تجدد مخاوف ناشطي البصرة بعد اغتيال رجل دين بارز

TT

تجدد مخاوف ناشطي البصرة بعد اغتيال رجل دين بارز

اغتال مسلحون مجهولون رجل الدين العراقي وسام الغراوي، مساء أول من أمس، وهو أحد أبرز الناشطين في المظاهرات التي انطلقت في محافظة البصرة الجنوبية مطلع يوليو (تموز) الماضي للمطالبة بتحسين الخدمات وتوفير فرص العمل.
ويخشى ناشطون من أن يشكل الحادث بداية موجة جديدة من الاغتيالات، كما أنه يعيد إلى الأذهان عمليات اغتيال مماثلة طالت ناشطين في البصرة خلال الأشهر الماضية، منهم الناشطة سعاد العلي التي قتلها مسلحون وسط المدينة نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي.
وأصيب الغراوي برصاصات عدة أمام منزله في منطقة الموفقية دور النفط وسط المحافظة، ليلقى حتفه بعد نقله إلى المستشفى العسكري متأثراً بجراحه.
ويظهر الغراوي في تسجيل مصور يرجّح أن يكون أصدره نهاية سبتمبر الماضي، وهو يتحدث عن اتفاقه مع رجال دين كبار على إصدار «فتوى جهاد» ضد السلطات في البصرة.
ويؤكد الناشط المدني نائل الزامل أن الغراوي اغتيل بعد أيام من عودته من إيران على خلفية تهديدات تلقاها من جهات متنفذة بتصفيته.
واستناداً إلى معلومات نقلها أحد جيران رجل الدين المقتول، يقول الزامل لـ«الشرق الأوسط» إن «اسم وسام الغراوي ورد ضمن لائحة أصدرتها ميليشيات لتصفية مجموعة من الناشطين، ما دفعه إلى الهروب لإيران وبعد فترة وجيزة من عودته إلى البصرة قُتل أمام منزله».
ولا يستبعد الزامل «عمليات اغتيال مماثلة تطال ناشطين في الفترة المقبلة، خصوصاً بعد أن فشلت الميليشيات والأحزاب في أن تنال من الناشطين عبر القضاء ورفع الدعاوى الكيدية ضدهم».
ورأى أن هذه الأطراف «يبدو أنها تريد قمع الناس حتى لا تفكر بالخروج في مظاهرات من جديد».
وتتهم ميليشيات وأحزاب إسلامية في البصرة مجموعة من الناشطين بالوقوف وراء عمليات الحرق التي طالت مقراتها والقنصلية الإيرانية مطلع سبتمبر الماضي.
ولفت الزامل إلى أن «الحكومة الاتحادية أسقطت جميع الدعاوى التي رفعت ضد المتظاهرين، باستثناء دعوى بالحق الشخصي رفعها المسؤول عن حركة ثأر الله يوسف سناوي ضد ناشطين يتهمهم بالوقوف وراء حرق مقر حزبه.
لدينا مذكرات اعتقال بحق 18 ناشطاً قاضاهم سناوي وألقي القبض على 3 منهم فقط، وسناوي يطالب بمبالغ كبيرة لإسقاط الدعاوى».
ورأى أن «بعض القضاة يماطلون في إطلاق سراح المعتقلين الثلاثة بعد أن صدرت أحكام براءة بحقهم، وقابلنا رئيس محاكم البصرة فأشار إلينا بإحالة أوراق هؤلاء المعتقلين إلى قضاة آخرين».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.