تداولات عقارية بقيمة 3.9 مليار دولار خلال تسعة أشهر في إمارة الشارقة

الخليجيون تصدروا قائمة المتداولين باستثمارات تصل إلى 3.4 مليار دولار

تداولات عقارية بقيمة 3.9 مليار دولار خلال تسعة أشهر في إمارة الشارقة
TT

تداولات عقارية بقيمة 3.9 مليار دولار خلال تسعة أشهر في إمارة الشارقة

تداولات عقارية بقيمة 3.9 مليار دولار خلال تسعة أشهر في إمارة الشارقة

أظهر تقرير حديث بلوغ حجم التداولات العقارية في إمارة الشارقة أكثر من 14.6 مليار درهم (3.9 مليار دولار) خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري شهدتها 171 منطقة مختلفة بواقع 2415 صفقة عقارية وبإجمالي مساحة بلغ أكثر من 40 مليون قدم مربعة.
وبلغت قيمة الرهونات 8.8 مليار درهم (2.3 مليار دولار) وذلك حسبما كشف تقرير حركة التصرفات العقارية في مناطق ومدن الإمارة الذي أصدرته دائرة التسجيل العقاري في إمارة الشارقة، ويشهد القطاع العقاري في إمارة الشارقة نهضة شاملة وتطورا مضطردا في ظل وجود بنية تحتية وتشريعية متطورة تسهم في تنشيط حركة الاستثمار والتجارة في الإمارة.
وقال عبد العزيز الشامسي مدير عام دائرة التسجيل العقاري بالشارقة إن عدد المعاملات خلال العام الماضي بلغ 37.748 ألف معاملة بينما وصل إلى 40.028 ألف معاملة حتى نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي مسجلا نسبة نمو بلغت 6 في المائة عن عدد المعاملات في العام الماضي كله.
وأرجع النمو إلى الحوافز والفرص الاستثمارية الكبيرة، وتنوع الخيارات، والتسهيلات التمويلية التي توفرها الإمارة للأفراد والمستثمرين تنفيذا لتوجيهات الشيخ الدكتور سلطان القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة مما أسهم في إعطاء قوة دفع إضافية أدت إلى نمو هذا القطاع الحيوي الذي يعد أحد أكثر القطاعات فعالية في الدولة.
وأشار إلى أن الإمارة غدت وجهة مفضلة للسياحة العائلية في المنطقة وهي تسعى لترسيخ مكانتها المميزة وجهة للعيش والعمل من قبل العائلات والباحثين عن الجمع بين الأصالة والمعاصرة في أنماط وطرق حياتهم وعيشهم.
وأكد الشامسي أن إمارة الشارقة أصبحت ملاذا جاذبا للمستثمرين من داخل الدولة وخارجها بفضل توجيهات القيادة الرامية إلى توفير بيئة حاضنة للاستثمار العقاري الذي يعد من أهم الركائز التي دعمت وصول الإمارة إلى أرقى مراحل التقدم والازدهار.
وبين أن القطاع العقاري نجح في كسب ثقة المستثمرين المحليين والعرب والأجانب خلال السنوات الماضية، لوجود الأطر القانونية المنظمة للقطاع العقاري، ومنظومة التشريعات التي أسهمت في توفير بيئة آمنة للاستثمار العقاري، تضمن حقوق المتعاملين، وتغطي جميع فروع القطاع وأنشطته في مختلف أرجاء الإمارة.
ولفت إلى أن البيئة القانونية المنظمة للقطاع العقاري في إمارة الشارقة شهدت تطورات ملحوظة على تشريعاتها لمواكبة احتياجات السوق ما انعكس إيجابا في جذب كبرى الشركات العالمية للاستثمار في القطاع، مشيرا في الوقت ذاته إلى أهمية بعض القرارات التي اتخذت مؤخرا في بعض المناطق مثل قرار حق التملك أو الانتفاع لكافة الجنسيات الأخرى، سواء من المقيمين وغير المقيمين في الدولة مما أسهم في فتح الباب واسعا أمام مستثمرين جدد أسهموا في نمو السوق بشكل ملحوظ.
وحظي الفرع الرئيسي بأكبر حجم تداول خلال فترة القياس بلغت قيمته أكثر من 13.789 مليار درهم (3.7 مليار دولار)، تلاه فرع الذيد بحجم تداول زاد على 526.9 مليون درهم (143.4 مليون دولار)، بينما وصل حجم التداول في خورفكان إلى نحو 160 مليون درهم (43.5 مليون دولار) وفرع كلباء 124.8 مليون درهم (33.9 مليون دولار).
وشهد شهر يوليو (تموز) الماضي أكبر حجم تداول بلغت قيمته أكثر من 2.715 مليار درهم (739 مليون دولار)، فيما وصل حجم التداول في شهر فبراير (شباط) إلى نحو 1.865 مليار درهم (507 ملايين دولار).
وعلى صعيد إجمالي المعاملات بأنواعها المختلفة التي وصل عددها إلى 40 ألف معاملة مختلفة، بلغت معاملات سندات الملكية 11.7 ألف معاملة، ومعاملات الرهن 2436 معاملة، فيما بلغت المعاملات الأخرى 28.8 ألف معاملة، وبتحليل معاملات سندات الملكية خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2018 والبالغة 11.7 ألف معاملة حسب الأفرع، فقد تصدر الفرع الرئيسي هذه المعاملات بإجمالي 9994 معاملة، وتوزع الباقي على 680 معاملة في فرع كلباء، و563 معاملة في فرع خورفكان، و510 معاملات في فرع الذيد، كما بلغ مجموع معاملات الرهن في مختلف المناطق 2436 معاملة بقيمة 8.8 مليار درهم وحظي الفرع الرئيسي فيها على 2.091 معاملة تلاه فرع الذيد بـ164 معاملة، وخورفكان بـ98 معاملة، بينما وصل عدد المعاملات في كلباء إلى 83 معاملة.
وقال التقرير إن هذه النتائج تعكس ثقة البنوك العاملة في الدولة بالقطاع العقاري في الإمارة وقدرته على جذب المستثمرين وزيادة حجم استثماراتهم، وتسليط الضوء على النهضة العمرانية الكبرى التي تشهدها الإمارة.
واستحوذت مدينة الشارقة على النصيب الأكبر من عدد معاملات البيع بعدما شهدت 2075 معاملة بيع في 101 منطقة تصدرتها المناطق التجارية في الخان والنهدة والمجاز 3 بـ875 معاملة، وشهدت الخان أعلى عدد في التداولات بواقع 402 عملية تداول، فيما سجلت منطقة مويلح التجارية أعلى قيمة تداول بحجم 588 مليون درهم (160 مليون دولار).
وشهدت المنطقة الوسطى 74 معاملة في 24 منطقة تصدرتها مناطق سهيلة التجارية والذيد الزراعية والمدام التجارية، بينما شهدت خورفكان ودبا الحصن 99 معاملة بيع في 20 منطقة تصدرتها منطقة الحراي التجارية بـ22 معاملة تلتها منطقة الحراي الصناعية بـ18 معاملة، فيما شهدت مدينة كلباء 120 معاملة بيع في 26 منطقة، تصدرتها المنطقة الصناعية بـ30 معاملة، تلتها منطقة الساف بـ20 معاملة.
وبتصنيف معاملات البيع حسب نوع العقار، فقد استحوذت المعاملات السكنية على النصيب الأكبر، بنسبة وصلت إلى 67.9 في المائة من عدد العقارات الكلي، تلتها العقارات التجارية بنسبة 18 في المائة، فيما بلغت العقارات الصناعية نسبة 11.8 في المائة، وحلت العقارات الزراعية في المركز بنسبة 2.3 في المائة.
وحسب نوع التداول، فقد جاءت الأراضي الصناعية الفضاء «غير المبنية» في صدارة التداولات من حيث المساحة الإجمالية بواقع 12 مليون قدم مربعة أما من حيث عدد العقارات المتداولة فتصدرت الشقق السكنية بواقع 687 شقة تلتها الأراضي الفضاء السكنية بإجمالي 369 عقارا، تلتها الأراضي السكنية المبنية بإجمالي 330 عقارا ثم الأراضي الفضاء التجارية بواقع 258 عقارا.
وعلى صعيد المستثمرين، فقد استثمرت 43 جنسية من مختلف أنحاء العالم في الإمارة تداولت 13.1 ألف عقار خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، وبلغ استثمار مواطني دول مجلس التعاون الخليجي 12.6 مليار درهم (3.4 مليار دولار) تداولوا 11 ألفا و763 عقارا، فيما تداول مواطنو الدول الأخرى 1364 عقارا بحجم استثمار ملياري درهم (544 مليون دولار).


