فتحت خسارة الديربي على يد الغريم التقليدي الأهلي جراح الاتحاد من جديد وأثارت موجة كبيرة من الغضب والتساؤلات حول مستقبل النادي، وما إذا كان فعلاً مهدداً بالهبوط إلى دوري الدرجة الأولى هذا الموسم في الوقت الذي أعقب ذلك استقالة مفاجئة لنواف المقيرن رئيس النادي الذي تعهد بإعادة الاتحاد لتوهجه من جديد مع الميركاتو الشتوي، مما قسم أنصار النادي إلى مؤيدين للاستقالة ومعترضين عليها بدعوى عدم إتمامه لمهمته وإمكانية إثارة رحيله المزيد من المتاعب للنادي.
وأكد محمد العبدلي المدرب السعودي الذي سبق له الإشراف على الفئات السنية بالنادي اهتمام الجهاز الفني للفريق على الجوانب الدفاعية بشكل كبير وإغلاق المناطق الخلفية خلال المباريات المقبلة للخروج بأقل الأضرار بالاعتماد على المرتدات للتسجيل لخطف نقاط المباراة أو الخروج بالتعادل على أقل تقدير.
وقال العبدلي في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «الواضح أن الاتحاد بات غير قادر على النهوض وليس لديه الأدوات التي من الممكن أن تساعده على ذلك، وتبقى حالة واحدة تتطلب من بيليتش العمل عليها في هذه الحالة هي خلق تنظيم دفاعي عال، شاهدنا مباراة الأهلي كان هناك تشكيل دفاعي جيد بالدخول بـ5 مدافعين ومحورين، إلا أن واجبات اللاعبين لم تكن دفاعية داخل الملعب وهو ما لمسناه من تسلم لاعبي المنافس للكرة خلف الظهور».
وأشار العبدلي إلى أن الوضع الحالي للاتحاد أثبت بما لا يدع للشك أن فترة الإعداد الأولى مع المدرب الأرجنتيني رامون دياز في النمسا لم تكن ناجحة بكل المقاييس من خلال أداء اللاعبين وتخبطهم وعدم انسجامهم، ناهيك من الإصابات التي لحقت بعدد منهم يتقدمهم اللاعب الشاب خالد السميري في ظل عدم الاهتمام بالعناصر المحلية بشكل كبير، وفجأة يتم إعادة اللاعب للمشاركة وهو كلاعب شاب تحمس بشكل كبير، الأمر الذي تسبب في تعرضه للإصابة.
وبين العبدلي الذي سبق له الإشراف على الفئات السنية بالنادي أن مطالبات البعض بالاعتماد على اللاعبين المحليين حالياً أمر ليس له جدوى، في ظل إهمالهم في وقت سابق والاعتماد كلياً على اللاعبين الأجانب: «لا أتوقع أن يكون نتائج ذلك العمل حصد النقاط، على عكس ذلك ستتواصل الخسائر وفقدان النقاط».
وأضاف العبدلي: «الحل يتمثل الآن في جمع أقصى ما يمكن من نقاط قبل الفترة الشتوية بإغلاق دفاعي محكم والاعتماد على المرتدات للخروج بأقل تقدير إن لم يكن بالثلاث نقاط للمباراة تكون بنقطة التعادل وإحضار لاعبين على مستوى عال، ولو أني اجد صعوبة في ذلك بالميركاتو الشتوي لكون أغلب اللاعبين الجيدين سيكونون مرتبطين، واللاعب المميز سيكون بحاجة لمبلغ كبير لإغراء ناديه بالاستغناء عنه».
وشدد العبدلي على ضرورة بحث القائمين على الاتحاد بصورة جيدة عن لاعبين ليس لمجرد التعاقد بل مع لاعب قادر على صناعة الفارق للفريق، منوهاً: «من المفترض أن يكون البحث عن اللاعبين بدأ فعلياً لتدعيم صفوف الفريق والفترة الصيفية كانت هناك اندفاع في التعاقدات لإتمامها وهو الأمر الذي يتطلب حالياً الابتعاد عنه».
وأضاف: «من الضروري جلب لاعبين من مدرسة واحدة فهناك مدارس متنوعة في كرة القدم واستقطاب كل الخيارات الأجنبية منها سيكلف النادي حاجة اللاعبين للانسجام والوقت لذلك، وهو ما بات النادي لا يحتمله حالياً».
واستطرد العبدلي: «المدرسة الإيطالية لديهم الجوانب الدفاعية على مستوى عال، والمدرسة الأفريقية في النواحي الهجومية، وقد يكون في فترة سابقة نجح اللاعبون القادمون من أفريقيا مع الاتحاد، إلا أن الوضع تغير حالياً حيث باتت المباريات لا تعتمد فقط على القوة البدنية بل اللاعب المهاري والتذكار التكتيكي والتغطية المثلى دفاعياً».
وتابع العبدلي: «من الضروري أن يركز الاتحاديون على استقطاب اللاعب القادر على تشكيل إضافة مع الفريق وليس التعاقد لمجرد التعاقد فقط، واختيار مدرسة واحدة لكل خط من خطوط الفريق وتجنب التنوع بحثاً عن الانسجام السريع للاعبين مع المجموعة».
وأشار إلى أن تأييده لاستقالة المقيرن نابع عن حب للرجل الذي لم تساعده النتائج وستسهم في الضغوطات عليه ولن يكون الأمر مساعدا له في الفترة الحالية، مؤكداً أن المقيرن شخص محب وعاشق وهو ما لمسه عن قرب.
وأرجع العبدلي نجاح الاتحاد في فترات سابقة رغم ظروفه لامتلاكه للاعبين خبرة وآخرين محليين قادرين على صناعة الفارق للفريق خلاف ما هو معمول به الآن بالاعتماد الكلي على الأجانب، الذي خذلت مستويات بعض منهم الاتحاديين في المباريات، ودفع لتجرع الخسارة تلو الأخرى، منوهاً إلى أن الأمل معقود في الشتوية في استعادة الفريق لنغمة الانتصارات.
وأضاف: «الاتحاد بحاجة لتحقيق فوز ليس فقط لمجرد حصد نقاط ولكن معنوياً يحتاجه اللاعبون كثيراً بعد النتائج السلبية الأخيرة وأعتقد أن تحقيق ذلك الفوز سيكون نقطة تحول للفريق».
وعلى الصعيد الفني، اجتمع لؤي ناظر رئيس نادي الاتحاد برفقة عدد من أعضاء مجلس إدارته مع لاعبي الفريق أمس لتحفيزهم للمرحلة المقبلة، وذلك قبل انطلاقة الحصة التدريبية للفريق على الملعب الرديف بمدينة الملك عبد الله الرياضية، استعداداً لمواجهة الحزم الأحد المقبل ضمن منافسات الجولة الحادية عشرة لدوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين. وقاد تدريبات الفريق الجهاز المساعد للمدرب الكرواتي سلافين بيليتش، الذي تغيب عن الوجود في الحصة التدريبية لظروف ابنته الصحية.
ويتطلع الاتحاديون أن يستغل اللاعبون قرار إقامة المباراة على أرضهم بدلاً من إقامتها في القصيم لعدم جاهزية ملعب المباراة هناك، في مصالحة جماهيرهم بخطف نقاط المباراة وتحقيق الفوز الأول للفريق.
العبدلي: خيارات الاتحاد الشتوية تتطلب مدرسة واحدة
خسارة الديربي تثير تساؤلات... وناظر يجتمع باللاعبين
العبدلي: خيارات الاتحاد الشتوية تتطلب مدرسة واحدة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة