عاصم حواط: نهايتي في العمل مؤلمة وحركت مشاعر الناس

يجسد شخصية صبحي في الجزء السادس من المسلسل الشامي «باب الحارة»

عاصم حواط
عاصم حواط
TT

عاصم حواط: نهايتي في العمل مؤلمة وحركت مشاعر الناس

عاصم حواط
عاصم حواط

منذ الجزء الأول من المسلسل الشامي «باب الحارة»، كان الفنان السوري (عاصم حواط) موجودا بشخصية (صبحي) الشاب الطيب ابن الحارة الأصيل الوفي لحارته وأهلها، ولذلك أثرت نهايته قتلا على يد الضابط الفرنسي في أحاسيس المشاهدين في الحلقات الأخيرة من الجزء السادس الذي يعرض حاليا. و«باب الحارة»، عده عاصم نقلة نوعية في رحلته الدرامية، حيث كان له الفضل في إخراجه من النمطية، إذ كان المخرجون والمنتجون ينظرون إليه على أنه فنان كوميدي فقط، فنقله «باب الحارة» إلى النمط الأوسع والأشمل، حيث أدخله التراجيديا، بل وبشكلها العميق - كما يقول الفنان عاصم حواط في حوار مع «الشرق الأوسط»؛ فمن أدائه شخصيات كوميدية إلى أدائه شخصية الشاب صبحي الوطني في الجزء السادس الذي يقع ضحية الخونة والجواسيس في حارته عندما كان يتنقل بين الحارة وشبابها الهاربين خارج الحارة بسبب ملاحقة الفرنسيين لهم، يقول عاصم: «كانت شخصيتي في الجزء السادس من (باب الحارة) الذي عرض في الموسم الرمضاني الحالي استمرارا للخط نفسه من الجزء الأول، فهي شخصية واضحة ليست رمادية، حيث ظل صبحي يدافع عن وطنه وعرضه وكرامته فكانت نهايتها مؤلمة».
وحول التطور الذي حصل في «باب الحارة» في جزئه السادس الجديد، يرى عاصم موضحا: «برأيي، الجزء السادس كان ناضجا دراميا أكثر من الأجزاء الخمسة الأولى، من حيث الشخصيات والنص والفكرة والأدوات وحتى التقنيات الفنية، حيث حرص المخرج على تقديم لقطات تحاكي اللقطات السينمائية بتقنية عالية، ومن ثم يتماهى هذا مع التطور الدرامي للمسلسل في جزئه الجديد، فكان هناك حضور أكثر أهمية للمرأة الشامية، وكذلك دخل المسلسل بجزئه الجديد في صلب العادات والتقاليد الشامية الأصيلة والمتحررة البعيدة عن التعصب والمحتضنة لكل الألوان والأطياف، فشاهدنا شمولية المجتمع الشامي مع التركيز على مفردات دراما البيئة الشامية، التي كان الأستاذ بسام الملا، المشرف على المسلسل، حريصا عليها في كل أجزاء المسلسل. وبرأيي (يشرح عاصم) أن تقديم الجزء الجديد السادس والسابع المقبل من (باب الحارة) ضروري، فرغم انقطاعه منذ أربع سنوات وتوقفه عند الجزء الخامس فإن الكثير من المحطات التلفزيونية كانت تعيد الأجزاء القديمة منه بسبب جماهيرية المسلسل فظل حيا في أذهان المشاهدين الذين طالبوا أسرة المسلسل، وبإلحاح، إنجاز أجزاء جديدة منه، وهذا دليل على شعبية المسلسل ومتابعته الكبيرة من المشاهدين».
وعن الأعمال الفنية الأخرى التي شارك فيها خلال الموسم الحالي وإن كان هناك أعمال فنية قادمة له، يقول عاصم: «تابعني المشاهد في الموسم الحالي بمسلسلين آخرين؛ وهما الكوميدي (نيولوك فوفي) مسلسل اجتماعي معاصر وهو الحب كله بخماسية نصر، وكنت قد اعتذرت عن المشاركة في مسلسلات أخرى عرضت علي، ومنها أعمال درامية خارج سوريا عرضت علي في دبي والأردن والجزائر لسببين: الأول هو عدم الاتفاق مع الجهة المنتجة على الأجر المادي رغم أن الأدوار المعروضة كانت جيدة، والسبب الثاني تفرغي لمسلسل (باب الحارة) وعدم رغبتي في العمل خارج سوريا في الموسم الدرامي الحالي. أما ما يتعلق بالأعمال القادمة، فكما هو معروف تصاب الدراما في موسم رمضان بسبات شتوي بعد فترة نشاط كبيرة، ولذلك لا تنطلق كاميرات المخرجين إلا بعد نحو شهرين من عيد الفطر السعيد وانتهاء الموسم الرمضاني».
وما رأيك في ظاهرة الشللية في الدراما السورية، هل عانيت منها؟ يبتسم عاصم: «أنا صديق الجميع، ومطلوب من الكل، فليس لدي مجموعة فنية، ومن يطلبني مقتنع بموهبتي وأدائي الدرامي وبشخصيتي».
وعن عدم تقديمه برامج تلفزيونية هذا العام بعد تجارب كثيرة له في هذا المجال، يوضح عاصم: «في العام الماضي، في شهر رمضان، قدمت برنامجا تلفزيونيا (توت شامي) كانت مدته ساعتين بعد الإفطار، وقبلها شاركت في تقديم برنامج تلفزيوني تحت عنوان (جواز سفر)، وإذا عرض علي تقديم برنامج جديد فلن أتردد مطلقا في الموافقة لأنني أعد التقديم التلفزيوني هو الجانب الآخر من حياتي الفنية والموهبة الثانية لي بعد التمثيل، خاصة أنه في تقديم البرامج سيظهر الممثل بشخصيته الطبيعية بعيدا عن الشخصيات المجسدة التي يؤديها الممثل في المسلسلات التلفزيونية، ولكن من الضروري أن يكون خفيف الظل ولطيفا حتى يتقبله المشاهد كمقدم برنامج بعد أن يكون قد شاهده بصفته ممثلا. وهل يمكن أن نشاهدك مخرجا كحال بعض الممثلين الذين تحولوا للإخراج الدرامي؟ «لا.. بالتأكيد، (يجزم عاصم)، فأنا ممثل فقط وإذا أردت أن أطور نفسي فسيكون في التمثيل فقط».



الشاعر أحمد مرزوق: محمد منير يضيف لكلماتي معاني جديدة

أحمد مرزوق ومحمد قماح ({الشرق الأوسط})
أحمد مرزوق ومحمد قماح ({الشرق الأوسط})
TT

الشاعر أحمد مرزوق: محمد منير يضيف لكلماتي معاني جديدة

أحمد مرزوق ومحمد قماح ({الشرق الأوسط})
أحمد مرزوق ومحمد قماح ({الشرق الأوسط})

كشف الشاعر المصري أحمد مرزوق عن تفاصيل «الديو» الذي كتبه «ماس ولولي» وغناه الشاب خالد وديانا حداد، مشيراً إلى أن الفنان محمد منير يضيف معاني جديدة لكلماته، ورفض مرزوق فكرة الانزعاج من أغاني المهرجانات، وعَدّ ذلك «غير مبرَّر».

مرزوق الذي حقق نجاحات مع عدد من المطربين العرب، ومن بينهم فارس في أغنية «بنت بلادي»، واللبنانية نانسي عجرم «في حاجات تتحس»، فضلاً عن نجوم مصر محمد منير، وعمرو دياب، وشيرين وكثيرين غيرهم غنوا له منذ بدأ مسيرته في كتابة الأغاني قبل عشرين عاماً.

يقول مرزوق لـ«الشرق الأوسط» إن «ديو المطربة ديانا حداد والشاب خالد، كان مجرد أغنية في ألبومها، سجلتها مثل كل الأغاني، بعدها حدثني ملحنها محمد يحيى وأخبرني بأن الشاب خالد استمع معه لألبوم حداد من أجل أن يقدم معها ديو، والمدهش أنه اختار أغنيتي (ماس ولولي) لتقديمها معها، وقمت بتعديل كلماتها حتى تلائم طبيعة الأغاني المشتركة».

ديانا حداد والشاب خالد قدما ديو {ماس ولولي} من كلمات أحمد مرزوق ({الشرق الأوسط})

خصوصية الشاب خالد بوصفه مطرباً جزائرياً كان يجب أن تتحقق، وقد حدث ذلك عن طريق استدعاء مرزوق تعبيرات من العامية الجزائرية، وفق قوله: «بطبيعتي أعشق اللهجات الخاصة بالشعوب العربية المختلفة، لأنها غنية بألفاظ مشحونة بالمشاعر العاطفية، ولها جمالياتها، وهذا واضح في أغنيتي (الدنيا حلوة) التي قدمها جوزيف عطية، وتتضمن 5 كوبليهات، كل مقطع بلهجة مختلفة».

المطرب محمد منير هو الوحيد في نظر مرزوق الذي يشعر بأنه «يضيف أبعاداً ومعاني جديدة بعد أن يغني كلماته»، وهذا واضح في أغنية «لولا الحكومة»، و«طاق طاقية»، وهي أغنية أطفال تعمدت مع ملحنها محمد رحيم أن نضع فيها معاني الإصرار وعدم الاستسلام والسعي لتحقيق الطموحات، وحين غناها منير جعلها أغنية تتجاوز الأطفال وتصل إلى الكبار، حسب الشاعر.

وعن تعاونه مع المطرب عمرو دياب في أغنيتين، يوضح أن «في الأولى تواصل معي الملحن محمد يحيى، وقدم لي لحناً، وطلب مني أن أكتب عليه كلمات يغنيها (الهضبة)، وقد انتهيت منها سريعاً، وكان اسمها (أنا غير) والأغنية الأخرى لم يكن عمرو دياب في الصورة وقت إعدادها مع الملحن محمد قماح، وكنا انتهينا للتو من ألبوم لقماح الذي تضمن أغنية (أنا مش نجيب ساويرس)، وقتها طلب مني قماح أغنية طريفة مثلها، انتهينا منها مساء».

الشاعر أحمد مرزوق والمطربة شيرين عبد الوهاب ({الشرق الأوسط})

ويضيف: «في اليوم التالي قال لي إن عمرو دياب اختارها ليغنيها، وكانت عبارة عن مقطعين، فأخبرته بأنه ما زال ينقصها مقطع آخر، وقتها تحدثت مع الهضبة، فقال لي إنه مكتف بها كما هي لكن لو تحب إضافة مقطع ثالث لها لا مانع، وبالفعل كتبت المقطع الثالث فأعجبه، وغناها في العديد من الحفلات».

وعن كواليس أغنية «أنا مش نجيب ساويرس» التي غناها المطرب والملحن محمد قماح، يقول مرزوق إن «الحكاية بدأت من الفنان محمد قماح، فزوجته كانت دائماً تطلب منه شراء أشياء غالية الثمن، وكان يرد عليها (يا ستي أنا مش نجيب ساويرس)، كان هذا يحدث كثيراً، استهوتنا العبارة وقررنا تحويلها إلى أغنية، حين انتهينا منها كان يجب أن نأخذ موافقة ساويرس حتى لا يضعنا تحت طائلة القانون، وقتها تواصل قماح معه، وأخبره بالأمر، وأرسل له الأغنية يستأذنه، وكنا متخوفين من رفضه، لكن المدهش أن ساويرس رحب، ولم يكتف بذلك بل قام بإنتاجها وسمح لنا بتصويرها في قريته السياحية».

محمد منير (حسابه على فيسبوك)

ويعتبر مرزوق أغاني المهرجانات التي انتشرت بشكل كبير في الشارع المصري، إفرازاً لطبقة لها شكل وأفكار خاصة بها، تعبر من خلال ذلك النوع الغنائي عن نفسها، لديهم أيضاً أعمالهم الدرامية التي تعبر عنهم ويقوم ببطولتها نجوم الجميع يعرفهم.

ويرى أن «الانزعاج الذي حدث كان نتيجة أن ما قدموه دخل بيوتنا، وفي اعتقادي أن هذا الانزعاج غير مبرر، فهؤلاء المؤدون من حقهم أن يعبروا عن أنفسهم، ومن حقهم التواجد غنائياً ودرامياً، وسوف يطورون مضمون ما يقدمونه، وربما يندثر، لكن لن يستمروا في مرحلة البدايات هذه، نحن نقدم ما يعبر عنا، ومن حق غيرنا أن يقدم ما يرى أنه يناسب روحه وتطلعاته في المجتمع».

وعن مقدمات المسلسلات التي قدمها، أوضح مرزوق أنها تنطوي على ميزات كثيرة، فهي بمثابة حملة دعائية مجانية للمطرب والشاعر، فهي تذاع أكثر من ستين مرة، ويستمع لها الجمهور، أما عن صداها عند الناس فهذه مسؤولية صناع الأغنية.

وعن تعاونه مع الفنانة نانسي عجرم، قال مرزوق: «غنت لي أغنية واحدة هي (في حاجات تتحس)، بفضل الملحن الراحل محمد رحيم الذي أنقذ هذه الأغنية من الركود لأنني عرضتها على كثير من الملحنين ولم يتحمسوا لها».

وعن علاقته بالفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، أوضح أن مسلسل «حكاية حياة» بطولة غادة عبد الرازق، شكل بداية التعاون معها، حيث تم اختيار شيرين لغناء التتر وهي أغنية «مشاعر».