وزير الخارجية المصري في بلغاريا لبحث تعزيز العلاقات الثنائية

أكد اهتمام بلاده المتواصل بـشرق أوروبا

TT

وزير الخارجية المصري في بلغاريا لبحث تعزيز العلاقات الثنائية

بدأ وزير الخارجية المصري سامح شكري، أمس، زيارة رسمية إلى العاصمة البلغارية صوفيا، تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وإجراء مشاورات حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وذلك في ضوء الأهمية التي توليها مصر لتوطيد العلاقات مع شركائها في شرق أوروبا.
وقال المستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، في بيان له إن زيارة وزير الخارجية تأتي لاستثمار الزخم، الذي تولد في أعقاب الزيارة الناجحة، التي قام بها رئيس الوزراء البلغاري بويكو يوريسوف إلى مصر في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، والتي شهدت الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة برئاسة وزيري خارجية البلدين.
وأضاف حافظ أنه من المقرر أن يلتقي وزير الخارجية خلال الزيارة بكل من الرئيس البلغاري، ورئيس الوزراء، ووزيرة الخارجية، موضحاً أن لقاءات وزير الخارجية مع المسؤولين البلغاريين ستتطرق إلى سبل دفع العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية كافة؛ فضلا عن بحث القضايا الدولية والإقليمية، وعلى رأسها قضايا مكافحة الإرهاب، والجريمة عابرة الحدود، والهجرة غير الشرعية والأزمات في الشرق الأوسط.
من جهة أخرى، شاركت مصر في الجلسة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء أول من أمس، حول «مسألة التمثيل العادل في مجلس الأمن، وزيادة عدد أعضائه والمسائل ذات الصلة»، والتي شهدت مشاركة واسعة في ضوء الأهمية، التي يحظى بها موضوع إصلاح وتوسيع مجلس الأمن لدى أعضاء المنظمة كافة.
وأشار السفير محمد إدريس، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، إلى أنه في الوقت الذي تشهد فيه الأمم المتحدة عمليات ومسارات متعددة للإصلاح بهدف تعزيز قدرتها على تحقيق المقاصد، والمبادئ الواردة بميثاق المنظمة، فإن لدى مصر اقتناعاً تاماً بضرورة التوصل لإصلاح حقيقي وشامل لمجلس الأمن، ولا سيما أن مجلس الأمن هو الجهة المنوط بها حفظ السلم والأمن الدوليين.
وأكد إدريس التزام مصر القوي بالموقف الأفريقي الموحد، على النحو المنصوص عليه في «توافق أوزليني» وإعلان سرت، بما في ذلك تخصيص مقعدين دائمين على الأقل بالصلاحيات كافة، و5 مقاعد غير دائمة لأفريقيا.
كما أكد مندوب مصر الدائم أهمية الاستجابة للمطلب المشروع للدول العربية بالتمثيل العادل في مجلس الأمن الموسع، وذلك من خلال مقعد دائم بالصلاحيات كافة في أي توسيع مستقبلي بتلك الفئة، ولا سيما أن جانباً متعاظماً من أعمال المجلس يتعلق بقضايا المنطقة العربية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».