سترتك بفتحة.. فتحتين.. ثلاث

تصميم يحدد مناسبتها ووظيفتها

سترة التوكسيدو تكون عادة من دون فتحة لمظهر انسيابي رشيق (من تشكيلة كارولينا هيريرا)
سترة التوكسيدو تكون عادة من دون فتحة لمظهر انسيابي رشيق (من تشكيلة كارولينا هيريرا)
TT

سترتك بفتحة.. فتحتين.. ثلاث

سترة التوكسيدو تكون عادة من دون فتحة لمظهر انسيابي رشيق (من تشكيلة كارولينا هيريرا)
سترة التوكسيدو تكون عادة من دون فتحة لمظهر انسيابي رشيق (من تشكيلة كارولينا هيريرا)

مثلها مثل كثير من التفاصيل الخاصة بأزياء الرجل، فإن فتحة سترة البدلة الخلفية مصدرها عملي. فقد كان لا بد منها لركوب الخيل حتى تسمح لجزئي السترة أن يتدليا على جانبي الحصان، وأيضا للحفاظ على شكل السترة وحمايتها من التجعد. تطورت صناعة الأزياء ووسائل المواصلات، ولم يعد الرجل يحتاج لركوب حصانه إلا كهواية أو رياضة، لكن فتحة السترة بقيت لم تتغير عمليتها مهمة للجلوس والحركة، من جهة، وكتفصيل يجمع الكلاسيكية بالعصرية لا يمكن الاستغناء عنه لانسدال السترة على الظهر بشكل أنيق، من جهة ثانية.
يشرح مانسل فليتشر، محرر المنوعات والموضة بموقع «مستر بورتر» MRPORTER.COM أن أول سترة رجالية صممت «كانت بفتحة واحدة لأنها تطورت من المعطف الذي كان يرتديه الرجل وهو على حصانه». ويتابع: «هذه الفتحة الواحدة في الوسط كانت تسمح له بأن يركب حصانه بسهولة من دون أن تتأثر السترة، ولهذا لا تزال السترات المصنوعة من التويد والمخصصة للفروسية عموما وللريف ونهاية الإجازات تحديدا تتميز بفتحة واحدة. بالنسبة للخيارات الأخرى المتاحة أمامه الآن فظهرت بعد أن اختفى المعطف الطويل الرسمي من خزانة الرجل منذ نحو قرن تقريبا.
ما الفرق بين السترة ذات الفتحة الواحدة.. فتحتين.. ثلاث فتحات؟
يشير مانسل فليتشر إلى أن الفرق بين كل تصميم يكمن أساسا في الإطلالة التي يتوخاها الرجل والمناسبة. يتابع: «في عام 2013 اكتسب الرجل حرية أكبر فيما يتعلق بما يمكن أن يرتديه وكيف يرتديه. فقد ألغيت القيود وأيضا الخيوط الرفيعة بين الرسمي وغير الرسمي. الفرق المهم هو أنه عندما يلبس سترة مفصلة فإنه يبدو أكثر أناقة بنسبة 90% من باقي الرجال. لكن المتعارف عليه عموما، أن سترة التويد الخاصة بالنشاطات الرياضية، يجب أن تكون بفتحة واحدة، وسترة بدلة النهار الرسمية بفتحتين، وسترة بدلة المساء والتوكسيدو دون فتحة. هذه مجرد أفكار وإرشادات وليست قواعد ثابتة، إذ لا يهم أي تصميم تختاره على شرط أن يكون الجزء الخلفي من السترة منسدلا بشكل جيد.
إذا كانت سترة من دون فتحة ستبدو مشدودة من الخلف، فيجب تجنبها تماما أيا كانت المناسبة. وإذا كانت بفتحة واحدة، ومع ذلك تبدو متباعدة عوض أن تبدو مجرد خط مستقيم من الوسط، فأيضا يجب تجنبها. للأسف هذا يحصل كثيرا هذه الأيام لأن البدلات أصبحت مفصلة ومحددة بشكل كبير وهذا ما يجعل السترة ذات الفتحتين مضمونة أكثر لأنها رحيمة بالجسم.

* فتحة واحدة
- إذا كانت مؤخرتك عريضة يفضل أن تكون السترة بفتحة واحدة على شرط ان تتجنب استعمال جيوب بنطلونك تماما وأنت واقف. فهي تلعب دور ستارة من الخلف، ما إن تفتحها بعض الشيء حتى يظهر المستور، وما تحاول التمويه عنه. من الناحية الإنتاجية فهي أرخص، ولا تكلف كثيرا من الجهد مقارنة بفتحتين، لهذا فإن الخياطين يفضلونها ويطرحونها بكميات أكبر، وهذا يعني أن هناك استفادة بين البائع والمشتري، لأن رخص تكاليفها الإنتاجية تنعكس على سعرها في السوق. من الناحية الجمالية، فهي تصرخ بأسلوب أميركي أكثر منه أوروبي مقارنة بسترة بفتحتين.

* بفتحتين
- تعتبر أكثر رسمية وتعكس مظهرا إنجليزيا أوروبيا، وإن كانت هناك استثناءات نظرا لتغيرات الموضة وتطوراتها من جهة، وحسب نوع الأقمشة المستعملة فيها من جهة ثانية.
تناسب عموما شخصا مفتول العضلات، كما تعطي الانطباع بالرشاقة والطول. في هذا الصدد، يعلق مانسل فليتشر بأن بدلة النهار الرسمية تتميز عموما بفتحتين حتى يتمكن الرجل من استعمال جيوب البنطلون بسهولة أكبر، من دون أن يؤثر هذا على شكل السترة وأناقتها. ويضيف أن هذا التفصيل الصغير يفرق أيضا بينها وبين بدلة الإجازات والنشاطات الرياضية ذات الفتحة الواحدة.

* من دون فتحة
بدلة المساء، التوكسيدو، تأتي من دون فتحة، ومن دون أي تعقيدات يمكن أن تؤثر على مظهر الرجل بما فيها الجيوب. فهو لا يحتاجها وهو في سهرة خاصة أو مناسبة كبيرة.
ورغم أن هذا المظهر مرتبط بالتوكسيدو أكثر، إلا أنه أيضا يرتبط بالأسلوب الإيطالي الذي يميل إلى التصاميم المحددة على الجسم في النهار. بيد أنها في هذه الحالة، تحتاج إلى جسم رشيق جدا، وأن يظل لابسها واقفا طوال الوقت، لأن مجرد أن يجلس تفقد أناقتها وتتجعد، مما يجعل بعض المصممين يقدمونها قصيرة لتجنب هذا العيب.
ومع ذلك فإن المظهر لا يكون دائما موفقا ومناسبا، لأنه من السهل أن يجعل لابسها يبدو «دقة قديمة» وكأنه لم يسمع بأن الموضة تطورت منذ الثمانينات.



اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)
الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)
TT

اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)
الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

لا يختلف اثنان أن الإقبال على درجة الأحمر «العنابي» تحديداً زاد بشكل لافت هذا الموسم، سواء تعلق الأمر بمناسبات النهار أو المساء والسهرة. ثم جاءت أميرة ويلز، كاثرين ميدلتون، لترسِخ مكانته منذ أيام قليلة، لدى مشاركتها مراسيم استقبال الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والشيخة جواهر بنت حمد بن سحيم آل ثاني. ظهرت به من الرأس إلى أخمص القدمين، في لوحة مفعمة بالجرأة والكلاسيكية في الوقت ذاته. هذه اللوحة ساهم في رسمها كل من مصممة دار «ألكسندر ماكوين» السابقة سارة بيرتون من خلال المعطف، ومصممة القبعات «سحر ميليناري» ودار «شانيل» من خلال حقيبة اليد.

الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

كان هذا اللون كافياً لكي يُضفي عليها رونقاً ودفئاً من دون أن يحتاج إلى أي لون آخر يُسنده. ربما تكون أقراط الأذن والعقد المرصعين باللؤلؤ هما الاستثناء الوحيد.

لكن من يعرف أميرات القصر البريطاني يعرف أن اختياراتهن لا تخضع لتوجهات الموضة وحدها. هن أيضاً حريصات على توظيف إطلالاتهن كلغة دبلوماسية في المناسبات الرسمية. في هذا الحالة، يمكن أن نقرأ أن سبب اختيارها هذا اللون كان من باب الاحتفاء بالضيفين العربيين، بالنظر إلى أنه أحد ألوان العلم القطري.

لكن إذا تقيّدنا بتوجهات الموضة، فإنها ليست أول من اكتشفت جمالياته أو سلّطت الضوء عليه. هي واحدة فقط من بين ملايين من نساء العالم زادت قابليتهن عليه بعد ظهوره على منصات عروض الأزياء الأخيرة.

اختيار أميرة ويلز لهذا اللون من الرأس إلى أخمص القدمين كان مفعماً بالأناقة (رويترز)

«غوغل» مثلاً أكدت أن الاهتمام بمختلف درجاته، من العنابي أو التوتي أو الرماني، بلغ أعلى مستوياته منذ 5 سنوات، في حين ارتفعت عمليات البحث عنه بنسبة 666 في المائة على منصات التسوق الإلكترونية، مثل «ليست» و«نيت أبورتيه» و«مايتريزا» وغيرها.

ورغم أنه لون الخريف والشتاء، لعُمقه ودفئه، فإنه سيبقى معنا طويلاً. فقد دخل تشكيلات الربيع والصيف أيضاً، معتمداً على أقمشة خفيفة مثل الكتان والساتان للنهار والموسلين والحرير للمساء، بالنظر إلى أن أول تسلل له، كان في تشكيلات ربيع وصيف 2024 في عرضي كل من «غوتشي» و«بوتيغا فينيتا». كان جذاباً، الأمر الذي جعله ينتقل إلى تشكيلات الخريف والشتاء الحاليين والربيع والصيف المقبلين.

بغضّ النظر عن المواسم والفصول، كان هناك إجماع عالمي على استقباله بحفاوة جعلته لون الموسم بلا منازع. لم يعد يقتصر على العلامات الكبيرة والغالية مثل «غوتشي» و«برادا» وغيرهما. انتقلت عدواه سريعاً إلى المحلات الكبيرة من «بريمارك» إلى «زارا» و«أيتش أند إم» مروراً بـ«مانغو» وغيرها من المتاجر الشعبية المترامية في شوارع الموضة.

الجميل فيه سهولة تنسيقه مع ألوان كثيرة مثل الرمادي (إ.ب.أ)

ورغم أن أميرة ويلز ارتدته من الرأس إلى القدمين، فإن أحد أهم عناصر جاذبيته أنه من الدرجات التي يسهل تنسيقها مع ألوان أخرى كثيرة، من دون أن يفقد تأثيره. يمكن تنسيقه مثلاً مع الأسود أو البيج أو الرمادي أو الأزرق الغامق. يمكن أيضاً تنسيق كنزة صوفية بأي درجة من درجاته مع بنطلون جينز بسيط، أو الاكتفاء بمعطف منه أو حقيبة أو حذاء حتى قفازات فقط.