تراجع المعارك البرية ضد «داعش» في دير الزور

المدنيون في جيب {داعش} الأخير شرق سوريا يواجهون حصاراً وقصفاً وجوعاً (دير الزور 24)
المدنيون في جيب {داعش} الأخير شرق سوريا يواجهون حصاراً وقصفاً وجوعاً (دير الزور 24)
TT

تراجع المعارك البرية ضد «داعش» في دير الزور

المدنيون في جيب {داعش} الأخير شرق سوريا يواجهون حصاراً وقصفاً وجوعاً (دير الزور 24)
المدنيون في جيب {داعش} الأخير شرق سوريا يواجهون حصاراً وقصفاً وجوعاً (دير الزور 24)

شهد شرق الفرات انتهاء نحو 48 ساعة من القتال الأشرس بين قوات سوريا الديمقراطية ومقاتلي تنظيم داعش في معارك طاحنة تسببت بمقتل أكثر من 130 مقاتلاً من الطرفين.
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان ارتكاب طائرات التحالف الدولي مجزرة جديدة في بلدة الشعفة، الواقعة ضمن الجيب الأخير للتنظيم، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، حيث أدى القصف على البلدة إلى مقتل 14 شخصاً على الأقل بينهم 5 أطفال و4 نساء، ولا يزال العدد قابلاً للازدياد لوجود جرحى بحالات خطرة، ليرتفع إلى 31 بينهم 10 أطفال و7 نساء عدد الذين قضوا خلال الـ48 ساعة الأخيرة في غارات للتحالف الدولي على جيب التنظيم.
وكان المرصد وثق مقتل 47 مقاتلاً على الأقلّ من قوات سوريا الديمقراطية يومي الجمعة والسبت في هجمات شنّها تنظيم داعش في شرق سوريا.
استهدفت هجمات التنظيم المتشدد قريتي البحرة وغرانيج إضافة إلى منطقة قريبة من حقل التنك النفطي الذي تستخدمه قوات سوريا الديمقراطية كموقع عسكري.
من جهته، تحدث موقع «دير الزور 24» الذي يديره مجموعة من ناشطي المنطقة عن تواصل قصف طائرات التحالف الدولي على المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش في ريف دير الزور الشرقي، وأن الغارات تسببت بمقتل عشرات المدنيين، الذين يضطر الأهالي لدفنهم في مقابر جماعية.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد أعلنت افتتاح ممر آمن لخروج المدنيين من مناطق «داعش»، بيد أنّ الأمر تعثر نتيجة رفض التنظيم أن يكون الممر في بادية الشعفة، وإصراره على أن يكون من هجين باتجاه بلدة البحرة.
هذا وتعاني مناطق سيطرة «داعش» بريف دير الزور أوضاعاً إنسانية غاية في الصعوبة، نتيجة المعارك المتواصلة في المنطقة، وتعرض المناطق الخاضعة له لحصار مشدد لم يدخل إليها أي مواد منذ عدة أشهر.
وبدأت قبل أيام أزمة قمح شديدة نفد معها المخزون لدى الأهالي ولا يزال هناك أكثر من 6 أشهر لنضج محصول القمح في المنطقة. كما أن المواد الطبية هناك شبه معدومة.
يشار إلى أن تنظيم داعش يسيطر على مدينة هجين وعدد من القرى في شرق الفرات، وتتعرض لقصف يومي من التحالف الدولي وقوات الأسد وقسد. وتشن قوات سوريا الديمقراطية منذ سبتمبر (أيلول) هجوما على آخر جيب لتنظيم داعش في شرق سوريا، لكن تقدمها بطيء.
ويظهر مقاتلو تنظيم داعش مقاومة شرسة في هذا الجيب غير البعيد من الحدود العراقية، ويشنون على الدوام هجمات مضادة دامية دفاعا عن المنطقة التي يسيطرون عليها في محافظة دير الزور.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».