مقالات ذات صلة

إطلاق برج ترمب جدة... علامة فارقة في سوق العقارات الفاخرة بالسعودية

الاقتصاد يقع البرج في منطقة استثنائية على كورنيش جدة (شركة دار جلوبال على «تويتر»)

إطلاق برج ترمب جدة... علامة فارقة في سوق العقارات الفاخرة بالسعودية

في حدث استثنائي شهدته مدينة جدة، جرى تدشين مشروع برج ترمب، بحضور إريك ترمب، نائب رئيس منظمة ترمب.

أسماء الغابري (جدة)
عالم الاعمال خالد الحديثي الرئيس التنفيذي لشركة «وصف» ورامي طبارة الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في «ستيك» ومنار محمصاني الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في المنصة ويزيد الضويان المدير التنفيذي للعمليات بـ«الراجحي السابعة» وهنوف بنت سعيد المدير العام للمنصة بالسعودية

«ستيك» منصة تتيح للأفراد من مختلف أنحاء العالم الاستثمار في العقارات السعودية

أعلنت «ستيك» للاستثمار العقاري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إطلاقها منصتها الرسمية بالسعودية

الاقتصاد «دار غلوبال» أعلنت إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض بالشراكة مع منظمة ترمب (الشرق الأوسط)

«دار غلوبال» العقارية و«منظمة ترمب» تطلقان مشروعين جديدين في الرياض

أعلنت شركة «دار غلوبال» إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض، بالشراكة مع «منظمة ترمب».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد منازل سكنية في جنوب لندن (رويترز)

أسعار المنازل البريطانية تشهد ارتفاعاً كبيراً في نوفمبر

شهدت أسعار المنازل في المملكة المتحدة ارتفاعاً كبيراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزة التوقعات؛ مما يعزّز من مؤشرات انتعاش سوق العقارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
خاص تصدرت «سينومي سنترز» أعلى شركات القطاع ربحيةً المدرجة في «تداول» خلال الربع الثالث (أ.ب)

خاص ما أسباب تراجع أرباح الشركات العقارية في السعودية بالربع الثالث؟

أرجع خبراء ومختصون عقاريون تراجع أرباح الشركات العقارية المُدرجة في السوق المالية السعودية، خلال الربع الثالث من العام الحالي، إلى تركيز شركات القطاع على النمو.

محمد المطيري (الرياض)

هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
TT

هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل

يتعين على ديانا كارلين الانتهاء من تأليف الكتاب الذي تعمل عليه بشأن متعة امتلاك بوتيك لولا ستار، ذلك المتجر الصغير والساحر للغاية في ممشى كوني آيلاند، على مدى السنوات الـ19 الماضية. لكن بدلا من ذلك، انتابت السيدة كارلين حالة من الخوف والتوتر منذ أن عرض عليها مالك المتجر الذي تعمل فيه عقدا جديدا للإيجار منذ عدة أسابيع - تزيد فيه القيمة الإيجارية بنسبة 400 في المائة دفعة واحدة. وقالت: «إنني أتساءل إن كان ينبغي علي أن أطلب لافتات (التوقف عن العمل!)».
وفي الصيف الماضي، كانت كوني آيلاند في حي بروكلين بمدينة نيويورك تزدحم بالباحثين عن الاستمتاع على الشواطئ ومختلف أشكال الترفيه الأخرى، ولكنها تميل لأن تكون أكثر هدوءا في فصل الشتاء. وقبل أكثر من عشر سنوات مضت، تعهدت مدينة نيويورك بإنشاء وجهة سياحية ذات حديقة مائية، وساحة كبيرة، وحلبة للتزلج على الجليد، تعمل على مدار السنة، مع ملايين الدولارات من الاستثمارات السكنية والتجارية.
وفي الأثناء ذاتها، قال مايكل بلومبيرغ - عمدة مدينة نيويورك آنذاك، إنه سوف تتم حماية مطاعم الأكل والمتاجر الرخيصة في المنطقة. وكان مارتي ماركويتز رئيس مقاطعة بروكلين قد أعلن في عام 2005 أن الخطة المزمعة سوف تحافظ على الروعة التي تنفرد بها كوني آيلاند مع روح المحبة والمرح المعهودة. ولكن على غرار الكثير من الخطط الكبرى في مدينة نيويورك، لم تتحقق الرؤية الكاملة للمشروع بعد. فلقد بدت كوني آيلاند خالية بصورة رسمية بعد ظهيرة يوم من أيام يناير (كانون الثاني) الماضي، وصارت بعيدة كل البعد عما تعهدت به إدارة المدينة عن الجاذبية والنشاط على مدار العام كما قالت. إذ تهب الرياح الصاخبة على منشآت مدن الملاهي الشهيرة مثل لونا بارك وستيبلشيز بارك، ولكن لا وجود لحلبة التزلج أو الحديقة المائة، حيث لم يتم إنشاء هذه المنشآت قط.
والآن، وفي مواجهة آلة التحسين التي تتحرك بوتيرة بطيئة للغاية، أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند مجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل. تقول السيدة كارلين: «إنهم يحاولون الآن تحويل ساحة اللعب المخصصة لعوام الناس إلى ملعب خاص بالأثرياء فقط».
وكانت السيدة كارلين، رفقة 5 آخرين من أصحاب الشركات الصغيرة في كوني آيلاند - وهم: ناثان فاموس، وروبي بار آند جريل، وبولز دوتر، ومطعم توم، وبيتش شوب - يتفاوضون على عقود جديدة للإيجار تمتد لمدة 10 سنوات مع شركة «زامبيرلا»، وهي الشركة المالكة للمتنزه الإيطالي التي تعاقدت معها مدينة نيويورك قبل عشر سنوات لبناء وإدارة منطقة لونا بارك الترفيهية في كوني آيلاند، والتي تعد الشركات الصغيرة المذكورة جزءا لا يتجزأ منها.
وجاءت شركة «زامبيرلا» بشروط جديدة: زيادة القيمة الإيجارية من 50 إلى 400 في المائة لكل شركة من الشركات المذكورة. وتقول السيدة كارلين عن ذلك: «إنني أعشق كوني آيلاند، والحصول على هذا المتجر على الممشى السياحي كان من أحب أحلام حياتي. ولكن ليست هناك من طريقة أتمكن بها من تحمل الشروط الجديدة».
وفي رسالة وصلت إلى صحيفة «نيويورك تايمز» من أليساندرو زامبيرلا رئيس الشركة المذكورة، جاء فيها: «نحن نهتم بشؤون كوني آيلاند ومستقبلها، ونحن ملتزمون بتحويلها إلى أقوى مجتمع يمكن بناؤه. وذلك هو السبب في تواصلنا مع المستأجرين لضمان نجاح أعمالهم ضمن المحافظة على شخصية كوني آيلاند المميزة».
