غرامات وتسويات بحق «سوسيتيه جنرال» في أميركا

TT

غرامات وتسويات بحق «سوسيتيه جنرال» في أميركا

أعلن الاحتياطي الفيدرالي أنّ مصرف «سوسيتيه جنرال» سيدفع للسلطات الأميركية غرامات تصل قيمتها الإجمالية إلى 1.34 مليار دولار لوقف التحقيقات الجارية بحقّه في قضايا تتعلّق بانتهاكه عقوبات اقتصادية متنوّعة.
كما أكدت وزارة الخزانة الأميركية، مساء الاثنين، عقد تسوية بقيمة 54 مليون دولار مع بنك «سوسيتيه جنرال» بشأن اتهامات موجّه له بخرق عقوبات أميركية على بعض الدول. وأوضحت الخزانة أن عمليات سوسيتيه جنرال تتعلق بمعاملات بقيمة 5.6 مليار دولار في خرق لعقوبات على كوبا وإيران والسودان، وذلك وفق قناة «سي إن بي سي» الأميركية. وأعلن سوسيتيه جنرال الفرنسي في سبتمبر (أيلول) الماضي أنه يتوقع أن تبلغ الغرامات نحو 1.2 مليار يورو (1.39 مليار دولار)، مشيراً إلى أنه دخل في نقاشات مع السلطات الأميركية لتسوية الأمر خلال أسابيع.
وبالموازاة أبرم المصرف الفرنسي اتفاقاً منفصلاً مع دائرة الخدمات الماليّة في ولاية نيويورك يدفع بموجبه 95 مليون دولار لوقف التعقّبات بحقّه في قضية عدم اتّخاذه ما يكفي من إجراءات لمكافحة تبييض الأموال.
وسارع ثاني أكبر المصارف الفرنسية لإصدار بيان طمأن فيه إلى أنّ هذه المبالغ «مغطّاة بالكامل من الأموال المخصّصة لتسوية الخلافات والمدرجة في حسابات سوسيتيه جنرال». وأضاف أنّ «هذه الاتفاقات لن يكون لها أي تأثير إضافي على نتائج المصرف للعام 2018».
ونقل البيان عن المدير العام للمصرف فريديريك أوديا قوله: «نقرّ ونأسف لأوجه القصور التي تمّ تحديدها في هذه التحقيقات وقد تعاونّا مع السلطات الأميركية لوضع حدّ لهذه الحالات». وأضاف: «في المستقبل، هدفنا هو أن نكون شريكاً موثوقاً به. إنّ ترسيخ ثقافة المسؤولية في الطريقة التي ندير بها أنشطتنا ونطوّرها هو أولوية تقع في صميم خطتنا الاستراتيجية (تحوّل لتنمو)».
ووقّع البنك اتفاقين لوقف التعقّبات الجارية بحقّه، أحدهما مع مكتب النائب العام الفيدرالي في نيويورك والثاني مع مكتب النائب العام لمقاطعة نيويورك. وبحسب البيان، فإن الاتفاقات التي توصّل إليها المصرف مع السلطات الأميركية تضع حدّاً للتحقيقات المتعلّقة ببعض العمليات بالدولار الأميركي التي قام بها «سوسيتيه جنرال»، وتشمل دولاً أو أشخاصاً أو كيانات تخضع لعقوبات اقتصادية أميركية وتحكمها قوانين ولاية نيويورك.
ومع ذلك، فإن المصرف سيخضع لفترة اختبار مدّتها ثلاث سنوات، يتمّ في نهايتها كفّ كل التعقّبات بحقّه إذا ما ثبت التزامه بالاتفاق الذي يتعهد فيه أيضاً التعاون مع السلطات الأميركية.
ويتعلّق القسم الأكبر من الانتهاكات التي ارتكبها المصرف الفرنسي بالعقوبات الاقتصادية المفروضة على كوبا، وبدرجة أقلّ، بدول أخرى تخضع لعقوبات اقتصادية أميركية، بينها إيران.
ويذكر أن «سوسيتيه جنرال» الفرنسي أعلن قبل نحو أسبوعين أن أرباحه الفصلية فاقت التوقعات، حيث قفزت بنسبة 32 في المائة بدعم من مكاسب رأسمالية وزيادة الإيرادات الإجمالية. وزاد صافي الأرباح إلى 1.23 مليار يورو (1.41 مليار دولار).



«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض خلال اجتماعه، يوم الأربعاء المقبل، مع احتمال أن يسلط المسؤولون الضوء على كيفية تأثير البيانات الاقتصادية الأخيرة على قراراتهم بشأن أسعار الفائدة في العام المقبل.

