رأي الحكومة الليبرالية أنه ما لم تدخل بريطانيا الحرب فإن حزب الأحرار الحاكم سيخسر الانتخابات المقبلة، وكان هذا رأي رئيس الوزراء آسكويث، يدفعه الوزيران غراي وتشرتشل اللذان هددا بالاستقالة، في حال رفض دخول الحرب، يوم 2 أغسطس. ويذكر هنا أن وزير الداخلية ريجينالد ماكينا قد صرّح بأن وضع بلجيكا هو ما يقرّر الموقف لأنه سبق لبريطانيا ضمان حياد بلجيكا في «معاهدة لندن» الموقعة عام 1839، وكان هذا الغطاء القانوني يعطي بريطانيا الحق في التدخل. وكان مفهوما أنه في حال غزو بلجيكا فإن الرأي العام البريطاني سيقف داعما حكومته في نصرة الضعيف. كذلك كان مفهوما أن بريطانيا لا تستطيع الوقوف مكتوفة الأيدي في حال هزيمة فرنسا أمام ألمانيا وسيطرة الألمان على أوروبا وجميع موانئ بحر الشمال، وباختصار سقوط أوروبا كلها تحت سيادة دولة واحدة.. كما حدث إبان الحروب النابوليونية.
وبالفعل، يوم 4 أغسطس غزت ألمانيا بلجيكا، ثم فرنسا، وكانت فرنسا قد أعلنت التعبئة العامة وحشدت نحو 800 ألف جندي فعلي و2.8 مليون من جنود الاحتياط. وكانت ألمانيا قد أعلنت التعبئة العامة يوم 31 يوليو (تموز)، وهو ما فعلته أيضا روسيا من منطلق التحسّب والحذر.
في الواقع ما كانت بريطانيا، لا شعبا ولا حكومة، مهتمة جدبا بما يحدث بين صربيا والنمسا. وكانت تلك أمور، بنظر البريطانيين، شبه عادية سياسيا في منطقة البلقان وتخومها. كذلك كان الشعور الشعبي العام في بريطانيا غير معادٍ لألمانيا، التي تعود أصول العائلة المالكة البريطانية إليها.
وكانت تسعة من الأسماء البريطانية اللامعة في المجال الأكاديمي قد كتبت في صحيفة «التايمز» يوم 28 يوليو «نحن نعد ألمانيا دولة رائدة في مجالات الفنون والعلوم، ونحن طالما تعلمنا ونتعلم من أساتذتها. وإن الحرب ضدها من أجل روسيا وصربيا خطيئة بحق الحضارة. أما إذا تحتّم علينا أداء الواجب فإننا لا نجد أنفسنا سعداء لأدائه عبر المشاركة بحرب (.....) إننا في هذه الحالة نجد أنفسنا جاهزين للاعتراض على دفعنا لمحاربة دولة نتشارك معها بالكثير من المثال والقيم».
وحقا عبر عدد كبير من الصحف عن مشاعر مماثلة، وأنحت تلك الصحف باللائمة «على بلغراد وبطرسبورغ (أي سلطات كل من صربيا وروسيا)» وفق مجلة «الإيكونوميست» يوم 30 يوليو، التي عدت «أن التحرشات إنما بدأتها صربيا وأن استمرارها من عمل روسيا وما حالة التعبئة التي أعلنتها إلا سبب مشابه».
أما رئيس تحرير «الديلي نيوز» فكتب يوم 29 يوليو «إن أفضل ما يمكننا فعله لخدمة العلم أن نعلن على الملأ أنه ليس لبريطانيا أن تقدّم ولو ضحية واحدة من رعاياها من أجل خدمة المشروع الروسي الهادف لنشر الهيمنة السلافية في أوروبا»، وأضاف في افتتاحية للصحيفة بعنوان «لماذا يجب رفض الحرب؟» «أين في هذا العالم الفسيح اصطدمت مصالحنا بألمانيا؟ ليس في أي مكان. بينما مع روسيا فإن هناك أماكن كثيرة مهيأة للصدام بيننا مثل جنوب شرقي أوروبا وجنوب آسيا».
أضف إلى ما سبق أن غالبية أعضاء البرلمان، وخاصة من كتلة نواب حزب الأحرار الحاكم، كانت تحبذ بقاء بريطانيا على الحياد. وكتب السفير البريطاني لدى فرنسا يوم 27 يوليو تقريرا قال فيه «إنه لأمر غير قابل للتصديق أن تعمد روسيا إلى تدمير أوروبا في حرب طاحنة لكي تنصّب نفسها حامية للصرب». ومثله تساءلت شخصيات سياسية وفكرية مهمة كثيرة عن «الحكمة من تدمير السلام الأوروبي من أجل إنقاذ صربيا الضئيلة القدرة» على حد تعبيرهم.
كان قوام القوات المسلحة البريطانية عام 1914 سبع فرق عسكرية فقط، وهو حجم يعد صغيرا نسبيا بالمقارنة مع حجم جيوش ألمانيا وفرنسا وروسيا، غير أن بريطانيا كانت تتمتع آنذاك بميزانية طائلة ولديها أسطول ضخم. ولقد وصف شاهد عيان من طاقم البارجة «كريسنت» عن تجمّع للأسطول البريطاني، يوم 26 يوليو، برعاية الملك جورج الخامس، فقال إن «البحرية الملكية تجمّعت قرب الميناء الرئيس لها وهو بورتسموث، بجنوب إنجلترا، قبالة جزيرة وايت في مياه مضيق السولنت The Solent، بين ميناء بورتسموث وميناء كاوز في الجزيرة اللذين تفصل بينهما مسافة تبلغ نحو 15 كلم. وجمع هذا التجمع للقطع البحرية كل أنواع السفن من بوارج وطرادات ومدمرات وفرقاطات وقوارب طوبيد وغواصات وبواخر نقل وإسناد وإنزال حتى إنه ما كان بمقدور المرء أن يرى مياه البحر من كثرة عددها».
من جهة أخرى، كان ونستون تشرتشل، وزير الأسطول (أو البحرية) - الذي صار لاحقا رئيسا للحكومة بعدما ترك حزب الأحرار وانضم لحزب المحافظين - يظن خطأ بأن الحرب - التي كان من المتحمّسين لخوضها «ستكون قصيرة منخفضة الكلفة، يمكن خوضها وتحقيق النصر فيها بقوة الأسطول». وهذا هو الرأي الذي ساد لاحقا داخل مجلس الوزراء البريطاني وهو أنه لن تكون ثمة حاجة إلى إرسال جيوش برية إلى أوروبا. ولكن الإمبراطور الألماني فيليلهم الثاني علّق على هذا التوهّم بذكاء وسخرية «ليس لبوارج الدريدنوت عجلات» Dreadnoughts have no wheels.
في أي حال بمجرد إعلان بريطانيا الحرب شاع بين الناس أن الحرب ستنتهي خلال فترة قصيرة. وكان هذا توقع كثيرين على امتداد القارة الأوروبية، وبالأخص في شرقها، غير أن أحد المفكرين السلاف البارزين قال «الآن ستصلون إلى الله شاكرين إذا انتهت هذه الحرب بعد ثلاث سنوات». وفيما يخصّ فرنسا، التي فقدت قواتها لاحقا نصف مليون جندي خلال الأشهر الثلاثة الأولى من القتال وتراءى أمامها الانهيار الذي تعرضت لها عام 1870، فإنها كانت تأمل بأن تقف بريطانيا إلى جانبها فتدعمها وتقاتل معها، وبالفعل صار لبريطانيا قوة عسكرية كبيرة بحلول عام 1916 ما خفف الضغط كثيرا عن الفرنسيين. وكانت بريطانيا قد أرسلت قوة استكشافية إلى فرنسا تضم أربع فرق عسكرية بقيادة الجنرال دوغلاس هيغ لأخذ مواقعها في القطاع الشمالي من الجبهة التي تقاتل فيها القوات الفرنسية.
* مؤرخ وباحث كويتي

* فيينا تحيي ذكرى إعلان الحرب على صربيا
* فيينا - لندن: «الشرق الأوسط»
* في الثامن والعشرين من يوليو (تموز) 1914، أعلنت النمسا - المجر الحرب على صربيا وتحملت بذلك مسؤولية الشرارة الأولى للنزاع العالمي. لكن في عاصمة الإمبراطورية فيينا التي كانت واحدة من المنارات الثقافية في أوروبا مطلع القرن العشرين، سادت أجواء احتفالية. وبدأ الإمبراطور فرانز يوزف في إعلانه بالألمانية الذي ترجم بعد ذلك إلى المجرية والتشيكية ليعلق في جميع أنحاء هذه الأرض الشاسعة الموحدة منذ 1867، بالقول «إلى شعوبي».
أعلن النبأ في فيينا في الساعة 19.00. وانتزعت الحشود التي تجمعت لساعات أمام إدارات تحرير الصحف الأعداد الخاصة التي صدرت، بينما ساد الفرح شوارع المدينة التي كانت واحدة من كبريات مدن أوروبا بسكانها البالغ عددهم مليوني نسمة.
وسمعت هتافات فرح وأناشيد تمجد بالحكم الملكي وألقيت قبعات في الهواء. ومن نوافذ بيوتهم كان سكان يلوحون برايات. أما إجراءات تبديل الحرس أمام هوفبورغ أكبر قصور فيينا، فقد سادت خلالها احتفالات شعبية رافقتها موسيقى الفرقة العسكرية.
وتوالت التجمعات الوطنية التي شجعتها الدعاية الإعلامية منذ الثالث والعشرين من يوليو يوم وجهت النمسا - المجر إنذارها إلى صربيا.
ويقول مدير المتحف العسكري في فيينا كريستيان أورتنر لوكالة الصحافة الفرنسية إن الأجواء «كانت أقل فرحا» في القرى والأرياف.
وأضاف أن «الطبقات الوسطى والبرجوازية كانت وطنية جدا وتدعم الحرب لكن الفرح كان أقل في المناطق الريفية». وتابع: «في الريف كانوا يفكرون بالخيول والأبناء الذين سيرحلون والكارثة التي أعلنت للزراعة».
كل هذا، لم يظهر منه شيء في الصور التي نشرتها الصحف التي ركزت على صور جنود يضحكون ونساء يبدين إعجابهن بهم..
فالحرب كانت مقررة قبل الإنذار الذي يطالب بلغراد بالسماح للسلطات النمساوية بالتحقيق في صربيا في الاعتداء الذي أودى بحياة ابن شقيق فرانز يوزف وولي العهد الأرشيدوق فرانز فرديناند.
وهذا الاعتداء أقنع النمسا - المجر بأنه يجب القضاء على صربيا المستقلة التي يشتبه بأنها تغذي الاضطرابات القومية للشعوب السلافية في الإمبراطورية، وخصوصا في البوسنة التي ضمتها النمسا في 1908.
وكان من أسباب هذه الحرب قضية القوميات المتنوعة في إمبراطورية النمسا - المجر. وستؤدي هزيمة الإمبراطورية بعد أربع سنوات إلى تفككها إلى دول عدة بموجب المعاهدات التي وقعت في نهاية الحرب. وعاد الجنود والضباط إلى فيينا بين 1918 و1920 يملؤهم شعور بالهزيمة والمرارة.
وبالنسبة للضباط الذين ينتمون إلى الطبقة الأرستقراطية، تحول الأمر إلى دمارهم، إذ إن ممتلكاتهم وراء حدود أخرى جديدة.
وكل هؤلاء المنهكين أصبحوا فرائس سهلة للتشدد في اليمين أو اليسار في أوضاع اقتصادية كارثية. وفي الذكرى المئوية للنزاع، نظمت النمسا سلسلة نشاطات تاريخية وفنية ودشنت معرضا جديدا دائما في متحف الجيش في فيينا. وفي 28 يونيو (حزيران) أحيا نحو مائة من أحفاد عائلة هابسبورغ ذكرى اعتداء سراييفو في القصر الذي دفن فيه فرانز فرديناند وزوجته.



موسكو تستبق «الهجوم المضاد» بمعاقبة كييف

لليوم الثالث... أعنف غارات روسية على المدن الأوكرانية
لليوم الثالث... أعنف غارات روسية على المدن الأوكرانية
TT

موسكو تستبق «الهجوم المضاد» بمعاقبة كييف

لليوم الثالث... أعنف غارات روسية على المدن الأوكرانية
لليوم الثالث... أعنف غارات روسية على المدن الأوكرانية

لليوم الثالث على التوالي، شنت روسيا سلسلة من الهجمات العنيفة بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة على كييف ومدن أوكرانية أخرى، في استباق واضح لبدء الهجوم المضاد الذي تحضّر له منذ شهور حكومة الرئيس فولوديمير زيلينسكي. وشملت الهجمات «العقابية» الجديدة مطارات ومرافق حيوية للنقل وبنى تحتية أخرى، وكان لافتاً فيها أنها حصلت نهاراً، بعدما كانت هجمات اليومين السابقين تتم ليلاً.

وأعلنت السلطات العسكرية الأوكرانية، أن الدفاعات الجوية تصدت لهجمات روسية بطائرات مسيّرة من طراز «شاهد» (تصميم إيراني) وصواريخ كروز من طراز «كيه إتش 555/101» أطلقتها قاذفات «تي يو 95» من بحر قزوين في اتجاه العاصمة كييف، مشيرة إلى إسقاط أكثر من 40 هدفاً جوياً.

في المقابل، أفادت وزارة الدفاع الروسية في بيان صباح أمس (الاثنين)، بأن قواتها دمرت خلال الليل «أهدافاً عسكرية معادية ومخازن أسلحة في مطارات أوكرانيا بضربات عالية الدقة». وفي تحرك يشي باستعداد روسيا لحرب طويلة مع أوكرانيا، انتشرت لافتات في مدينة سان بطرسبرغ تحض الشبان والرجال على الالتحاق بـ«الرفاق» في القوات المسلحة، وتشيد بما يقوم به الجنود الروس. وتأتي الحملة بعد أيام من إعلان الحكومة الروسية رفع سن البقاء بالخدمة العسكرية في قواتها المسلحة حتى خمسين عاماً.

وبظل معلومات عن استخدام القوات الروسية من جديد في هجماتها على كييف مسيّرات من صنع إيراني، أشارت وكالة الأنباء الفرنسية إلى أن النواب الأوكرانيين أقروا، الاثنين، مشروع عقوبات على إيران. وقال البرلمان الأوكراني على موقعه، إن «هذا القرار يوائم بين العقوبات الأوكرانية وما يقوم به مجمل العالم المتحضر على طريق العزل الكامل لإيران».

إلى ذلك، دعا مسؤول أوكراني بارز لإنشاء منطقة منزوعة السلاح في روسيا، في إطار أي تسوية سلام مقبلة. وقال ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني، الاثنين، إنه «ينبغي إنشاء منطقة منزوعة السلاح بعمق يتراوح بين 100 و120 كيلومتراً داخل روسيا بطول حدودها مع أوكرانيا، في إطار أي تسوية بعد الحرب».

وجاء ذلك في وقت وجّه فيه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، رسائل عدة خلال جولة أفريقية جديدة بدأها أمس (الاثنين) من كينيا، وتهدف إلى تعزيز الاتصالات مع القارة السمراء وحشد الدعم لمواقف روسيا خلال اجتماعات تمهيدية لقمة مجموعة «بريكس» في جنوب أفريقيا.وهاجم لافروف، في مؤتمر صحافي في العاصمة الكينية نيروبي، الدول الغربية بسبب نيتها الشروع بتدريب طيارين أوكرانيين على استخدام مقاتلات «إف-16»، وأكد أن لدى روسيا الوسائل اللازمة للرد على ذلك.


بايدن يبحث مع إردوغان في بيع تركيا مقاتلات «إف 16»

الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره التركي رجب طيب إردوغان خلال قمة الأطلسي في مدريد الصيف الماضي (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره التركي رجب طيب إردوغان خلال قمة الأطلسي في مدريد الصيف الماضي (رويترز)
TT

بايدن يبحث مع إردوغان في بيع تركيا مقاتلات «إف 16»

الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره التركي رجب طيب إردوغان خلال قمة الأطلسي في مدريد الصيف الماضي (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره التركي رجب طيب إردوغان خلال قمة الأطلسي في مدريد الصيف الماضي (رويترز)

أفاد الرئيس الأميركي جو بايدن، الاثنين، بأن نظيره التركي رجب طيب إردوغان أثار مسألة إمكانية بيع الولايات المتحدة لطائرات «إف 16» المقاتلة إلى تركيا، وبأنه من جهته طلب موافقة أنقرة على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي «الناتو».

وأجرى بايدن اتصالاً هاتفياً بإردوغان لتهنئته بفوزه في الانتخابات التركية.

وقال بايدن: «سنتحدث أكثر عن ذلك الأسبوع المقبل».

وفي وقت سابق، أكدت تركيا أنها لن تتراجع خطوة للوراء بشأن ملفاتها الخلافية مع الولايات المتحدة، وجددت رفضها الضغوط الغربية للانضمام إلى العقوبات على روسيا.

وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، إن الولايات المتحدة هي «أحد الفاعلين المهمين الذين تربطنا علاقات معهم، ومن هذا المنظور نأخذ علاقاتنا معها وكذلك مع روسيا والصين ودول الاتحاد الأوروبي بعين الاعتبار».


25 جريحا في صفوف قوة حفظ السلام خلال مواجهات بشمال كوسوفو

جانب من الصدام بين متظاهرين صرب وقوات «كفور» التابعة لحلف الناتو، اليوم، في بلدة زفيتشان بكوسوفو (رويترز)
جانب من الصدام بين متظاهرين صرب وقوات «كفور» التابعة لحلف الناتو، اليوم، في بلدة زفيتشان بكوسوفو (رويترز)
TT

25 جريحا في صفوف قوة حفظ السلام خلال مواجهات بشمال كوسوفو

جانب من الصدام بين متظاهرين صرب وقوات «كفور» التابعة لحلف الناتو، اليوم، في بلدة زفيتشان بكوسوفو (رويترز)
جانب من الصدام بين متظاهرين صرب وقوات «كفور» التابعة لحلف الناتو، اليوم، في بلدة زفيتشان بكوسوفو (رويترز)

أصيب نحو 25 من قوة حفظ السلام بقيادة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في كوسوفو الإثنين خلال مواجهات مع متظاهرين صرب طالبوا بمنع رؤساء بلديات ألبان منتخبين في اقتراع مثير للجدل من تولي مناصبهم.

وقالت القوة المتعددة الجنسية إن «العديد من جنود الكتيبتين الايطالية والمجرية تعرضوا لهجمات غير مبررة وأصيبوا بكسور وحروق بسبب انفجار عبوات حارقة».

وعبرت رئيسة الوزراء الايطالية جورجيا ميلوني مساء الاثنين عن «تنديدها الشديد» بما حصل، معتبرة ان الهجوم «مرفوض وغير مسؤول».

وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية الحكومية «آر تي إس» إن أكثر من 50 صربيا أصيبوا خلال الاشتباكات، وأصيب اثنان بجروح خطرة ويوجد مصاب في حالة حرجة.

وقاطع الصرب، الذين غادر ممثلوهم السياسيون الإدارات المحلية في شمال كوسوفو في نوفمبر (تشرين الثاني) في سياق مواجهة بين بلغراد وبريشتينا، الانتخابات البلدية التي نظمتها حكومة كوسوفو في أبريل (نيسان) لإنهاء الفراغ المؤسسي.

وفاز رؤساء البلديات الألبان في انتخابات محلية نظمتها سلطات كوسوفو في 23 أبريل في أربع بلديات معظم سكانها من الصرب الذين قاطعوا هذه الانتخابات إلى حد كبير، فلم يشارك في الاقتراع سوى 1500 ناخب من أصل 45 ألفا مسجلين.

وفي وقت سابق الإثنين، أطلقت شرطة كوسوفو غازًا مسيلًا للدموع لتفريق متظاهرين صرب كانوا يحتجون أمام مبنى بلدية زفيتشان ذات الغالبية الصربية، وحاولوا الدخول إلى المبنى، بحسب مراسلة وكالة الصحافة الفرنسية في الموقع.

وحاولت قوة حفظ السلام التابعة لحلف شمال الأطلسي تفريق المتظاهرين عن الشرطة، ثم بدأت لاحقا تفريق الحشود باستخدام الدروع والهراوات.

ورد العديد من المتظاهرين بإلقاء الحجارة والزجاجات والزجاجات الحارقة باتجاه الجنود.

ودان حلف شمال الأطلسي بشدة الهجمات «غير المقبولة» على قوته، مضيفا ان «هذه الهجمات غير مقبولة على الإطلاق. ينبغي أن يتوقف العنف فورا».


