طالب الادعاء العام في تركيا بإنزال عقوبة السجن المؤبد المشدد 53 مرة بحق يوسف نازك مخطط هجوم «ريحانلي» الإرهابي بولاية هطاي جنوب البلاد الذي وقع عام 2013 وراح ضحيته 52 شخصا وخلف عشرات الجرحى.
وعقدت جلسة المحاكمة أمس (الاثنين) في الدائرة التاسعة المحكمة الجنائية في أنقرة بحضور المصابين في الهجوم وعائلات الضحايا، إلى جانب نازك، الذي نجحت المخابرات التركية في جلبه من خلال عملية نفذتها في محافظة اللاذقية السورية في سبتمبر (أيلول) الماضي.
وطالب الادعاء العام بإنزال عقوبة السجن المؤبد المشدد 53 مرة بحق نازك بتهمة «إلحاق الضرر بوحدة وسلامة الدولة، والقتل العمد»، لقيامه بالتخطيط للهجوم الذي راح ضحيته 52 شخصا، كما طالب بفرض عقوبات بالسجن لفترات مختلفة على نازك جراء إصابة 130 شخصا بجروح، بتهمة محاولة قتل، واقتناء مواد متفجرة دون تصريح، وإلحاق الضرر بالممتلكات. وقررت المحكمة النطق بالحكم في جلسة 14 فبراير (شباط) المقبل.
وفي 12 سبتمبر الجاري، تمكن جهاز المخابرات التركي، عبر عملية خاصة، من جلب نازك، مخطط هجوم «ريحانلي»، من مدينة اللاذقية السورية إلى الأراضي التركية. وكشفت التحقيقات معه عن معلومات مهمة حول علاقة مخابرات النظام السوري بالهجوم الإرهابي في ريحانلي.
في سياق متصل، انتقد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ازدواجية وسائل الإعلام الدولية في التعاطي مع الأخبار المتعلقة بتركيا، قائلا إنها سلطت الأضواء على أحداث جيزي بارك التي وقعت في منطقة تقسيم في إسطنبول في مايو (أيار) 2013 في الوقت الذي تلتزم فيه الصمت حاليا، إزاء الأعمال الإرهابية التي تجري في باريس، على حد قوله.
وتساءل إردوغان، خلال مؤتمر حول الصحة العامة والسياسات الدولية لمكافحة الإرهاب في إسطنبول أمس: «ألم تنقل وسائل الإعلام الدولية بشكل دائم أحداث متنزه جيزي بارك في إسطنبول... والآن هناك (أنشطة إرهابية) في باريس، هل يُسمع صدى لتلك الأحداث في وسائل الإعلام الدولية؟ كلا... فالكل صامت لا يرى باريس أبداً، لماذا لا يرونها؟ لأنهم لا يريدون تلطيخ سمعة فرنسا». وأضاف: «لكن سواء أردتم أم لا، فالعالم يتابع هذه الأحداث في فرنسا». وتشهد مناطق مختلفة من فرنسا، منذ 17 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، مظاهرات شعبية تقودها حركة «السترات الصفراء»؛ احتجاجا على سياسات الرئيس إيمانويل ماكرون، وزيادة الرسوم على المحروقات. وخلال المظاهرات المستمرة منذ أكثر من أسبوع، لقي شخصان مصرعهما، وأصيب 136 من عناصر الأمن و756 شخصا بجروح، فيما أوقفت قوات الأمن الفرنسية 693 شخصا.
وحول مكافحة الإرهاب قال الرئيس التركي إن «أكبر عائق أمام مكافحة الإرهاب على المستوى الدولي هو الافتراء على الإسلام ووصمه بالإرهاب، على الرغم من أنه مشكلة عانت منها مجتمعات بمعتقدات مختلفة في الكثير من المناطق سابقا وحاضرا». ودعا العالم بأسره إلى تبني موقف مبدئي للوصول إلى نتائج ملموسة في مواجهة الإرهاب، قائلا: «من المستغرب أن الذين يدعمون التنظيمات الإرهابية، سراً وعلانية، يصمون جميع المسلمين بالإرهاب من خلال استخدام مصطلح (الإرهاب الإسلامي)».
تركيا: 53 حكماً بالمؤبدعلى مخطط هجوم ريحانلي
تركيا: 53 حكماً بالمؤبدعلى مخطط هجوم ريحانلي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة