مصر تؤكد التزامها بتعزيز عمليات حفظ السلام في أفريقيا

سامح شكري إلى صربيا لدفع التعاون

TT

مصر تؤكد التزامها بتعزيز عمليات حفظ السلام في أفريقيا

شارك السفير محمد إدريس، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة بنيويورك، في جلسة مجلس الأمن التي ناقشت كيفية تعزيز عمليات حفظ السلام بالقارة الأفريقية. وأوضح السفير إدريس، في بيان أمس، خلال الجلسة، التحديات غير المسبوقة التي تواجه عمليات حفظ السلام في أفريقيا في الفترة الحالية، مع التأكيد على التزام مصر بتعزيز عمليات حفظ السلام في القارة.
وشدد مندوب مصر الدائم على أهمية إعطاء الأولوية للحلول السياسية، وبذل الجهود وتوفير المزيد من الموارد لبناء السلام وفقاً لأولويات الدول الأفريقية المستضيفة وخصوصيات كل نزاع، مشدداً على أهمية احترام سيادة ورغبة الدول المعنية وملكيتها الوطنية، والحفاظ على أولوية أمن وسلامة القوات الأممية المشاركة، مع ضرورة بلورة استراتيجيات خروج فعالة، وتعزيز التنسيق مع الاتحاد الأفريقي.
جدير بالذكر أن مصر قد ساهمت بأكثر من 30 ألف عنصر عسكري وشرطي في بعثات الأمم المتحدة منذ عام 1960، كما انضمت مؤخراً لوثيقتين أمميتين محوريتين في مجال حفظ السلام، وهما «إعلان الالتزامات المشتركة لعمليات حفظ السلام» بمبادرة من سكرتير عام الأمم المتحدة، و«مبادئ كيجالي حول حماية المدنيين في عمليات حفظ السلام»، وهو ما يعزز من مكانة مصر ووضعيتها في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة حول العالم، خاصة في القارة الأفريقية، ولا سيما على ضوء تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي خلال عام 2019، وقرب تدشين «مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمال والتنمية فيما بعد النزاعات» في القاهرة.
من جهة أخرى، بدأ وزير الخارجية سامح شكري أمس زيارة إلى العاصمة الصربية بلغراد، لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على جميع الأصعدة، في ضوء مرور أكثر من 110 أعوام لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وقال المستشار أحمد حافظ المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، في بيان، إن الوزير شكري سيجري لقاءات مع كل من رئيس جمهورية صربيا، ورئيسة الوزراء والنائب الأول لرئيسة الوزراء وزير الخارجية، لبحث الفرص الواسعة لتعميق التعاون بين البلدين في شتى المجالات، بما يعكس الرغبة المشتركة في تعزيز العلاقات الثنائية وتفعيل أطر التعاون بين مصر وصربيا خلال المرحلة المقبلة.
وأضاف أنه من المقرر أيضا أن يشارك وزير الخارجية خلال الزيارة في جلسة مائدة مستديرة تضم لفيفا من رؤساء كبرى الشركات الصربية ورجال الأعمال، لتعزيز العلاقات الاقتصادية وحجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين، فضلاً عن استعراض الفرص الاستثمارية المتاحة للشركات الصربية في مصر.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.