دلّت معطيات دائرة الإحصاء المركزية في إسرائيل على أن نسبة الولادة فيها تزيد على النسبة في الدول الغربية، وأن هذا الارتفاع يعود بالأساس إلى نسبة الولادة الكبيرة في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية والقدس الشرقية بشكل خاص، وكذلك في البلدات التي يعيش فيها متدينون يهود أو متدينون عرب.
وقد نشرت هذه الإحصاءات، أمس، بمناسبة «يوم الأولاد العالمي»، في جزء من بحث عالمي واسع أجري في الأمم المتحدة، لفحص التغييرات التي طرأت على نسب الولادة في دول العالم بين عامي 1950 و2017. وخلص البحث إلى أن انخفاضا طرأ في نسب الولادة بشكل عام في العالم، وأنه لم يولد عدد كاف من الأطفال الضروري لتعزيز زيادة عدد السكان، في نصف الدول. ولكن الوضع في إسرائيل مختلف؛ إذ إنها الوحيدة بين دول الغرب التي لم تتراجع فيها نسب الولادة؛ بل العكس.
واتضح أن نسبة الأولاد في إسرائيل ما دون سن 17 عاما، تشكل 33 في المائة من السكان. فإذا أخذنا في الحسبان أن نسبة الولادة لدى سكان المدن الكبرى المتطورة، حيث يعيش اليهود الأشكيناز، قد انخفضت، كما هي الحال في دول الغرب، ونسبة الولادة في التجمعات السكنية العربية في إسرائيل (فلسطينيو 48)، هي أيضا آخذة في الانخفاض، فإن سبب الارتفاع في نسبة الولادة فيها تعود إلى النسب العالية للولادة في البلدات اليهودية الدينية (الحريديم) وفي المستوطنات، التي يسكنها اليهود من التيار الصهيوني الديني.
ووفقا لإحصاءات سنة 2017، يوجد في إسرائيل مليونان و908 آلاف طفل، من مجموع نحو 9 ملايين نسمة. عدد اليهود منهم مليونان و86 ألفاً، والعرب 728 ألفاً، والمسيحيون غير العرب ومعهم من لا يحددون هويتهم الدينية 94 ألفاً. وتعد تل أبيب المدينة التي تقل فيها نسبة الأطفال باستمرار، بسبب نمط الحياة الأوروبي، ونسبة الأولاد فيها 21 في المائة، بينما أعلى نسبة أولاد موجودة في مدينة بيت شيمش اليهودية المتدينة، حيث تبلغ 51 في المائة. وتوجد القدس في وسط هذه المعادلة؛ إذ تبلغ نسبة الأولاد فيها 40 في المائة.
وتثير هذه النسب قلقا لدى الباحثين الاجتماعيين، لأن نسب الولادة العالية تحدث لدى العائلات التي يعيش أطفالها بمستويات معيشة ضعيفة، شبيهة بمستوى المعيشة في العالم الثالث. ويقول البروفسور ديفيد بن ديفيد، الباحث في الشؤون الاجتماعية، إن «هذه الأوضاع تترافق مع ظاهرة خطيرة لا ينتبه إليها المجتمع بشكل كاف... فكثرة الولادات تزيد من ضيق الشباب، وغياب الفرص، وتؤدي حتى إلى ظاهرة هروب الأدمغة، خصوصا بين صفوف الشباب النابغين. فهؤلاء يعتقدون أنه بمقدورهم الحصول على ظروف معيشية وتعليمية واقتصادية أفضل في الدول الغربية».
يذكر أن البحث العالمي المذكور أشار إلى أن نسبة الولادة في العالم، انخفضت من 4.7 طفل لكل امرأة في العالم في سنة 1950، إلى 2.4 في سنة 2017. ويشكل هذا الانخفاض مصدر قلق لدى معظم الدول والشرائح الاجتماعية المتطورة، لأن هذا المعدل يشير إلى انخفاض حاد في نسبة الولادة في الغرب، مقابل معدلات تتجاوز 5 في المائة في أفريقيا وغيرها من دول العالم الثالث.
نسبة الولادة بين المستوطنين الأعلى في إسرائيل
تتراجع لدى اليهود الأشكيناز والعرب من «فلسطينيي 48»
نسبة الولادة بين المستوطنين الأعلى في إسرائيل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة