التحالف: العملية العسكرية في الحديدة مستمرة

العقيد الركن تركي المالكي («الشرق الأوسط»)
العقيد الركن تركي المالكي («الشرق الأوسط»)
TT

التحالف: العملية العسكرية في الحديدة مستمرة

العقيد الركن تركي المالكي («الشرق الأوسط»)
العقيد الركن تركي المالكي («الشرق الأوسط»)

أكد العقيد الركن تركي المالكي المتحدث باسم القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن، أن قوات التحالف تدعم الجهود الأممية، والوصول إلى حل سياسي في اليمن.
وأوضح المالكي، أن العمليات العسكرية في الحديدة مستمرة، وإن كانت بوتيرة مختلفة؛ وذلك لكثير من الأسباب، منها مراعاة عدم وجود أضرار على المدنيين، واستمرار عمل المنظمات الإنسانية بعد أن عطلت الميليشيات الحياة وتدفق المواد الغذائية من الميناء. وأكد أن العمليات حققت الكثير من التقدم، وأصبحت على مسافة 4 كيلومترات من ميناء الحديدة.
وأشار المالكي خلال المؤتمر الصحافي الأسبوعي في العاصمة الرياض أمس، إلى أن الحوثيين حاولوا استهداف السعودية بصاروخ باليسيتي أطلقته الميلشيا صباح أمس وسقط داخل اليمن. ويأتي إطلاق الحوثيين للصاروخ بعد إعلان محمد الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا التابعة للحكومة الانقلابية في بيان «إيقاف إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة» على السعودية والإمارات وحلفائهما في اليمن.
وكشف المالكي أن عمليات تحرير الحديدة ومينائها الاستراتيجي تسير بوتيرة عالية، وأحزرت نتائج نوعية، مشيراً إلى أن القوات اليمنية المشتركة وبمساندة من التحالف تحاصر العناصر الحوثية من مواقع عديدة للمحافظة.
وأفاد بأنه في الوقت الذي لا تزال جميع المنافذ البرية والجوية والبحرية تعمل بكل طاقتها الاستيعابية، تستمر الميليشيات في عرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى المستحقين ومحاولة تعطيل خطوط الإغاثة.
وأشار ميدانيا، إلى أن الفترة الماضية شهدت العديد من الانتصارات للجيش اليمني بدعم التحالف في صعدة وحجة والحديدة والضالع والبيضاء، فيما تواصل قوات الجيش الوطني السيطرة على مثلث عاهم في حجة، وأيضا بمحور باقم، والسيطرة على عدة مواقع هامة، وفي محور نهم هناك اشتباكات مع الميليشيات بجميع الأسلحة ولا تزال المعارك مستمرة. وفي البيضاء نفذ الجيش الوطني هجوماً على الميليشيات.
وأوضح العقيد تركي المالكي أن العمليات العسكرية تهدف ليس فقط إلى ضرب قدرات الميليشيات الحوثية، بل للضغط عليهم أيضاً للعودة إلى طاولة المفاوضات والجلوس لتحقيق العملية السياسية.
وتطرق المالكي، إلى أن المنظمات الأممية وكذلك الشركاء والأصدقاء حول العالم، يدركون خطر الميليشيات الحوثية وامتلاكهم للصواريخ الباليستية، وأن منهجهم في اتباع طرق «المظلومية» أصبح مكشوفا، مؤكدا أن تحالف دعم الشرعية اتخذ جميع التدابير لوقف أي تهديد ضد السعودية والممرات البحرية في البحر الأحمر.
ولفت إلى أن كل المنافذ تعمل بالطاقة الاستيعابية، واستمرار تقديم التصاريح اللازمة للسفن والعمليات الإغاثية، متهما الانقلابيين بعرقلة المساعدات الإنسانية عبر ممرات آمنة دشنها في الآونة الأخيرة بالتعاون مع الأمم المتحدة.
ميدانياً أيضاً، أفاد المالكي أن قوات الجيش اليمني تمكنت بدعم من التحالف بإيجاد أحد المصانع التي تقوم الميليشيات بإعداد الألغام فيه في الحديدة، في وقت لا تزال الميليشيات تستغل الأطفال في العمل العسكري، علاوة على قيامها بتدمير المساجد ودور العبادة في الحديدة على وجه الخصوص.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.