ورفض السيد زامبيرلا، الذي كان في رحلة سفر إلى إيطاليا، الإجابة عن أسئلة محددة طرحتها عليه صحيفة «نيويورك تايمز»، غير أنه أضاف يقول إن ثلاثة من أصل ست شركات قد وافقت بالفعل على عقود الإيجار الجديدة ووقعت عليها، وإن الشركات الأخرى تحقق تقدما ملموسا على هذا المسار.
أثارت الزيادات المقترحة في القيمة الإيجارية على الشركات الست الصغيرة حالة من الشد والجذب الشديدة المستمرة منذ سنوات داخل كوني آيلاند.
ففي عام 2009، وبعد مواجهة استغرقت 4 سنوات كاملة حول أفضل خطط إحياء وتجديد المنطقة، ابتاعت المدينة تحت رئاسة مايكل بلومبيرغ 7 أفدنة في منطقة الترفيه المضطربة من المطور العقاري جوزيف سيت مقابل 95.6 مليون دولار.
وأراد مايكل بلومبيرغ استعادة المنطقة إلى سابق عهدها، والتي بدأت تواجه الانخفاض منذ ستينات القرن الماضي، من خلال تعزيز تطوير المتاجر والشقق على طول طريق سيرف في المنطقة. وكانت الشركات التي افتتحت في فصل الصيف تنتقل إلى جدول زمني للعمل على مدار العام، مما يساعد على تعزيز رؤية مايكل بلومبيرغ باعتبار كوني آيلاند أكبر مدينة للملاهي الترفيهية والحضرية في البلاد.
ثم استأجرت شركة «زامبيرلا» الأرض من المدينة، مما أتاح لها افتتاح مدينة لونا بارك الترفيهية في عام 2010، مع إملاء عقود الإيجار الخاصة بالشركة مع أصحاب الشركات الصغيرة، ومطالبة هذه الشركات بتسليم جانب من الأرباح المحققة إلى المدينة.
وتعرضت الشركات العاملة على الممشى السياحي في المنطقة للإغلاق، حيث عجزت عن الاتساق مع الرؤية الجديدة للشركة الإيطالية. وكانت شركات صغيرة أخرى، مثل متجر السيدة كارلين، قد عاد للعمل بعد قرار الإخلاء الذي تعرضت له في عهد المطور العقاري جوزيف سيت.
وبحلول عام 2012، كانت جهود الانتعاش جارية على قدم وساق، وشهدت المنطقة نموا في الجماهير والإيرادات. وقالت السيدة كارلين إنها حققت أرباحا بنسبة 50 في المائة تقريبا بعد تولي شركة «زامبيرلا» مقاليد الأمور.
وقال سيث بينسكي، الرئيس الأسبق لمؤسسة التنمية الاقتصادية، حول المنطقة: «يعتقد أغلب الناس أنه قد جرى تطوير المنطقة لتتوافق مع التاريخ المعروف عن كوني آيلاند». ومع ذلك، فإن منطقة الملاهي لا تعمل على مدار السنة. وقال مارك تريغر، عضو مجلس المدينة الممثل لقطاع بروكلين الذي يضم كوني آيلاند، إنه يعتقد أن الوضع الراهن نابع من ندرة الاستثمارات من قبل مجلس المدينة وعمدة نيويورك بيل دي بلاسيو ضمن أهداف المدينة لعام 2009. وقال السيد تريغر: «لا تعرف الشركات إلى أين تذهب كوني آيلاند في ظل إدارة دي بلاسيو للمدينة. فهناك قصور واضح في الرؤية ولا وجود للخطط الشاملة بشأن تحسين المنطقة». وأضاف أن الوعود غير المتحققة منحت شركة «زامبيرلا» قدرا من النفوذ لإضافة المزيد من الأعباء على المستأجرين للمساعدة في استرداد الأرباح المهدرة. وقال إن هؤلاء المستأجرين قد استثمروا أموالهم هناك تحت فكرة تحول هذه المنطقة إلى وجهة سياحية تعمل طوال العام، مع حركة السير على الممشى طيلة السنة، على العكس من 3 إلى 4 أشهر من العمل فقط في العام بأكمله. ولا يمكن لأحد السماح بتحويل الأراضي العامة إلى سلاح باسم الجشع لإلحاق الأضرار بالشركات الصغيرة.