وتضع الأسواق المالية في الحسبان احتمالات بنسبة 97 في المائة أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار ربع نقطة مئوية، ليصبح النطاق بين 4.25 في المائة و4.5 في المائة، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

ومع ذلك، تضاءل مبرر بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة مؤخراً بعد التقارير التي تشير إلى أن التضخم لا يزال مرتفعاً بشكل مستمر مقارنةً بالهدف السنوي لـ«الفيدرالي» البالغ 2 في المائة، في حين أن سوق العمل لا تزال قوية نسبياً. وكان البنك قد خفض أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني) بعد أن أبقاها عند أعلى مستوى في عقدين طوال أكثر من عام، في محاولة للحد من التضخم المرتفع بعد الوباء.

ويؤثر سعر الأموال الفيدرالية بشكل مباشر على أسعار الفائدة المرتبطة ببطاقات الائتمان، وقروض السيارات، وقروض الأعمال. ومن المتوقع أن تكون أسعار الفائدة المرتفعة في الوقت الحالي عقبة أمام النشاط الاقتصادي، من خلال تقليص الاقتراض، مما يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد لتخفيف الضغوط التضخمية والحفاظ على الاستقرار المالي.

لكن مهمة بنك الاحتياطي الفيدرالي لا تقتصر فقط على مكافحة التضخم، بل تشمل أيضاً الحد من البطالة الشديدة. وفي وقت سابق من هذا الخريف، أدى تباطؤ سوق العمل إلى زيادة قلق مسؤولي البنك بشأن هذا الجزء من مهمتهم المزدوجة، مما دفعهم إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر. ورغم ذلك، تباطأ التوظيف، فيما تجنب أصحاب العمل تسريح العمال على نطاق واسع.

توقعات الخبراء بتخفيضات أقل في 2025

تدور الأسئلة المفتوحة في اجتماع الأربعاء حول كيفية موازنة بنك الاحتياطي الفيدرالي بين أولويتيه في مكافحة التضخم والحفاظ على سوق العمل، وكذلك ما سيقوله رئيس البنك جيروم باول، عن التوقعات المستقبلية في المؤتمر الصحفي الذي سيعقب الاجتماع. وبينما تبدو التحركات المتعلقة بأسعار الفائدة في الأسبوع المقبل شبه مؤكدة، فإن التخفيضات المستقبلية لا تزال غير واضحة.

وعندما قدم صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي آخر توقعاتهم الاقتصادية في سبتمبر، توقعوا خفض المعدل إلى نطاق يتراوح بين 3.25 في المائة و4.5 في المائة بحلول نهاية عام 2025، أي بتقليص بنسبة نقطة مئوية كاملة عن المستوى المتوقع في نهاية هذا العام.

وتوقع خبراء الاقتصاد في «ويلز فارغو» أن التوقعات الجديدة ستُظهر ثلاثة تخفيضات ربع نقطة فقط في عام 2025 بدلاً من أربعة، في حين توقع خبراء «دويتشه بنك» أن البنك سيُبقي على أسعار الفائدة ثابتة دون خفضها لمدة عام على الأقل. فيما تتوقع شركة «موديز أناليتيكس» خفض أسعار الفائدة مرتين في العام المقبل.

التغيير الرئاسي وتأثير التعريفات الجمركية

يشكّل التغيير في الإدارة الرئاسية تحدياً كبيراً في التنبؤ بمستقبل الاقتصاد، حيث يعتمد مسار التضخم والنمو الاقتصادي بشكل كبير على السياسات الاقتصادية للرئيس المقبل دونالد ترمب، خصوصاً فيما يتعلق بالتعريفات الجمركية الثقيلة التي تعهَّد بفرضها على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في أول يوم من رئاسته.

وتختلف توقعات خبراء الاقتصاد بشأن شدة تأثير هذه التعريفات، سواء كانت مجرد تكتيك تفاوضي أم ستؤدي إلى تأثيرات اقتصادية كبيرة. ويعتقد عديد من الخبراء أن التضخم قد يرتفع نتيجة لنقل التجار تكلفة التعريفات إلى المستهلكين.

من جهة أخرى، قد تتسبب التعريفات الجمركية في إضعاف الشركات الأميركية والنمو الاقتصادي، مما قد يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة لدعم الشركات والحفاظ على سوق العمل. كما يواجه البنك تحدياً في فصل تأثيرات التعريفات الجمركية عن العوامل الأخرى التي تؤثر في التوظيف والتضخم.

وتزداد هذه القضايا غير المحسومة وتزيد من تعقيد حسابات بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما قد يدفعه إلى اتباع نهج أكثر حذراً بشأن تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل. كما أشار مات كوليار من «موديز أناليتيكس» إلى أن التغيرات المحتملة في السياسة التجارية والمحلية تحت إدارة ترمب قد تضيف طبقة إضافية من عدم اليقين، مما يدعم الحاجة إلى نهج الانتظار والترقب من لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية.