كين... مهاجم نموذجي للمنتخب الإنجليزي لكنه ليس الأفضل في العالم

رداً على تصريحات ساوثغيت عن اللاعب بعد فوز إنجلترا على كرواتيا

كين يحرز هدف إنجلترا الثاني أمام كرواتيا (رويترز)
كين يحرز هدف إنجلترا الثاني أمام كرواتيا (رويترز)
TT

كين... مهاجم نموذجي للمنتخب الإنجليزي لكنه ليس الأفضل في العالم

كين يحرز هدف إنجلترا الثاني أمام كرواتيا (رويترز)
كين يحرز هدف إنجلترا الثاني أمام كرواتيا (رويترز)

«حسناً، غاريث. لقد أوشكنا على إنجاز الأمر. وإن كان من يدري ربما بمرور بعض الوقت تكتسب هذه التعليقات المتعلقة بهاري كين طابعاً منطقياً ومتناغماً». بحلول نهاية نوفمبر (تشرين الثاني)، يمر عامان منذ الإعلان على نحو اتسم ببعض الخجل عن تعيين غاريث ساوثغيت مدرباً للمنتخب الإنجليزي، وهي فترة بدأت بتقديم اعتذار علني داخل استاد «ويمبلي». وحتى هذه اللحظة لم يقع ساوثغيت في خطأ لافت، وهو انطباع عززه أداء المنتخب الإنجليزي أمام كرواتيا على استاد «ويمبلي»، الأحد.
وكثيراً ما يجري انتقاد المنتخبات الإنجليزية بأنها لا تتعلم وتسير على الطريق ذاته لتصل مراراً وتكراراً للنتيجة الرديئة ذاتها. إلا أن الأمر يبدو مختلفاً مع المنتخب الحالي الذي أعاد صياغة توجهه ونجح في الفوز بمباراة كان الطرف الخاسر فيها خلال الـ15 دقيقة الأخيرة، وهو إنجاز نادراً ما يحققه المنتخب الوطني. ونجحت التغييرات التي أقرها ساوثغيت متأخراً وسلاسة خطته التكتيكية في علاج نقطة القصور البسيطة والوحيدة التي شوهت حقبة قيادته للمنتخب الإنجليزي حتى الآن، وهي حالة الجمود التي أصابت الفريق قرب نهاية مباراة قبل النهائي ببطولة كأس العالم عندما بدا أن إنجلترا محصورة داخل منظومة ضيقة لا تستطيع الفكاك منها.
في الواقع كان كل شيء يبدو على ما يرام ورائعاً ومناسباً لبزوغ فجر حقبة ساوثغيت. وبعد ذلك جاءت لحظة إعلان ساوثغيت بعد الفوز أن كين «أفضل هداف على مستوى العالم». ويبدو هذا متعارضاً ومختلفا عن النبرة الذكية المتحفظة التي لطالما تميزت بها حقبة المدرب الحالي للمنتخب، ودفع ذلك متابعو ساوثغيت للاعتقاد بأن هذا التعليق ليس مجرد تصريح عفوي. في البداية، ينبغي لنا التأكيد على أن ما قاله ساوثغيت بخصوص كين ليس صحيحاً، أو بالأحرى ليس صحيحاً بما يكفي. وتشير الإحصاءات إلى أن كريستيانو رونالدو سجل 48 هدفاً في آخر 54 مباراة له مع البرتغال، وسجل نيمار 60 هدفاً في آخر 95 مباراة وفي طريقه للتفوق على بيليه في غضون العامين القادمين. هل ترغب إنجلترا حقاً في إقحام نفسها في هذه المقارنة؟
ومع ذلك، يبقى ساوثغيت صائباً في جوانب أخرى، فهذه لحظة مواتية تماما لإبداء الحب غير المشروط تجاه لاعب يبدو في ذروة تألقه في الوقت الحالي، ويبدو كذلك في طريقه نحو تغيير أسلوب أدائه بعض الشيء. وبالتأكيد حانت اللحظة الأبرز في أداء كين عندما سجل هدف الفوز الأخير والذي يمثل هدفه الـ20 خلال 35 مباراة له مع المنتخب الإنجليزي. ولم ينجح أي لاعب آخر من الوصول قبله إلى هذا الإنجاز سوى غاري لينيكر (27 مباراة) خلال السنوات الأخيرة. بخلاف ذلك، يتقدم كين على كل من واين روني (49) وكيفين كيغان (49) ومايكل أوين (46) وآلان شيرر (43) وديفيد بلات (42) الذي كثيراً ما يتعرض لتجاهل مثير للدهشة.
والآن لننتقل لسؤال أهم: من يعبأ لكل هذا؟ إن هذا الولع بالإنجازات والأرقام الشخصية للاعبين النجوم الذين يتطلعون للبقاء بأماكنهم لفترة أطول عن المناسب هو تحديداً ما يتعين توجيه أبناء الجيل الحالي من اللاعبين لتجاوزه. لقد نجح كين بالفعل في قيادة فريق ناجح نحو دور قبل النهائي ببطولة كأس العالم. وفاز بجائزة الحذاء الذهبي بالبطولة. وتمثل تلك إنجازات من نمط مختلف. فيما وراء ذلك، ثمة تغيير يطرأ على كين كلاعب، وذلك على نحو ربما يؤثر على استمراره في الملاعب أو ربما لا يؤثر. على أرض استاد «ويمبلي»، صوب كين الكرة باتجاه المرمى أكثر عن منتخب كرواتيا بأكمله، بجانب فوزه بعدد أكبر من ضربات الرأس أكثر عن أي لاعب آخر، بجانب تعامله بمهارة كبيرة مع الكرة.
كما نجح كين في منح رحيم سترلينغ فرصة رائعة أمام المرمى عبر تمريرة ذكية. وخلال المباراة، بدا كين بوجهه الحقيقي كلاعب شامل متمركز في وسط الملعب، وباستطاعته التوغل في العمق كلاعب مهاجم وصانع ألعاب أو القتال وظهره إلى المرمى. ويمتاز كين بذكاء واضح داخل الملعب من المؤكد أنه سيخدم المنتخب واللاعب نفسه في الفترة المقبلة. الحقيقة أن كين يبدو رياضيا من طراز مختلف. وقد سبق وأن عايشنا هذا التطور من قبل. وتخبرنا مسيرة كل من روني وأوين وشيرر بأن الدوري الممتاز يقتطع جزءاً من اللاعب ويسرق بعضاً من مهارة قدميه.
على مدار المواسم الأربعة الماضية، بلغ أداء كين ذروة تألقه، واجتاز ما يقرب من 3 سنوات دونما إصابة. إلا أنه منذ ذلك الحين، بدأت إصابة كاحله تؤثر عليه. وكانت عودته من الإصابة سريعة على نحو يثير القلق. وبالنسبة لمن يتهمون كين بافتقاره إلى الموهبة ومهارة التعامل مع الكرة على غرار ميسي أو سرعة الانطلاق كالبرق، فإنه يتعين عليهم الانتباه إلى أن هذا لاعب قادر على صياغة شكل المباراة ويعمل على تطوير أدائه وهو في منتصف العشرينيات، ودائماً ما كانت مسيرته درساً لنا في أن الموهبة بمجال كرة القدم مبالغ في تقديرها، وأن الذكاء والإرادة ورباطة الجأش قادرة بالفعل على خلق اختلاف داخل أرض الملعب.
ومن هنا، ربما رأى مدرب لطالما ظهر في صورة القاسي أن اللحظة مناسبة لإعادة بث الطمأنينة في نفس لاعب كبير في صفوف فريقه. ويبدو دمج المهارات الإبداعية لأمثال جادون سانشو وفيل فودين الخطوة التالية في المشروع الذي يعكف ساوثغيت على تنفيذه داخل المنتخب الإنجليزي. واليوم، يشكل كين جسراً لهذا الجيل باعتباره لاعبا رفيع المستوى بالدوري الممتاز يملك بعض المهارات الجيدة كذلك فيما يتعلق بكرة الشوارع، ويتميز بمهارة صياغة المباراة وتشكيلها. سيبقى كين دوما بعيدا عن لقب اللاعب الأفضل بالعالم، لكن لا ينبغي أن نغفل الرسالة الأعمق التي رغب ساوثغيت في توصيلها من وراء تصريحه الأخير، وهي أن كين في صورته الحالية يبدو متناغماً على نحو مثالي مع المنتخب الإنجليزي الآخذ في التطور، وبخاصة أنه لاعب يعايش الآن ذروة سنواته الذهبية.


مقالات ذات صلة

أرتيتا: «الكرة» التي لعبنا بها أمام نيوكاسل سبب خسارتنا

رياضة عالمية ميكيل أرتيتا (رويترز)

أرتيتا: «الكرة» التي لعبنا بها أمام نيوكاسل سبب خسارتنا

قال ميكيل أرتيتا، المدير الفني لفريق آرسنال، إن خسارة فريقه أمام نيوكاسل صفر-2 في ذهاب الدور قبل النهائي بكأس رابطة الأندية الإنجليزية، لا تعكس أداء فريقه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إيدي هاو مدرب نيوكاسل يونايتد (رويترز)

هاو: بقيت خطوة لضمان التأهل لنهائي كأس الرابطة

حثّ إيدي هاو، مدرب نيوكاسل يونايتد، فريقه على توخي الحذر رغم الفوز 2-صفر على مستضيفه آرسنال، الثلاثاء، ليصبح على بُعد خطوة من التأهل لنهائي كأس رابطة الأندية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية بريس سامبا (أ.ف.ب)

الحارس الدولي سامبا ينتقل من لنس إلى رين

وقّع الحارس الدولي بريس سامبا عقداً مع رين، بطل كأس فرنسا لكرة القدم 3 مرات، قادماً من لنس حتى 2029، وفقاً لما أعلنه الناديان، الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (ليل)
رياضة عربية اللاعب المصري أحمد رفعت (فيسبوك)

مودرن المصري: سندفع قيمة تعاقد الراحل أحمد رفعت لورثته

أكد نادي مودرن سبورت المصري لكرة القدم التزامه الكامل بدفع كل بنود تعاقد اللاعب الراحل أحمد رفعت لورثته الشرعيين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية بيرند نيوندورف رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم (د.ب.أ)

ألمانيا... اتحادات كبرى تطالب بتعيين وزير للرياضة في الحكومة الجديدة

طالب أبرز ثلاثة اتحادات رياضية في ألمانيا بتعيين وزير للرياضة في الحكومة الجديدة بعد الانتخابات التي تُقام الشهر المقبل.

«الشرق الأوسط» (برلين)

«بوندسليغا»: ليفركوزن وشتوتغارت يستعيدان نغمة الفوز

رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
TT

«بوندسليغا»: ليفركوزن وشتوتغارت يستعيدان نغمة الفوز

رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)

استعاد باير ليفركوزن حامل اللقب نغمة الانتصارات بفوزه الكاسح على مضيفه هوفنهايم 4 - 1، السبت، ضمن المرحلة الثالثة للدوري الألماني لكرة القدم.

وكان «فيركسليف» تعرّض لخسارته الأولى هذا الموسم على يد لايبزيغ في المرحلة الثانية 2 - 3، وهي الأولى أيضاً في الدوري منذ 463 يوماً، وتحديداً منذ سقوطه أمام بوخوم 0 - 3 في مايو (أيار) 2023.

وسجّل لليفركوزن الفرنسي مارتين تيرييه (17) والنيجيري فيكتور بونيفاس (30 و75) وتيمو فيرتس (71 من ركلة جزاء)، فيما سجّل لهوفنهايم ميرغيم بيريشا (37).

ورفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس، فيما تجمّد رصيد هوفنهايم عند 3 نقاط في المركز الـ12.

وحصد شتوتغارت وصيف البطل الموسم الماضي فوزه الأول هذا الموسم بعد انطلاقة متعثرة بتخطيه مضيفه بوروسيا مونشنغلادباخ 3 - 1.

وسجّل لشتوتغارت دينيز أونداف (21) والبوسني إرميدين ديميروفيتش (58 و61)، في حين سجّل لمونشنغلادباخ الفرنسي الحسن بليا (27).

واستهل شتوتغارت الموسم بشكل سيئ، فخسر مباراته الأولى أمام فرايبورغ 1 - 3، ثمّ تعادل أمام ماينتس 3 - 3.

وفشل لايبزيغ في تحقيق فوزه الثالث من 3 مباريات بعد أن اكتفى بالتعادل أمام أونيون برلين من دون أهداف.

وكانت الفرصة سانحة أمام لايبزيغ لاعتلاء الصدارة بالعلامة الكاملة، لكنه فشل في هزّ شباك فريق العاصمة.

وفي النتائج الأخرى، فاز فرايبورغ على بوخوم 2 - 1.

ويدين فرايبورغ بفوزه إلى النمساوي تشوكوبويكي أدامو (58 و61)، بعدما كان الهولندي ميرون بوادو منح بوخوم التقدم (45).

ورفع فرايبورغ رصيده إلى 6 نقاط من 3 مباريات، فيما بقي بوخوم من دون أي فوز وأي نقطة في المركز الأخير.

كما تغلب أينتراخت فرانكفورت على مضيفه فولفسبورغ 2 - 1.

وتألق المصري عمر مرموش بتسجيله هدفي الفوز لفرانكفورت (30 و82 من ركلة جزاء)، في حين سجّل ريدل باكو هدف فولفسبورغ الوحيد (76).

ويلتقي بايرن ميونيخ مع مضيفه هولشتاين كيل الصاعد حديثاً في وقت لاحق، حيث يسعى العملاق البافاري إلى مواصلة انطلاقته القوية وتحقيق فوزه الثالث بالعلامة الكاملة.

وتُستكمل المرحلة، الأحد، فيلتقي أوغسبورغ مع ضيفه سانت باولي، فيما يلعب ماينتس مع فيردر بريمن.