ولقد أعربت السيدة كارلين رفقة العشرات من العمال الآخرين في كوني آيلاند عن اعتراضهم على زيادة القيمة الإيجارية وذلك بالوقوف على درجات سلم مجلس المدينة في أوائل شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وفي مقابلة أجريت مع صحيفة «نيويورك تايمز»، وصف نورمان سيغيل محامي الحقوق المدنية قرار شركة «زامبيرلا» بأنه غير مقبول تماما، وأضاف أنه ينبغي على عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو التدخل في الأمر. وأضاف المحامي سيغيل أن إدارة مجلس المدينة يجب أن تطالب الشركة الإيطالية طرح شروط إيجارية معقولة، وإذا لم يحدث ذلك، فينبغي على المدينة التفكير جديا في سحب عقد الإيجار من شركة «زامبيرلا»، التي أفادت في محاولة لتحسين النوايا بأنها سوف تمدد الموعد النهائي للسيدة كارلين لتوقيع عقد الإيجار الخاص بها حتى يوم الأربعاء المقبل.
وقالت السيدة كارلين عن ذلك: «يقضي صاحب الشركة عطلته في إيطاليا في حين أنني أبذل قصارى جهدي لمجرد إنقاذ متجري الصغير ومصدر معيشتي الوحيد». ورفض السيد زامبيرلا وأصحاب الشركات الخمس الأخرى التعليق على عقود الإيجار الخاصة بهم، برغم أن الكثير من الشخصيات المطلعة على الأمر أكدوا أن الزيادة تتراوح بين 50 في المائة للمتاجر الكبيرة و400 في المائة لمتجر السيدة كارلين الصغير، والتي قالت إنها تعتقد أن الشركات الأخرى لم تتحدث عن المشكلة علنا خشية الانتقام من الشركة الإيطالية ومخافة قرارات الطرد.
وأضافت السيدة كارلين تقول: للتعامل مع الزيادات المطلوبة في الإيجار قرر أصحاب المتاجر رفع الأسعار، وإن أحد المطاعم أجرى تغييرات للانتقال من مطعم للجلوس وتناول الطعام إلى مطعم للوجبات السريعة للحد من التكاليف.
واستطردت السيدة كارلين تقول: «حاولت تقديم الالتماس إلى مجلس المدينة مرارا وتكرارا من خلال المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني والاحتجاجات خلال الشهر الماضي - ولكن لم يتغير شيء حتى الآن. وقال لها مجلس المدينة إنه غير قادر على المساعدة وليس هناك الكثير مما يمكن القيام به، ولكنني لا أوافق على ذلك، فهم أصحاب الأرض التي يستأجرها منهم زامبيرلا».
وقال المحامي سيغيل إن الزيادات باهظة للغاية لدرجة أنها قد تكون سببا وجيها للتقاضي، وأضاف: «هناك عدد من السوابق القضائية في ذلك إذا قررت المحكمة أن ما تقوم به الشركة غير معقول، ويمكن أن يكون ذلك من المطالب القانونية المعتبرة في حد ذاتها».
وليست هناك مؤشرات عامة في مجلس المدينة بشأن خطط سحب عقد الإيجار من زامبيرلا، أو التدخل، إذ إن زيادة القيمة الإيجارية لا تنتهك الاتفاقية المبرمة بين مجلس المدينة وبين شركة زامبيرلا. ونفت السيدة جين ماير، الناطقة الرسمية باسم عمدة نيويورك، الادعاءات القائلة بأن إدارة المدينة تفتقد للرؤية الواضحة أو الخطة الشاملة حيال كوني آيلاند. وقالت إن المدينة أنفقت 180 مليون دولار على تطوير البنية التحتية في كوني آيلاند خلال السنوات العشر الماضية، مع التخطيط لتوسيع نظام النقل بالعبّارات في نيويورك إلى كوني آيلاند بحلول عام 2021.
وأضافت السيدة ماير تقول: «تلتزم إدارة المدينة بالمحافظة على شخصية كوني آيلاند مع ضمان الإنصاف والمساواة والاستعداد للمستقبل». في حين تساءل المحامي سيغيل: لمن يُخصص هذا المستقبل؟ وهو من مواطني المدينة ونشأ في حي بروكلين، واعتاد قضاء فترات من الصيف على الممشى السياحي هناك، ويتذكر إنفاق دولار واحد لدخول مدينة الملاهي ثم العودة لتناول وجبة العشاء الشهية لدى مطعم ناثان فاموس المعروف، وقال: «علينا مواصلة الكفاح لإنقاذ كوني آيلاند التي نحبها».
- خدمة «نيويورك تايمز»