مقتل وإصابة 10 أشخاص في هجوم روسي على دونيتسك

تشهد دونيتسك جانباً من أكثر معارك الحرب الروسية في أوكرانيا ضراوة (أ.ب)
تشهد دونيتسك جانباً من أكثر معارك الحرب الروسية في أوكرانيا ضراوة (أ.ب)
TT

مقتل وإصابة 10 أشخاص في هجوم روسي على دونيتسك

تشهد دونيتسك جانباً من أكثر معارك الحرب الروسية في أوكرانيا ضراوة (أ.ب)
تشهد دونيتسك جانباً من أكثر معارك الحرب الروسية في أوكرانيا ضراوة (أ.ب)

أعلن حاكم منطقة دونيتسك بافلو كيريلينكو، (الاثنين)، مقتل شخصين وإصابة 8 في هجوم روسي على مدينة توريتسك بالمنطقة الواقعة في شرق أوكرانيا.

وقال كيريلينكو إن روسيا استخدمت قنابل جوية شديدة الانفجار في الهجوم، الذي ألحق أضراراً بمحطة وقود ومبنى متعدد الطوابق في المدينة الصغيرة التي كان يبلغ تعداد سكانها قبل الحرب نحو 30 ألف نسمة.

وأضاف أن خدمات الإنقاذ تعمل في موقع الهجوم، وحثَّ من بقي من سكان المدينة على المغادرة.

وقال كيريلينكو عبر تطبيق «تلغرام» إن «الروس يستهدفون المدنيين عن عمْد في منطقة دونيتسك كل يوم».

وسبق أن نفت روسيا استهداف المدنيين، كما ترفض مزاعم ارتكابها جرائم حرب خلال ما تصفها بأنها «عملية عسكرية خاصة».

وتشهد منطقة دونيتسك جانباً من أكثر معارك الحرب التي اندلعت في فبراير (شباط) 2022.


بولندا تفرض عقوبات على 365 بيلاروسياً وتغلق المعبر الحدودي

مهاجرون يقفون بالقرب من جدار على الحدود البولندية - البيلاروسية في 28 مايو 2023 - (رويترز)
مهاجرون يقفون بالقرب من جدار على الحدود البولندية - البيلاروسية في 28 مايو 2023 - (رويترز)
TT

بولندا تفرض عقوبات على 365 بيلاروسياً وتغلق المعبر الحدودي

مهاجرون يقفون بالقرب من جدار على الحدود البولندية - البيلاروسية في 28 مايو 2023 - (رويترز)
مهاجرون يقفون بالقرب من جدار على الحدود البولندية - البيلاروسية في 28 مايو 2023 - (رويترز)

أعلنت وزارة الداخلية البولندية، الاثنين، فرض عقوبات جديدة بحق 365 بيلاروسياً بينهم 159 نائباً، وإغلاق المعبر الحدودي الوحيد مع هذا البلد للشاحنات المسجلة في بيلاروسيا وروسيا.

ووفقاً لمرسوم وزاري نُشر الاثنين، سيتم «إغلاق المعبر الوحيد بين الحدود البولندية والبيلاروسية في كوكوريكي إلى أجل غير مسمى اعتباراً من 1 يونيو (حزيران)».

وبين الرعايا البيلاروسيين الذين فرضت بولندا عقوبات عليهم، عشرات القضاة والمسؤولين المحليين والرياضيين والصحافيين المؤيدين لمينسك.

وقالت الوزارة إنه سيتم منعهم من دخول بولندا وفضاء «شنغن» وتجميد أصولهم.

وجاء في بيان رسمي أن «هؤلاء الأشخاص روّجوا للنظام البيلاروسي وشاركوا في إضفاء الشرعية ودعم السياسة القمعية لسلطات مينسك».

ووفقاً للوزارة، فإن هذا القرار يأتي رداً على «إبقاء الحكم الصارم في قضية أندريه بوكزوبوت» الصحافي البولندي البيلاروسي الذي حُكم عليه بالسجن 8 سنوات لانتقاده نظام الرئيس ألكسندر لوكاشينكو.

والجمعة، رفضت محكمة بيلاروسية الطعن الذي قدمه وثبتت الحكم.

كما فرضت وارسو عقوبات على «المسؤولين عن تنظيم الهجرة غير الشرعية إلى بولندا ودول البلطيق»، بحسب البيان.

وتتهم بولندا بيلاروسيا، الحليف الرئيسي لروسيا، بتنظيم تدفق المهاجرين إلى أراضيها وأقامت جداراً فولاذياً على طول الحدود لردع عمليات العبور غير النظامية.


بوريل: روسيا لن تدخل مفاوضات ما لم تنتصر في الحرب

جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي (د.ب.أ)
جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي (د.ب.أ)
TT

بوريل: روسيا لن تدخل مفاوضات ما لم تنتصر في الحرب

جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي (د.ب.أ)
جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي (د.ب.أ)

قال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، الاثنين، إنه يعتقد أن روسيا لن تكون مستعدة للدخول في مفاوضات إلا إذا انتصرت في الحرب بأوكرانيا، مضيفاً أنه «غير متفائل» بشأن ما يمكن أن يحدث في الصراع هذا الصيف.

وتابع بوريل في فعالية في برشلونة: «أرى أن لدى روسيا نية قاطعة لكسب الحرب... روسيا لن تدخل في مفاوضات ما لم تربح الحرب».

وكان بوريل قد أعلن أن تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات «إف-16» بدأ في بولندا، بعد أن أعطت الولايات المتحدة الضوء الأخضر. وذكر في اجتماع لوزراء دفاع دول الاتحاد في بروكسل (الثلاثاء) الماضي: «أنا سعيد لأن تدريب طياري مقاتلات (إف-16) بدأ أخيراً في العديد من الدول، وسيستغرق ذلك بعض الوقت، كلما كان أقرب كان أفضل». ورداً على سؤال حول الدول التي بدأت فيها التدريبات، أجاب بوريل: «بولندا على سبيل المثال».


