اتفقت مصر وإثيوبيا على استئناف مفاوضات «سد النهضة»، التي تجري بمشاركة السودان أيضاً، خلال الأسبوعين المقبلين، على أمل التوافق بشأن نقاط خلافية في تقرير استهلالي، قدمه مكتب استشاري فرنسي، منوط به تقييم تأثيرات السد على دولتي مصب نهر النيل (مصر والسودان). وقال الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء المصري، عقب لقائه رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد في أديس أبابا، أمس، إن أحمد أكد «حرصه الشخصي على حقوق مصر في نهر النيل». وتبني إثيوبيا السد على أحد الروافد الرئيسية لنهر النيل، لتزويدها بالطاقة الكهربائية. وبينما تقول القاهرة إنه يهدد بخصم حصتها من المياه، المقدرة بـ55.5 مليار متر مكعب، تنفي أديس أبابا وجود أضرار محتملة للسد، الذي أنجز نحو 66 في المائة من مراحل بنائه. وتخوض مصر وإثيوبيا والسودان سلسلة مفاوضات فنية وسياسية، منذ سنوات، غير أنها فشلت في إيجاد توافق حاسم حتى الآن. والتقى مدبولي أمس نظيره الإثيوبي على هامش القمة الأفريقية الاستثنائية في أديس أبابا، ناقلاً رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، تتعلق بـ«سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين إلى مستوى الشراكة المتكاملة وتفعيل الآليات الكفيلة بتحقيق ذلك»، بحسب بيان مجلس الوزراء المصري.
وأكد البيان أن الطرفين «بحثا سبل الإسراع بتفعيل الصندوق الاستثماري المشترك، والترتيب لعقد اجتماع قريباً في القاهرة لمحافظي البنك المركزي في كل من مصر وإثيوبيا والسودان تنفيذاً لمخرجات الاجتماع الأخير، بالإضافة إلى مناقشة إمكانية إتاحة الخبرات المصرية للإسهام في الخطط الإثيوبية في مجالات تخطيط وإنشاء المدن وتطوير الطرق وغيرها».
ونقل البيان عن رئيس الوزراء الإثيوبي «الالتزام بمتابعة واستكمال المحادثات الفنية بين الجانبين الإثيوبي والمصري على كل المستويات لتحقيق التفاهمات المنشودة فيما يتعلق بسد النهضة لما في صالح الشعبين والبلدين». وقال مدبولي، في تصريحات عقب الاجتماع نقلتها عنه وكالة أنباء الشرق الأوسط (الرسمية) المصرية، إن «رئيس وزراء إثيوبيا أكد حرصه الشخصي على حقوق مصر في نهر النيل وجميع الدول الأفريقية الشقيقة المرتبطة بالنيل»، موضحاً أنه «تم الاتفاق خلال الاجتماع على بدء المباحثات الثنائية خلال الأسبوعين المقبلين بشأن التوافق على النقاط التي لم يتم الاتفاق عليها». وكانت مصر دعت إثيوبيا للإسراع في المسار التفاوضي الخاص بـ«سد النهضة». وشدد وزير الخارجية المصري سامح شكري، خلال لقائه نظيره الإثيوبي ورقنه غبيهو، قبل أيام في أديس أبابا، على أهمية التنفيذ الأمين لمخرجات الاجتماع الوزاري الأخير و«تجاوز التباطؤ الراهن إزاءها».
وأكد مدبولي حرص مصر التام على الوصول بمستوى التعاون بين البلدين لمستوى الشراكة المتكاملة في كل المجالات، بما يكفل ضمان الوفاء بتطلعات الشعبين الشقيقين في التنمية والحفاظ على مصالحهما المائية، مشيراً إلى تكامل عوامل التعاون بين مصر وإثيوبيا كبلدين كبيرين يتجاوز تعداد كل منهما الـ100 مليون نسمة. وحول فعاليات الاجتماع الاستثنائي لقمة الاتحاد الأفريقي، قال مدبولي إنه تم إقرار الشكل الهيكلي للاتحاد، موضحاً أن مصر شاركت بفاعلية في اللجان التحضيرية لهذه القمة، ومشدداً على أن مصر متوافقة مع قرار عملية الإصلاح في الهيكل التنظيمي للاتحاد الأفريقي وتؤيده، وهو ما تم الإعراب عنه خلال المشاركة المصرية بالقمة الأفريقية. وقال رئيس الوزراء إن البعد البيئي كان جزءاً من أساسيات الحوار الأفريقي، فضلاً عن إقدام البلدان الأفريقية على إعادة هيكلة الوكالة الأفريقية للتنمية، ومصر لها دور أساسي فيها، كما أن مشاركة مصر تدعم هذه القرارات.
مصر وإثيوبيا تتفقان على استئناف مفاوضات «سد النهضة» خلال أسبوعين
مدبولي: آبي أحمد أكد حرصه الشخصي على حقوق القاهرة في مياه نهر النيل
مصر وإثيوبيا تتفقان على استئناف مفاوضات «سد النهضة» خلال أسبوعين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة