شاشة الناقد: Dragged Across Concrete

مل غيبسون وڤينس ڤون في «مسحول على الخرسانة»
مل غيبسون وڤينس ڤون في «مسحول على الخرسانة»
TT

شاشة الناقد: Dragged Across Concrete

مل غيبسون وڤينس ڤون في «مسحول على الخرسانة»
مل غيبسون وڤينس ڤون في «مسحول على الخرسانة»

‫• إخراج: أس. كريغ زولر.‬
• تمثيل: مل غيبسون، وڤينس ڤون، ومايكل جاي وايت.
• تشويق بوليسي | الولايات المتحدة (2018).
• تقييم: (2*) وسط

استحوذ فيلم أس. كريغ زولر السابق، «Bone Tomahawk» قبل ثلاثة أعوام، على انتباه النقاد لإعجابهم بالفكرة التي قام عليها ذلك الفيلم (من نوع الوسترن) ومعالجة المخرج الخشنة لحكاية لا تقل خشونة وعنفاً. لم يكن الفيلم فتحاً ولا هو اقترب من جماليات العنف لدى سام بكنباه مثلاً، لكنه بدا كخطوة أولى لا بأس بها.
«مسحول على الخرسانة» هو خطوة أخرى لكن إلى الخلف. كان سبق له أن شهد عرضه العالمي الأول في عداد مهرجان «كان» السينمائي وووجه بصدٍّ نقدي واضح. لكن هذا الصدّ لا يمنعه، وقد اقترب موعد الأوسكارات، من رمي نرده على طاولة التنافس في هذه الأيام، حيث يشهد عروضه التجارية هذا الشهر.
زولر في مسعاه لتقديم موضوع الجريمة التي تؤدي إلى جريمة أكبر في رداء يشبه سينما الأفلام البوليسية الداكنة كيفما نظرتَ إليها، يحقق فيلماً أطول بكثير مما ينبغي، والكثير مما يمر لا يوفر إضافات للموضوع بل مجرد استطراد له. خلال هذا الاستطراد يصير واضحاً أن الوقت الذي يرفض الانتهاء يأكل من التشويق الذي كان من الممكن جداً له أن يثري الفيلم لو أن المخرج استغنى عن التطويل المتمثل في نحو 50 دقيقة من مدة عرضه.
الحبكة جيدة في حد ذاتها: بطلا الفيلم هما برت (مل غيبسون) وتوني (ڤينس ڤون)، والأول يقنع الثاني بالاستيلاء على غنيمة استولت عليها إحدى العصابات من أحد المصارف. يتولى الفيلم سرد موضوعه من خلال هذين المتحريين ومن خلال متابعة أفراد العصابة قبل أن يصرف الساعة التالية (أو أقل منها بقليل) في ملاحقة سيارة العصابة إلى موقع خارج المدينة، ومتابعة ما يحدث من خلاف بين أفرادها قبل تدخُّل المتحريين واشتباكهما مع أفراد العصابة أو من بقي منها وهو شاب أفرو - أميركي (يؤديه جيداً مايكل جاي وايت) الذي تؤول الغنيمة إليه.
ليس هناك الكثير مما يُستخلص من هذا الفيلم كمفادات. الجميع، باستثناء الشاب، يموت في النهاية لكنّ هذه النهاية المظلمة لا تمد الفيلم بأي أبعاد (لا على غرار أفلام روبرت ألدريتش أو، مرة أخرى، بكنباه).
الجمع بين غيبسون وڤون جيد لأن كليهما جيد في ما يؤديه وهما ينقذان الفيلم، لجانب جاي وايت، من العبث الناتج عن عثرات كتابته. كل منهما مقيّد للسيناريو الذي وضعه المخرج بحدة ومن دون بال للإيقاع البطيء المفتقر إلى مشاهد تستحقّ الإمعان. الحوار بدوره نقطة منخفضة في العملية بأسرها. يبدو موجهاً إلى من يحب حوارات أفلام الأمس لكنه سخيف الاستعارات ومتفذلك ما بين الحين والآخر.

(1*) لا يستحق
(2*) وسط
(3*) جيد
(4*) ممتاز
(5*) تحفة


مقالات ذات صلة

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
سينما «من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة

محمد رُضا‬ (سانتا باربرا - كاليفورنيا)
سينما «موعد مع بُل بوت» (سي د.ب)

شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

يأتي فيلم «موعد مع بُل بوت» في وقت تكشف فيه الأرقام سقوط أعداد كبيرة من الصحافيين والإعلاميين قتلى خلال تغطياتهم مناطق التوتر والقتال حول العالم.

محمد رُضا‬ (لندن)
يوميات الشرق فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)

«الحريفة 2» ينعش إيرادات السينما المصرية في موسم «رأس السنة»

شهدت دور العرض السينمائي في مصر انتعاشة ملحوظة عبر إيرادات فيلم «الحريفة 2... الريمونتادا»، الذي يعرض بالتزامن مع قرب موسم «رأس السنة».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق «صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

تعود أحداث فيلم «صيفي» الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات.

أسماء الغابري (جدة)

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
TT

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة وإلقاء ما تيسَّر له من تعابير فرحٍ وثناء.

لا يختلف وضع العام الحالي عن الوضع في كل عام، فجميع آمال العاملين في هذه الصّناعة الفنية المبهرة يقفون على أطراف أصابعهم ينتظرون إعلان ترشيحات «الأوسكار» الأولى هذا الشهر. وحال إعلانها سيتراجع الأمل لدى من لا يجد اسمه في قائمة الترشيحات، وترتفع آمال أولئك الذين سترِد أسماؤهم فيها.

يتجلّى هذا الوضع في كل مسابقات «الأوسكار» من دون تمييز، لكنه أكثر تجلّياً في مجال الأفلام الأجنبية التي تتقدّم بها نحو 80 دولة كل سنة، تأمل كل واحدة منها أن يكون فيلمها أحد الأفلام الخمسة التي ستصل إلى الترشيحات النهائية ومنها إلى الفوز.

«ما زلت هنا» لوولتر ساليس (ڤيديو فيلمز)

من المسافة صفر

لا يختلف العام الحالي في شكل التنافس وقيمته بل بأفلامه. لدينا للمناسبة الـ97 من «الأوسكار» 89 دولة، كلّ واحدة منها سبق أن تنافست سابقاً في هذا المضمار. لكن المختلف هو بالطبع الأفلام نفسها. بعض ما شُوهد منها يستحق التقدير، والفرق شاسع بين ما يستحق التقدير وبين ما يستحق الترشيح والوصول إلى التّصفية.

الحلمُ في تحقيق هذه النقلة يسيطر على المخرجين والمنتجين العرب الذين نفّذوا أعمالهم الجديدة خلال هذه السنة وسارعوا لتقديمها.

من بينهم المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، الذي وفّر خلال العام الحالي فيلمين، واحدٌ من إخراجه بعنوان «أحلام عابرة»، والثاني بتوقيع 22 مخرجاً ومخرجة أشرف مشهراوي على جمع أفلامهم في فيلم طويل واحد بعنوان «من المسافة صفر»، وجميعها تتحدّث عن غزة، وما حدث فيها في الأسابيع الأولى لما يُعرف بـ«طوفان الأقصى». بعض تلك الحكايا مؤثرٌ وبعضها الآخر توليفٌ روائي على تسجيلي متوقع، لكنها جميعها تكشف عن مواهب لو قُدِّر لها أن تعيش في حاضنة طبيعية لكان بعضها أنجز ما يستحق عروضاً عالمية.

لا ينحصر الوضع المؤلم في الأحداث الفلسطينية بل نجده في فيلم دانيس تانوفيتش الجديد (My Late Summer) «صيفي المتأخر». يقدم تانوفيتش فيلمه باسم البوسنة والهرسك، كما كان فعل سنة 2002 عندما فاز بـ«الأوسكار» بصفته أفضل فيلم أجنبي عن «الأرض المحايدة» (No Man‪’‬s Land). يفتح الفيلم الجديد صفحات من تاريخ الحرب التي دارت هناك وتأثيرها على شخصية بطلته.

«صيفي الأخير» لدانيس تانوفيتش (بروبيلر فيلمز)

مجازر كمبودية

تختلف المسألة بالنسبة للاشتراك الصّربي المتمثّل في «قنصل روسي» (Russian Consul) للمخرج ميروسلاڤ ليكيتش. في عام 1973 عندما كانت يوغوسلاڤيا ما زالت بلداً واحداً، عاقبت السلطات الشيوعية هناك طبيباً إثر موت مريض كان يعالجه، وأرسلته إلى كوسوڤو حيث وجد نفسه وسط تيارات انفصالية مبكرة ونزاع حول الهوية الفعلية للصرب. حسب الفيلم (الاشتراك الثاني لمخرجه للأوسكار) تنبأت الأحداث حينها بانهيار الاتحاد السوفياتي و«عودة روسيا كروسيا» وفق قول الفيلم.

التاريخ يعود مجدداً في فيلم البرازيلي والتر ساليس المعنون «ما زلت هنا» (I‪’‬m Still Here) وبطلته، أيضاً، ما زالت تحمل آلاماً مبرحة منذ أن اختفى زوجها في سجون الحقبة الدكتاتورية في برازيل السبعينات.

في الإطار نفسه يعود بنا الاشتراك الكمبودي (التمويل بغالبيته فرنسي) «اجتماع مع بُل بوت» (Meeting with Pol Pot) إلى حقبة السبعينات التي شهدت مجازرعلى يد الشيوعيين الحاكمين في البلاد، ذهب ضحيتها ما بين مليون ونصف ومليوني إنسان.

وفي «أمواج» (Waves) للتشيكي ييري مادل، حكاية أخرى عن كيف ترك حكمٌ سابقٌ آثاره على ضحاياه ومن خلفهم. يدور حول دور الإعلام في الكشف عن الحقائق التي تنوي السلطة (في السبعينات كذلك) طمسها.

تبعات الحرب الأهلية في لبنان ليست خافية في فيلم ميرا شعيب «أرزة»، الذي يدور حول أم وابنها يبحثان عن سارق دراجة نارية ويتقمصان، في سبيل ذلك، شخصيات تنتمي إلى الطائفة التي قد تكون مسؤولة عن السرقة. هما سنّيان هنا وشيعيان هناك ومسيحيان أو درزيان في مواقع أخرى وذلك للتأكيد على أن التربة الطائفية ما زالت تنبض حية.

حتى كوريا الجنوبية ما زالت تحوم حول الانقلاب (وهي تعيش اليوم حالة مشابهة) الذي وقع في مثل هذا الشهر من سنة 1979 عندما اغتيل الرئيس بارك على يد رئيس شعبة الدفاع لي تايدو-غوانغ (أُلقي القبض عليه لاحقاً وأُعدم). هذا هو ثالث فيلم شاهده الناقد كاتب هذه الكلمات حول الموضوع نفسه.