مجلس أوروبا: انتخابات الرئاسة التركية اتّسمت بـ«لغة تحريضية»

ناخب يحمل بطاقة اقتراع في انتخابات الرئاسة التركية (أ.ب)
ناخب يحمل بطاقة اقتراع في انتخابات الرئاسة التركية (أ.ب)
TT

مجلس أوروبا: انتخابات الرئاسة التركية اتّسمت بـ«لغة تحريضية»

ناخب يحمل بطاقة اقتراع في انتخابات الرئاسة التركية (أ.ب)
ناخب يحمل بطاقة اقتراع في انتخابات الرئاسة التركية (أ.ب)

قال مجلس أوروبا إن الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة التركية التي فاز فيها الرئيس رجب طيب إردوغان، (الأحد)، اتّسمت بـ«لغة تحريضية بشكل متزايد، وبقيود على حرية التعبير».

وذكرت الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، وهي عضو مع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في بَعثة مراقبة الانتخابات، في بيان (الاثنين)، أن الاستحقاق «اتّسم بلغة تحريضية بشكل متزايد وتمييزية خلال مدة الحملة».

كما أدى «انحياز وسائل الإعلام والقيود المستمرة على حرية التعبير»، من جهة أخرى، إلى «خلْق ظروف تنافسية غير متكافئة أسهمت في أفضلية غير مبررة لإردوغان»، رغم أن الاقتراع «سار بسلاسة، وسمح للناخبين بالانتقاء بين خيارات سياسية حقيقية»، وفق الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا.

ونقل البيان عن النائب الألماني فرنك شواب، وهو عضو في بَعثة الجمعية لمراقبة عمليات التصويت قوله، إن «الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية حددت بوضوح الفائز».

وأضاف شواب: «ومع ذلك، جرت الجولة الثانية هذه أيضاً في بيئة لا توفر، في نواحٍ كثيرة، الشروط لإجراء انتخابات ديمقراطية».

ودعا أنقرة إلى «تطبيق قرارات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، خصوصاً الإفراج عن عثمان كافالا وصلاح الدين دميرتاش»، المعارضين لإردوغان واللذين يقبعان في السجن الآن.

وقد نشرت بَعثة مراقبة الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في تركيا 232 مراقباً من 31 دولة، وفقاً للجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا.


الدنمارك ستقدم مساعدات إضافية لأوكرانيا بقيمة 2.4 مليار يورو

رئيسة وزراء الدنمارك ميتي فريدريكسن والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يضحكان في مؤتمر صحافي مع رؤساء دول الشمال الأوروبي خلال قمة الشمال الأوكراني في القصر الرئاسي بهلسنكي 3 مايو 2023 (رويترز)
رئيسة وزراء الدنمارك ميتي فريدريكسن والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يضحكان في مؤتمر صحافي مع رؤساء دول الشمال الأوروبي خلال قمة الشمال الأوكراني في القصر الرئاسي بهلسنكي 3 مايو 2023 (رويترز)
TT

الدنمارك ستقدم مساعدات إضافية لأوكرانيا بقيمة 2.4 مليار يورو

رئيسة وزراء الدنمارك ميتي فريدريكسن والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يضحكان في مؤتمر صحافي مع رؤساء دول الشمال الأوروبي خلال قمة الشمال الأوكراني في القصر الرئاسي بهلسنكي 3 مايو 2023 (رويترز)
رئيسة وزراء الدنمارك ميتي فريدريكسن والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يضحكان في مؤتمر صحافي مع رؤساء دول الشمال الأوروبي خلال قمة الشمال الأوكراني في القصر الرئاسي بهلسنكي 3 مايو 2023 (رويترز)

أعلنت رئيسة وزراء الدنمارك ميتي فريدريكسن، الاثنين، أن بلادها سترسل مساعدات إضافية لأوكرانيا بنحو 2.4 مليار يورو عبر صندوق يهدف إلى الحصول على معدات عسكرية.

وقالت فريدريكسن في مقابلة مع تلفزيون وراديو «آر دي» العام: «الحرب في أوكرانيا في مرحلة دقيقة للغاية مع وجود وضع خطير في ساحة المعركة، وبالتالي أوكرانيا بحاجة لكل دعم ممكن».

وأضافت: «يحتاج الأوكرانيون الآن إلى أسلحتنا ودعمنا؛ لذا فالأمر مُلح».

وكانت حكومة الدنمارك قد أعلنت في مارس (آذار) الماضي أنها ستنشئ صندوقاً بقيمة 7 مليارات كرونا (قرابة 950 مليون يورو) لمساعدة أوكرانيا هذا العام، وذلك بعد اتفاق في هذا الشأن بين جميع أحزاب البرلمان تقريباً في عام 2023.

وأعلنت فريدريكسن أنه ستجري إضافة 7.5 مليار كرونا إضافية للصندوق.

وسيجري تخصيص 10.4 مليار كرونا لعام 2024 لأنه «لا مؤشر يدل على أن العام المقبل سيكون عام سلام».

وأعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن شكره عبر تغريدة على «تويتر».

