قوى سياسية تدين الإرهاب وتدعو المصريين للمشاركة بكثافة في استفتاء الدستور

قوى سياسية تدين الإرهاب وتدعو المصريين للمشاركة بكثافة في استفتاء الدستور
TT

قوى سياسية تدين الإرهاب وتدعو المصريين للمشاركة بكثافة في استفتاء الدستور

قوى سياسية تدين الإرهاب وتدعو المصريين للمشاركة بكثافة في استفتاء الدستور

دعت قوى سياسية مصرية المواطنين للمشاركة بكثافة في الاستفتاء على مشروع الدستور، المقرر يومي 14 و15 يناير (كانون الثاني) المقبل، ردا على التفجير الذي استهدف مديرية أمن الدقهلية، أمس، وراح ضحيته 13 شخصا، وعدّ أن هدف هذه العملية، التي وصفتها بـ«الإرهابية»، تعطيل خارطة الطريق ووقف الاستفتاء على الدستور. ويأتي هذا بينما حددت اللجنة العليا للانتخابات، الفترة من 8 إلى 12 يناير، موعدا لتصويت المصريين في الخارج.
وقال عمرو موسى، رئيس لجنة «الخمسين» لتعديل الدستور، إن حادث التفجير «إرهابي وراءه قلة جاهلة تطعن على استقرار الوطن»، مطالبا كل المصريين بالخروج للاستفتاء والتصويت بـ«نعم» على الدستور، الذي وصفه بالمتقدم والرصين، مؤكدا أنه «احتوى على نصوص لم تأتِ في أي دستور من دساتير مصر، وأن هناك من يحاول تشويهه بتوزيع نسخ مزورة».
بينما اتهم الدكتور محمد أبو الغار رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي «قوى ظلامية وضيعة» بتنفيذ الحادث، ووصفه بـ«الإرهابي»، مناشدا كل قوى الشعب الوقوف بكل قوة أمام الإرهاب المدمر للوطن. وعدّ حزب «المصريين الأحرار» التفجير «محاولة جديدة من الجماعات الإرهابية لتعطيل خارطة الطريق واستكمال بناء المؤسسات الدستورية». ودعا الحزب في بيان له، أمس، «الحكومة لاتخاذ إجراءات حازمة، والتحرك على الساحة الدولية لإعلان جماعة الإخوان تنظيما إرهابيا، ومخاطبة الإنتربول الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة وكافة المنظمات الدولية لإدراج تنظيم الإخوان كمنظمة إرهابية وملاحقة أعضائها قضائيا وتجفيف مصادر تمويلها».
وأكد الحزب أن «إرهاب (الإخوان) وعصابات القتل الممولة من التنظيم الدولي وأجهزة مخابرات الدول المعادية لمصر لن يكسر إرادة الشعب المصري، ولن يوقف إصراره على استكمال خارطة المستقبل، وخروج الملايين للاستفتاء بـ(نعم) على دستور مصر الجديد، وبناء مؤسسات الدولة المدنية، وتطهير البلاد من العناصر الإجرامية المتسترة بالدين».
كما طالب التيار الشعبي المصري، الذي يتزعمه المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، الحكومة بـ«اتخاذ موقف سياسي جريء، والاستجابة للمطلب الشعبي والسياسي باعتبار (الإخوان) تنظيما إرهابيا، وملاحقة رموزه، باعتباره الداعم الأكبر والحاضنة السياسية للعمليات الإرهابية، التي تشهدها مصر». وشدد التيار على ضرورة التزام الحكومة بإنجاز خارطة المستقبل، وإنهاء الفترة الانتقالية دون تراخٍ أو تراجع كجزء من مواجهة الإرهاب، ولفرض الإرادة الحرة للمصريين على الجميع.
ومن جانبه، دعا حزب الدستور، المصريين إلى تأكيد إصرارهم على تجاوز هذه المرحلة الانتقالية الصعبة، والمضي قدما في تنفيذ خارطة الطريق التي جرى إعلانها في الثالث من يوليو، والتركيز على تحقيق الأهداف الحقيقية لثورة 25 يناير 2011 من عيش وحرية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية.
ونوه حزب الوفد بأن «الحادث يهدف في الأساس إلى زعزعة الاستقرار»، مؤكدا في بيان له أمس أن «مصر لن تركع»، مطالبا بضرورة ترابط أبنائها والتفافهم حول حماية أمنها القومي.
وحمل حزب «مصر القوية» الحكومة مسؤولية الحادث، مؤكدا أن «السلطة مسؤولة قانونا عن توفير الأمن والأمان لكل المصريين، ومسؤولة عن إقامة العدل بين الناس وسيادة القانون بما يقي المجتمع شرور الفتنة والشقاق»، داعيا إياها لـ«القيام بواجبها في الكشف عن الجناة الحقيقيين لهذه الجريمة، مع الالتزام بواجبها في الحفاظ على حقوق الإنسان والسعي لإقامة العدل بين كل المصريين دون تمييز».
من جهة أخرى، قررت اللجنة العليا للانتخابات، برئاسة المستشار نبيل صليب رئيس اللجنة، بدء فتح لجان التصويت للمصريين المقيمين في الخارج على مشروع الدستور، خلال الفترة من 8 إلى 12 يناير المقبل. وذلك اعتبارا من الثامنة صباحا وحتى الثامنة مساء، بتوقيت مقر كل بعثة دبلوماسية، ووفقا للقواعد الواردة بقرار من اللجنة العليا للانتخابات في شأن تنظيم تصويت المصريين بالخارج. وقال المستشار مدحت إدريس عضو الأمانة العامة للجنة، إن اللجنة قررت تشكيل لجان استفتاء المصريين المقيمين في الخارج على تعديلات الدستور المصري، من أعضاء البعثات الدبلوماسية والقنصلية والملحقين الإداريين في سفارات مصر لدى الدول المختلفة.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.