أجواء متباينة في معسكرات «رباعي أندية الشرقية»

TT

أجواء متباينة في معسكرات «رباعي أندية الشرقية»

تسعى أندية المنطقة الشرقية الأربعة التي تنافس في دوري المحترفين السعودي للعودة أكثر قوة في الجولة التي ستنطلق نهاية الأسبوع الجاري، وذلك بعد أن حصدت عدداً ضعيفاً من النقاط في الجولات التسع الماضية من الدوري، وكان أفضلها نقطياً فريق الاتفاق الذي حصد 14 نقطة حتى الآن، جعلته يصل للمركز السادس، قبل توقف الدوري لإقامة المنتخب السعودي معسكره في المرحلة الثالثة لنهائيات كأس آسيا المقبلة في الإمارات.
وفضل الاتفاق أن يبقى في المنطقة الشرقية، في ظل الأزمة المالية التي تعاني منها خزينة النادي، وكذلك تحسن الطقس هذه الفترة من العام، وغيرها من العوامل التي جعلت صناع القرار يفضلون البقاء في المنطقة الشرقية على السفر إلى خارج المملكة من أجل إقامة معسكر خلال فترة التوقف.
والحال نفسه للفتح، حيث أدى الفريق تدريباته اليومية في الأحساء، وخاض ودية أمام فريق الرائد، بدلاً من إقامة معسكر خارجي. في المقابل، أقام الفريق القادساوي معسكراً قصيراً في إمارة عجمان الإماراتية، وخاض ودية مع فريقها وكسبه بثلاثية، فيما أقام الباطن، رابع أضلاع فرق الشرقية بدوري المحترفين، معسكراً في مصر، وخاض وديتين أمام فريق الشرقية، وقبله المصري البورسعيدي، حيث خسر من الثاني بثلاثية، وفاز على الأول بالعدد نفسه من الأهداف.
ويبدو أن تسجيل الأهداف كان أهم عوامل الارتياح لدى الجهاز الفني لهذه الأندية، خصوصاً أن بعضها صام عن التهديف في المباريات الأخيرة، وكانت الحلول الهجومية ضعيفة، وفي مقدمتها فريق الفتح، وحتى القادسية، وإن نثر كل همومه وخسائره المتوالية بالدوري من خلال الفوز على الأهلي، في واحدة من أقوى مفاجآت هذا الموسم، بهدفين نظيفين تكفل بهما المهاجم القادم بقوة هارون كمارا، الذي يوجد مع المنتخب السعودي في المعسكرات المتوالية، مما يفقده الانسجام مع المجموعة في فريقه القادسية.
ومثلت فترة التوقف فرصة كبيرة لجميع فرق المنطقة الشرقية من أجل مراجعة حساباتها، خصوصاً أنها مرت بفترة صعبة، وفي مقدمتها الاتفاق الذي تدهورت نتائجه ومستوياته على نحو متسارع، وخسر آخر ثلاث مباريات، جعلت الكثيرون يبعدونه عن الترشح للمنافسة القوية على حصاد مركز متقدم في الدوري، رغم أنه حقق نتائج مميزة في الجولات الست الأولى، وأبرزها النتيجة الكبيرة والتاريخية التي حققها في شباك الأهلي، بسداسية لهدفين، لتكون واحدة من أقوى النتائج في تاريخ لقاءات الفريقين الحافلة بالإثارة، كما أنها تعتبر من أكبر مفاجآت هذا الموسم، من حيث عدد الأهداف التي دخلت شباك الأهلي التي يحميها أفضل حارس سعودي، ممثلاً في محمد العويس.
كما أن الفتح كان قد تراجع في المباريات الأخيرة، ولم يحصد سوى نقطة في آخر ثلاث مباريات، كانت أمام الباطن، حيث فرط في فوز في متناوله في الجولة الماضية، بعد أن أنهى الشوط الأول متقدماً بهدفين، قبل أن يلحق مستضيفه بالنتيجة، وتنتهي المباراة بالتعادل بهدفين لكل منهما.
أما القادسية، فكان الأكثر انتعاشاً، من خلال الفوز على الأهلي على أرضه ووسط جماهيره في جدة، ولذا هناك مخاوف من تراجع نتائجه مجدداً، رغم أن من فوائد فترة التوقف بالنسبة لهذا الفريق التعاقد مع البلغاري بينييفا، فيما استفاد مدرب الباطن الوطني يوسف الغدير من فترة التوقف للتعرف أكثر على اللاعبين ومستوياتهم، بعد أن منحته الإدارة الثقة للوجود حتى نهاية الموسم، في خطوة تمثل أهمية كبيرة للمدرب الوطني الطموح الذي ساهم في تحسن نتائج وأداء الفريق، بعد أن تم منحه الفرصة بديلاً عن المدرب البلجيكي فركاوترن الذي لم يكن على قدر تطلعات أنصار الباطن.
ويبدو أن الضغوط تتركز على مدربين لتحقيق نتائج إيجابية في الجولة المقبلة بعد فترة التوقف، وهما: مدرب الاتفاق الأوروغوياني ليوناردو راموس، والتونسي فتحي الجبال، كون الطموحات كبيرة لدى أنصار الناديين، حيث إن الهدف المعلن من الإدارتين هو تحقيق مراكز أفضل مما تحقق في الموسم الماضي، حيث حل الاتفاق رابعاً في جدول الترتيب، متقدماً على الفتح بفارق المواجهات المباشرة.
ويؤكد مدرب الاتفاق ليوناردو أن الفريق بحاجة إلى استعادة التوازن والثقة سريعاً، من خلال الحصاد الكامل لنقاط التعاون يوم السبت المقبل، حيث إن الخسائر المتتالية يجب أن تتوقف، ويعود الفريق للمسار الذي كان عليه في الجولات الست الأولى التي حصدها من خلالها 14 نقطة، كانت كفيلة لجعله من فرق المقدمة حتى الآن، وإن كانت خسائر 9 نقاط متتالية لها أثر في عدم التقدم أكثر، وتراجع نسبة التفاؤل بموسم كبير يحقق فيه الاتفاق مجداً جديداً.
واعتبر مدرب الاتفاق أن فترة التوقف كانت مناسبة من أجل تصحيح كثير من الأخطاء التي تم الوقوع فيها، ومراجعة الحسابات، حيث تم التركيز على تصحيح المسار، والعودة بشكل أقوى للدوري، واستعادة الثقة.
أما مدرب فريق الفتح، فتحي الجبال، فشدد على أن التوقف يكون إيجابياً إذا كان من الصعب معالجة الأخطاء في وقت ضيق، وتلاحق خوض المباريات. ومع فترة التوقف، يكون المجال أوسع والفرص أكبر لاستعادة التوازن، خصوصاً أن الفتح حصد نقطة وحيدة من آخر ثلاث مباريات، وهي أقل بكثير من الطموحات والأهداف الموضوعة. ويملك الفتح 10 نقاط جعلته في المركز التاسع.
في المقابل، سيحتاج مدرب القادسية البلغاري إلى وقت من أجل الحكم عليه، خصوصاً أن المباراة المقبلة للفريق أمام الرائد هي الأولى بالنسبة له، وإن كان الفوز الذي حققه القادسية على الأهلي في الجولة السابقة، تحت قيادة المدرب الوطني عبد العزيز البيشي، تمثل تحدياً للمدرب الجديد، كون المدرب الوطني المؤقت نجح في انتشال الفريق من طريق الخسائر المتتالية، وحقق فوزاً لم يكن في حسبان أكثر المتفائلين.
أما الباطن، فإن المدرب يوسف الغدير يعرف ماذا يريد فريقه، وما المهمة التي جاء من أجلها، وهي إبعاد الفريق عن خطر الهبوط لدوري الأولى، ولذا يعيش ارتياحاً كبيراً، خصوصاً بعد قرار الإدارة تجديد الثقة فيه، وإعلان استمراره لنهاية الموسم، وعدم البحث عن مدرب بديل، بحثاً عن الاستقرار الفني الذي ترى ضرورة تحقيقه.


مقالات ذات صلة

السوبر الإسباني: الريال المدجج بالنجوم يصطدم بمايوركا المتحفز

رياضة سعودية لاعبو الريال يوقعون على قميص أحد الأطفال في مقر اقامتهم بجدة (نادي ريال مدريد)

السوبر الإسباني: الريال المدجج بالنجوم يصطدم بمايوركا المتحفز

يتطلع ريال مدريد للتأهل للمباراة النهائية في بطولة كأس السوبر الإسباني المقامة في السعودية، وذلك عندما يواجه فريق ريال مايوركا على ملعب الجوهرة المشعة بجدة.

علي العمري (جدة) روان الخميسي (جدة) ضحى المزروعي (جدة)
رياضة سعودية فرحة هلالية عقب الفوز في الكلاسيكو (تصوير: يزيد السمراني)

الاتحاد ينهي السلسلة الهلالية بـ«العقلية»

منح الفوز الكبير الذي حققه الاتحاد على حساب غريمه الهلال في القمة التي جمعت الفريقين على ملعب «المملكة أرينا» في ربع نهائي كأس الملك، الاطمئنان لجماهيره بأن

علي العمري (جدة)
رياضة سعودية الكرواتي توماس قال إنهم سيلعبون بحذر أمام النصر (نادي الأخدود)

مدرب الأخدود: أمام النصر سنلعب بذكاء

أكد الكرواتي ستيبان توماس مدرب الأخدود، صعوبة المواجهة التي ستجمعهم بالنصر مساء اليوم ضمن الجولة 14 من دوري المحترفين السعودي.

علي الكليب (نجران)
رياضة سعودية رونالدو يتقدم لاعبي النصر خلال التدريبات (نادي النصر)

الدوري السعودي: النصر لتدشين عامه الجديد من شباك الأخدود

يسعى فريق النصر لتدشين بداية قوية في العام الجديد يستعيد من خلالها نغمة انتصاراته في الدوري السعودي للمحترفين وذلك عندما يلاقي الأخدود اليوم الخميس.

فهد العيسى (الرياض )
رياضة سعودية غوميز خلال إشرافه على تدريبات الفتح الأخيرة (نادي الفتح)

غوميز: الفتح يعاني «نفسياً»

عقد جوزيه غوميز المدير الفني لفريق الفتح مؤتمراً صحافياً اليوم الأربعاء للحديث عن مواجهة فريقه المرتقبة أمام الوحدة.

«الشرق الأوسط» (الأحساء )

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.