بقشيش يشاكس الظلام بسرمدية الضوء في معرض استعادي بالقاهرة

«طاقة ضوء» رحلة في عوالم فنان وناقد

بعض أعمال الفنان الراحل محمود بقشيش
بعض أعمال الفنان الراحل محمود بقشيش
TT

بقشيش يشاكس الظلام بسرمدية الضوء في معرض استعادي بالقاهرة

بعض أعمال الفنان الراحل محمود بقشيش
بعض أعمال الفنان الراحل محمود بقشيش

من خصائص الفن أنه من مصادر المتعة، وفي معرض الفنان الراحل محمود بقشيش لوحات تحمل تجربة فنية متفردة لفنان تشكيلي وناقد استطاع أن يروّض الطبيعة ويجردها من خصائصها ليعيد تحويلها للوحات تأسر المتلقي لعوالم محمود بقشيش السرمدية.
يحتضن المعرض، مركز سعد زغلول الثقافي، ويستمر حتى نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، ويضمّ لوحات متنوعة الأحجام بين التجريدية والتعبيرية والبورتريه، يطل عبرها بقشيش بعد غياب 17 عاماً، ليؤكد فرادة هذا الفنان ورشاقة ريشته ما بين الرسم السريع والأعمال الكبيرة، والتمكن من الرسم في خامات متعددة، بين أقلام «الرابيدو» وبين الرسوم التحضرية والدراسات بأقلام الرصاص والألوان المائية والزيتية.
أول ما لفت نظري مجموعة لوحات تبدو وكأنها تشع بالضوء تجذبك لتتأملها وتتعجب من الطاقة الإبداعية التي تحملها، لوحات بقشيش دقيقة التكوين والتصميم كأنها عالم آخر من وحي خيال وذاكرة بقشيش مسكونة بسحر الصحراء وسكونها تارة وبأمواج البحار وتقلباتها تارة أخرى، لكنها بلا شك تحمل روحاً ونزعة صوفية للكون وسرمديته.
وعلى الرغم من أن بقشيش (1938 - 2001) ينتمي إلى جيل الستينات، فإن المتلقي سيشعر بأن لوحاته تواكب روح العصر، بل لوحات استطلاعية ربما تكشف تحولات الكون المستقبلية، عبر تجريده لمجسمات البيوت والنوافذ والإنسان الضائع المشتت بين غياهب الوجود؛ وكأن بقشيش قد أطل بلوحاته مخترقاً الحواجز الزمانية والمكانية، مقدماً لنا لوحات غامرة بالنور الصوفي والنسائم الروحانية.
في لوحات بقشيش تتجسد هواجسه تجاه ثنائية الضوء والظلام، والنور والعتمة، والبداية والنهاية، والخلود والفناء. ومضات ريشته تستشعر وجودها في كل جزء من لوحاته، فلم يكتف بالتعبير عن تجربة حسية عابرة، بل طرح قضايا فلسفية عميقة لترتدي أعماله عباءة الحداثة والمعاصرة.
وتدين لوحاته العبث وتؤكد هويته كمصري وكفنان ينتمي إلى العالم الثالث بكل ما يكتنزه من تراث، وبكل ما يعايشه من فوضى وجهل، لكنه قادر على التحاور مع العالم المتقدم بفنه وفكره ومنجزاته.
تقول الأديبة هدى يونس، زوجة الفنان محمود بقشيش التي تمكنت من الحفاظ على تراثه الفني الضخم، لـ«الشرق الأوسط»: «انحاز بقشيش للطبقات المقهورة، وارتبط طوال مسيرته الفنية بدايةً من الستينات بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، متسلحاً بحب التراث وبالكلمة والخط لاستشراف المستقبل والإقبال عليه، وأجد أن هذا المعرض فرصة لكي يتعرف الجمهور على تجربته الغنية الفريدة». وتضيف: «أتذكر في آخر معارضه قبل 19 عاماً، أنه قال أنا من الفنانين الذين سكن النور أرواحهم ولوحاتهم، وتناسل الضوء في لوحاتي من نقيضه العتمة، كنت ألمحه في صباي من نافذتي وكانت تطل على البحر المتوسط بمدينتي بورسعيد. كان ضوء النار يتسلّل مضطرباً عبر مشقوق خيام عمال التراحيل، ونقاط الضوء التي تشعّ من البواخر البعيدة وهي في طريقها إلى الميناء، والتحقت بكلية الفنون الجميلة، وتخفت في الذاكرة ذكريات الضوء من ثم يعود عارماً بعد عقدين من الزمان بلا سبب ظاهر عندي. وظلت لوحاتي يتقاسمها الضوء والعتمة، ضوء بغير مصدر يصارع العتمة».
وعن تجربة محمود بقشيش الفنية، يقول الفنان أحمد الجنايني، رئيس أتيليه القاهرة للفنانين والكتاب، لـ«الشرق الأوسط»: إن «محمود بقشيش فنان مختلف؛ فهو ناقد، خطواته كانت موازية لإبداعه التشكيلي، فأبدع بها أعمال حالة من التكامل بين الثقافة النقدية والتشكيلية». وعن عوالم بقشيش الإبداعية، يلفت الجنايني: «نجد في عالمه احتفاءً بالأطلال وبقايا المدن والقرى، فيراها المتلقي وكأنها أمكنة تتخلق في الفراغ، وذلك عبر امتلاكه القدرة على التلاعب بالعتمة والإضاءة التي تنبثق منها». ويضيف: «أمكنة بقشيش أقرب للفانتازيا، لكن جمالياتها تأتي كونها تشع بالنور، في رأيي تكمن براعة بقشيش في قدرته ومهارته في اختزال الضوء وصوفيته في استخدامه، حتى (بالتة) ألوانه مختزلة تماماً وعميقة حتى في لوحاته بالأبيض والأسود قدمها بحس عميق وخطوط لينة ليخلق عالماً ميتافيزيقياً جميلاً». ويؤكد أن «هناك مسافة بين التجريد وما صنعه محمود بقشيش، أعتبره نحتاً لذاته، مكانته تتجاوز انتماءه إلى مدرسة معينة».



عائلة بريطانية تتغذى على فطرة ضخمة تزن 5 كيلوغرامات

أليسمون مينيت والفطرة الضخمة في صورة على حسابها في «إنستغرام»
أليسمون مينيت والفطرة الضخمة في صورة على حسابها في «إنستغرام»
TT

عائلة بريطانية تتغذى على فطرة ضخمة تزن 5 كيلوغرامات

أليسمون مينيت والفطرة الضخمة في صورة على حسابها في «إنستغرام»
أليسمون مينيت والفطرة الضخمة في صورة على حسابها في «إنستغرام»

عثرت امرأة في أثناء نزهة في الريف الإنجليزي على فطرة ضخمة تزن 5 كيلوغرامات (11 رطلاً). وقالت إن عائلتها تناولتها في وجباتها على مدار أسبوع كامل.

كانت أليسمون مينيت (27 عاماً) حسبما ذكرت «بي بي سي»، تسير برفقة والدها بحقل في نورث مارستون، بمقاطعة باكينغهامشير البريطانية عندما لاحظا الفطرة الضخمة وسط العشب. وتابعت: «تغذيت وعائلتي عليها لمدة أسبوع... داومت على تناول أطباق مصنوعة منها منذ وجدتها. ولا تزال لديّ 3 شرائح في الثلاجة. ولأكون صادقة أشعر بشبع زائد منها».

تهوى عازفة الموسيقى أليسمون جمع الفطر، وحسب قولها فهي تعرف كيف تحدّد النّوع الصالح منه للأكل، ولا تخلط بينه وبين الفطر السّام.

الفطرة الضخمة تزن 5 كيلوغرامات («إنستغرام» أليسمون مينيت)

وتوضح مينيت أن «فطر البافبول هو أسهل أنواع الفطر من ناحية التعرف عليه. يبدو كأنه من كوكب آخر، شكله غريب جداً». وأوضحت أنها تعرف الأشكال والألوان التي يجب تجنبها. ويقول الخبراء إن الأشخاص الذين لا يمتلكون مثل هذه المعرفة الأفضل لهم ألّا يغامروا.

استخدمت أليسمون مينيت الفطرة لصنع رغيف اللحم وشرائح الفطر، كما صنعت بيتزا بالفطر. وتابعت: «وجدت أمي وصفة بيتزا مع الفطر على (تيك توك)، وكانت لذيذة جداً».

جديرٌ بالذكر أن 3 أشخاص من جيرسي تعرضوا للتسمم في سبتمبر (أيلول)، بعد أن أخطأوا في التمييز بين «فطر قبعة الموت» والفطر الصالح للأكل.

وحذرت المتخصصة بعِلم الفطريات شارلوت شينكين، الناس من تناول الفطر البرّي الذي لا يمكنهم تحديده بدقة، وقالت: «من الضروري أن تكونوا على دراية بالمخاطر الحقيقية والقاتلة المحتملة لتناول الفطريات البرّية من دون معرفةٍ وحذر». كما نصحت جامعي الفطر باستشارة رأي ثانٍ وترك عينة غير مطهوة في حال أُصيبوا بالتسّمم.