ضربات روسية على مواقع للمعارضة السورية بعد اتهامات بهجوم بـ«الكلور»

«جبهة التحرير» نفت امتلاكها لهذه النوعية من القذائف

سوري يتلقى العلاج في مستشفى بالمنطقة الخاضعة لسيطرة النظام في حلب (أ.ف.ب)
سوري يتلقى العلاج في مستشفى بالمنطقة الخاضعة لسيطرة النظام في حلب (أ.ف.ب)
TT

ضربات روسية على مواقع للمعارضة السورية بعد اتهامات بهجوم بـ«الكلور»

سوري يتلقى العلاج في مستشفى بالمنطقة الخاضعة لسيطرة النظام في حلب (أ.ف.ب)
سوري يتلقى العلاج في مستشفى بالمنطقة الخاضعة لسيطرة النظام في حلب (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم (الأحد) أن مقاتلاتها نفذت ضربات جوية في سوريا استهدفت مواقع لفصائل معارضة اتهمتها موسكو باستخدام أسلحة تحوي «غاز الكلور» في هجوم وقع أمس على حلب في شمال البلاد.
ونقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن المتحدث باسم وزارة الدفاع إيغور كوناشينكوف، قوله إن «مقاتلات للجيش الروسي نفذت ضربات جوية»، موضحا أنه «تم تدمير كل الأهداف إثر هذه الضربات».
وكانت روسيا اتهمت في وقت سابق اليوم، مقاتلي المعارضة السورية بإطلاق قذائف بغاز الكلور على مدينة حلب، مما أسفر عن تسمم 46 شخصاً، بينهم ثمانية أطفال، مضيفةً أنهم يتلقون العلاج في المستشفى.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن مقاتلي المعارضة قصفوا حلب من منطقة لخفض التصعيد في إدلب يسيطر عليها مسلحو «جبهة النصرة»، وأنها تعتزم الحديث مع تركيا بشأن الواقعة بما أن أنقرة هي الضامن لالتزام المعارضة المسلحة بوقف لإطلاق النار.
وقال الميجر جنرال إيجور كوناشينكوف في بيان: «تفيد معلوماتنا الأولية التي أكدتها أعراض التسمم بين الضحايا أن القذائف المستخدمة في قصف مناطق سكنية في حلب كانت معبأة بغاز الكلور».
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب الحرب في سوريا إن القصف تسبب في إصابة العشرات بمشكلات في التنفس، مساء أمس (السبت)، في حلب، في حين أسفر قصف للنظام عن مقتل تسعة أشخاص في قرية بإدلب.
وقالت وسائل إعلام تابعة للنظام إن 107 أشخاص أصيبوا في القصف، هو أكبر عدد للضحايا في حلب منذ أن استعادت قوات النظام وحلفاؤها السيطرة على المدينة من المعارضة قبل قرابة عامين.
ونفى مسؤولون من المعارضة استخدام أسلحة كيماوية واتهموا النظام السوري بمحاولة توريطهم.
وقال الناطق الرسمي باسم الجبهة الوطنية للتحرير المعارضة، النقيب ناجي مصطفى، في بيان صحافي، اليوم: «ننفي مزاعم النظام المجرم الكاذبة حول استهداف الثوار لمدينة حلب بأي نوع من القذائف، خصوصاً تلك التي تحتوي غاز الكلور»، مؤكداً أنه لا يمتلك هذه القذائف ويستخدمها في سوريا إلا النظام.
وأكد الناطق أن «افتراءات النظام باتت مكشوفة وتأتي للتغطية على جرائمه التي يرتكبها بحق الشعب السوري وآخرها استهداف مدرسة في بلدة جرجناز البارحة بقذائف مدفعية أسفرت عن مقتل عدد من الأطفال والنساء».
وكانت فصائل المعارضة السورية حذرت من استخدام قوات النظام السلاح الكيمائي في مناطق غرب مدينة حلب.
وقال القائد العسكري في الجبهة الوطنية للتحرير النقيب عبد السلام عبد الرزاق لوكالة الأنباء الألمانية أمس: «وصلت إلينا معلومات من مدينة حلب أن النظام يعمم على مقاتليه بعد منتصف ليل السبت - الأحد برفع الجاهزية وارتداء الأقنعة الواقية ويدعو الأهالي إلى الانتباه والحذر من قصف غرب حلب وشمالها بالسلاح الكيماوي».
واتهم النقيب عبد الرزاق «قوات النظام بتلفيق الأكاذيب حول قصف حلب بغاز الكلور»، مشيراً إلى أن «الخاسر الأكبر في هذه المسرحية هم المدنيون».
وأكد أن «قوات النظام تروج منذ عدة أشهر حول استخدام الأسلحة الكيماوية من قبل فصائل المعارضة، ولكن اليوم يبدو أن النظام سوف يستخدم ذلك السلاح وبحسب ما وصلت إلينا من مصادر ربما يكون التوقيت بين الساعة 2 بعد منتصف الليل، والساعة 7 صباحاً بالتوقيت المحلي».



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».