وقال: «هذه المساهمة الكبيرة ستعزز القدرات القتالية للجيش الأوكراني على المديين القصير والمتوسط. قوتنا في وحدتنا!».

والدنمارك، العضو في حلف شمال الأطلسي، واحدة من الدول المنضوية في إطار تحالف دولي جرى تشكيله مؤخراً بدعم من الولايات المتّحدة بهدف تزويد الجيش الأوكراني بطائرات مقاتلة، بما في ذلك طائرات «إف - 16» الأميركية الصنع.

ولم تستبعد فريدريكسن الأسبوع الماضي أن تتبرع بلادها ببعض مقاتلات «إف - 16» الأربعين التي تملكها.

والدولة الاسكندنافية بصدد تحديث أسطولها من مقاتلات «إف - 16» بأخرى من طراز «إف - 35»، وسبق أن التزمت بتدريب طيارين أوكرانيين.


الناتو يبدأ تدريبات واسعة لطائراته المقاتلة في شمال أوروبا

طائرتان مقاتلتان سويديتان من طراز «غريبن» خلال تدريبات جوية مشتركة لحلف الناتو (رويترز - أرشيفية)
طائرتان مقاتلتان سويديتان من طراز «غريبن» خلال تدريبات جوية مشتركة لحلف الناتو (رويترز - أرشيفية)
TT

الناتو يبدأ تدريبات واسعة لطائراته المقاتلة في شمال أوروبا

طائرتان مقاتلتان سويديتان من طراز «غريبن» خلال تدريبات جوية مشتركة لحلف الناتو (رويترز - أرشيفية)
طائرتان مقاتلتان سويديتان من طراز «غريبن» خلال تدريبات جوية مشتركة لحلف الناتو (رويترز - أرشيفية)

أعلن سلاح الجو الفنلندي أن تدريبات واسعة النطاق تشمل نحو 150 طائرة مقاتلة من دول غربية، بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، بدأت اليوم (الاثنين)، في فنلندا والسويد والنرويج.

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، في هذه الدول المجاورة لروسيا، تستمر هذه المناورات نحو أسبوعين، بحسب هلسنكي، العضو الجديد في حلف شمال الأطلسي، التي تدير عملية «أركتيك تشالنج».

وقال الكولونيل هنريك إيلو، من سلاح الجو الفنلندي، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «التدريبات بدأت... أول عملية تناوب جارية».

تضم هذه المناورات، التي تنظمها الدول الإسكندنافية كل سنتين منذ 2013، هذه السنة 14 دولة (12 عضواً في حلف شمال الأطلسي، وكذلك السويد التي هي في طور عملية الانضمام، وسويسرا).

وتشارك في التدريبات، التي يفترض أن تنتهي في 9 يونيو (حزيران)؛ مقاتلات «إف 35» أميركية، ومن دول أوروبية عدة، و«رافال» و«ميراج» فرنسية، و«إف 16» دنماركية وهولندية، وطائرات «إف 18» فنلندية وسويسرية، و«غريبن» سويدية.

وقال الكولونيل إيلو: «هذه أكبر مناورات تنظم حتى الآن».

وستتمركز الطائرات في شمال النرويج والسويد وفنلندا، وكذلك في قاعدة بيركالا - تامبيري الفنلندية.

وتتزامن التدريبات مع اجتماع لوزراء خارجية الحلف في أوسلو، هذا الأسبوع، وكذلك زيارة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى فنلندا، الخميس والجمعة.


لليوم الثالث على التوالي... أعنف غارات روسية على المدن الأوكرانية

مترو الأنفاق في كييف يعج بالمواطنين خلال ضربات صاروخية وبالطائرات المسيّرة يوم الاثنين (أ.ف.ب)
مترو الأنفاق في كييف يعج بالمواطنين خلال ضربات صاروخية وبالطائرات المسيّرة يوم الاثنين (أ.ف.ب)
TT

لليوم الثالث على التوالي... أعنف غارات روسية على المدن الأوكرانية

مترو الأنفاق في كييف يعج بالمواطنين خلال ضربات صاروخية وبالطائرات المسيّرة يوم الاثنين (أ.ف.ب)
مترو الأنفاق في كييف يعج بالمواطنين خلال ضربات صاروخية وبالطائرات المسيّرة يوم الاثنين (أ.ف.ب)

واصلت القوات الروسية الاثنين، شن غارات مركزة على المدن الأوكرانية لليوم الثالث على التوالي، مستهدفة غالبية المطارات والمرافق الحيوية للنقل والبنى التحتية الأخرى. وفيما ذكرت معلومات أن القوات الروسية استخدمت في هجماتها الجديدة مسيّرات من صنع إيراني، أشارت وكالة الأنباء الفرنسية إلى أن النواب الأوكرانيين أقروا الاثنين، مشروع عقوبات على إيران. وقال البرلمان الأوكراني على موقعه، إن «هذا القرار يوائم بين العقوبات الأوكرانية وما يقوم به مجمل العالم المتحضر على طريق العزل الكامل لإيران».

جاء ذلك في وقت نقلت فيه وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية الحكومية أن الضربات المكثفة تواصلت على المدن الأوكرانية خلال ساعات نهار الاثنين، بعد ليلتين شهدتا أعنف هجمات جوية.

شرطيان يفحصان بقايا صاروخ أُسقط في كييف الاثنين (إ.ب.أ)

ووفقاً لمصادر الوكالة، فقد أعلنت حال التأهب الجوي في كييف وإقليم ريف العاصمة الأوكرانية، بعد تسجيل طلعات واسعة للطيران، سمعت بعدها أصوات انفجارات قوية. ونقلت عن موقع الخريطة الإلكترونية لوزارة التحول الرقمي الأوكرانية تسجيلاً للمواقع التي استهدفها القصف.

وبعد عدة هجمات صباحية، انطلقت في كييف صافرات الإنذار مجدداً، عند الساعة الخامسة عصر الاثنين، وبعد دقيقة واحدة من ذلك، تم إعلان الإنذار في منطقة تشيرنيهيف.

وكان رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو، قال صباح الاثنين، إن عدة انفجارات قوية وقعت في المدينة. وأوضح أن أنظمة الدفاع الجوي عملت في 3 مناطق بالعاصمة.

وكان الأوكرانيون قضوا ليلة صعبة قبل ذلك، وتم خلال ليل الأحد - الاثنين، الإعلان عن حالة تأهب جوي في جميع أنحاء أوكرانيا. وكتبت وسائل إعلام محلية أن سلسلة انفجارات كبرى هزت مناطق عدة من شرق البلاد إلى أقصى الغرب، وتعرضت كييف وبولتافا وفينيتسا وتشيركاسي وأوديسا وخميلنيتسكي ولفيف لهجمات. ووفقاً للإدارة الإقليمية للشرطة الوطنية، فقد تضرر كثير من مرافق البنية التحتية في العاصمة كييف.

حرائق جراء القصف الروسي على كييف اليوم (مكتب رئيس الشرطة في كييف - رويترز)

وجاء الهجوم الليلي بعد تعرض المدن الأوكرانية لأوسع هجوم بطائرات من دون طيار منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

وقالت الإدارة العسكرية والمدنية لمدينة كييف عبر تطبيق «تلغرام»: «رصدنا أكثر من 40 هدفاً جوياً وقد دمرتها دفاعاتنا الجوية. لقد تصدينا للهجمات على كييف». وقال مسؤولون إنه لم تقع أي أضرار كبيرة أو إصابات في كييف، نتيجة الهجوم الجوي الخامس عشر الذي تشنه روسيا على المدينة منذ بداية مايو (أيار)، وثاني هجوم تشنه خلال الليل على التوالي وبنفس الكثافة.

وذكرت الإدارة العسكرية للمدينة أن روسيا استخدمت في هجومها فجر الاثنين، مزيجاً من طائرات «شاهد» إيرانية الصنع وصواريخ كروز أطلقت من قاذفات استراتيجية «توبوليف - 95 إم إس».

وقال سيرغي بوبكا رئيس الإدارة العسكرية للمدينة، إن روسيا بهذه الهجمات المستمرة «تسعى إلى إبقاء السكان المدنيين في حالة توتر نفسي عميق».

في غضون ذلك، أفادت وزارة الدفاع الروسية في بيان أصدرته صباح الاثنين، بأن قواتها دمرت خلال الليل «أهدافاً عسكرية معادية ومخازن أسلحة في مطارات أوكرانيا بضربات عالية الدقة».

ووفقاً للإيجاز اليومي لمجريات الحرب، فقد «شنت القوات الروسية ليلاً ضربة بأسلحة دقيقة بعيدة المدى من الجو ضد أهداف عسكرية معادية في المطارات بأوكرانيا، وتم تدمير مراكز قيادة ومراكز رادار، ومعدات طيران ومرافق تخزين ومستودعات أسلحة وذخائر مختلفة».

وأفادت الوزارة بحصيلة العمليات خلال الساعات الـ24 الماضية، ووفقاً لها، فقد شهدت منطقة كوبيانسك مواجهات عنيفة، وتم القضاء على «مجموعتي تخريب واستطلاع» لأوكرانيا في منطقتي خاركيف ولوغانسك. وعلى محور كراسني ليمانسك، قالت الوزارة إنها قتلت «نحو 55 جندياً أوكرانياً، بالإضافة إلى تدمير مدفع (هاوتزر) وقاعدة مدفعية ذاتية الدفع».

وفي دونيتسك أفاد البيان بأنه «نتيجة العمليات القتالية تمت تصفية 145 جندياً أوكرانياً وتدمير مدفع هاوتزر، في منطقة أورلوفكا، وتم تدمير رادار مضاد للبطارية أميركي الصنع، كما تم تدمير مستودعين بذخيرة لواء الهجوم الجوي 79 التابع للقوات الأوكرانية».

كما فقدت القوات الأوكرانية نحو 140 جندياً في مناطق زابوريجيا وجنوب دونيتسك، وشهدت خيرسون أيضاً مواجهات أسفرت عن مقتل 20 جندياً أوكرانياً، وفقاً لموسكو.

إلى ذلك، دعا مسؤول أوكراني بارز إلى إنشاء منطقة منزوعة السلاح بروسيا، في إطار أي تسوية سلام مقبلة. وقال ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني الاثنين، إنه «ينبغي إنشاء منطقة منزوعة السلاح بعمق يتراوح بين 100 و120 كيلومتراً داخل روسيا بطول حدودها مع أوكرانيا في إطار أي تسوية بعد الحرب». وكتب على «تويتر»، أن المنطقة العازلة ستكون ضرورية لحماية الأراضي الأوكرانية من القصف الروسي المتواصل.